- الأحد ديسمبر 08, 2013 7:37 pm
#68856
ولد أبو مسلم الخراساني سنة(100) في ماه بالبصرة مما يلى أصبهان عند عيسى ومعقل ابنى إدريس العجلى فربياه إلى أن شبّ واتصل أبو مسلم بعد ذلك بإبراهيم بن الإمام محمد من بنى العباس وكان في خدمته إلى أن أرسله إلى خراسان داعية فقام فيها واستمال أهلها، ووثب على ابن الكرماني وَالِي نيسابور فقتله واستولى عليها. وسيّر أبو مسلم جيشًا لمقاتلة مروان بن محمد آخر ملوك بنى أمية فهزمه أبو مسلم وفرّ مروان إلى مصر فقُتل في بوصير وزالت الدولة الأموية الأولى سنة)132 هـ
وهو حسب الروايات واحد من أحفاد أخر الأكاسرة ـ الذي بدوره تنبأ بعودة الحكم لأحفاده (روى ابن عياش في المقتضب، عن الحسين بن علي بن سفيان البزوفري، عن محمد بن علي بن الحسن البوشنجاني، عن أبيه، عن محمد بن سليمان، عن أبيه، عن النوشجان بن البودمردان، قال: لما جلى الفرس عن القادسية وبلغ يزدجرد بن شهريار ما كان من رستم وإدالة العرب عليه وظن أن رستم قد هلك والفرس جميعا وجاء مبادر وأخبره بيوم القادسية وانجلائها عن خمسين ألف قتيل، خرج يزدجرد هاربا في أهل بيته ووقف بباب الايوان، وقال: السلام عليك أيها الايوان ! ها أنا ذا منصرف عنك وراجع إليك، أنا أو رجل من ولدي لم يدن زمانه ولا آن أوانه. قال سليمان الديلمي: فدخلت على أبي عبد الله فسألته عن ذلك وقلت له: ما قوله: " أو رجل من ولدي " فقال: "ذلك صاحبكم القائم بأمر الله عز وجل السادس من ولدي قد ولده يزدجرد فهو ولده". انتهى ولقد إدعى أنه من العباسين... نسبة إلى بن عباس، ولأجل ذلك قتل. ويكنى أبا إسحاق، كان غلاماً سراجاً، ومن ثم أُرسل إلى إبراهيم الإمام ليخدمه، فلمس فيه إخلاصاً، وحماساً، وشجاعة، فقربه، وأمره بتغيير اسمه وكنيته، وأرسله بعدها ليدعوا للعباسيين في خراسان، وأوصاه وصية مشهورة التزم بها.
استمر أبو مسلم في دعوته رغم موت الإمام، ووطأ المنابر للدولة العباسية، حتى قامت في 132 هـ. قتل وعمره 37 سنة. ثارت لمقتله جماعة بزعامة (سنباذ) سنة 137 هـ ولكن لم تلبث أن أخمدت ثورتهم.
وفي دعوته قال نصر بن سيار:
أرى خلل الرماد وميض نار وتوشك أن يكون لها ضرام
التف حوله الفرس والموالي بسبب ظلم الدولة الأموية لهم، واقتربوا منه فأعجبوا بشخصيته وتبعوه على حداثة سنه. وكان بين القيسية واليمانية في خراسان خلاف وفرقة، فلما رؤوا التفاف العجم حول أبي مسلم اتفقوا عليه لضرب دعوته في مهدها، وقد كادوا يفلحون لولا أن ضربهم أبو مسلم ببعضهم البعض مستخدماً دهاءه وحنكته.
مع قيام الدولة العباسية ارتفعت مكانة أبو مسلم، وكان محبوباً من أتباعه ومعظماً بينهم، فخشي منه الخليفة أبو جعفر المنصور، فاحتال لقتله بعد أن أمنه، وقال لأهل خراسان عند ثورتهم لموت أبي مسلم قولته المشهورة:
"أيها الناس، لا تخرجوا من أنس الطاعة إلى وحشة المعصية، ولا تسروا غش الأئمة..."
كانت حياة أبو مسلم قصيرة، فقد قتل وسنه اثنان وثلاثون سنة، أو خمسة وثلاثون، لكن المؤرخين يقارنونه بـ الحجاج بن يوسف الثقفي في كثرة القتل، ففي حروبه ومعاركه أفنى خلقاً كثيراً، وكان يأخذ الناس بالظنة، وأجرى مذهب القتل فيمن خالف سلطانه، ولم يكن له صاحب، أو مؤتمن، كما كان لا يضحك، ولا تبدو في وجهه علامات السرور.
كانت هيبته كبيرة، وكان كريماً، زاحم موكبه في الحج موكب أبي جعفر المنصور فاتجه الناس إليه لكرمه، فأسرها له أبو جعفر المنصور في نفسه وانتقم منه فيما بعد.
كما أنه كان بليغاً قليل الكلام، وإليه ينسب البيت:
ولما مات أبو العباس السفاح في ذى الحجة سنة (136هـ) خلفه أخوه أبو جعفر المنصور فرأى المنصور من أبى مسلم ما أخافه أن يطمع بالملك فاستشار بعض أصحابه فأشاروا عليه بقتله. فدبَّر له المنصور مكيدة حتى قتله بروْمة المدائن سنة (137 هـ). وقد عاش أبو مسلم الخرسانى (37 سنة) بلغ بها منزلة عظماء العالم حتى قال فيه المأمون: أجلّ ملوك الأرض ثلاثة وهم الذين قاموا بنقل الدولة وتحويلها: الإسكندر وأردشير وأبو مسلم الخرسانى. وكانت وفاته سنة (137هـ).
وهو حسب الروايات واحد من أحفاد أخر الأكاسرة ـ الذي بدوره تنبأ بعودة الحكم لأحفاده (روى ابن عياش في المقتضب، عن الحسين بن علي بن سفيان البزوفري، عن محمد بن علي بن الحسن البوشنجاني، عن أبيه، عن محمد بن سليمان، عن أبيه، عن النوشجان بن البودمردان، قال: لما جلى الفرس عن القادسية وبلغ يزدجرد بن شهريار ما كان من رستم وإدالة العرب عليه وظن أن رستم قد هلك والفرس جميعا وجاء مبادر وأخبره بيوم القادسية وانجلائها عن خمسين ألف قتيل، خرج يزدجرد هاربا في أهل بيته ووقف بباب الايوان، وقال: السلام عليك أيها الايوان ! ها أنا ذا منصرف عنك وراجع إليك، أنا أو رجل من ولدي لم يدن زمانه ولا آن أوانه. قال سليمان الديلمي: فدخلت على أبي عبد الله فسألته عن ذلك وقلت له: ما قوله: " أو رجل من ولدي " فقال: "ذلك صاحبكم القائم بأمر الله عز وجل السادس من ولدي قد ولده يزدجرد فهو ولده". انتهى ولقد إدعى أنه من العباسين... نسبة إلى بن عباس، ولأجل ذلك قتل. ويكنى أبا إسحاق، كان غلاماً سراجاً، ومن ثم أُرسل إلى إبراهيم الإمام ليخدمه، فلمس فيه إخلاصاً، وحماساً، وشجاعة، فقربه، وأمره بتغيير اسمه وكنيته، وأرسله بعدها ليدعوا للعباسيين في خراسان، وأوصاه وصية مشهورة التزم بها.
استمر أبو مسلم في دعوته رغم موت الإمام، ووطأ المنابر للدولة العباسية، حتى قامت في 132 هـ. قتل وعمره 37 سنة. ثارت لمقتله جماعة بزعامة (سنباذ) سنة 137 هـ ولكن لم تلبث أن أخمدت ثورتهم.
وفي دعوته قال نصر بن سيار:
أرى خلل الرماد وميض نار وتوشك أن يكون لها ضرام
التف حوله الفرس والموالي بسبب ظلم الدولة الأموية لهم، واقتربوا منه فأعجبوا بشخصيته وتبعوه على حداثة سنه. وكان بين القيسية واليمانية في خراسان خلاف وفرقة، فلما رؤوا التفاف العجم حول أبي مسلم اتفقوا عليه لضرب دعوته في مهدها، وقد كادوا يفلحون لولا أن ضربهم أبو مسلم ببعضهم البعض مستخدماً دهاءه وحنكته.
مع قيام الدولة العباسية ارتفعت مكانة أبو مسلم، وكان محبوباً من أتباعه ومعظماً بينهم، فخشي منه الخليفة أبو جعفر المنصور، فاحتال لقتله بعد أن أمنه، وقال لأهل خراسان عند ثورتهم لموت أبي مسلم قولته المشهورة:
"أيها الناس، لا تخرجوا من أنس الطاعة إلى وحشة المعصية، ولا تسروا غش الأئمة..."
كانت حياة أبو مسلم قصيرة، فقد قتل وسنه اثنان وثلاثون سنة، أو خمسة وثلاثون، لكن المؤرخين يقارنونه بـ الحجاج بن يوسف الثقفي في كثرة القتل، ففي حروبه ومعاركه أفنى خلقاً كثيراً، وكان يأخذ الناس بالظنة، وأجرى مذهب القتل فيمن خالف سلطانه، ولم يكن له صاحب، أو مؤتمن، كما كان لا يضحك، ولا تبدو في وجهه علامات السرور.
كانت هيبته كبيرة، وكان كريماً، زاحم موكبه في الحج موكب أبي جعفر المنصور فاتجه الناس إليه لكرمه، فأسرها له أبو جعفر المنصور في نفسه وانتقم منه فيما بعد.
كما أنه كان بليغاً قليل الكلام، وإليه ينسب البيت:
ولما مات أبو العباس السفاح في ذى الحجة سنة (136هـ) خلفه أخوه أبو جعفر المنصور فرأى المنصور من أبى مسلم ما أخافه أن يطمع بالملك فاستشار بعض أصحابه فأشاروا عليه بقتله. فدبَّر له المنصور مكيدة حتى قتله بروْمة المدائن سنة (137 هـ). وقد عاش أبو مسلم الخرسانى (37 سنة) بلغ بها منزلة عظماء العالم حتى قال فيه المأمون: أجلّ ملوك الأرض ثلاثة وهم الذين قاموا بنقل الدولة وتحويلها: الإسكندر وأردشير وأبو مسلم الخرسانى. وكانت وفاته سنة (137هـ).