صفحة 1 من 1

الحرب العالمية الثانية ( 1939 م - 1945 م )

مرسل: الأحد مايو 31, 2009 11:52 pm
بواسطة فيصل المطيري (246)

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ،، وبعد ..

أقدم هذا التقرير المطلوب من قبل استاذ المادة الدكتور أحمد وهبان بخصوص الحرب العالمية الثانية ..



التقرير بصيغة ( PDF)


Re: الحرب العالمية الثانية ( 1939 م - 1945 م )

مرسل: الثلاثاء يونيو 02, 2009 7:59 pm
بواسطة فيصل المطيري (246)

الحرب العالمية الثانية ( 1939 م - 1945 م ) ٭


بدأت الحرب العالمية الثانية في أول سبتمبر 1939 م ، حين اجتاحت الجيوش الألمانية الأراضي البولندية مدعية حقها في السيطرة على الممر البولندي وميناء دانزايج ، ثم سيطرتها على العاصمة البولندية وارسو ، وقد استهدف هتلر من غزوه لبولندا أن يربط بروسيا الشرقية بألمانيا محققاً بذلك ما عرف بالمجال الحيوي لألمانيا .
وقامت بريطانيا وفرنسا بتقديم إنذاراً لألمانيا وهددوا بإعلان الحرب عليها في حالة عدم انسحابها من الأراضي البولندية ، وقد اعتبرت كل من بريطانيا وفرنسا في حالة حرب مع ألمانيا بحلول الثالث من سبتمبر 1939 م . وأما الاتحاد السوفيتي سبق له توقيع ميثاق لعدم الاعتداء مع ألمانيا مقابل تقسيم المناطق البولندية بينهم .

وفي أعقاب فرض هتلر سيطرته على بولندا والبلطيق بدأ في تحويل الهجوم صوب أوروبا الغربية ، وفي شهور قليلة استطاعت الجيوش الألمانية أن تحتل كل من الدانمرك ، النرويج ، السويد ، لوكسمبورج ، وبلجيكا ثم والت زحفاً صوب الحدود الفرنسية .
وفي فرنسا لم تكن الأوضاع الداخلية مواتية للتصدي للزحف الألماني ، مما أتاح المجال أمام الجيوش الألمانية للانقضاض على فرنسا عبر حدودها مع بلجيكا .
وقد قامت حكومة فرنسا بطلب العون والمساندة من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا ، إلا أن هاتين الدولتين لم يستجيبوا لطلبها وذلك لأن الولايات المتحدة أرادت التريث بينما بريطانيا رأت أن مصالحها تستلزم عدم التدخل .
وقد أسفر الأمر في النهاية عن سقوط باريس في 15 يونيو 1940 م وحدوث انقسام بين بول رينو رئيس الوزراء ( الذي كان يرى ضرورة مواصلة القتال ) وبين نائبة الجنرال بيتان ( الذي كان يرى ضرورة الاستسلام ) ، وقد أعقب ذلك استقالة حكومة بول رينو وقيام الجنرال بيتان بتشكيل حكومة موالية للألمان في مدينة فيشى حيث طلب عقد هدنه مع ألمانيا . وقد تضمنت اتفاقية الهدنة الموقعة بين ألمانيا وفرنسا في 22 يونيو 1940 م شروطاً مجحفة بفرنسا ، وكان من أهمها :


1. السماح للجيوش الألمانية باحتلال الأراضي الفرنسية الواقعة إلى شمال وغرب الخط الممتد من جنيف إلى تور ومن تور جنوباً إلى حدود اسبانيا ، فضلاً عن سيطرة الألمان على الموانئ الغربية الواقعة على المحيط الأطلنطي وعلى بحر المانش .
2. أن تقوم فرنسا بتسريح قواتها المسلحة فيما الاعداد القليلة من الجنود التي تكفل حفظ الأمن والنظام الداخلي .
3. أن تتحمل فرنسا نفقات جيش الاحتلال الألماني .
4. إطلاق سراح الأسرى الألمان لدى فرنسا ، مع احتفاظ ألمانيا بأسرى الحرب من الجنود الفرنسيين .


وفي ظل الهجوم الألماني تصاعدت حدة الغارات الجوية الألمانية على الأراضي والمدن البريطانية وذلك بهدف إقناع بريطانيا بالاستسلام وعدم التورط بالحرب وأيضاً لتحطيم الروح المعنوية للجيش والشعب الألماني ، إلا أن بسالة المقاومة وثقة الحكومة البريطانية والنجاح في تطوير الصناعة الحربية والأسلحة واختراع أجهزة الرادار ساعد على إفشال الغزو الألماني على بريطانيا .

في هذه الأثناء أعلنت ايطاليا الحرب على بريطانيا وفرنسا على أمل مقاسمة ألمانيا مغانم الحرب في حالة انتصارها .وقد سعى موسوليني إلى التوسع في منطقة البلقان فبادر باحتلال ألبانيا ثم اليونان ، إلا أن المقاومة اليونانية نجحت في التصدي للجيوش الايطالية وأجبرتها على الانسحاب حتى من ألبانيا . وعندما علم هتلر هب إلى مساندة ايطاليا وذلك لان هزيمة حليفه في منطقة البلقان قد تؤثر سلبياً على معنويات جيوش دول المحور . وقد استطاعت الجيوش الألمانية عام 1941 م أن تحتل المجر ، بلغاريا ، رومانيا ، يوغوسلافيا ، اليونان ، وكريت ( وذلك حتى لا تستغل كقاعدة بريطانية في البحر المتوسط ) .
وعلى صعيد أخر كان الايطاليون قد صعدوا ابتداء من عام 1940 م هجماتهم من ليبيا جنوب الحدود المصرية للتحرش بقوات الحلفاء في مصر ، غير أن قوات الحلفاء استطاعت التصدي للجيوش الايطالية . وإزاء تلك الانتكاسات للحليف عمد هتلر مرة أخرى إلى تغطية هزائم ايطاليا ، فبادر بإرسال دعم عسكري ألماني إلى شمال إفريقيا بقيادة روميل . وحصلت معارك ضاربة بين قوات الحلفاء والمحور عامي 1941 م ، 1942 م ، حتى استطاعت قوات الحلفاء بقيادة مونتجميري أن تنتصر على قوات المحور بقيادة روميل ، وان تجبرها على التقهقر حتى داخل الأراضي التونسية ، بينما أطبقت عليها القوات البريطانية الأمريكية المشتركة القادمة من المغرب والجزائر بقيادة إيزنهاور ، الأمر الذي أدى إلى انسحاب الألمان من شمال إفريقيا .

ومن ناحية أخرى شرعت الجيوش الألمانية في الهجوم على الاتحاد السوفيتي في يونيو 1941 م وذلك عندما أحس هتلر بتفوق جيوشه في جبهة البلقان ، ويمكننا أن نتمثل الأسباب الرئيسة التي حدت بهتلر إلى مهاجمة الاتحاد السوفيتي فيما يلي :


1. الاختلافات الأيديولوجية العميقة بين الشيوعية والنازية .
2. عدم ثقة هتلر في الزعيم السوفيتي ستالين .
3. نزعة هتلر الاستعلائية وإيمانه بضرورة سيطرة الجنس الآري على كل شعوب العالم الأخرى .
4. تخوف هتلر من سعي الاتحاد السوفيتي إلى منافسة ألمانيا على النفوذ في مناطق البلطيق والبلقان .
5. تطلعه إلى السيطرة على الموارد المعدنية ( الحديد والبترول والمنجنيز ) في الاتحاد السوفيتي ، فضلاً عن ( القمح ) في أوكرانيا .


وبالفعل قد تقدمت الجيوش الألمانية ، واستطاعت أن تسطير على مساحات شاسعة يقطنها ما يقرب من ثلث الشعب الروسي ولا سيما في أوكرانيا وشبة جزيرة القرم وسباستبول والقوقاز ( على الرغم من فشل الألمان في السيطرة على ليننجراد وموسكو ) ، وبوصول الجيش الألماني إلى ستالينجراد بدأ الجيش الألماني يعاني من نقص الإمدادات من الذخيرة والمواد التموينية وعانى أيضاً من شدة البرد القارص ، الأمر الذي دفع الجيش الألماني للاستسلام مخالفين بذلك تعليمات هتلر .
وهكذا استطاع السوفيت التصدي ببسالة للهجمات الألمانية ونجحوا في استرداد المناطق التي سبق وان احتلها الألمان ، وتوالت الانتصارات السوفيتية على الجيوش الألمانية خلال عامي 1943 م ، 1944 م ، حتى نجحوا السوفيت في تعقب القوات الألمانية إلى داخل الأراضي الفنلندية وكذلك بولندا ورومانيا وبلغاريا والمجر .

أما بالنسبة لموقف الولايات المتحدة الأمريكية من الحرب فقد ظل هذا الموقف متأرجحاً بين سياسة العزلة وبين سياسة التدخل ، وبالرغم أنها لم تشارك بشكل رسمي إلا في عام 1941 م إلا أنها ساهمت في دعم قدرات دول الحلفاء ، وقد تمثل ذلك في عدة أمور :


1. موافقتها عام 1939 م على بيع السلاح الأمريكي لدول الحلفاء .
2. مساعدتها العسكرية الضخمة لبريطانيا ولا سيما في أعقاب قيام المحور الثلاثي ( روما - برلين - طوكيو 1940 م ) .
3. إصدار قانون الإعارة والتأجير الأمريكي في مارس 1941 م .
4. صادرت الولايات المتحدة السفن ،والأموال ، والممتلكات الخاصة بدول المحور لديها .
5. تدريب ثمانية آلاف طيار بريطاني ، وتوفير الحراسة اللازمة لخطوط نقل الإمدادات الأمريكية بين الولايات المتحدة وبريطانيا عبر المحيط الأطلنطي .


وبحلول عام 1941 م أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية دخول الحرب وذلك نتيجة لـ :

1. توتر العلاقات الأمريكية - اليابانية .
2. احتلال اليابان للهند الصينية ( خليج سايجون ) وإقامة قواعد عسكرية يابانية عليها .


وكان السبب المباشر لدخول الولايات المتحدة الأمريكية الحرب تمثل في تعرض ميناء بيرل هاربور وهو القاعدة العسكرية الأمريكية القريبة من جزر هاواي بالمحيط الهادي لهجوم جوي شامل من القوات اليابانية والذي أدى إلى مقتل ما يقرب من ثلاثة آلاف أمريكي وتحطم الطائرات الحربية الأمريكية ، وبعد تلك الحادثة أعلنت أمريكا الحرب على دول المحور ، وردت ألمانيا وايطاليا بإعلان الحرب على أمريكا في 11 ديسمبر 1941 م .
وقد مثل دخول الولايات المتحدة دعماً كبيراً لموقف الحلفاء حيث قاموا في يوليو 1943 م بغزو صقلية ايطاليا ، وتحت ضغط الهجوم الأمريكي - البريطاني قرر المجلس الفاشي عزل موسوليني من منصبه حيث تم اعتقاله ، وتم تكليف المارشال بادوليو بتشكيل الحكومة الجديدة ، وقد سارعت الحكومة الايطالية بالتفاوض مع الحلفاء مما أسفر عن التوقيع على اتفاقية الهدنة بين ايطاليا والحلفاء في سبتمبر 1943 م ، وحاول بعدها الألمان السيطرة على ايطاليا وإعادة موسوليني الحليف ولكن لم يستطيعوا ، حيث أن دول التحالف سيطرت على ايطاليا كاملة .

من جهة أخرى شهدت أعوام 1942 م ، 1945 م تصعيداً كبيراً للغارات الجوية من جانب قوات الحلفاء ضد الأراضي الألمانية والأقاليم المحتلة من قبلها ، وفي 25 أغسطس 1944 م تم تحرير باريس عاصمة فرنسا ودخلها الجنرال ديجول معلناً قيام حكومة مؤقتة .
وبعدا قاموا الحلفاء بتحير بلجيكا وهولندا ثم توجهوا صوب الأراضي الألمانية وتوغلوا داخلها وذلك بحلول 1945 م ، وسقطت المدن الألمانية الواحدة تلو الأخرى ، وذلك حتى سقطت العاصمة الألمانية برلين في ابريل 1945 م ، مما دعا هتلر إلى الانتحار بعد أن رأى طموحاته وأمجاده تتهاوى ، ورأى أعداءة وقد احكموا الخناق من حوله ، وبذلك هوت أسطورة الجيش الألماني الذي لا يقهر .


وعلى الرغم من انتهاء المعارك على الجبهات الروسية والأوربية والإفريقية ، فقد ظلت اليابان ترفض الاستسلام والاعتراف بالهزيمة العسكرية أمام الحلفاء ، وشهد عام 1942 م بداية التحول والانكسار لموجة التوسع الياباني حيث أحرزت قوات الحلفاء عدة انتصارات بحرية ساحقة . وعلى الرغم من تصعيد حدة الهجمات الأمريكية على القواعد العسكرية والجزر اليابانية ، فقد رفض اليابانيون الاستسلام واستماتوا في التصدي للهجمات الأمريكية بشجاعة واستبسال منقطع النظير ، وإزاء تلك المقاومة رأى الحلفاء انه قد بات من المتعين وضع حد للحرب على نحو قاطع وحاسم بوسائل غير تقليدية ، وذلك باستخدام السلاح الجديد على ساحات الحرب وهو القنبلة الذرية .
وتم الاتفاق بين الرئيس الأمريكي ترومان وبين رئيس الوزراء البريطاني تشرشل على استخدام هذه القنابل ضد اليابان .
وبالفعل فقد ترتب على رفض اليابان الإنذار الأمريكي - البريطاني - الصيني بالاستسلام ، أن تم إلقاء القنبلة الذرية الأولى على مدينة هيروشيما في 6 أغسطس 1945 م ، والتي تبعها إلغاء القنبلة الثانية على مدينة ناجازاكي اليابانية في 9 أغسطس ، وقد نتج عن استخدام هاتين القنبلتين احتراق ما يزيد على 130 ألف ياباني ، فضلاً عما خلفته من مئات الآلاف من المشوهين ، وآلاف الأميال من الأراضي المحترقة ، وبعد ذلك لم يعد لليابانيين سوى الاستسلام ، حيث أعلن الإمبراطور الياباني هيروهيتو استسلام اليابان في 14 أغسطس 1945 م ، وتم التوقيع على وثيقة الاستسلام على متن المدمرة الأمريكية ( ميسوري ) في الثاني من سبتمبر 1945 م ، لتنتهي بذلك الحرب العالمية الثانية التي استمرت لست سنوات ( 1939 م ، 1945 م ) مخلفة وراءها ما يقارب 40 مليون قتيل ، فضلاً عن خسائر مادية بمليارات الدولارات ، ومئات الملاين من المشردين والجوعى والمشوهين .


_________________________
٭ د.ممدوح منصور ، د.أحمد وهبان ، التاريخ الدبلوماسي : العلاقات السياسية بين القوى الكبرى ( 1815 - 1991 ) ، الإسكندرية ، أليكس لتكنولوجيا المعلومات ، الطبعة الرابعة ، 2007 م ، ص ص 165 - 175