By صالح العبيسي 333 - الأحد ديسمبر 08, 2013 9:58 pm
- الأحد ديسمبر 08, 2013 9:58 pm
#68980
لم يكن جمال عبد الناصر مجرد زعيم وطني أحب شعبه فأصبح حبيب الملايين، بل كان معبراً عن آمال وأحلام وطموحات الشعب المصري، وأي زعيم يأتي ليحقق طموحات شعبه فإنه سيجد نفسه مضطراً للسير على نفس النهج الذي يحقق الاستقلال الوطني والحياة الكريمة للمواطن المصري.
فقد جاء قرار طرد السفير التركي من مصر، بعد تصريحات "أردوغان" التي اُعتبرت تدخلا سافراً في الشأن الداخلي المصري، ودعم لتنظيمات تعمل على زعزعة الاستقرار في مصر، ليعيد للأذهان ما قامت به حكومة جمال عبدالناصر – عندما كان لا يزال رئيسا للوزراء- عام ،1954 حين قررت طرد السفير التركي فؤاد طوغاي بعد قيامه بعمل حملات مستمرة على سياسة قادة الثورة وتوجيهه ألفاظاً نابية لجمال عبد الناصر، وأوضح بيان مجلس الوزراء وقتها أن السفير التركي يجهل أصول الكياسة والأدب.
ويبدو أنه كلما اتجهت مصر نحو عروبتها واستقلالها فإنها تصطدم بالدولة التركية، فقد شهدت العلاقات توترا ملحوظا عام 1958، عندما رفضت أنقرة الوحدة المصرية السورية، وحينها هرول الرئيس التركي "عدنان مندريس" ناحية أمريكا قائلا: لقد نمت وعلى حدودى الجنوبية دولة تعدادها ٦ ملايين – أي تعداد الشعب السوري- واستيقظت لأجدهم ٣٠ مليونا، التاريخ بين البلدين ليس طيبا في معظمه فالاحتلال العثمانى لمصر والذى بقى فيها لأربعة قرون قد أحال مصر من دولة مركزية صاحبة دور في المنطقة إلي مجرد ولاية تابعة، يعيش سكانها تحت سلطة الأتراك، في مستوى معيشى منخفض، وسعى حينها العثمانيون إلي تتريك الدواوين وفرض اللغة التركية على المتعلمين، ومحاربة اللغة العربية.
لم يكن موقف طرد السفير التركي هو الموقف المتكرر الوحيد الذي يعيد للأذهان مواقف جمال عبد الناصر , فقد جاء الاستغناء عن المعونة الأمريكية والتقارب المصري – الروسي واعتماد سياسة التعامل بندية واستغلال وجود قوتين عظمتين لتحقيق مصالح تدعم قضية الاستقلال الوطني، ما يؤكد عودة مصر للسياسات التي كان ينتهجها جمال عبد الناصر عندما أعلن بقوة في خطابه الشهير أن المعونة الأمريكية "على الجزمة".
أما سياسة مصر الحالية مع جماعة الأخوان واعتبارها جماعة إرهابية يجب مواجهتها بكل قوة وحسم فهي نفس السياسة الناصرية والتي كان أعداء عبد الناصر يصفونه بالديكتاتور الذي فتح السجون ضد معارضيه بسببها، وجاءت الأحداث الأخيرة لتؤكد أن مواجهة إرهاب الأخوان لا بديل عنه حتى يتسنى للدولة المضي قدماً في تطبيق سياساتها ،فلا أمل في نهضة مع الإرهاب.
إن من السمات الأساسية لفترة حكم جمال عبد الناصر هي إنتماء مصر لعروبتها وإعتمادها على العرب مهما كانت درجة الإختلاف مع بعض القادة، ولعل وقوف الدول العربية مع مصر في محنتها الأخيرة ما يؤكد أن العروبة حصن والرهان عليها هو رهان رابح، فكان لعودة مصر إلى أحضان عروبتها ما يؤكد ارتباط قوة مصر بإتجاهها صوب عروبتها.
وجاء قرار إعادة تشغيل مصنع النصر للسيارات الذي كان يعمل في عهد عبد الناصر وينتج سيارة صناعة مصرية وكذلك مراعاة البعد الإجتماعي في الخطاب السياسي الحالي متمثلاً في تطبيق الحد الأدنى والأقصى للأجور ومراقبة الأسعار للسيطرة عليها ، كلها أمور تشعرنا بعودة مصر الستينات "وما أدراك ما الستينات".
يأتي هذا ليؤكد أنه لن يكون هناك أي حديث عن نهضة حقيقية تأمل مصر في تحقيقها إلا في عودة مصر لسياساتها الناصرية برؤية عصرية قوامها الأساسي مراعاة البعد الإجتماعي والتأكيد على الاستقلال الوطني والإيمان بأن القوة الحقيقية تنبع من العرب وحدهم دون غيرهم.
لم يكن جمال عبد الناصر مجرد زعيم وطني أحب شعبه فأصبح حبيب الملايين، بل كان معبراً عن آمال وأحلام وطموحات الشعب المصري، وأي زعيم يأتي ليحقق طموحات شعبه فإنه سيجد نفسه مضطراً للسير على نفس النهج الذي يحقق الاستقلال الوطني والحياة الكريمة للمواطن المصري.
فقد جاء قرار طرد السفير التركي من مصر، بعد تصريحات "أردوغان" التي اُعتبرت تدخلا سافراً في الشأن الداخلي المصري، ودعم لتنظيمات تعمل على زعزعة الاستقرار في مصر، ليعيد للأذهان ما قامت به حكومة جمال عبدالناصر – عندما كان لا يزال رئيسا للوزراء- عام ،1954 حين قررت طرد السفير التركي فؤاد طوغاي بعد قيامه بعمل حملات مستمرة على سياسة قادة الثورة وتوجيهه ألفاظاً نابية لجمال عبد الناصر، وأوضح بيان مجلس الوزراء وقتها أن السفير التركي يجهل أصول الكياسة والأدب.
ويبدو أنه كلما اتجهت مصر نحو عروبتها واستقلالها فإنها تصطدم بالدولة التركية، فقد شهدت العلاقات توترا ملحوظا عام 1958، عندما رفضت أنقرة الوحدة المصرية السورية، وحينها هرول الرئيس التركي "عدنان مندريس" ناحية أمريكا قائلا: لقد نمت وعلى حدودى الجنوبية دولة تعدادها ٦ ملايين – أي تعداد الشعب السوري- واستيقظت لأجدهم ٣٠ مليونا، التاريخ بين البلدين ليس طيبا في معظمه فالاحتلال العثمانى لمصر والذى بقى فيها لأربعة قرون قد أحال مصر من دولة مركزية صاحبة دور في المنطقة إلي مجرد ولاية تابعة، يعيش سكانها تحت سلطة الأتراك، في مستوى معيشى منخفض، وسعى حينها العثمانيون إلي تتريك الدواوين وفرض اللغة التركية على المتعلمين، ومحاربة اللغة العربية.
لم يكن موقف طرد السفير التركي هو الموقف المتكرر الوحيد الذي يعيد للأذهان مواقف جمال عبد الناصر , فقد جاء الاستغناء عن المعونة الأمريكية والتقارب المصري – الروسي واعتماد سياسة التعامل بندية واستغلال وجود قوتين عظمتين لتحقيق مصالح تدعم قضية الاستقلال الوطني، ما يؤكد عودة مصر للسياسات التي كان ينتهجها جمال عبد الناصر عندما أعلن بقوة في خطابه الشهير أن المعونة الأمريكية "على الجزمة".
أما سياسة مصر الحالية مع جماعة الأخوان واعتبارها جماعة إرهابية يجب مواجهتها بكل قوة وحسم فهي نفس السياسة الناصرية والتي كان أعداء عبد الناصر يصفونه بالديكتاتور الذي فتح السجون ضد معارضيه بسببها، وجاءت الأحداث الأخيرة لتؤكد أن مواجهة إرهاب الأخوان لا بديل عنه حتى يتسنى للدولة المضي قدماً في تطبيق سياساتها ،فلا أمل في نهضة مع الإرهاب.
إن من السمات الأساسية لفترة حكم جمال عبد الناصر هي إنتماء مصر لعروبتها وإعتمادها على العرب مهما كانت درجة الإختلاف مع بعض القادة، ولعل وقوف الدول العربية مع مصر في محنتها الأخيرة ما يؤكد أن العروبة حصن والرهان عليها هو رهان رابح، فكان لعودة مصر إلى أحضان عروبتها ما يؤكد ارتباط قوة مصر بإتجاهها صوب عروبتها.
وجاء قرار إعادة تشغيل مصنع النصر للسيارات الذي كان يعمل في عهد عبد الناصر وينتج سيارة صناعة مصرية وكذلك مراعاة البعد الإجتماعي في الخطاب السياسي الحالي متمثلاً في تطبيق الحد الأدنى والأقصى للأجور ومراقبة الأسعار للسيطرة عليها ، كلها أمور تشعرنا بعودة مصر الستينات "وما أدراك ما الستينات".
يأتي هذا ليؤكد أنه لن يكون هناك أي حديث عن نهضة حقيقية تأمل مصر في تحقيقها إلا في عودة مصر لسياساتها الناصرية برؤية عصرية قوامها الأساسي مراعاة البعد الإجتماعي والتأكيد على الاستقلال الوطني والإيمان بأن القوة الحقيقية تنبع من العرب وحدهم دون غيرهم.