التفاوض و السياسة الخارجية
مرسل: الأحد ديسمبر 08, 2013 10:11 pm
التفاوض و السياسة الخارجية : ثلاثة آراء حول التفاوض
التفاوض
التفاوض هو إحدى مسئوليات العمل الدبلوماسي في السياسة الخارجية للدول، ونظرا لأهميته عدّه البعض تعريفا للدبلوماسية فعرفوها بأنها فن التفاوض وهو فن حل الخلافات الدولية بالطرق السلمية؛ حيث أن الدبلوماسية تهدف إلى التوفيق بين المصالح المتعارضة وخدمة المصالح البشرية بالطرق السلمية وتجنب التوتر والسعي إلى تخفيفه.
وهناك ثلاثة آراء حول التفاوض :
1- أنها مجرد وظيفة شكلية لأن أي تسوية تكمن خلفها قوى موضوعية، فالتسوية الناتجة في مؤتمر صلح تعكس علاقات القوى في أعقاب الحرب، وهكذا تكون المفاوضة ليست سوى العملية الشكلية التي تغلف هذه الأوضاع بالغلاف القانوني .
2- أن هناك تأثير للمفاوض على ناتج التسوية، حيث يعتقد البعض أن للمتغيرات النفسية أثر على عملية المفاوضة، مثل الإدراك المتعلق بالخصم والقدرة على الإقناع ورد الفعل الناتج عن التهديد وأثر التلاقي أو التنافر بين المفاوضين ولكن لا يمكن النظر إلى هذه المتغيرات النفسية دون اعتبار للواقع المادي لأنه من غير المعقول أن يخشى مفاوض التهديد مثلا لأنه جبان بينما تمتلك بلاده قوة مسلحة توازن قوة الخصم أو تفوقها وهكذا.
- والأصح أنه في حالة وجود صراع وأصبح طرفاه على استعداد للتفاوض على اعتبار وجود منفعة لكليهما من التسوية هنا تظهر مهارة المفاوضين في حل مسائل الصراع المتشابكة وقدرتهم على المناورة لتحقيق أفضل عائد ممكن من المفاوضة، وهناك أكثر من مبدأ للتفاوض وإن كان أشهرها هو مبدأ (خُذ ثم طالب) للحبيب بورقيبة، وهناك مبادئ أخرى منها (اطلب المزيد تحصل على ما تريد أو يزيد) وأيضا (استخدام الضغوط الداخلية والخارجية) كما أن هناك طريقة أخرى غير مشروعة وهي أن تتعامل مع المفاوض المقابل بطريقة خاصة فتحاول إرضاؤه ليغير رأيه لصالحك.
3- أن دور التفاوض يقتصر على كسب الوقت من الخصم أو جمع المعلومات عنه (إذ قد يعدم أحد الأطراف وسيلة مباشرة لجمع المعلومات عن الخصم بخصوص موضوع التفاوض وهنا يكون قبول التفاوض وسيلة للحصول على معلومات مباشرة عن أهداف ونوايا الخصم) أو تحويل الخصم عن استخدام القوة وهكذا وبالرغم من أن هذا الرأي لا يجعل للتفاوض دورا في تسوية الصراع إلا أنه لا يقلص أهميته في السياسة الخارجية.
- وختاما يعد التفاوض من الأدوات الرئيسية للسياسة الخارجية في التفاعلات السلمية التعاونية بين الدول.
المصدر : د. أحمد يوسف أحمد،د. محمد زبارة، مقدمة في العلاقات الدولية.
التفاوض
التفاوض هو إحدى مسئوليات العمل الدبلوماسي في السياسة الخارجية للدول، ونظرا لأهميته عدّه البعض تعريفا للدبلوماسية فعرفوها بأنها فن التفاوض وهو فن حل الخلافات الدولية بالطرق السلمية؛ حيث أن الدبلوماسية تهدف إلى التوفيق بين المصالح المتعارضة وخدمة المصالح البشرية بالطرق السلمية وتجنب التوتر والسعي إلى تخفيفه.
وهناك ثلاثة آراء حول التفاوض :
1- أنها مجرد وظيفة شكلية لأن أي تسوية تكمن خلفها قوى موضوعية، فالتسوية الناتجة في مؤتمر صلح تعكس علاقات القوى في أعقاب الحرب، وهكذا تكون المفاوضة ليست سوى العملية الشكلية التي تغلف هذه الأوضاع بالغلاف القانوني .
2- أن هناك تأثير للمفاوض على ناتج التسوية، حيث يعتقد البعض أن للمتغيرات النفسية أثر على عملية المفاوضة، مثل الإدراك المتعلق بالخصم والقدرة على الإقناع ورد الفعل الناتج عن التهديد وأثر التلاقي أو التنافر بين المفاوضين ولكن لا يمكن النظر إلى هذه المتغيرات النفسية دون اعتبار للواقع المادي لأنه من غير المعقول أن يخشى مفاوض التهديد مثلا لأنه جبان بينما تمتلك بلاده قوة مسلحة توازن قوة الخصم أو تفوقها وهكذا.
- والأصح أنه في حالة وجود صراع وأصبح طرفاه على استعداد للتفاوض على اعتبار وجود منفعة لكليهما من التسوية هنا تظهر مهارة المفاوضين في حل مسائل الصراع المتشابكة وقدرتهم على المناورة لتحقيق أفضل عائد ممكن من المفاوضة، وهناك أكثر من مبدأ للتفاوض وإن كان أشهرها هو مبدأ (خُذ ثم طالب) للحبيب بورقيبة، وهناك مبادئ أخرى منها (اطلب المزيد تحصل على ما تريد أو يزيد) وأيضا (استخدام الضغوط الداخلية والخارجية) كما أن هناك طريقة أخرى غير مشروعة وهي أن تتعامل مع المفاوض المقابل بطريقة خاصة فتحاول إرضاؤه ليغير رأيه لصالحك.
3- أن دور التفاوض يقتصر على كسب الوقت من الخصم أو جمع المعلومات عنه (إذ قد يعدم أحد الأطراف وسيلة مباشرة لجمع المعلومات عن الخصم بخصوص موضوع التفاوض وهنا يكون قبول التفاوض وسيلة للحصول على معلومات مباشرة عن أهداف ونوايا الخصم) أو تحويل الخصم عن استخدام القوة وهكذا وبالرغم من أن هذا الرأي لا يجعل للتفاوض دورا في تسوية الصراع إلا أنه لا يقلص أهميته في السياسة الخارجية.
- وختاما يعد التفاوض من الأدوات الرئيسية للسياسة الخارجية في التفاعلات السلمية التعاونية بين الدول.
المصدر : د. أحمد يوسف أحمد،د. محمد زبارة، مقدمة في العلاقات الدولية.