صفحة 1 من 1

الطبعة السيئة لروزفلت

مرسل: الاثنين ديسمبر 09, 2013 10:08 am
بواسطة فيصل عبدالله 20
الطبعة السيئة لروزفلت !!م. إيوانوغان
| 24 نوفمبر 2013 | مقالات 0
زعيم الأفالان الجديد، عمار سعداني، يشبه الرئيس بوتفليقة بالرئيس الأمريكي فرونكلان روزفلت. وإذا دخلنا في لعبة المقارنة بين الرجلين سنكون قد أنزلنا مستوى النقاش إلى أسفل مما هو عليه وما أوصلته إليه سقطات سعداني وسلال المطالب من الآن بعدم الخروج عن النص المكتوب في أي لقاء من لقاءاته بالمجتمع “المدني” في الولايات التي يزورها.

ومع ذلك مقاربة سعداني تستحق المتابعة والنظر في أوجه الشبه بين روزفلت وبوتفليقة، وبالتالي بين جزائر الـ2000 وأمريكا الأربعينيات. وإذا صحت المقارنة إذن، علينا أن نبتعد عن المقارنة الشكلية التي تضحك وتبكي في نفس القوت، بل علينا أن نبحث عما يريده الرئيس أو من يريدون العهدة الرابعة للرئيس لمستقبل الجزائر.

روزفلت هو من أكثر الرؤساء الذين تركوا بصماتهم في العالم خلال القرن الماضي، وله صورتان هما: صورة الرئيس الذي أخرج أمريكا من الأزمة الاقتصادية وجعلها القوة العالمية الأولى، وكان روزفلت من صانعي النظام العالمي الخالي من الاستعمار… والصورة الثانية هي لذلك الرئيس الذي فجر أول القنبلتين النوويتين اللتين لم يتخلص اليابانيون من آثارها إلى اليوم. هو الرئيس الذي أخرج أمريكا من سياسة العزلة وجعلها دولة محورية في القرار الدولي، لكن ليس دائما في اتجاه مساندة القضايا العادلة. ففلسطين شاهدة على العكس وكل تدخلات أمريكا في الشؤون الداخلية للدول في العقود الأخيرة شاهدة على العكس أيضا.

من هذه الزاوية، الجزائر منذ الاستقلال إلى اليوم وإلى أفريل 2014 هي دولة ترفض التدخل في شؤون الدول إلى درجة الشوفينية. وبينما تطالبها العواصم الكبرى في العالم بلعب دور عسكري على المستوى الإقليمي، هي ترفض إرسال أي جندي من جنودها خارج حدودها. والمؤكد أن الجزائر لا تملك القوة اللازمة وحكومتها لا تملك الكفاءة اللازمة لتصبح قوة مؤثرة في القرار الدولي وقادرة على قلب المخططات التي ترسمها القوى الحالية لإعادة رسم خارطة الدول… وهذه الحقيقة لا نحتاج سعداني لنتأكد منها ولن يستطيع سعداني تكذيبها مهما كان قريبا من الرئيس ومهما أسر له هذا الأخير عن نواياه التي نترقبها كلنا.

فإذا جاء تشبيه سعداني الرئيس بوتفليقة بروزفلت بإيحاء من الرئيس أو عائلته أو محيط الرئيس… فهذا يعني فقط أن بوتفليقة يريد إخراج الجزائر من مبدأ عدم التدخل في شؤون الدول أو ما يسمى في قاموس العلاقات الدولية بسياسة العزلة، ليجعلها تلعب الدور المطلوب منها إقليميا، أي شن حروب بالوكالة وجعل أمنها الداخلي وازدهارها الاقتصادي والاجتماعي قائما على خراب الجيران مثلما أضحى أمن أمريكا وازدهارها في خراب العالم وانقراض الشعوب…