- الاثنين ديسمبر 09, 2013 11:53 am
#69187
تمثل أحداث تالة ـ القصرين لربيع سنة 1906 انتفاضة ذات طابع خاص، بالنظر إلى الانتفاضة السابقة لها (1881) فقد اندلعت في وسط مجتمع ريفي، في ظرف اتسم بترسخ الهيمنة الاستعمارية وخمود العمل الوطني الذي كان في طور التحول.
وقد خصصت لهذه الاحداث بعض الفصول في الدراسات التاريخية وكتاب وحيد حاول فيه مؤلفه دراسة انتفاضة تالة القصرين كمثال عن دور الفلاحين في حركة التحرر الوطني، موليا أكبر جانب من اهتمامه للعوامل الاقتصادية والاجتماعية التي أدت إلى اندلاعها في ظرفية عامة تميزت باستفحال الاستغلال الاقتصادي الاستعماري.
ولا شك في أن الظروف التي اندلعت فيها الانتفاضة قد اتسمت بسوء الظروف المعيشية لقبيلة الفراشيش التي استولى الاستعمار رالزراعي على معظم أراضيها الخصبة محولا أكبر قسم من الاهالي إلى جيش من الفقراء. حيث تذكر التقارير الإدارية والأمنية الحالة الاجتماعية المزرية للفراشيش إذ عمت بينهم المجاعة خاصة في هذه الفترة مما اضطر السكان إلى أكل الحشائش البرية (مثل التلغودة).
وفي المقابل كان المستوطنون يعيشون ظروفا حسنة، مسلطين على الاهالي أصناف المعاملات القاسية مما جعل العلاقات بين الطرفين تتميز بالتوتر الدائم. ولكن لماذا اندلعت الاحداث في هذه الفترة بالذات؟ وما هو دور عمر بن عثمان فيها؟ لا شك ان الانفجار تزامن مع وجود هذا الولي في أوساط الفراشيش الذين أغدقوا عليه التقديس والاجلال، وهو أمر يمكن فهمه بسهولة في وسط شديد الايمان. منعدم التعليم. وقد أخذ هذا التقديس يتحول بالتدريج إلى طاعة كاملة لتوجيهات الولي الذي اتفقت المصادر حول محدودية قدراته العقلية ومعاناته من عديد الأمراض الجسدية والنفسية ووقوعه بصفة دورية ضحية لحالات صرع حادة.
وبديهي ان عمر بن عثمان لم يكن بإمكانه قيادة الفراشيش بمفرده وتوفير أية قراءة موضوعية للواقع الذي كانت تعيشه القبيلة. وهنا يأتي دور علي بن محمد بن صالح. وتذكر المصادر ان هذه الشخصية هي التي سهلت قدوم عمر بن عثمان إلى المنطقة واقامته فيها حيث كان يطوف به الدواوير ويعرف به الاهالي، مضفيا عليه هالة من التقديس. وعلي بن محمد بن صالح، مثلما تذكره المراسلات الرسمية، شيخ سابق على قماطة من الفراشيش،
عزل بتهمة الارتشاء سنة 1891 وأدين بتهمة التهريب سنة 1894، مما يوفر إمكانية دافع الانتقام. ولكن لماذا انتظر هذه السنوات الطوال قبل أن يشرع في التحريض على الثورة؟ هنا يأتي التقاءُ كل هذه العوامل: سوء الظروف الاقتصادية والاجتماعية وعسف المعمرين، وجود الولي وتقديس الفراشيش له، دور علي بن محمد بن صالح في تحويل الفراشيش من كتلة خامدة ومستكينة إلى قبيلة غاضبة وثائرة،
فقد توجهت الاحداث ضد المعمّّرين متسمة بطابع ديني (الدعوة إلى الإسلام)، وأدى ذلك إلى خسائر عديدة في الأرواح والى اصدار أحكام عديدة بالسجن والاشغال الشاقة والاعدام. ومن جهة أخرى فقد فوجئت السلطات باندلاع الاحداث وبسرعة تحرك المنتفضين وقوة هجماتهم.
وأدى ذلك إلى فتح سجال واستثمر عدة أشهر تمحور خاصة حول: على من تقع مسؤولية الاحداث؟ في إطار تبادل الاتهامات بين اليمين واليسار الفرنسيين.
وقد خصصت لهذه الاحداث بعض الفصول في الدراسات التاريخية وكتاب وحيد حاول فيه مؤلفه دراسة انتفاضة تالة القصرين كمثال عن دور الفلاحين في حركة التحرر الوطني، موليا أكبر جانب من اهتمامه للعوامل الاقتصادية والاجتماعية التي أدت إلى اندلاعها في ظرفية عامة تميزت باستفحال الاستغلال الاقتصادي الاستعماري.
ولا شك في أن الظروف التي اندلعت فيها الانتفاضة قد اتسمت بسوء الظروف المعيشية لقبيلة الفراشيش التي استولى الاستعمار رالزراعي على معظم أراضيها الخصبة محولا أكبر قسم من الاهالي إلى جيش من الفقراء. حيث تذكر التقارير الإدارية والأمنية الحالة الاجتماعية المزرية للفراشيش إذ عمت بينهم المجاعة خاصة في هذه الفترة مما اضطر السكان إلى أكل الحشائش البرية (مثل التلغودة).
وفي المقابل كان المستوطنون يعيشون ظروفا حسنة، مسلطين على الاهالي أصناف المعاملات القاسية مما جعل العلاقات بين الطرفين تتميز بالتوتر الدائم. ولكن لماذا اندلعت الاحداث في هذه الفترة بالذات؟ وما هو دور عمر بن عثمان فيها؟ لا شك ان الانفجار تزامن مع وجود هذا الولي في أوساط الفراشيش الذين أغدقوا عليه التقديس والاجلال، وهو أمر يمكن فهمه بسهولة في وسط شديد الايمان. منعدم التعليم. وقد أخذ هذا التقديس يتحول بالتدريج إلى طاعة كاملة لتوجيهات الولي الذي اتفقت المصادر حول محدودية قدراته العقلية ومعاناته من عديد الأمراض الجسدية والنفسية ووقوعه بصفة دورية ضحية لحالات صرع حادة.
وبديهي ان عمر بن عثمان لم يكن بإمكانه قيادة الفراشيش بمفرده وتوفير أية قراءة موضوعية للواقع الذي كانت تعيشه القبيلة. وهنا يأتي دور علي بن محمد بن صالح. وتذكر المصادر ان هذه الشخصية هي التي سهلت قدوم عمر بن عثمان إلى المنطقة واقامته فيها حيث كان يطوف به الدواوير ويعرف به الاهالي، مضفيا عليه هالة من التقديس. وعلي بن محمد بن صالح، مثلما تذكره المراسلات الرسمية، شيخ سابق على قماطة من الفراشيش،
عزل بتهمة الارتشاء سنة 1891 وأدين بتهمة التهريب سنة 1894، مما يوفر إمكانية دافع الانتقام. ولكن لماذا انتظر هذه السنوات الطوال قبل أن يشرع في التحريض على الثورة؟ هنا يأتي التقاءُ كل هذه العوامل: سوء الظروف الاقتصادية والاجتماعية وعسف المعمرين، وجود الولي وتقديس الفراشيش له، دور علي بن محمد بن صالح في تحويل الفراشيش من كتلة خامدة ومستكينة إلى قبيلة غاضبة وثائرة،
فقد توجهت الاحداث ضد المعمّّرين متسمة بطابع ديني (الدعوة إلى الإسلام)، وأدى ذلك إلى خسائر عديدة في الأرواح والى اصدار أحكام عديدة بالسجن والاشغال الشاقة والاعدام. ومن جهة أخرى فقد فوجئت السلطات باندلاع الاحداث وبسرعة تحرك المنتفضين وقوة هجماتهم.
وأدى ذلك إلى فتح سجال واستثمر عدة أشهر تمحور خاصة حول: على من تقع مسؤولية الاحداث؟ في إطار تبادل الاتهامات بين اليمين واليسار الفرنسيين.