صفحة 1 من 1

سياسه ايران ( تصدير الثورة )

مرسل: الاثنين ديسمبر 09, 2013 2:33 pm
بواسطة بدران الزومان 36
سياسة إيران الخارجية: "تصدير ثورة" أم نهوض إمبراطورية؟
تقرير: مصطفى العرب

هل تسعى إيران نحو توسع إقليمي؟

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تبقى السياسة الخارجية الإيرانية محل جدل كبير على المستويين الإقليمي والدولي، مع تنوع عواملها، وكثرة شروط مصالحها، ومزجها الدائم بين "حكم" الدين، و"لعبة" السياسة.
فطهران لا تخف رغبتها في أن يعترف المجتمع الدولي وسائر دول المنطقة بموقعها كقوة عظمى إقليمية، وذلك بسبب قدراتها البشرية والسياسية والعسكرية أولاً، وغياب المنافس الإقليمي، مع الأوضاع السائدة في العراق وباكستان، وعدم وضوح الدور التركي ثانياً.

ورغم إقرار الجميع بمكانة إيران الإقليمية، إلا أن عددا من الأطراف الدولية يتوجس خيفة من مشاريع الجمهورية الإسلامية الخارجية، التي يرى البعض أنها تقوم على مزيج خطير من الدين والسياسة، ما يظهرها وأنها توسع أجندتها الخارجية بإتقان كبير يوازن بين التكتيك والإستراتيجيات بشكل ينسجم مع المثل الفارسي المعروف عن أهمية الصبر في مواجهة الخصوم بأسلوب "الذبح بالقطنة."
وبصرف النظر عن التحليلات المختلفة لموقف الولايات المتحدة من الثورة في إيران، بين من يعتقد أنها تضررت بسقوط الشاه، أحد أقرب حلفائها في المنطقة، وبين من يرى أنها كانت قد تخلت عنه قبل فترة بسبب إدراكها لضعف نظامه، فمن المؤكد أن الحدث الأبرز الذي رسم معالم العلاقة بين طهران والولايات المتحدة، وعبرها الغرب، كان أزمة السفارة الأمريكية في طهران.
وقد بدأت الأزمة في نوفمبر/تشرين الثاني 1979، واستمرت حتى يناير/كانون الثاني 1981، حيث احتجز عدد من الطلاب الثوريين في إيران 52 موظفاً أمريكياً كانوا ضمن طاقم سفارة واشنطن بطهران عشية الثورة لمدة 444 يوماً، ولم تنته إلا بتوقيع "اتفاقية الجزائر"، التي حوت ضمانات مالية وسياسية من إيران.
ولا شك أن الحادثة التي مثلت تبادل "عض أصابع" بين طهران وواشنطن علّمت الإيرانيين بأن الضغط وسيلة جيدة للحصول على المطالب، وهو ما طبقوه في الفترة اللاحقة، حيث شهدت الحرب الأهلية اللبنانية بين عامي 1975 و1990 موجة من خطف الأجانب، الذين فجّر الإفراج عنهم فضيحة "إيران كونترا."
قضية "إيران كونترا"

ر هذا الملف أحد أبرز فصول السياسة الخارجية الإيرانية، حيث تشير تقارير صحفية تناولت الأمر إلى أن طهران حصلت على أسلحة أمريكية عن طريق إسرائيل التي شحنتها لها عبر طرف ثالث، مع علمها بوجهتها، خلال الحرب العراقية الإيرانية.

وتتباين وجهات النظر حول الجهة التي سربت معلومات هذه الصفقة إلى مجلة لبنانية، حيث يرى البعض أن ذلك كانت نتيجة صراع أجنحة في الولايات المتحدة أو إيران، بينما يحمل البعض الآخر سوريا المسؤولية، بدعوى أنها كانت تحاول التملص من ضغوط أمريكية أعقبت اتهامها بمحاولة تفجير طائرة إسرائيلية في لندن.

وبصرف النظر عن طبيعة الملف وما دار حوله، فإن البعض يرى أنه دليل أساسي على مرونة النظام الإيراني، وقبوله التعامل مع جهات "معادية،" وحتى تلك التي يصنفها على أنها "شيطان أكبر،" إذا اقتضت الظروف ذلك.