- الأربعاء يونيو 03, 2009 4:44 am
#19744
يوسف الكويليت
وصول الرئيس أوباما إلى البيت الأبيض هو ثمرة المناضلين السود الذين جابهوا الفصل العنصري بتضحيات كبيرة، بدأت مع نشر بؤسهم بالرواية، ثم التجمعات الصغيرة، التي كانت تمنحهم بعض الحق لكن بمنّة وكبرياء الرجل الأبيض، حتى إن العزل والمنع بالاختلاط بين العرقين بالجامعات والمطاعم والمدارس، وحتى المساكن، كانا الصدمة الأولى بطرح الأسئلة عن أسباب الاستعباد والتمييز العنصري، وكان من خرجوا من قاع المدينة والأحياء الزنجية وبعض الطبقات المتوسطة هم من قادوا معركة التحرير أمثال (مارتن لوثركنغ) و(الايجا محمد) و(مالكوم إكس) وغيرهم، وتبني السود الأمريكيين الإسلام كمحرر لهم كان إسهاماً كبيراً، حتى لو ظل من اعتنقوه خارج مفهومه الأصلي، إلا أنه كان أحد أهم محفزات العودة إلى بناء الذات والثقة بالنفس من قبل المضطهدين..
الرئيس أوباما سيصل المملكة باعتبارها قاعدة الإسلام ومقر الحرمين الشريفين واللاعب الأساسي في محيطيْها العربي، والإسلامي وخارجهما، وأحد مفاتيح الحلول للصراعات الإقليمية والعربية مع إسرائيل وغيرها، وبعيداً عن التقاليد التي رسخت العلاقة والصداقة بين البلدين، إلا أن زيارة أوباما لا تأخذ رمزيتها من الأمور المتعارف عليها دبلوماسياً وسياسياً، لأنه سيذهب في اليوم التالي للقاهرة ليوجه خطابه للعالم الإسلامي، وهو الرجل الذي تمازج في عروقه وثقافته السواد الأفريقي والدينين الإسلامي والمسيحي، ثم إنه الرجل المثقف الذي يعي معنى الصراعات وخسائر الحروب وكبرياء الدولة العظمى، ويدرك أن معاداة العالم الإسلامي جرّت على أمريكا ما يعتبر أكبر الخسائر المعنوية عندما احتلت العراق، وحاربته مع أفغانستان، وبررت مواقفها مع إسرائيل بأنه التقاء روحي قبل أن يكون سياسياً واستراتيجياً تفرضه المصالح، وتعادي أكثر من مليار مسلم..
على العالم الإسلامي أن لا يعتقد أن أوباما جاء ليكون حليفاً أو نصيراً له أو يبالغ بما سيستهدفه، وإنما لندرك أنه سيتحدث بلغة الأمريكي المعتدل الذي يتفهم حساسية المنطقة وحروبها وآلامها التي بررتها السياسة الميكافيلية الأمريكية منذ ما يزيد على خمسة عقود، وكان أكبر من خلق الكراهية الرئيس بوش الابن، ومن هذا المنظور علينا أن نفهم أن هذا التحول جاء ليتطابق مع أفكار الرئيس الحالي، ومع مصالح بلاده، وحتى بوجوده محايداً في مفاهيمه فإنه يكسر حواجز العداء الذي ترسخ في تبني مواقف إسرائيل..
ومثلما وفّى بوعوده في إجراء إصلاحات وعلاقات ذات طابع إنساني ، والسعي لخلق سلام في المنطقة جعَله من أولويات سياساته، فإن على الأمة العربية والعالم الإسلامي استغلال هذه الفرصة النادرة، بالتقدم أكثر من خطوة في التعاون معه، ليس على حساب المبادئ والمرتكزات، وإنما على القواسم المشتركة التي تجعل أمريكا تعي بحسها كدولة عظمى مسؤولة أن تقف مع الحقوق الفلسطينية وأن لا تجعل الإسلام صورة متضادة معها ، أو أنه نزعة إرهابية جاء ليدمر الحضارة الغربية..
وحتى نصل إلى فهم أفكار وأهداف الرئيس أوباما، فإن الحكم يبقى للأفعال، ولا نعتقد أن الرجل الذي كسر التقاليد بالنفاق لإسرائيل، كما تعودنا من الرؤساء السابقين، أن يكون خارج مسؤولياته الأدبية والأخلاقية، وإدراك أن مصالح بلاده مع العالم الإسلامي تفوق عشرات المرات مصالحها مع إسرائيل..
وصول الرئيس أوباما إلى البيت الأبيض هو ثمرة المناضلين السود الذين جابهوا الفصل العنصري بتضحيات كبيرة، بدأت مع نشر بؤسهم بالرواية، ثم التجمعات الصغيرة، التي كانت تمنحهم بعض الحق لكن بمنّة وكبرياء الرجل الأبيض، حتى إن العزل والمنع بالاختلاط بين العرقين بالجامعات والمطاعم والمدارس، وحتى المساكن، كانا الصدمة الأولى بطرح الأسئلة عن أسباب الاستعباد والتمييز العنصري، وكان من خرجوا من قاع المدينة والأحياء الزنجية وبعض الطبقات المتوسطة هم من قادوا معركة التحرير أمثال (مارتن لوثركنغ) و(الايجا محمد) و(مالكوم إكس) وغيرهم، وتبني السود الأمريكيين الإسلام كمحرر لهم كان إسهاماً كبيراً، حتى لو ظل من اعتنقوه خارج مفهومه الأصلي، إلا أنه كان أحد أهم محفزات العودة إلى بناء الذات والثقة بالنفس من قبل المضطهدين..
الرئيس أوباما سيصل المملكة باعتبارها قاعدة الإسلام ومقر الحرمين الشريفين واللاعب الأساسي في محيطيْها العربي، والإسلامي وخارجهما، وأحد مفاتيح الحلول للصراعات الإقليمية والعربية مع إسرائيل وغيرها، وبعيداً عن التقاليد التي رسخت العلاقة والصداقة بين البلدين، إلا أن زيارة أوباما لا تأخذ رمزيتها من الأمور المتعارف عليها دبلوماسياً وسياسياً، لأنه سيذهب في اليوم التالي للقاهرة ليوجه خطابه للعالم الإسلامي، وهو الرجل الذي تمازج في عروقه وثقافته السواد الأفريقي والدينين الإسلامي والمسيحي، ثم إنه الرجل المثقف الذي يعي معنى الصراعات وخسائر الحروب وكبرياء الدولة العظمى، ويدرك أن معاداة العالم الإسلامي جرّت على أمريكا ما يعتبر أكبر الخسائر المعنوية عندما احتلت العراق، وحاربته مع أفغانستان، وبررت مواقفها مع إسرائيل بأنه التقاء روحي قبل أن يكون سياسياً واستراتيجياً تفرضه المصالح، وتعادي أكثر من مليار مسلم..
على العالم الإسلامي أن لا يعتقد أن أوباما جاء ليكون حليفاً أو نصيراً له أو يبالغ بما سيستهدفه، وإنما لندرك أنه سيتحدث بلغة الأمريكي المعتدل الذي يتفهم حساسية المنطقة وحروبها وآلامها التي بررتها السياسة الميكافيلية الأمريكية منذ ما يزيد على خمسة عقود، وكان أكبر من خلق الكراهية الرئيس بوش الابن، ومن هذا المنظور علينا أن نفهم أن هذا التحول جاء ليتطابق مع أفكار الرئيس الحالي، ومع مصالح بلاده، وحتى بوجوده محايداً في مفاهيمه فإنه يكسر حواجز العداء الذي ترسخ في تبني مواقف إسرائيل..
ومثلما وفّى بوعوده في إجراء إصلاحات وعلاقات ذات طابع إنساني ، والسعي لخلق سلام في المنطقة جعَله من أولويات سياساته، فإن على الأمة العربية والعالم الإسلامي استغلال هذه الفرصة النادرة، بالتقدم أكثر من خطوة في التعاون معه، ليس على حساب المبادئ والمرتكزات، وإنما على القواسم المشتركة التي تجعل أمريكا تعي بحسها كدولة عظمى مسؤولة أن تقف مع الحقوق الفلسطينية وأن لا تجعل الإسلام صورة متضادة معها ، أو أنه نزعة إرهابية جاء ليدمر الحضارة الغربية..
وحتى نصل إلى فهم أفكار وأهداف الرئيس أوباما، فإن الحكم يبقى للأفعال، ولا نعتقد أن الرجل الذي كسر التقاليد بالنفاق لإسرائيل، كما تعودنا من الرؤساء السابقين، أن يكون خارج مسؤولياته الأدبية والأخلاقية، وإدراك أن مصالح بلاده مع العالم الإسلامي تفوق عشرات المرات مصالحها مع إسرائيل..