الحرب الأمريكية الإسبانية
مرسل: الاثنين ديسمبر 09, 2013 4:13 pm
الحرب الأمريكية الأسبانية (بالإسبانية: Guerra hispano-estadounidense) هي حرب خاضتها الولايات المتحدة إلى جانب ثوار كوبا ضد إسبانيا عام 1898؛ لتحرير كوبا من السيطرة الأسبانية.[1] بدأت الثورة في كوبا عام 1895، فكبدت مؤسسات الاستثمار الأمريكية خسائر فادحة. وتبينت الولايات المتحدة أهمية كوبا الاستراتيجية، بالنسبة لمشروع حفر قناة في أمريكا الوسطي بين المحيطين، وأثار الشعور العدائى في الولايات المتحدة خطاب الوزير الأسباني المفوض بواشنطن الذي نال فية من الرئيس ماكنلي، كما أثاره إغراق المدرعة الأمريكية مين. طالبت الولايات المتحدة إسبانيا بالجلاء.
نشبت الحرب بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا في العام 1898.[2] وأدت إلى سلسلة من الهزائم الإسبانية نتج عنها تحول الولايات المتحدة إلى دولة استعمارية كبرى وقوة عالمية بعد أن كانت قوة أمريكية إقليمية، وخسارة إسبانيا لمستعمراتها في أمريكا والمحيط الهادئ، وتحولها إلى قوة من الدرجة الثانية.[3]
خلفية تاريخية
ود جذور هذه الحرب إلى الأطماع التوسعية الأمريكية في منطقة البحر الكاريبي. وإلى انهيار الإمبراطورية الإسبانية التي لم تعد قادرة على السيطرة على مستعمراتها. فلقد كانت كوبا مستعمرة إسبانية، غير أنها شهدت نضالات واسعة من أجل الاستقلال خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر. وكان الأمريكيون قد استثمروا 50 مليون دولار في مزارع السكر الكوبية. كما كانت الاحتكارات البترولية الأمريكية وملاك المناجم والاحتكارات الصحفية ترغب في شن حرب ضد إسبانيا. ويضاف إلى هؤلاء كبار العسكريين الأمريكيين الذين كانوا يطمحون إلى السيطرة على المواقع الاستراتيجية الخاضعة لإسبانيا في كل من البحر الكاريبي والمحيط الهادئ. وكانت كوبا تعيش أجواء انتفاضة عامة بدءا من العام 1895، حاول الإسبان بشتى الطرق القضاء عليها.
و جاءت الذريعة للحرب في فبراير 1898، حين وقع انفجار في البارجة الأمريكية "مين" التي كانت راسية في ميناء هافانا، مما أدى إلى مقتل 260 أمريكي. وعلى الرغم من أن الأسباب الحقيقية وراء الانفجار لم تعرف حتى اليوم، فلقد أفادت الولايات المتحدة من الحادث لتبرر الانجراف نحو الحرب. وحاول الإسبان تجنب الحرب مقدمين شتى التنازلات، غير أن جهودهم باءت بالفشل.
الكونغرس يصادق على شن الحرب
و في 11-4-1898، طالب الرئيس الأمريكي "ماكينلي" الكونغرس السماح له "بإنهاء الحرب الأهلية في كوبا". وبعد مضي 8 أيام، اتخذ الكونغرس 3 قرارات تعترف باستقلال كوبا وتطالب بانسحاب الإسبان من الجزيرة، وتمنح الرئيس الأمريكي حق استخدام القوات المسلحة الأمريكية لتنفيذ القرارين السابقين. وسرعان ما قامت إسبانيا بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع الولايات المتحدة احتجاجا على تلك القرارات. وفي 25-4 أعلن الكونغرس الأمريكي وجود حالة حرب مع إسبانيا منذ 21-4 في منطقة الكاريبي والمحيط الهادي.
و في 27-4، أبحر السرب البحري الآسيوي الأمريكي من المياه الصينية حيث كان متمركزا باتجاه الفلبين، ووصل إلى خليج مانيلا في 30-4. وفي صباح اليوم التالي، هاجمت القوة الأمريكية قوة إسبانية بحرية أضعف منها في الخليج. وسرعان ما تمكنت القوة الأمريكية من تحييد القوة الإسبانية، وقامت بفرض الحصار على "مانيلا" بانتظار وصول قوة برية للاستيلاء عليها. وفي 30-6، وصلت تلك القوة، غير أنها لم تهاجم المدينة حتى 13-8، حين تمكنت من الاستيلاء عليها بعد مقاومة رمزية أبدتها الحامية الإسبانية.
و في 22-4، وقبل الإعلان الرسمي عن بدء الحرب، أبحرت قوة بحرية أمريكية لفرض حصار على هافانا. وبعد مضي أسبوع على ذلك، أبحرت قوة إسبانية بحرية من جزر الرأس الأخضر باتجاه كوبا. وتمكنت هذه القوة في 19-5 من الوصول إلى "سانتياغو دي كوبا". وسرعان ما قامت القوة البحرية الأمريكية بفرض حصار على ميناء هافانا.
و في 14 يونيو، أبحر فيلق أمريكي بقيادة اللواء "شافتز" من الولايات المتحدة نحو كوبا. وتم إنزال الفيلق قرب سانتياغو في 22-25/6/1898، وعلى الرغم من وجود 200 ألف جندي إسباني في الجزيرة، فإن القوة المتواجدة في منطقة سانتياغو لم تتعد 25 ألف، كما أن حامية المدينة كان عددها 13 ألف. وسرعان ما حاول الأمريكيون الاستيلاء على مرتفعات مشرفة، فنشبت معركتا "سان خوان" و"الكاني" في 1-7. وبرز في المعركة الأولى "تيودور روزفلت" الذي أصبح فيما بعد رئيسا للولايات المتحدة. وتمكن الأمريكيون من الاستيلاء على المرتفعات بعد أن منوا بخسائر كبيرة.
و في 3-7، نشبت معركة خليج سانتياغو البحرية التي أدت إلى انتصار القوة البحرية الأمريكية. وما لبثت سانتياغو أن استسلمت في 17-7، رغم وجود قوات كبيرة إسبانية لم تكن قد دخلت ميدان العمليات حتى ذلك الوقت، وذلك نظرا لسيطرة الأمريكيين على البحار، الأمر الذي عزل القوات الإسبانية المتواجدة على الجزيرة. كما أن القائد الإسباني لم يدرك حقيقة أن القوات الأمريكية بدأت تعاني أمراض عديدة كالحكمى الصفراء وحمى الملاريا.
الاستيلاء على بورتو ريكو ومعاهدة السلام
و في 25-7، نزلت قوة أمريكية في جزيرة "بورتو ريكو"، وتمكنت من السيطرة عليها بعد سلسلة من العمليات. وتوقفت العمليات العسكرية في 12-8 وفق أحكام ببروتوكول تم التوصل إليه بمساعدة من "جول كامبون" السفير الفرنسي لدى "واشنطن". وقد نصت أحكام البروتوكول المذكور على تخلى إسبانيا عن كوبا، وتسليم الولايات المتحدة "بويرتو ريكو" وإحدى جزر الماريانا، وموافقتها على احتلال الولايات المتحدة للفيليين ريثما يتم حل النزاع في معاهدة سلام. وتم توقيع معاهدة السلام في 10-12-1898 في باريس، ووافق عليها مجلس الشيوخ الأمريكي في 6-2-1898، واستكملت بنود المعاهدة بنود البروتوكول التي أكدت استيلاء الولايات المتحدة على الفيليبين مقابل 20 مليون دولار تدفعها لإسبانيا.
و لقد أقام الأمريكيون إدارة عسكرية مؤقته في كوبا، فلم تمنح الجزيرة استقلالها حتى العام 1902، وبعد إدخال تعديلات متعددة على الدستور الكوبي تعطي الولايات المتحدة حق التدخل في الجزيرة وإقامة قواعد بحرية فيها. ويعود التواجد الأمريكي في قاعدة غوانتنامو إلى ذلك التاريخ.
و لقد كانت معظم أوروبا متعاطفة مع إسبانيا خلال هذه الحرب. غير أن بريطانيا كانت أبرز المتعاطفين مع الولايات المتحدة. الأمر الذي ساهم في تمهيد الطريق أمام التحالف الأمريكي البريطاني في القرن العشرين وخلال حربين عالميتين. ولقد كانت الحرب الأمريكية-الإسبانية نقطة تحول حقيقية في التاريخ العالمي الحديث، إذ شهدت ظهور الولايات المتحدة كقوة عالمية تمتد مطامحها عبر العالم.
نشبت الحرب بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا في العام 1898.[2] وأدت إلى سلسلة من الهزائم الإسبانية نتج عنها تحول الولايات المتحدة إلى دولة استعمارية كبرى وقوة عالمية بعد أن كانت قوة أمريكية إقليمية، وخسارة إسبانيا لمستعمراتها في أمريكا والمحيط الهادئ، وتحولها إلى قوة من الدرجة الثانية.[3]
خلفية تاريخية
ود جذور هذه الحرب إلى الأطماع التوسعية الأمريكية في منطقة البحر الكاريبي. وإلى انهيار الإمبراطورية الإسبانية التي لم تعد قادرة على السيطرة على مستعمراتها. فلقد كانت كوبا مستعمرة إسبانية، غير أنها شهدت نضالات واسعة من أجل الاستقلال خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر. وكان الأمريكيون قد استثمروا 50 مليون دولار في مزارع السكر الكوبية. كما كانت الاحتكارات البترولية الأمريكية وملاك المناجم والاحتكارات الصحفية ترغب في شن حرب ضد إسبانيا. ويضاف إلى هؤلاء كبار العسكريين الأمريكيين الذين كانوا يطمحون إلى السيطرة على المواقع الاستراتيجية الخاضعة لإسبانيا في كل من البحر الكاريبي والمحيط الهادئ. وكانت كوبا تعيش أجواء انتفاضة عامة بدءا من العام 1895، حاول الإسبان بشتى الطرق القضاء عليها.
و جاءت الذريعة للحرب في فبراير 1898، حين وقع انفجار في البارجة الأمريكية "مين" التي كانت راسية في ميناء هافانا، مما أدى إلى مقتل 260 أمريكي. وعلى الرغم من أن الأسباب الحقيقية وراء الانفجار لم تعرف حتى اليوم، فلقد أفادت الولايات المتحدة من الحادث لتبرر الانجراف نحو الحرب. وحاول الإسبان تجنب الحرب مقدمين شتى التنازلات، غير أن جهودهم باءت بالفشل.
الكونغرس يصادق على شن الحرب
و في 11-4-1898، طالب الرئيس الأمريكي "ماكينلي" الكونغرس السماح له "بإنهاء الحرب الأهلية في كوبا". وبعد مضي 8 أيام، اتخذ الكونغرس 3 قرارات تعترف باستقلال كوبا وتطالب بانسحاب الإسبان من الجزيرة، وتمنح الرئيس الأمريكي حق استخدام القوات المسلحة الأمريكية لتنفيذ القرارين السابقين. وسرعان ما قامت إسبانيا بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع الولايات المتحدة احتجاجا على تلك القرارات. وفي 25-4 أعلن الكونغرس الأمريكي وجود حالة حرب مع إسبانيا منذ 21-4 في منطقة الكاريبي والمحيط الهادي.
و في 27-4، أبحر السرب البحري الآسيوي الأمريكي من المياه الصينية حيث كان متمركزا باتجاه الفلبين، ووصل إلى خليج مانيلا في 30-4. وفي صباح اليوم التالي، هاجمت القوة الأمريكية قوة إسبانية بحرية أضعف منها في الخليج. وسرعان ما تمكنت القوة الأمريكية من تحييد القوة الإسبانية، وقامت بفرض الحصار على "مانيلا" بانتظار وصول قوة برية للاستيلاء عليها. وفي 30-6، وصلت تلك القوة، غير أنها لم تهاجم المدينة حتى 13-8، حين تمكنت من الاستيلاء عليها بعد مقاومة رمزية أبدتها الحامية الإسبانية.
و في 22-4، وقبل الإعلان الرسمي عن بدء الحرب، أبحرت قوة بحرية أمريكية لفرض حصار على هافانا. وبعد مضي أسبوع على ذلك، أبحرت قوة إسبانية بحرية من جزر الرأس الأخضر باتجاه كوبا. وتمكنت هذه القوة في 19-5 من الوصول إلى "سانتياغو دي كوبا". وسرعان ما قامت القوة البحرية الأمريكية بفرض حصار على ميناء هافانا.
و في 14 يونيو، أبحر فيلق أمريكي بقيادة اللواء "شافتز" من الولايات المتحدة نحو كوبا. وتم إنزال الفيلق قرب سانتياغو في 22-25/6/1898، وعلى الرغم من وجود 200 ألف جندي إسباني في الجزيرة، فإن القوة المتواجدة في منطقة سانتياغو لم تتعد 25 ألف، كما أن حامية المدينة كان عددها 13 ألف. وسرعان ما حاول الأمريكيون الاستيلاء على مرتفعات مشرفة، فنشبت معركتا "سان خوان" و"الكاني" في 1-7. وبرز في المعركة الأولى "تيودور روزفلت" الذي أصبح فيما بعد رئيسا للولايات المتحدة. وتمكن الأمريكيون من الاستيلاء على المرتفعات بعد أن منوا بخسائر كبيرة.
و في 3-7، نشبت معركة خليج سانتياغو البحرية التي أدت إلى انتصار القوة البحرية الأمريكية. وما لبثت سانتياغو أن استسلمت في 17-7، رغم وجود قوات كبيرة إسبانية لم تكن قد دخلت ميدان العمليات حتى ذلك الوقت، وذلك نظرا لسيطرة الأمريكيين على البحار، الأمر الذي عزل القوات الإسبانية المتواجدة على الجزيرة. كما أن القائد الإسباني لم يدرك حقيقة أن القوات الأمريكية بدأت تعاني أمراض عديدة كالحكمى الصفراء وحمى الملاريا.
الاستيلاء على بورتو ريكو ومعاهدة السلام
و في 25-7، نزلت قوة أمريكية في جزيرة "بورتو ريكو"، وتمكنت من السيطرة عليها بعد سلسلة من العمليات. وتوقفت العمليات العسكرية في 12-8 وفق أحكام ببروتوكول تم التوصل إليه بمساعدة من "جول كامبون" السفير الفرنسي لدى "واشنطن". وقد نصت أحكام البروتوكول المذكور على تخلى إسبانيا عن كوبا، وتسليم الولايات المتحدة "بويرتو ريكو" وإحدى جزر الماريانا، وموافقتها على احتلال الولايات المتحدة للفيليين ريثما يتم حل النزاع في معاهدة سلام. وتم توقيع معاهدة السلام في 10-12-1898 في باريس، ووافق عليها مجلس الشيوخ الأمريكي في 6-2-1898، واستكملت بنود المعاهدة بنود البروتوكول التي أكدت استيلاء الولايات المتحدة على الفيليبين مقابل 20 مليون دولار تدفعها لإسبانيا.
و لقد أقام الأمريكيون إدارة عسكرية مؤقته في كوبا، فلم تمنح الجزيرة استقلالها حتى العام 1902، وبعد إدخال تعديلات متعددة على الدستور الكوبي تعطي الولايات المتحدة حق التدخل في الجزيرة وإقامة قواعد بحرية فيها. ويعود التواجد الأمريكي في قاعدة غوانتنامو إلى ذلك التاريخ.
و لقد كانت معظم أوروبا متعاطفة مع إسبانيا خلال هذه الحرب. غير أن بريطانيا كانت أبرز المتعاطفين مع الولايات المتحدة. الأمر الذي ساهم في تمهيد الطريق أمام التحالف الأمريكي البريطاني في القرن العشرين وخلال حربين عالميتين. ولقد كانت الحرب الأمريكية-الإسبانية نقطة تحول حقيقية في التاريخ العالمي الحديث، إذ شهدت ظهور الولايات المتحدة كقوة عالمية تمتد مطامحها عبر العالم.