By فيصل السبيعي 6 - الخميس يونيو 04, 2009 5:36 am
- الخميس يونيو 04, 2009 5:36 am
#19794
المقدمة
1. تحتل اجهزة الاستخبارات والامن الاسرائيلية مكانة واهمية بالغتين في البنية الاسرائيلية , وقد ادت ادوارا رئيسة وخطيرة ولاتزال في مجال تعزيز وجود الكيان الاسرائيلي
وحمايته وتوسعه , لهذا تعتبر هذه الاجهزة من اهم ادوات الستراتيجية الاسرائيلية ونظريتها الامنية والذراع الطويلة في مواجهة تحديات (الامن القومي الاسرائيلي ) بمختلف اشكالها..وتعتمد القيادة الاسرائيلية على هذه الاجهزة وما تقدمه من معلومات وتقديرات استخبارية على الاصعدة الستراتيجية والعملياتية والتعبوية ( التكتيكية ) في عملية صنع القرارات وفي توجيه سياستها الداخلية والخارجية على حد سواء ..
2. لتنفيذ هذه الستراتيجية تشكلت اجهزة الاستخبارات والامن الاسرائيلية الرئيسة ليضم كل منها دوائر واقسام متخصصة بجمع المعلومات وتحليلها وتقييمها , خاصة ما يتعلق منها بالتنظيمات الفلسطينية وقياداتها وانشطتها , وتنفيذ العمليات السرية ضدها بالتعاون والتنسيق مع اجهزة المخابرات المتحالفة معها..
ميدان البحث في مجال نظرية الاستخبارات الاسرائيلية
3. ان الهالة التي تحيط بهذه الاجهزة وتنظيماتها وانشطتها نابعة في الاساس من محدودية المعرفة بجوهرها وان البحث في نظرية الاستخبارات يعتمد على المتوفر من المعلومات من المصادر العلنية بالدرجة الاساس ومن المعلومات التي تصدر عن مؤسسات ومسؤولين اسرائيليين في الغالب وخاصة الصادرة باللغة العبرية , وحتى هذه المعلومات , التي قد تكون مسربة عن قصد بوسائل اعلامية وصحفية متعددة او تنظيمات مشبوهة , يجب ان تخضع للتحليل والتمحيص والتدقيق كلما كان ذلك ممكنا ,للتوصل الى الاستنتاجات الاكثر صوابا وقربا من الحـقيقة والواقع .. من هنا تقتضي الضرورة اعطاء اسرائيل واجهزتها الامنية والاستخبارية حجمها الحقيقي فلا تقزيمها يفيد ولا تضخيمها يحقق الغاية المتوخاة..
4 . ان الباحث المتتبع لما تنشره المصادر العلنية عن هذه الاجهزة يجد ان هناك تشابها كبيرا فيما تحتويه هذه المصادر من معلومات اوتطرحه عن الانشطة الاستخبارية الاسرائيلية المختلفة , وهذا يعني ان هناك مادة قليلة مكررة بصيغ واشكال مختلفة لكنها تتوزع على اكبر عدد من المصادر العلنية, وهذا الموضوع يشكل معضلة بالنسبة للباحثين المختصين في مجال الاستخبارات غالبا ما ينتج عنها اخطاء كثيرة .. ولاجل تفادي هذه الاخطاء او التكرار او التضليل المتعمد للمعلومات وتقديم مادة مقبولة ومفيدة للقارىء العربي وللمختصين في هذا المجال فان الباحث يقترح على الذين يتعاملون مع هذا الموضوع اعتماد الخطوات التالية :
أ . الرجوع الى المصادر الاصلية , خاصة المنشورة باللغة العبرية وترجمتها من قبل الباحث ان كانت لديه معرفة باللغة العبرية او اعتماد ترجمة دقيقة وامينة لمترجمين معروفين بكفاءتهم ودقتهم وامانتهم العلمية او اعتماد ترجمات صادرة عن مراكز بحوث ودراسات رصينة واخضاع المعلومات المستحصلة للتحليل والتدقيق قبل القرار على اعطاء الاستنتاجات النهائية بصددها ونشرها وذلك توخيا للدقة وعدم الوقوع في فخ التضليل الاسرائيلي ..
ب.الاستعانة بالمصادر الفلســطينية والعربية ( كتاب متخصصين ومسؤولين ونشرات رسمية وغيرها ) واجراء لقاءات مع شهود عيان واية مصادر اخرى خاصة معنية بهذا المجال ..
ج.اجتزاء ( نصوص) من المصادر الاصلية وادراجها في الدراسة او البحث للدلالة والتوثيق ..
مفهوم نظرية الاستخبارات الاسرائيلية
5. تقوم نظرية الاستخبارات الاسرائيلية على اساس تعددية الاجهزة الامنية والاستخبارية والبحثية لغرض خلق حالة من التنافس فيما بينها من اجل خدمة (الامن القومي الاسرائيلي ) وللتقليل من احتمالات الخطا والمباغتة العربية , بالاضافة الى بناء اجهزة متعددة تقوم على اساس التخصص في المهام والعمل حسب الموقع الجغرافي ..
6.ان الخبرة الاستخبارية التي يتلقاها المسؤولون الاسرائيليون من الغرب بشكل خاص تنعكس هي الاخرى على وضع نظرية الاستخبارات موضع التطبيق في مجالات التنظيم والتخصص ولهذا نجدها في الغالب من حيث المهام والمسؤوليات والتنظيم تتشابه مع مثيلاتها من الاجهزة الاخرى في الدول الغربية ..
7. ثمة عامل اخر ساهم في هذه التعددية هو طبيعة ( العدو) المقابل ومقدار تهديده للامن الاسرائيلي , كوحدة القرار الفلسطيني والتقارب العربي والانتفاضة الفلسطينية على سبيل المثال لا الحصر ..
8. من مزايا هذه التعددية ايضا , انها منحت الاجهزة نوعا من الاستقلالية ولكن هذه الحالة لن تخلو من عيوب وثغرات عانت منها هذه الاجهزة والقيادة الاسرائيلية على حد سواء منذ مرحلة التاسيس الرسمي والمنظم لها في بداية الخمسينات , ومن ذلك ان الاهداف والمهمات الملقاة على عاتقها كثيرة ومتعددة وبعضها صعبا , فهي تتطلب نطاق معلومات واسع وشامل وتفصيلي وفي ميادين كثيرة وانتشار على مساحة جغرافية واسعة في العالم ومواجهة اجهزة استخبارية وامنية ونظم سياسية متقدمة ونامية .. وقد انعكس هذا على وضع وامكانيات الاجهزة الاسرائيلية لانها تتطلب قدرات فنية وبشرية كبيرة وكلف مادية عالية وهياكل تنظيمية ادارية كبيرة ومتعددة ….الخ ومع ان القيادة الاسرائيلية وضعت لها عددا من الحلول , لامجال لذكرها هنا , الا انها كانت حلولا جزئية وليست جذرية مازالت تشكل معضلة تعاني منها الاجهزة الاسرائيلية حتى الوقت الحاضر .
فلسفة نظرية الاستخبارات الاسرائيلية
9. ان فلسفة الاستخبارات الاسرائيلية تنبع اساسا من طبيعة المجتمع الاسرائيلي حيث السمة الغالبة لهذا المجتمع هي التنافر وعدم الانسجام نتيجة لتعدد الجنسيات واختلاف البيئات التي جاء منها اليهود لاقامة الاستيطان الاحلالي في فلسطين , فقد نقلت جماعات المهاجرين عاداتها وتقاليدها وطرق معيشتها المتباينة الى اسرائيل , ويتضح ذلك التنافر في التفرقة العنصرية السائدة داخل الكيان الاسرائيلي بين طوائف الاشكنازيم والسفاراديم واليهود السود ( الفلاشا ) وغيرهم وتتاكد هذه الخلافات ايضا داخل المجتمع الاسرائيلي حيث ينقسم الى جناحين رئيسيين : الاول ديني والثاني علماني , الامر الذي ترك بصمات اجتماعية سلبية على مجمل الحياة داخل اسرائيل , وفي ضوء هذا الواقع تعمل القيادة الاسرائيلية على صهر المجتمع الاسرائيلي في بوتقة واحدة في محاولة منها لخلق مجتمع متجانس له طابعه وسماته المشتركة وذلك بتنفيذ سلسلة من الاجرات ابرزها:
أ . استخدام الجيش للتجنيد الاجباري كوســيلة من وسائل صهر المجتمع ..
ب. توحيد مناهج التعليم لخلق ثقافة مشتركة ..
ج. تامين حد ادنى لمستوى المعيشة وادخال العمال في تنظيمات الهستدروت وفروعها المختلفة ..
د. اقامة مستعمرات خاصة بالشباب ليكونوا نواة المجتمع في المستقبل , والمسماة بالجدناع ( أي كتائب الشباب ) وهناك جدناع البر والبحر والجو واهم غريزتين يتم اشباع الشباب بهما في هذه المستعمرات هما الجنس واستخدام مختلف انواع الاسلحة من اجل القتل والتفنن في وسائل الايقاع بالضحية وتعذيبها ..
هـ. اقرار اللغة العبرية ونشرها لخلق قاسم مشترك جديد , غير الديانة اليهودية , يجتمع عليه الاسرائيليون من علمانيين ومتدينين ..
و. تلقين الصغار والكبار مبادىء الحركة الصهيونية القائمة على مثلـث ( الهجرة والاستيطان – القوة – ألصفاء العرقي ) ..
10. استنادا الى ماتقدم فان الصهيونية العالمية نجحت , من جانب اخر , في ان تغرس في نفوس المستوطنين اليهود منذ بداية الاستيطان الصهيوني لفلسطين عقيدة سارت عليها الاستخبارات الاسرائيلية اهم مرتكزاتها هي :
أ. ان اسرائيل في حالة حرب دائمة مع الاقطار العربية حتى تحقق اهدافها بالكامل , وان فترات السلام هي حالة مؤقتة تســتغل في تعزيز اركان ( الدولة ) وزيادة المهاجرين اليها وتطوير قدراتها العسكرية والعمل على تهيئة البيئة العربية والاقليمية والدولية للقبول باسرائيل كامر واقع وعنصر فاعل وشريك في صياغة مستقبل المنطقة بالاضافة الى جهودها في مواصلة شق الصف العربي وتجذير التشرذم العربي والفلسطيني على وجه الخصوص ..
ب. ان اسرائيل تشكل نقطة ارتكاز ليهود العالم وهي تسعى الى تهويد الاراضي الفلسطينية بكافة الوسائل وتهجير سكاتها العرب لاستيطان اكبر عدد من اليهود ..
ج. ان قيام ( الدولة ) هو تحقيق لاسطورة توراتية صنعها اليهود منذ القدم وتمكنوا من اقناع الغربيـين بها وهي أن الرب وعدهم بارض الميعاد ..
د. ان تاسيس هذه ( الدولة ) مسؤولية دينية واجبة على كل يهودي في أي بقعة من العالم ..
هـ. ان ولاء اليهودي مهما كانت جنسيته يجب ان يكون للوطن
الام اسرائيل وتحقيق امن ( الدولة ) واستقرارها وتوسيعها لاحقا وازدهارها هو الخطوة الاولى لعودة ملكوت اســرائيل طبقا لهذا الوعد الالهي المزيف ..
12. لقد افرزت مرتكزات نظرية الاستخبارات الاسرائيلية وعقيدتها فلسفة خاصة بالعنف والارهاب يمكن ايجازها على النحو الاتي :
أ. اذا ضربت احد الكوادر ( المعادية ) فان ظهور بديل له سيستغرق وقتا طويلا وبالتالي سيفكك الشبكة ( المعادية ) وربما سيمزقها ..
ب. الاغتيال يعني القضاء على الكادر القيادي الاكثر خبرة وخطورة وهذا يعني انك حققت الردع ضد الاخرين ..
ج. ان اغتيال الخصوم يرفع معنويات الاسرائيليين ويكون تاثيره سلبيا على اتباع هؤلاء (الخصوم ) خاصة اذا جرى التخطيط للعملية وتنفيذها بطريقة استعراضية ومن دون ان تترك أي اثر او دليل ..
د. الهجوم خير وسيلة للدفاع , او ما تسميه المصادر الامنية الاسرائيلية بالحرب الاجهاضية او الوقائية ضد الهدف او الاهداف التي تشكل خطرا على اسرائيل ومصالحها الاستراتيجية ( حسب رايها ) متى ما شعرت ان هناك حاجة لمثل هذا العمل وباستخدام مختلف انواع الاسلحة والوسائل الاكثر فتكا وتاثيرا دون مراعاة لاي عامل انساني او اعتباري اخر ..
خلاصة الراي
لغرض التوثيق التاريخي نقول ان اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية رغم النجاحات التي حققتها لكنها فشلت في كثير من العمليات بسبب تخبطها وسوء ادارتها وتخطيطها في كثير من الاحيان مقابل وعي وكفاءة دوائر المكافحة في اجهزة الاستخبارات العربية وخاصة اجهزة الثورة الفلسطينية والمخابرات المصرية والاردنية والعراقية ( قبل الاحتلال) والتي تمكنت ايضا بسبب كفاءة وقدرة الدوائر التعرضية او الايجابية في هذه الاجهزة من اختراق اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية اكثر من مرة وكشفت عجزها واحبطت الكثير من عملياتها الارهابية وهناك شواهد كثيرة على ذلك لكننا لسنا بصدد هذا ..
والاستنتاج الذي نخلص اليه مما تقدم هو ان نظرية الاستخبارات الاسرائيلية لايمكن ان يكتب لها النجاح من دون المراهنة على ضعف الجانب العربي وتطبيق مبدا فرق تسد على الصعـيدين العربي والفلسطيني , لذلك تعمل اسرائيل وبالتنسيق مع الولايات المتحدة ودول اخرى على الحيلولة دون حدوث أي توحد او تقارب في رؤى ومواقف فصائل الثورة الفلسطينية تجاه ما يجري من احداث وتطورات سياسية على الساحة الفلسطينية , بل تذهب بعيدا في احداث انقسامات وتشرذم بين مختلف الفعاليات والانشطة الفلسطينية ( والعربية )لدرجة خلق الاجواء وتهيئة الظروف المصطنعة للاقتتال فيما بينها ,مع مزيد الاسف , في وقت تمر فيه القضية الفلسطينية باخطر مراحلها, لذلك فان المسؤولية التاريخية تحتم على الاخوة قادة الثورة في فتح وحماس والفصائل ان يدركوا جيدا حقيقة وابعاد وخطورة هذا المخطط ويعملوا على تفويت الفرصة على كل من يريد النيل من وحدة الشعب الفلـسطيني وسيادته وقراره المستقل ..
( منقول)
1. تحتل اجهزة الاستخبارات والامن الاسرائيلية مكانة واهمية بالغتين في البنية الاسرائيلية , وقد ادت ادوارا رئيسة وخطيرة ولاتزال في مجال تعزيز وجود الكيان الاسرائيلي
وحمايته وتوسعه , لهذا تعتبر هذه الاجهزة من اهم ادوات الستراتيجية الاسرائيلية ونظريتها الامنية والذراع الطويلة في مواجهة تحديات (الامن القومي الاسرائيلي ) بمختلف اشكالها..وتعتمد القيادة الاسرائيلية على هذه الاجهزة وما تقدمه من معلومات وتقديرات استخبارية على الاصعدة الستراتيجية والعملياتية والتعبوية ( التكتيكية ) في عملية صنع القرارات وفي توجيه سياستها الداخلية والخارجية على حد سواء ..
2. لتنفيذ هذه الستراتيجية تشكلت اجهزة الاستخبارات والامن الاسرائيلية الرئيسة ليضم كل منها دوائر واقسام متخصصة بجمع المعلومات وتحليلها وتقييمها , خاصة ما يتعلق منها بالتنظيمات الفلسطينية وقياداتها وانشطتها , وتنفيذ العمليات السرية ضدها بالتعاون والتنسيق مع اجهزة المخابرات المتحالفة معها..
ميدان البحث في مجال نظرية الاستخبارات الاسرائيلية
3. ان الهالة التي تحيط بهذه الاجهزة وتنظيماتها وانشطتها نابعة في الاساس من محدودية المعرفة بجوهرها وان البحث في نظرية الاستخبارات يعتمد على المتوفر من المعلومات من المصادر العلنية بالدرجة الاساس ومن المعلومات التي تصدر عن مؤسسات ومسؤولين اسرائيليين في الغالب وخاصة الصادرة باللغة العبرية , وحتى هذه المعلومات , التي قد تكون مسربة عن قصد بوسائل اعلامية وصحفية متعددة او تنظيمات مشبوهة , يجب ان تخضع للتحليل والتمحيص والتدقيق كلما كان ذلك ممكنا ,للتوصل الى الاستنتاجات الاكثر صوابا وقربا من الحـقيقة والواقع .. من هنا تقتضي الضرورة اعطاء اسرائيل واجهزتها الامنية والاستخبارية حجمها الحقيقي فلا تقزيمها يفيد ولا تضخيمها يحقق الغاية المتوخاة..
4 . ان الباحث المتتبع لما تنشره المصادر العلنية عن هذه الاجهزة يجد ان هناك تشابها كبيرا فيما تحتويه هذه المصادر من معلومات اوتطرحه عن الانشطة الاستخبارية الاسرائيلية المختلفة , وهذا يعني ان هناك مادة قليلة مكررة بصيغ واشكال مختلفة لكنها تتوزع على اكبر عدد من المصادر العلنية, وهذا الموضوع يشكل معضلة بالنسبة للباحثين المختصين في مجال الاستخبارات غالبا ما ينتج عنها اخطاء كثيرة .. ولاجل تفادي هذه الاخطاء او التكرار او التضليل المتعمد للمعلومات وتقديم مادة مقبولة ومفيدة للقارىء العربي وللمختصين في هذا المجال فان الباحث يقترح على الذين يتعاملون مع هذا الموضوع اعتماد الخطوات التالية :
أ . الرجوع الى المصادر الاصلية , خاصة المنشورة باللغة العبرية وترجمتها من قبل الباحث ان كانت لديه معرفة باللغة العبرية او اعتماد ترجمة دقيقة وامينة لمترجمين معروفين بكفاءتهم ودقتهم وامانتهم العلمية او اعتماد ترجمات صادرة عن مراكز بحوث ودراسات رصينة واخضاع المعلومات المستحصلة للتحليل والتدقيق قبل القرار على اعطاء الاستنتاجات النهائية بصددها ونشرها وذلك توخيا للدقة وعدم الوقوع في فخ التضليل الاسرائيلي ..
ب.الاستعانة بالمصادر الفلســطينية والعربية ( كتاب متخصصين ومسؤولين ونشرات رسمية وغيرها ) واجراء لقاءات مع شهود عيان واية مصادر اخرى خاصة معنية بهذا المجال ..
ج.اجتزاء ( نصوص) من المصادر الاصلية وادراجها في الدراسة او البحث للدلالة والتوثيق ..
مفهوم نظرية الاستخبارات الاسرائيلية
5. تقوم نظرية الاستخبارات الاسرائيلية على اساس تعددية الاجهزة الامنية والاستخبارية والبحثية لغرض خلق حالة من التنافس فيما بينها من اجل خدمة (الامن القومي الاسرائيلي ) وللتقليل من احتمالات الخطا والمباغتة العربية , بالاضافة الى بناء اجهزة متعددة تقوم على اساس التخصص في المهام والعمل حسب الموقع الجغرافي ..
6.ان الخبرة الاستخبارية التي يتلقاها المسؤولون الاسرائيليون من الغرب بشكل خاص تنعكس هي الاخرى على وضع نظرية الاستخبارات موضع التطبيق في مجالات التنظيم والتخصص ولهذا نجدها في الغالب من حيث المهام والمسؤوليات والتنظيم تتشابه مع مثيلاتها من الاجهزة الاخرى في الدول الغربية ..
7. ثمة عامل اخر ساهم في هذه التعددية هو طبيعة ( العدو) المقابل ومقدار تهديده للامن الاسرائيلي , كوحدة القرار الفلسطيني والتقارب العربي والانتفاضة الفلسطينية على سبيل المثال لا الحصر ..
8. من مزايا هذه التعددية ايضا , انها منحت الاجهزة نوعا من الاستقلالية ولكن هذه الحالة لن تخلو من عيوب وثغرات عانت منها هذه الاجهزة والقيادة الاسرائيلية على حد سواء منذ مرحلة التاسيس الرسمي والمنظم لها في بداية الخمسينات , ومن ذلك ان الاهداف والمهمات الملقاة على عاتقها كثيرة ومتعددة وبعضها صعبا , فهي تتطلب نطاق معلومات واسع وشامل وتفصيلي وفي ميادين كثيرة وانتشار على مساحة جغرافية واسعة في العالم ومواجهة اجهزة استخبارية وامنية ونظم سياسية متقدمة ونامية .. وقد انعكس هذا على وضع وامكانيات الاجهزة الاسرائيلية لانها تتطلب قدرات فنية وبشرية كبيرة وكلف مادية عالية وهياكل تنظيمية ادارية كبيرة ومتعددة ….الخ ومع ان القيادة الاسرائيلية وضعت لها عددا من الحلول , لامجال لذكرها هنا , الا انها كانت حلولا جزئية وليست جذرية مازالت تشكل معضلة تعاني منها الاجهزة الاسرائيلية حتى الوقت الحاضر .
فلسفة نظرية الاستخبارات الاسرائيلية
9. ان فلسفة الاستخبارات الاسرائيلية تنبع اساسا من طبيعة المجتمع الاسرائيلي حيث السمة الغالبة لهذا المجتمع هي التنافر وعدم الانسجام نتيجة لتعدد الجنسيات واختلاف البيئات التي جاء منها اليهود لاقامة الاستيطان الاحلالي في فلسطين , فقد نقلت جماعات المهاجرين عاداتها وتقاليدها وطرق معيشتها المتباينة الى اسرائيل , ويتضح ذلك التنافر في التفرقة العنصرية السائدة داخل الكيان الاسرائيلي بين طوائف الاشكنازيم والسفاراديم واليهود السود ( الفلاشا ) وغيرهم وتتاكد هذه الخلافات ايضا داخل المجتمع الاسرائيلي حيث ينقسم الى جناحين رئيسيين : الاول ديني والثاني علماني , الامر الذي ترك بصمات اجتماعية سلبية على مجمل الحياة داخل اسرائيل , وفي ضوء هذا الواقع تعمل القيادة الاسرائيلية على صهر المجتمع الاسرائيلي في بوتقة واحدة في محاولة منها لخلق مجتمع متجانس له طابعه وسماته المشتركة وذلك بتنفيذ سلسلة من الاجرات ابرزها:
أ . استخدام الجيش للتجنيد الاجباري كوســيلة من وسائل صهر المجتمع ..
ب. توحيد مناهج التعليم لخلق ثقافة مشتركة ..
ج. تامين حد ادنى لمستوى المعيشة وادخال العمال في تنظيمات الهستدروت وفروعها المختلفة ..
د. اقامة مستعمرات خاصة بالشباب ليكونوا نواة المجتمع في المستقبل , والمسماة بالجدناع ( أي كتائب الشباب ) وهناك جدناع البر والبحر والجو واهم غريزتين يتم اشباع الشباب بهما في هذه المستعمرات هما الجنس واستخدام مختلف انواع الاسلحة من اجل القتل والتفنن في وسائل الايقاع بالضحية وتعذيبها ..
هـ. اقرار اللغة العبرية ونشرها لخلق قاسم مشترك جديد , غير الديانة اليهودية , يجتمع عليه الاسرائيليون من علمانيين ومتدينين ..
و. تلقين الصغار والكبار مبادىء الحركة الصهيونية القائمة على مثلـث ( الهجرة والاستيطان – القوة – ألصفاء العرقي ) ..
10. استنادا الى ماتقدم فان الصهيونية العالمية نجحت , من جانب اخر , في ان تغرس في نفوس المستوطنين اليهود منذ بداية الاستيطان الصهيوني لفلسطين عقيدة سارت عليها الاستخبارات الاسرائيلية اهم مرتكزاتها هي :
أ. ان اسرائيل في حالة حرب دائمة مع الاقطار العربية حتى تحقق اهدافها بالكامل , وان فترات السلام هي حالة مؤقتة تســتغل في تعزيز اركان ( الدولة ) وزيادة المهاجرين اليها وتطوير قدراتها العسكرية والعمل على تهيئة البيئة العربية والاقليمية والدولية للقبول باسرائيل كامر واقع وعنصر فاعل وشريك في صياغة مستقبل المنطقة بالاضافة الى جهودها في مواصلة شق الصف العربي وتجذير التشرذم العربي والفلسطيني على وجه الخصوص ..
ب. ان اسرائيل تشكل نقطة ارتكاز ليهود العالم وهي تسعى الى تهويد الاراضي الفلسطينية بكافة الوسائل وتهجير سكاتها العرب لاستيطان اكبر عدد من اليهود ..
ج. ان قيام ( الدولة ) هو تحقيق لاسطورة توراتية صنعها اليهود منذ القدم وتمكنوا من اقناع الغربيـين بها وهي أن الرب وعدهم بارض الميعاد ..
د. ان تاسيس هذه ( الدولة ) مسؤولية دينية واجبة على كل يهودي في أي بقعة من العالم ..
هـ. ان ولاء اليهودي مهما كانت جنسيته يجب ان يكون للوطن
الام اسرائيل وتحقيق امن ( الدولة ) واستقرارها وتوسيعها لاحقا وازدهارها هو الخطوة الاولى لعودة ملكوت اســرائيل طبقا لهذا الوعد الالهي المزيف ..
12. لقد افرزت مرتكزات نظرية الاستخبارات الاسرائيلية وعقيدتها فلسفة خاصة بالعنف والارهاب يمكن ايجازها على النحو الاتي :
أ. اذا ضربت احد الكوادر ( المعادية ) فان ظهور بديل له سيستغرق وقتا طويلا وبالتالي سيفكك الشبكة ( المعادية ) وربما سيمزقها ..
ب. الاغتيال يعني القضاء على الكادر القيادي الاكثر خبرة وخطورة وهذا يعني انك حققت الردع ضد الاخرين ..
ج. ان اغتيال الخصوم يرفع معنويات الاسرائيليين ويكون تاثيره سلبيا على اتباع هؤلاء (الخصوم ) خاصة اذا جرى التخطيط للعملية وتنفيذها بطريقة استعراضية ومن دون ان تترك أي اثر او دليل ..
د. الهجوم خير وسيلة للدفاع , او ما تسميه المصادر الامنية الاسرائيلية بالحرب الاجهاضية او الوقائية ضد الهدف او الاهداف التي تشكل خطرا على اسرائيل ومصالحها الاستراتيجية ( حسب رايها ) متى ما شعرت ان هناك حاجة لمثل هذا العمل وباستخدام مختلف انواع الاسلحة والوسائل الاكثر فتكا وتاثيرا دون مراعاة لاي عامل انساني او اعتباري اخر ..
خلاصة الراي
لغرض التوثيق التاريخي نقول ان اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية رغم النجاحات التي حققتها لكنها فشلت في كثير من العمليات بسبب تخبطها وسوء ادارتها وتخطيطها في كثير من الاحيان مقابل وعي وكفاءة دوائر المكافحة في اجهزة الاستخبارات العربية وخاصة اجهزة الثورة الفلسطينية والمخابرات المصرية والاردنية والعراقية ( قبل الاحتلال) والتي تمكنت ايضا بسبب كفاءة وقدرة الدوائر التعرضية او الايجابية في هذه الاجهزة من اختراق اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية اكثر من مرة وكشفت عجزها واحبطت الكثير من عملياتها الارهابية وهناك شواهد كثيرة على ذلك لكننا لسنا بصدد هذا ..
والاستنتاج الذي نخلص اليه مما تقدم هو ان نظرية الاستخبارات الاسرائيلية لايمكن ان يكتب لها النجاح من دون المراهنة على ضعف الجانب العربي وتطبيق مبدا فرق تسد على الصعـيدين العربي والفلسطيني , لذلك تعمل اسرائيل وبالتنسيق مع الولايات المتحدة ودول اخرى على الحيلولة دون حدوث أي توحد او تقارب في رؤى ومواقف فصائل الثورة الفلسطينية تجاه ما يجري من احداث وتطورات سياسية على الساحة الفلسطينية , بل تذهب بعيدا في احداث انقسامات وتشرذم بين مختلف الفعاليات والانشطة الفلسطينية ( والعربية )لدرجة خلق الاجواء وتهيئة الظروف المصطنعة للاقتتال فيما بينها ,مع مزيد الاسف , في وقت تمر فيه القضية الفلسطينية باخطر مراحلها, لذلك فان المسؤولية التاريخية تحتم على الاخوة قادة الثورة في فتح وحماس والفصائل ان يدركوا جيدا حقيقة وابعاد وخطورة هذا المخطط ويعملوا على تفويت الفرصة على كل من يريد النيل من وحدة الشعب الفلـسطيني وسيادته وقراره المستقل ..
( منقول)