معركة اليرموك رفعت لواء الحق: إما نصر أو شهادة
مرسل: الاثنين ديسمبر 09, 2013 8:12 pm
قال تعالى:
{الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ * إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} سورة آل عمران
معركة اليرموك المعركة الحاسمة والتي أنهت الوجود الروماني في أرض الشام الطاهرة، وغيرت موازين القوى التي كانت سائدة آنذاك، وأصبحت دولة الإسلام بعدها هي القوة العظمى الأولى، وليس فارس ولا الروم.
وبدأت الأحداث حين قرر الخليفة الراشد أبو بكر الصديق فتح الشام بعد تكرار اعتداءات الروم وحلفائهم على المسلمين ودعاة الإسلام، فأرسل الجند وأوصاهم بأن يتفرقوا في أكثر من موضع حتى يُشتتوا بذلك جهد الروم وينشغل بكل فرقة، فتضعف قواه، انتهج الخليفة هذه الخطة تفاديًا للنقص الحاصل في العدد؛ فجيش العدو أضعاف جيش المسلمين .
لكن هرقل أدرك خطة المسلمين، فتجهز للقتال، بيد أن الخليفة أرسل لخالد بن الوليد وكان في العراق لنجدة جيش المسلمين لما عُرف عنه من ذكاء وفطنة في إدارة الحروب، فقام خالد بخطة محكمة حتى يُظهر أن الجيش أتاه مدد كبير فيُربك بذلك حسابات العدو، ويوقع الخوف في قلوبهم .
وعند قدومه لأرض المعركة فطن خالد لأمر غاية في الخطورة، فكل فئة من الجند لها قائد، وهذا سيشكل خطرًا على قيادة المعركة، فنصب لكل يوم قائد،
يعني تبادل الإمارة وأصبح خالد القائد العام، وأعطى للنساء سيوفًا في مؤخرة الجيش حتى يقفن بحزم أمام الفارين من المعركة، كما تصدين للروم بل وأصبن منهم، وجعل من المقداد بن الأسود محفزًا للجيش لشحن النفوس بقراءة آيات الجهاد حتى يُحفزهم على الثبات ولقاء الأعداء بصبر وصمود، لا يكفي أن تكون رجل قتال بل أن تكون رجل حكمة تُدير الأحداث بصلابة وثبات ورؤيا ثاقبة حتى تبعث روح النصر في النفوس وتشجعهم على الصمود في أرض المعركة.
قام أحد قادة الروم وهو ( ماهان ) بخطوة حيث عرض أموالًا طائلة بغية رجوع المسلمين عن قتالهم وثنيهم عن الجهاد، وتفريق شملهم عنهم، لكن المسلمين رفضوا عرضه، فلم يأتوا لدنيا بل لنشر الإسلام إما نصر أو شهادة، ومما ميز المعركة أن خالد بلغه كتاب من الخليفة الجديد مفاده أن أبا بكر لحق بالرفيق الأعلى وأن عمر رضي الله عنه الخليفة الجديد، أقال خالد من القيادة العامة لو كان خالدًا رجل دنيا ومناصب وجاه لما أكمل المعركة ولما انتصر الجند، لكنه طالب نصر وجنة ولقاء الله وهو راض عنه، كتم خالد الرسالة حتى لا يتسرب الوهن للجند وهم في معركة حاسمة ولحظات صعاب ، وحتى يبقى الجند متماسكًا ثابتًا، وسيخبرهم فيما بعد، أيّ ذكاء هذا وأي دراية بالأمور وحنكة قل نظيرها.
رغم قوة الرومان وأعدادهم التي تفوق أعداد جند المسلمين هُزم الكفر هزيمة نكراء أمام قوة الإيمان، ورغم قيمة المعركة والنفوس مشحونة غيظًا على أهل الشر وأعوانهم، وشدة وطأة الحرب؛ إلا أن هذا لم يثن خالدًا أن يشرح لقائد الرومان معنى الإسلام الصافي وهم على أرض المعركة، في محاورة رائعة تهز القلوب الغافلة، فقد وقف القائد جورج على حقيقة الإسلام والمسلمين فهم ليسوا دعاة حرب بل دعاة سلام يحملون الإسلام بصفائه ونقائه وصفاء سريرتهم لتبليغه للناس أجمعين غايتهم نشر الحق وسيادة العدل، كان حوارًا مميزًا أسلم على إثره هذا القائد بعد سيل من الأسئلة التي فتحت قلبه للإسلام فليس همّ خالد القتال بل همه هداية الناس وفتح قلوبهم للحق حتى تتشربه أرواحهم فقاتل هذا القائد الروماني المسلم مع جند المسلمين حتى استشهد.
سبحان الله كان في بداية الحرب رجلًا كافرًا وفي آخرها أضحى شهيدًا في صفوف المسلمين .
لم يلتفت المسلمون لأعداد جيش الأعداء الضخمة وقوة خصمهم بل اتصفوا بالحكمة وأداروا الحرب إدارة حكيمة ورزينة، أبهرت الأعداء ثبات وصمود وقوة في المواجهة لم تهزهم ريح، أبلوا البلاء الحسن ولم تحرك فيهم قوة الأعداء أي شيء ولم تنل منهم، أو تضعف قُواهم، بل علموا أن قوة الإيمان هي من تخلق النصر لأنها تستمد قوتها من قوة الله عز وجل.
قال تعالى : {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ
دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا} سورة النور آية 23.
هو إذن وعد صادق من الله لعباده الصالحين، بالإستخلاف في الأرض والتمكين والنصر لهم، فقد طلبوا النصر أو الشهادة فمن الله عليهم بالنصر وهزم عدوهم واستخلفهم في الأرض من بعدهم، دروس وعبر تحملها معركة اليرموك تحت طياتها، حتى نعي من أين تأتي الهزائم ومن أين يأتي النصر .
{الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ * إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} سورة آل عمران
معركة اليرموك المعركة الحاسمة والتي أنهت الوجود الروماني في أرض الشام الطاهرة، وغيرت موازين القوى التي كانت سائدة آنذاك، وأصبحت دولة الإسلام بعدها هي القوة العظمى الأولى، وليس فارس ولا الروم.
وبدأت الأحداث حين قرر الخليفة الراشد أبو بكر الصديق فتح الشام بعد تكرار اعتداءات الروم وحلفائهم على المسلمين ودعاة الإسلام، فأرسل الجند وأوصاهم بأن يتفرقوا في أكثر من موضع حتى يُشتتوا بذلك جهد الروم وينشغل بكل فرقة، فتضعف قواه، انتهج الخليفة هذه الخطة تفاديًا للنقص الحاصل في العدد؛ فجيش العدو أضعاف جيش المسلمين .
لكن هرقل أدرك خطة المسلمين، فتجهز للقتال، بيد أن الخليفة أرسل لخالد بن الوليد وكان في العراق لنجدة جيش المسلمين لما عُرف عنه من ذكاء وفطنة في إدارة الحروب، فقام خالد بخطة محكمة حتى يُظهر أن الجيش أتاه مدد كبير فيُربك بذلك حسابات العدو، ويوقع الخوف في قلوبهم .
وعند قدومه لأرض المعركة فطن خالد لأمر غاية في الخطورة، فكل فئة من الجند لها قائد، وهذا سيشكل خطرًا على قيادة المعركة، فنصب لكل يوم قائد،
يعني تبادل الإمارة وأصبح خالد القائد العام، وأعطى للنساء سيوفًا في مؤخرة الجيش حتى يقفن بحزم أمام الفارين من المعركة، كما تصدين للروم بل وأصبن منهم، وجعل من المقداد بن الأسود محفزًا للجيش لشحن النفوس بقراءة آيات الجهاد حتى يُحفزهم على الثبات ولقاء الأعداء بصبر وصمود، لا يكفي أن تكون رجل قتال بل أن تكون رجل حكمة تُدير الأحداث بصلابة وثبات ورؤيا ثاقبة حتى تبعث روح النصر في النفوس وتشجعهم على الصمود في أرض المعركة.
قام أحد قادة الروم وهو ( ماهان ) بخطوة حيث عرض أموالًا طائلة بغية رجوع المسلمين عن قتالهم وثنيهم عن الجهاد، وتفريق شملهم عنهم، لكن المسلمين رفضوا عرضه، فلم يأتوا لدنيا بل لنشر الإسلام إما نصر أو شهادة، ومما ميز المعركة أن خالد بلغه كتاب من الخليفة الجديد مفاده أن أبا بكر لحق بالرفيق الأعلى وأن عمر رضي الله عنه الخليفة الجديد، أقال خالد من القيادة العامة لو كان خالدًا رجل دنيا ومناصب وجاه لما أكمل المعركة ولما انتصر الجند، لكنه طالب نصر وجنة ولقاء الله وهو راض عنه، كتم خالد الرسالة حتى لا يتسرب الوهن للجند وهم في معركة حاسمة ولحظات صعاب ، وحتى يبقى الجند متماسكًا ثابتًا، وسيخبرهم فيما بعد، أيّ ذكاء هذا وأي دراية بالأمور وحنكة قل نظيرها.
رغم قوة الرومان وأعدادهم التي تفوق أعداد جند المسلمين هُزم الكفر هزيمة نكراء أمام قوة الإيمان، ورغم قيمة المعركة والنفوس مشحونة غيظًا على أهل الشر وأعوانهم، وشدة وطأة الحرب؛ إلا أن هذا لم يثن خالدًا أن يشرح لقائد الرومان معنى الإسلام الصافي وهم على أرض المعركة، في محاورة رائعة تهز القلوب الغافلة، فقد وقف القائد جورج على حقيقة الإسلام والمسلمين فهم ليسوا دعاة حرب بل دعاة سلام يحملون الإسلام بصفائه ونقائه وصفاء سريرتهم لتبليغه للناس أجمعين غايتهم نشر الحق وسيادة العدل، كان حوارًا مميزًا أسلم على إثره هذا القائد بعد سيل من الأسئلة التي فتحت قلبه للإسلام فليس همّ خالد القتال بل همه هداية الناس وفتح قلوبهم للحق حتى تتشربه أرواحهم فقاتل هذا القائد الروماني المسلم مع جند المسلمين حتى استشهد.
سبحان الله كان في بداية الحرب رجلًا كافرًا وفي آخرها أضحى شهيدًا في صفوف المسلمين .
لم يلتفت المسلمون لأعداد جيش الأعداء الضخمة وقوة خصمهم بل اتصفوا بالحكمة وأداروا الحرب إدارة حكيمة ورزينة، أبهرت الأعداء ثبات وصمود وقوة في المواجهة لم تهزهم ريح، أبلوا البلاء الحسن ولم تحرك فيهم قوة الأعداء أي شيء ولم تنل منهم، أو تضعف قُواهم، بل علموا أن قوة الإيمان هي من تخلق النصر لأنها تستمد قوتها من قوة الله عز وجل.
قال تعالى : {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ
دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا} سورة النور آية 23.
هو إذن وعد صادق من الله لعباده الصالحين، بالإستخلاف في الأرض والتمكين والنصر لهم، فقد طلبوا النصر أو الشهادة فمن الله عليهم بالنصر وهزم عدوهم واستخلفهم في الأرض من بعدهم، دروس وعبر تحملها معركة اليرموك تحت طياتها، حتى نعي من أين تأتي الهزائم ومن أين يأتي النصر .