تأثيرات الاتفاق الامريكي الايراني على الشرق الاوسط مبالغ فيه
مرسل: الاثنين ديسمبر 09, 2013 8:25 pm
“النوم سيجافي سكان منطقة الشرق الأوسط بعد الاتفاق النووي” .. “الاتفاق يمهد عملياً لحلف أمريكي- إيراني بغطاء روسي” .. هذه بعض من الآراء التي امتلأت بها صحف عربية، بعد توقيع الاتفاق النووي الإيراني الأمريكي، والتي تعبر عن تخوفهم من تأثيرها على خريطة التحالفات في منطقة الشرق الأوسط.
أصحاب هذه الآراء أسسوا تخوفاتهم على أن ايران وهي تتخلى عن شيء “في برنامجها النووي” ستحصل على شيء آخر من القوى الكبرى على صعيد السياسة الإقليمية، كما أن الاتفاق قد يؤدي إلى اتفاق أمريكي إيراني يتم بموجبة استخدام أدوات إيران في المنطقة، مثل الفصائل الشيعية في العراق وحزب الله في لبنان، للقضاء على التنظيمات القريبة من القاعدة مثل (داعش وجبهة النصرة في سوريا(.
كل هذه المخاوف التي تتكرر بصيغ وأشكال مختلفة في الصحف العربية، رآها محللون عرب وإيرانيون أجانب، تنطوي على مبالغة كبيرة.
جواد الحمد رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط في الأردن، قال في تصريحات هاتفية لمراسل الأناضول “ما حدث بين الولايات المتحدة وإيران هو أبسط من ذلك بكثير، ولا يعدو عن كونه صفقة مربحة جدا عقدتها الولايات المتحدة مع إيران لضمان أمن إسرائيل، والوصول لحل للأزمة السورية “.
وتابع “تكونت هذه الصفقة من ثلاثة بنود هي نزع السلاح الكيماوي السوري، ومن ثم تحقيق أمن إسرائيل، نزع سلاح إيران النووي، مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية، وهو أمر كانت تحتاجه إيران في الوقت الراهن، بعد أن أرهقتها العقوبات، وثالثا انعقاد مؤتمر ( جنيف 2 ) لحل الأزمة السورية “.
المصلحة المباشرة التي تبدو من توقيع الاتفاق، والتي التفت لها رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط، كان لها نصيب – أيضا – في رؤية مصيب النعيمي الكاتب والمحلل السياسي الإيراني.
النعيمي قال في تصريحات عبر الهاتف لمراسل الأناضول “ما بدا لي من الاتفاق أنه حقق مصلحة لإيران و الولايات المتحدة الأمريكية، أما الحديث عن أبعاد أكثر من ذلك، فلن يتضح إلا بعد فترة زمنية تقدر بستة أشهر من الآن “.
وأوضح النعيمي أن “المصلحة المباشرة هي أن إيران حلت قضية شائكة بينها وبين الغرب، وفي المقابل فإن الغرب أخذ خطوة مهمة نحو إزالة أحد الأسباب الرئيسية للتوتر في المنطقة”.
ولم يستبعد النعيمي أن يؤدي التقارب الغربي الإيراني في الملف النووي إلى “تقارب في الطريق نحو الوصول لحل سياسي للأزمة السورية، لكن ذلك لن يظهر إلا بعد ستة أشهر من الآن، عندما يتضح مدى التزام كل طرف بتعهداته في الاتفاق”.
ووصف المحلل السياسي الإيراني في السياق ذاته الحديث عن تحالفات جديدة في المنطقة بسبب التقارب الإيراني الأمريكي في الملف النووي بأنه ” مبالغة شديدة “، مشيرا إلى أن السعودية وتركيا، وهما الدولتان اللتان تشيع صحف تأثرهما بهذا الاتفاق، “كانتا من الداعمين للحل السلمي للأزمة النووية الإيرانية”.
وأضاف “صحيح أن هناك بعض الخلافات بين إيران ودولتي تركيا والسعودية، لاسيما في القضية السورية، ولكن الواقع أن تركيا تحتفظ بعلاقات اقتصادية وسياسية جيدة مع إيران، واستضافت مؤتمرات كانت تدعو للحل السلمي للأزمة النووية الإيرانية، وكذلك السعودية توجد بينها وبين إيران علاقات دبلوماسية كاملة “.
من جانبه لم يختلف جوناثان ماركوس مراسل الشؤون الدبلوماسية لهيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي عن سابقيه كثيرا في تحليله للاتفاق، الذي وصفه بأنه “محدود” لكنه “مهم”.
واعتبر ماركوس في تحليله المنشور الثلاثاء على موقع بي بي سي أن “وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاتفاق بأنه: خطأ تاريخي، وتعليق آخرين بأنه سيغير وجه الشرق الأوسط، ينطوي على مبالغة من الجانبين”.
وأردف “إنه اتفاق من المحتمل أن يغير الجو العام، ويمهد السبيل نحو إجراء محادثات بناءة في المستقبل، وهو ما قد ينجح وقد لا ينجح”.
ولفت إلى أنه “يخالج إسرائيل والكثير من دول الخليج ، لاسيما السعودية، شعور عميق بعدم الارتياح من المسار الحالي الذي تسلكه واشنطن”، بيد أن “القضية النووية الإيرانية تعتبر من القضايا المهمة للشرق الأوسط والعالم، وقد يؤدي تسويتها إلى إزالة أحد المسببات المحتملة لشن حرب في المنطقة، لكنها لا تغير من حقيقة أن إيران تعتبر حاليا قوى إقليمية رئيسية”.
وطرح ما اعتبره أسئلة معقولة مثل “هل يمكن لإدارة أمريكية واجهت اعتراضا عندما أقدمت على ضرب سوريا، أن يعتمد عليها للضغط على إيران؟، وفي حالة إبرام اتفاق نووي، هل لا يمثل ذلك اعترافا بتنامي قدرة إيران في المنطقة؟”.
وأجاب “هذه أسئلة معقولة في مجملها، غير أن قضايا الانتشار، لاسيما الانتشار النووي، تعتبر قضية مستقلة في حد ذاتها، وقد يغير وجود إيران المسلحة بالسلاح النووي الحسابات الاستراتيجية في المنطقة بشكل كبير، فقد يؤدي ذلك إلى انتشار الأسلحة النووية في عدد من الدول الأخرى، وكذلك قد لا يكون الشرق الأوسط هو نفسه مرة أخرى، (بعد الاتفاق)، وهذا هو ما يجعل الأشهر الستة القادمة بمثابة رهان كبير”.
وتوصلت السبت، طهران ومجموعة (5+1) في جنيف، إلى مشروع اتفاق مرحلي يقضي بفتح الأولى منشآتها النووية أمام مفتشي الوكالة الدولة للطاقة الذرية “على نحو أفضل”، ووقف بعض أنشطة تخصيب اليورانيوم، مقابل تخفيف العقوبات المفروضة على طهران في المرحلة الأولى التي تستمر 6 أشهر.
وتضم مجموعة (5+1) الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن (أمريكا وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين)، بالإضافة إلى ألمانيا.
القاهرة : حازم بدر
أصحاب هذه الآراء أسسوا تخوفاتهم على أن ايران وهي تتخلى عن شيء “في برنامجها النووي” ستحصل على شيء آخر من القوى الكبرى على صعيد السياسة الإقليمية، كما أن الاتفاق قد يؤدي إلى اتفاق أمريكي إيراني يتم بموجبة استخدام أدوات إيران في المنطقة، مثل الفصائل الشيعية في العراق وحزب الله في لبنان، للقضاء على التنظيمات القريبة من القاعدة مثل (داعش وجبهة النصرة في سوريا(.
كل هذه المخاوف التي تتكرر بصيغ وأشكال مختلفة في الصحف العربية، رآها محللون عرب وإيرانيون أجانب، تنطوي على مبالغة كبيرة.
جواد الحمد رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط في الأردن، قال في تصريحات هاتفية لمراسل الأناضول “ما حدث بين الولايات المتحدة وإيران هو أبسط من ذلك بكثير، ولا يعدو عن كونه صفقة مربحة جدا عقدتها الولايات المتحدة مع إيران لضمان أمن إسرائيل، والوصول لحل للأزمة السورية “.
وتابع “تكونت هذه الصفقة من ثلاثة بنود هي نزع السلاح الكيماوي السوري، ومن ثم تحقيق أمن إسرائيل، نزع سلاح إيران النووي، مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية، وهو أمر كانت تحتاجه إيران في الوقت الراهن، بعد أن أرهقتها العقوبات، وثالثا انعقاد مؤتمر ( جنيف 2 ) لحل الأزمة السورية “.
المصلحة المباشرة التي تبدو من توقيع الاتفاق، والتي التفت لها رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط، كان لها نصيب – أيضا – في رؤية مصيب النعيمي الكاتب والمحلل السياسي الإيراني.
النعيمي قال في تصريحات عبر الهاتف لمراسل الأناضول “ما بدا لي من الاتفاق أنه حقق مصلحة لإيران و الولايات المتحدة الأمريكية، أما الحديث عن أبعاد أكثر من ذلك، فلن يتضح إلا بعد فترة زمنية تقدر بستة أشهر من الآن “.
وأوضح النعيمي أن “المصلحة المباشرة هي أن إيران حلت قضية شائكة بينها وبين الغرب، وفي المقابل فإن الغرب أخذ خطوة مهمة نحو إزالة أحد الأسباب الرئيسية للتوتر في المنطقة”.
ولم يستبعد النعيمي أن يؤدي التقارب الغربي الإيراني في الملف النووي إلى “تقارب في الطريق نحو الوصول لحل سياسي للأزمة السورية، لكن ذلك لن يظهر إلا بعد ستة أشهر من الآن، عندما يتضح مدى التزام كل طرف بتعهداته في الاتفاق”.
ووصف المحلل السياسي الإيراني في السياق ذاته الحديث عن تحالفات جديدة في المنطقة بسبب التقارب الإيراني الأمريكي في الملف النووي بأنه ” مبالغة شديدة “، مشيرا إلى أن السعودية وتركيا، وهما الدولتان اللتان تشيع صحف تأثرهما بهذا الاتفاق، “كانتا من الداعمين للحل السلمي للأزمة النووية الإيرانية”.
وأضاف “صحيح أن هناك بعض الخلافات بين إيران ودولتي تركيا والسعودية، لاسيما في القضية السورية، ولكن الواقع أن تركيا تحتفظ بعلاقات اقتصادية وسياسية جيدة مع إيران، واستضافت مؤتمرات كانت تدعو للحل السلمي للأزمة النووية الإيرانية، وكذلك السعودية توجد بينها وبين إيران علاقات دبلوماسية كاملة “.
من جانبه لم يختلف جوناثان ماركوس مراسل الشؤون الدبلوماسية لهيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي عن سابقيه كثيرا في تحليله للاتفاق، الذي وصفه بأنه “محدود” لكنه “مهم”.
واعتبر ماركوس في تحليله المنشور الثلاثاء على موقع بي بي سي أن “وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاتفاق بأنه: خطأ تاريخي، وتعليق آخرين بأنه سيغير وجه الشرق الأوسط، ينطوي على مبالغة من الجانبين”.
وأردف “إنه اتفاق من المحتمل أن يغير الجو العام، ويمهد السبيل نحو إجراء محادثات بناءة في المستقبل، وهو ما قد ينجح وقد لا ينجح”.
ولفت إلى أنه “يخالج إسرائيل والكثير من دول الخليج ، لاسيما السعودية، شعور عميق بعدم الارتياح من المسار الحالي الذي تسلكه واشنطن”، بيد أن “القضية النووية الإيرانية تعتبر من القضايا المهمة للشرق الأوسط والعالم، وقد يؤدي تسويتها إلى إزالة أحد المسببات المحتملة لشن حرب في المنطقة، لكنها لا تغير من حقيقة أن إيران تعتبر حاليا قوى إقليمية رئيسية”.
وطرح ما اعتبره أسئلة معقولة مثل “هل يمكن لإدارة أمريكية واجهت اعتراضا عندما أقدمت على ضرب سوريا، أن يعتمد عليها للضغط على إيران؟، وفي حالة إبرام اتفاق نووي، هل لا يمثل ذلك اعترافا بتنامي قدرة إيران في المنطقة؟”.
وأجاب “هذه أسئلة معقولة في مجملها، غير أن قضايا الانتشار، لاسيما الانتشار النووي، تعتبر قضية مستقلة في حد ذاتها، وقد يغير وجود إيران المسلحة بالسلاح النووي الحسابات الاستراتيجية في المنطقة بشكل كبير، فقد يؤدي ذلك إلى انتشار الأسلحة النووية في عدد من الدول الأخرى، وكذلك قد لا يكون الشرق الأوسط هو نفسه مرة أخرى، (بعد الاتفاق)، وهذا هو ما يجعل الأشهر الستة القادمة بمثابة رهان كبير”.
وتوصلت السبت، طهران ومجموعة (5+1) في جنيف، إلى مشروع اتفاق مرحلي يقضي بفتح الأولى منشآتها النووية أمام مفتشي الوكالة الدولة للطاقة الذرية “على نحو أفضل”، ووقف بعض أنشطة تخصيب اليورانيوم، مقابل تخفيف العقوبات المفروضة على طهران في المرحلة الأولى التي تستمر 6 أشهر.
وتضم مجموعة (5+1) الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن (أمريكا وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين)، بالإضافة إلى ألمانيا.
القاهرة : حازم بدر