الشتات العربي وتعميق أزمة الهوية
مرسل: الاثنين ديسمبر 09, 2013 10:57 pm
يبدو أن المواطن العربي يعاني في المرحلة الراهنة من الشتات الفكري. ومن تعمق الهوة النفسية التي تفصله عن جيرانه العرب، الأمر الذي يزيد من احتمالية تشكل أزمة هوية قد تطاله في القادم من الأيام.
فإلى عقود قريبة كانت الشعوب العربية ممثلة في الزعامات تهب كيد رجل واحد ساعية لبذل الغالي والنفيس وكلهم على قلب واحد، همهم خلاص إخوانهم العرب من أزماتهم التي يواجهونها وديدنهم تقديم العون بحيث كانوا لا يتوقفون حتى يُحَلْ المُشْكل. في مشهد رائع أقل ما يوصف بأنه يشكل تجسيدا ماثلا على التضامن الإسلامي في أبهى منظر وفي أزهى صورة.
ولنا في حرب رمضان خير شاهد على ما صبوت إليه فقد لعب الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله دوراً حيوياً مازال يذكره التاريخ مما شكل ثقلا في حالة الصراع وقلب موازين الحرب لصالح العرب في قتالهم المحموم مع عدوهم الصهيوني آنذاك.
بل ولقد أثبتت تلك المرحلة وما حوته من عمليات اقتتال وصراعات ونزاعات بأن ارتباط العرب واعتصامهم بحبل الدين هو أفضل رابطة تضمن وحدة صوتهم واتحاد قواهم في صراعهم ضد الآخر.
لقد بات جليا في قمة النزاع العربي الصهيوني وما تلاه لاحقا بأن دعوة القومية العربية التي تزعمها الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر كان في فشلها ومن ثم سقوطها خير كثير للعرب. فوحدة العرب على أساس عرقي هي أمر غير مجدٍ في حين أن اللحمة الدينية والرابطة العقائدية هي الأنجع في حالات الشدة وأوقات الصراع.
بيد أن المرحلة الراهنة – تستطيع العين المراقبة أن تدرك أنها – قد باتت تشكل استثناء في تعاطي المواطن العربي أو بمعنى أدق الأنظمة العربية مع الأزمات سواء الداخلي منها أو الخارجية التي تواجهها إذ أصبحت غالبية الدول تتعاطى مع عديد من القضايا الحيوية والتي ربما قد تشكل لها تهديدا على المدى البعيد من منطلق ذاتي وبتوحدية في المعالجة توحي بانفصالها الفكري ومن ثم الروحي عن جاراتها المسلمة، بل الأدهى والأمر أنه في حالات معينة وعندما كانت بعض هذه الدول أو الجارات الكبيرة تعبر عن رغبتها في المساعدة وفي تقديم العون كان ينظر لهذا الأمر بأنه يشكل تدخلا في الشؤون الداخلية لهذه الدولة وأنه يمثل سعيا خفيا لإعلان الهيمنة وتكريس الوصاية على القرار الداخلي الأمر الذي أسهم في تقوقع كل دولة على كيانها تجنبا منها لعدم الدخول في خلافات ونزاعات وتلاسن مع جاراتها هي في غنى عنها في مطلق الأحوال.
وفي المقابل سنجد أن الدول الغربية والأوروبية منها قد أدركت وعلى المدى البعيد أهمية الوحدة وجدوى الاتحادات والكيانات الاقتصادية المنصهرة في خلق تكتلات تشكل قوى ضغط على القرار الدولي وعلى مصائر عديد من شعوب العالم.
فانصهرت أوروبا في اتحادها الأوروبي وسعت لتوحيد عملتها ولتذليل العوائق وتوحيد قوانينها وإجراءاتها الجمركية والاقتصادية الأمر الذي جعلها تشكل اتحاداً كونفدراليا ينظر إليه العالم بكثير من الاحترام والهيبة. وقبل ذلك قد أدرك عديد من الحكام الأمريكيين أهمية الوحدة في خلق قوة وثقل في الصراع مع الخارج وكذلك الإسهام في تبلور اقتصاد قوى ومثمر. فانصهرت عديد من الولايات في اتحاد فيدرالي برز في اظهار الولايات المتحدة الأمريكية بصورتها الراهنة.
أما العرب فربما قد أدمنوا الشتات وأصبحت فكرة التشكك والتخوين هي المسيطرة على الذهنية العربية ويظل بقاء الحال على ماهو عليه هو ديدنهم حتى إشعار آخر.
وعلى نطاق أضيق وأعني به الخليجي فقد أدرك خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أهمية ذلك فكانت دعوته الشهيرة التي أطلقها العام المنصرم لتحويل مجلس التعاون الخليجي إلى اتحاد خليجي، الأمر الذي سيهيئ لهذا الاتحاد أبعادا تنموية وسيخلق فرص نمو اقتصادية وسيجعله يشكل كيانا سياسيا قادرا بعون الله على مواجهة تحديات المرحلة القادمة.
فهل ستتحقق الدعوة وهل سنرى في المرحلة القادمة اتحادا خليجيا قويا وفاعلا نستطيع أن نباهي به العالم. كلنا أمل في ذلك وإلى أن يتحقق الحلم سنظل نصلي ونصلي بأن غَد العرب سيكون واعداً.
فإلى عقود قريبة كانت الشعوب العربية ممثلة في الزعامات تهب كيد رجل واحد ساعية لبذل الغالي والنفيس وكلهم على قلب واحد، همهم خلاص إخوانهم العرب من أزماتهم التي يواجهونها وديدنهم تقديم العون بحيث كانوا لا يتوقفون حتى يُحَلْ المُشْكل. في مشهد رائع أقل ما يوصف بأنه يشكل تجسيدا ماثلا على التضامن الإسلامي في أبهى منظر وفي أزهى صورة.
ولنا في حرب رمضان خير شاهد على ما صبوت إليه فقد لعب الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله دوراً حيوياً مازال يذكره التاريخ مما شكل ثقلا في حالة الصراع وقلب موازين الحرب لصالح العرب في قتالهم المحموم مع عدوهم الصهيوني آنذاك.
بل ولقد أثبتت تلك المرحلة وما حوته من عمليات اقتتال وصراعات ونزاعات بأن ارتباط العرب واعتصامهم بحبل الدين هو أفضل رابطة تضمن وحدة صوتهم واتحاد قواهم في صراعهم ضد الآخر.
لقد بات جليا في قمة النزاع العربي الصهيوني وما تلاه لاحقا بأن دعوة القومية العربية التي تزعمها الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر كان في فشلها ومن ثم سقوطها خير كثير للعرب. فوحدة العرب على أساس عرقي هي أمر غير مجدٍ في حين أن اللحمة الدينية والرابطة العقائدية هي الأنجع في حالات الشدة وأوقات الصراع.
بيد أن المرحلة الراهنة – تستطيع العين المراقبة أن تدرك أنها – قد باتت تشكل استثناء في تعاطي المواطن العربي أو بمعنى أدق الأنظمة العربية مع الأزمات سواء الداخلي منها أو الخارجية التي تواجهها إذ أصبحت غالبية الدول تتعاطى مع عديد من القضايا الحيوية والتي ربما قد تشكل لها تهديدا على المدى البعيد من منطلق ذاتي وبتوحدية في المعالجة توحي بانفصالها الفكري ومن ثم الروحي عن جاراتها المسلمة، بل الأدهى والأمر أنه في حالات معينة وعندما كانت بعض هذه الدول أو الجارات الكبيرة تعبر عن رغبتها في المساعدة وفي تقديم العون كان ينظر لهذا الأمر بأنه يشكل تدخلا في الشؤون الداخلية لهذه الدولة وأنه يمثل سعيا خفيا لإعلان الهيمنة وتكريس الوصاية على القرار الداخلي الأمر الذي أسهم في تقوقع كل دولة على كيانها تجنبا منها لعدم الدخول في خلافات ونزاعات وتلاسن مع جاراتها هي في غنى عنها في مطلق الأحوال.
وفي المقابل سنجد أن الدول الغربية والأوروبية منها قد أدركت وعلى المدى البعيد أهمية الوحدة وجدوى الاتحادات والكيانات الاقتصادية المنصهرة في خلق تكتلات تشكل قوى ضغط على القرار الدولي وعلى مصائر عديد من شعوب العالم.
فانصهرت أوروبا في اتحادها الأوروبي وسعت لتوحيد عملتها ولتذليل العوائق وتوحيد قوانينها وإجراءاتها الجمركية والاقتصادية الأمر الذي جعلها تشكل اتحاداً كونفدراليا ينظر إليه العالم بكثير من الاحترام والهيبة. وقبل ذلك قد أدرك عديد من الحكام الأمريكيين أهمية الوحدة في خلق قوة وثقل في الصراع مع الخارج وكذلك الإسهام في تبلور اقتصاد قوى ومثمر. فانصهرت عديد من الولايات في اتحاد فيدرالي برز في اظهار الولايات المتحدة الأمريكية بصورتها الراهنة.
أما العرب فربما قد أدمنوا الشتات وأصبحت فكرة التشكك والتخوين هي المسيطرة على الذهنية العربية ويظل بقاء الحال على ماهو عليه هو ديدنهم حتى إشعار آخر.
وعلى نطاق أضيق وأعني به الخليجي فقد أدرك خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أهمية ذلك فكانت دعوته الشهيرة التي أطلقها العام المنصرم لتحويل مجلس التعاون الخليجي إلى اتحاد خليجي، الأمر الذي سيهيئ لهذا الاتحاد أبعادا تنموية وسيخلق فرص نمو اقتصادية وسيجعله يشكل كيانا سياسيا قادرا بعون الله على مواجهة تحديات المرحلة القادمة.
فهل ستتحقق الدعوة وهل سنرى في المرحلة القادمة اتحادا خليجيا قويا وفاعلا نستطيع أن نباهي به العالم. كلنا أمل في ذلك وإلى أن يتحقق الحلم سنظل نصلي ونصلي بأن غَد العرب سيكون واعداً.