- الاثنين ديسمبر 09, 2013 11:35 pm
#69444
لم تتعرض الديمقراطية ، في يوم من الأيام ، كمفهوم سياسي حضاري وقيم حرية نبيلة ، للتشويه والتهشيم ، رغم كل الأضواء والأصوات الإعلامية الملونة ، كما تتعرض له في هذه الأيام في الشرق الأوسط . لقد حولها بوش الصغير إلى شيء .. إلى ذريعة مخادعة مفخخة ، مثل ذريعة أ سلحة الدمار الشامل في حربه على العراق ، وابتذلها بتجريدها من قيم الحرية والكرامة الإنسانية ، ووضعها في حالة تناقض مع الوطنية والعدالة والحضارة ، لتبرير وتمرير الهيمنة الصهيو ـ أمريكية على الشرق الأوسط
والمسار البوشي " الديمقراطي " المخادع المتجسد ، من طرف ، في خلق وتفعيل ، الكوارث على كل الصعد في العراق ، والانقسامات الدموية بين الأشقاء في لبنان وفلسطين . ومن طرف آخر ، في تبني ودعم معارضين هواة سلطة ، ودفعهم إلى ذروة الخيانة الوطنية حتي زيارة إ سرائيل والتنسيق معها ضد بلدانهم . ومن طرف ثالث ، التواطؤ مع الأنظمة الاستبدادية والرجعية ضد القوى الوطنية الديمقراطية ، بعد فشل ا ستخدام الديمقراطية في تحقيق الهيمنة الأمريكية ، لن ينشر في حال ا ستمراره التمزق والدمار والدماء في المنطقة فحسب ، وإنما سوف يمدد بآجال الأنظمة الاستبدادية والمفوتة ، ويلحق الضرر الكبير بمسألة الديمقراطية ، إن لم يسقطها من التداول السياسي ، لتسود البربرية الطائفية والشوفينية والمافيوية السلطوية لحقبة غير محدودة من الزمن
إن أسوأ ما في المسار البوشي " الديمقراطي " أنه غير ديمقراطي بامتياز . فهو لايعترف بأية ديمقراطية لاتخدم مخططاته الامبراطورية ، لقد وضع دول وشعوب المنطقة أمام أنموذج وحيد للديمقراطية للاقتداء به ، وإلاّ فالحصار والدمار سوف يكون عاقبة المتمردين . إنه أنموذج أعد خصيصاً في مطابخ البيت الأبيض لبلدان الشرق الأوسط . وخصوصيته متأتية من أنه خاضع لشرط واحد فقط ليكتسب الشرعية الأمريكية والشرعية الدولية ، وهو الخضوع الكامل لإملاءات الإدارة الأمريكية مهما أفرطت هذه الإدارة بالتطرف فيما يتعلق بوحدة البلد " المتمقرط " جغرافياً وبشرياً ، ومهما ا ستلبت هذه الإدارة من سيادته وثرواته ، ومهما بالغت بإلزامه بالتطبيع مع إ سرائيل وتلبية مطالبها المذلة
أما مسائل الدستور الديمقراطي وتمفصل السلطات وسيادة القانون ومأسسة الدولة وحقوق الإنسان وبرامج التنمية البشرية والاقتصادية والسياسية ، فهي أمور نافلة ، يمكن غض الطرف عن عدم وجودها ، لمصلحة " ديمقراطية " التحالف من أجل الحرب على الإرهاب .. ومن أجل " سيادة قيم العولمة والتجارة الحرة " ومصالح امبراطورية الرأسمال الأمريكي الكونية
ربما إذا ا ستعرضنا السياسة الخارجية الأمريكية خلال القرن الماضي ، التي دعمت ومارست الاحتلال الاستعماري للبلدان الآسيوية والأفريقية ، وصنعت وساندت الانقلابات العسكرية في بلدان لاتحصى في مختلف القارات لاسيما في الشرق الأوسط ، وعلى سبيل الذكرى ، دفعت صنيعتها بينوشيت في تشيلي إلى قصف القصر الرئاسي بالطيران فوق رأس الرئيس ألليندي ، وباركت قتل تشومبي للرئيس لومومبا في ليوبولد فيل ، وكانت ولاتزال الحليف الصلب للكيان الصيوني ضد الشعوب العربية وضد الشرعية الدولية ، ربما نجد أن لاجديد الآن في هذه السياسة مايشذ عما هو مألوف في هذه السياسة ، وبالتالي في ممارسات عملائها المحليين . لكن الذي يجب الانتباه إلى مآلاته الشديدة الأذى هو أكبر من توصيفه بالجديد ، إنه قلب معاكس في معايير العقل والمنطق والأخلاق .. وتشويه متعمد مستغب لثوابت السياسة وأساسيات الرقي البشري
في قراءة موجزة لإحداثيات الشرق الأوسط قبل خمسين عاماً ، نجد أن هذه الدولة الاستعمارية أو تلك ، التي كانت تقوم بواسطة عملائها في بلد ما بانقلاب عسكري ويعطل هذا الانقلاب الدستور ويعلن الأحكام العرفية ويملأ السجون والقبور بمعارضيه ، كانت هذه الدولة تحجم عن إطلاق صفة الديمقراطية عليه ، وكانت تحاذر من تلويث سمعتها بجرائم الانقلاب ، وكانت تتستر على عملائها في البلدان المبتلية بسطوة الانقلاب ، وتستقبلهم في عواصمها بأكبر ما يمكن من التكتم وخاصة فيما يتعلق بمحادثاتهم واتفاقاتهم القذرة معها . وذلك مراعاة لحساسية الشعوب إزاء هكذا علاقات ، فقد كان وسم أي سياسي بالعمالة للأجنبي عاراً لايستطيع التخلص منه مدى الحياة ، هذا إن تختصر المحاكم الوطنية حياته
أما الآن فإن اللعب بالديمقراطية وحريات الشعوب صار مكشوفاً ووقحاً .. صارت علاقات العمالة مع الأجنبي مفخرة .. وتؤخذ على أنها مكسب سياسي يرفع المكانة و " القيمة " وتصنع زعامات . وصار التدخل بشؤون البلدان الأخرى ودوس سيادتها واستلاب ثرواتها وتدمير تراثها التاريخي فعل تحرري ديمقراطي . حتى الانقلاب على الديمقراطية صار فعل ديمقراطي . لقد بدأ ذلك منذ أن قصف يلتسين بالدبابات البرلمان الروسي أمام سمع العالم وبصره ، دون أن يصدر أي احتجاج أو اعتراض من الشرعية الدولية وخاصة من الإدارة الأمريكية ، التي تواطأت ورحبت بتدمير الاتحاد السوفييتي لأنه " فاقد " للديمقراطية ولايراعي حقوق الإنسان
ومن دلالات مأساة الديمقراطية ، وحسب مقتضيات ابتذالها ، يريدون من شعوب المنطقة أن تصدق أن احتلال العراق وتدميره وتمزيقه ونهبه عمل تحريري ديمقراطي، وإثارة الفتنة لاقتتال الأخوة وشرخ وحدة المقاومة ضد الاحتلال في فلسطين ووأد نتائج انتخابات ديمقراطية معترف بنزاهتها فلسطينياً وعربياً ودولياً هو شرعية دستورية أي ديمقراطية ، وعرقلة تشكيل حكومة وحدة وطنية في لبنان وإجراء انتخابات مبكرة لتعزيز وحدة الشعب المهدد وجوده ، وإحياء حدود التماس الطائفية الكريهة هي لحماية لبنان ، ودعم النظام المصري في ألاعيبه الدستورية اللاديمقراطية لتكريس التوريث في الحكم وخنق معارضيه والتواطؤ مع العائلة السعودية ، التي تحكم البلاد منذ مائة عام تقريباً بلا دستور مدني وبعقلية قبلية مذهبية متعصبة ، هو احترام لخصوصيات محلية تاريخية " لاتتنافى " مع قيم ومضامين الديمقراطية ، وأن أحذية العسكر في تركيا هي صمام أمان للسلطة العلمانية و.. الديمقراطية
لقد ألحق بوش الصغير أبلغ الأضرار بقضية الديمقراطية في منطقة هي الأشد حاجة بامتياز للديمقراطية في العالم .. إنه مجرم بحق الديمقراطية . وذلك لأنه سمح للنظام السوري وأشباهه من الأنظمة أن يوظف كوارث العراق البوشية الديمقراطية لتعزيز ا ستبداده ، وأن يوظف زيارة " الغادري " الغبية إلى إسرائيل ضد معارضيه ، وشكل مع النظام السوري وهذا النظام أو ذاك ثنائي قهري أمام المواطن .. أيهما يختار .. وأيهما يرفض . والمأساة أن تغدو الديمقراطية نافلة في بحث المواطن السوري أو العربي عن الخلاص من طرفي هذه الثنائية ، وأن يحشر بين مسننات اليأس أو التطرف
وهذا ما يستدعي السؤال ، هل يمكننا القول ، أن مفهوم الديمقراطية ، نتيجة تشييئه وابتذاله من قبل بوش الصغير في مشروع الأوسط الصهيو ـ أمريكي ، وتسليعه من قبل هواة السلطة هنا وهناك ، ونتيجة استهزاء الاستبداد به وبمفاعيله الحقيقيين ، قد لحق بالمفاهيم النبيلة الأخرى في عالمنا الشرق أوسطي المحتدم ا شتعالاً على مدار التاريخ ، مثل الوطنية والاستقلال والوحدة والتقدمية والاشتراكية والحرية والعزة والكرامة ؟ .. وماذا سيطلق تبعاً لذلك على من يظل متمسكاً بشرف بالديمقراطية ؟ .. وهل ستدخل مفردات الدعوة للديمقراطية ضمن تصنيفات اللغة الخشبية ؟
ليس سهلاً الرد السريع بالإيجاب أو النفي .. ومن النفاق الرد المتأني بين .. بين
لكن من الحق بمكان الجزم .. ا ستناداً إلى الواقع الحي المعاش ، أن بوش الصغير مجرم بحق الديمقراطية .. بل وعلى درجة ليس أقل مسؤولية من أي حاكم مستبد يزعم العداء له في الشرق الأوسط
إن التغيير الوطني الديمقراطي معرض للطعن في قلبه في صميم مسوغاته أمام ا ستمرار لعبة ثنائية احتلال / ا ستبداد ، إن لم يجر التصدي لهذه الثنائية بالتمسك بقوة بالخيار الوطني الديمقراطي .. وبالثقة .. الوثيقة الصلة بالطبقات الشعبية حاملة مشروع التغيير .. بانتصار النضال الديمقراطي
إن زيارة " الغادري " لإسرائيل كمعارض سوري للتنسيق مع الصهاينة حول مستقبل الجولان وحول مستقبل سوريا إ شارة خطرة لها مابعدها من مخاطر ، على مصير نضال التغيير الوطني الديمقراطي ومصير الوطن برمته . وهذا ما يرفع من مسؤولية قوى التغيير الوطنية الديمقراطية إلى كل وأعلى المستويات
والمسار البوشي " الديمقراطي " المخادع المتجسد ، من طرف ، في خلق وتفعيل ، الكوارث على كل الصعد في العراق ، والانقسامات الدموية بين الأشقاء في لبنان وفلسطين . ومن طرف آخر ، في تبني ودعم معارضين هواة سلطة ، ودفعهم إلى ذروة الخيانة الوطنية حتي زيارة إ سرائيل والتنسيق معها ضد بلدانهم . ومن طرف ثالث ، التواطؤ مع الأنظمة الاستبدادية والرجعية ضد القوى الوطنية الديمقراطية ، بعد فشل ا ستخدام الديمقراطية في تحقيق الهيمنة الأمريكية ، لن ينشر في حال ا ستمراره التمزق والدمار والدماء في المنطقة فحسب ، وإنما سوف يمدد بآجال الأنظمة الاستبدادية والمفوتة ، ويلحق الضرر الكبير بمسألة الديمقراطية ، إن لم يسقطها من التداول السياسي ، لتسود البربرية الطائفية والشوفينية والمافيوية السلطوية لحقبة غير محدودة من الزمن
إن أسوأ ما في المسار البوشي " الديمقراطي " أنه غير ديمقراطي بامتياز . فهو لايعترف بأية ديمقراطية لاتخدم مخططاته الامبراطورية ، لقد وضع دول وشعوب المنطقة أمام أنموذج وحيد للديمقراطية للاقتداء به ، وإلاّ فالحصار والدمار سوف يكون عاقبة المتمردين . إنه أنموذج أعد خصيصاً في مطابخ البيت الأبيض لبلدان الشرق الأوسط . وخصوصيته متأتية من أنه خاضع لشرط واحد فقط ليكتسب الشرعية الأمريكية والشرعية الدولية ، وهو الخضوع الكامل لإملاءات الإدارة الأمريكية مهما أفرطت هذه الإدارة بالتطرف فيما يتعلق بوحدة البلد " المتمقرط " جغرافياً وبشرياً ، ومهما ا ستلبت هذه الإدارة من سيادته وثرواته ، ومهما بالغت بإلزامه بالتطبيع مع إ سرائيل وتلبية مطالبها المذلة
أما مسائل الدستور الديمقراطي وتمفصل السلطات وسيادة القانون ومأسسة الدولة وحقوق الإنسان وبرامج التنمية البشرية والاقتصادية والسياسية ، فهي أمور نافلة ، يمكن غض الطرف عن عدم وجودها ، لمصلحة " ديمقراطية " التحالف من أجل الحرب على الإرهاب .. ومن أجل " سيادة قيم العولمة والتجارة الحرة " ومصالح امبراطورية الرأسمال الأمريكي الكونية
ربما إذا ا ستعرضنا السياسة الخارجية الأمريكية خلال القرن الماضي ، التي دعمت ومارست الاحتلال الاستعماري للبلدان الآسيوية والأفريقية ، وصنعت وساندت الانقلابات العسكرية في بلدان لاتحصى في مختلف القارات لاسيما في الشرق الأوسط ، وعلى سبيل الذكرى ، دفعت صنيعتها بينوشيت في تشيلي إلى قصف القصر الرئاسي بالطيران فوق رأس الرئيس ألليندي ، وباركت قتل تشومبي للرئيس لومومبا في ليوبولد فيل ، وكانت ولاتزال الحليف الصلب للكيان الصيوني ضد الشعوب العربية وضد الشرعية الدولية ، ربما نجد أن لاجديد الآن في هذه السياسة مايشذ عما هو مألوف في هذه السياسة ، وبالتالي في ممارسات عملائها المحليين . لكن الذي يجب الانتباه إلى مآلاته الشديدة الأذى هو أكبر من توصيفه بالجديد ، إنه قلب معاكس في معايير العقل والمنطق والأخلاق .. وتشويه متعمد مستغب لثوابت السياسة وأساسيات الرقي البشري
في قراءة موجزة لإحداثيات الشرق الأوسط قبل خمسين عاماً ، نجد أن هذه الدولة الاستعمارية أو تلك ، التي كانت تقوم بواسطة عملائها في بلد ما بانقلاب عسكري ويعطل هذا الانقلاب الدستور ويعلن الأحكام العرفية ويملأ السجون والقبور بمعارضيه ، كانت هذه الدولة تحجم عن إطلاق صفة الديمقراطية عليه ، وكانت تحاذر من تلويث سمعتها بجرائم الانقلاب ، وكانت تتستر على عملائها في البلدان المبتلية بسطوة الانقلاب ، وتستقبلهم في عواصمها بأكبر ما يمكن من التكتم وخاصة فيما يتعلق بمحادثاتهم واتفاقاتهم القذرة معها . وذلك مراعاة لحساسية الشعوب إزاء هكذا علاقات ، فقد كان وسم أي سياسي بالعمالة للأجنبي عاراً لايستطيع التخلص منه مدى الحياة ، هذا إن تختصر المحاكم الوطنية حياته
أما الآن فإن اللعب بالديمقراطية وحريات الشعوب صار مكشوفاً ووقحاً .. صارت علاقات العمالة مع الأجنبي مفخرة .. وتؤخذ على أنها مكسب سياسي يرفع المكانة و " القيمة " وتصنع زعامات . وصار التدخل بشؤون البلدان الأخرى ودوس سيادتها واستلاب ثرواتها وتدمير تراثها التاريخي فعل تحرري ديمقراطي . حتى الانقلاب على الديمقراطية صار فعل ديمقراطي . لقد بدأ ذلك منذ أن قصف يلتسين بالدبابات البرلمان الروسي أمام سمع العالم وبصره ، دون أن يصدر أي احتجاج أو اعتراض من الشرعية الدولية وخاصة من الإدارة الأمريكية ، التي تواطأت ورحبت بتدمير الاتحاد السوفييتي لأنه " فاقد " للديمقراطية ولايراعي حقوق الإنسان
ومن دلالات مأساة الديمقراطية ، وحسب مقتضيات ابتذالها ، يريدون من شعوب المنطقة أن تصدق أن احتلال العراق وتدميره وتمزيقه ونهبه عمل تحريري ديمقراطي، وإثارة الفتنة لاقتتال الأخوة وشرخ وحدة المقاومة ضد الاحتلال في فلسطين ووأد نتائج انتخابات ديمقراطية معترف بنزاهتها فلسطينياً وعربياً ودولياً هو شرعية دستورية أي ديمقراطية ، وعرقلة تشكيل حكومة وحدة وطنية في لبنان وإجراء انتخابات مبكرة لتعزيز وحدة الشعب المهدد وجوده ، وإحياء حدود التماس الطائفية الكريهة هي لحماية لبنان ، ودعم النظام المصري في ألاعيبه الدستورية اللاديمقراطية لتكريس التوريث في الحكم وخنق معارضيه والتواطؤ مع العائلة السعودية ، التي تحكم البلاد منذ مائة عام تقريباً بلا دستور مدني وبعقلية قبلية مذهبية متعصبة ، هو احترام لخصوصيات محلية تاريخية " لاتتنافى " مع قيم ومضامين الديمقراطية ، وأن أحذية العسكر في تركيا هي صمام أمان للسلطة العلمانية و.. الديمقراطية
لقد ألحق بوش الصغير أبلغ الأضرار بقضية الديمقراطية في منطقة هي الأشد حاجة بامتياز للديمقراطية في العالم .. إنه مجرم بحق الديمقراطية . وذلك لأنه سمح للنظام السوري وأشباهه من الأنظمة أن يوظف كوارث العراق البوشية الديمقراطية لتعزيز ا ستبداده ، وأن يوظف زيارة " الغادري " الغبية إلى إسرائيل ضد معارضيه ، وشكل مع النظام السوري وهذا النظام أو ذاك ثنائي قهري أمام المواطن .. أيهما يختار .. وأيهما يرفض . والمأساة أن تغدو الديمقراطية نافلة في بحث المواطن السوري أو العربي عن الخلاص من طرفي هذه الثنائية ، وأن يحشر بين مسننات اليأس أو التطرف
وهذا ما يستدعي السؤال ، هل يمكننا القول ، أن مفهوم الديمقراطية ، نتيجة تشييئه وابتذاله من قبل بوش الصغير في مشروع الأوسط الصهيو ـ أمريكي ، وتسليعه من قبل هواة السلطة هنا وهناك ، ونتيجة استهزاء الاستبداد به وبمفاعيله الحقيقيين ، قد لحق بالمفاهيم النبيلة الأخرى في عالمنا الشرق أوسطي المحتدم ا شتعالاً على مدار التاريخ ، مثل الوطنية والاستقلال والوحدة والتقدمية والاشتراكية والحرية والعزة والكرامة ؟ .. وماذا سيطلق تبعاً لذلك على من يظل متمسكاً بشرف بالديمقراطية ؟ .. وهل ستدخل مفردات الدعوة للديمقراطية ضمن تصنيفات اللغة الخشبية ؟
ليس سهلاً الرد السريع بالإيجاب أو النفي .. ومن النفاق الرد المتأني بين .. بين
لكن من الحق بمكان الجزم .. ا ستناداً إلى الواقع الحي المعاش ، أن بوش الصغير مجرم بحق الديمقراطية .. بل وعلى درجة ليس أقل مسؤولية من أي حاكم مستبد يزعم العداء له في الشرق الأوسط
إن التغيير الوطني الديمقراطي معرض للطعن في قلبه في صميم مسوغاته أمام ا ستمرار لعبة ثنائية احتلال / ا ستبداد ، إن لم يجر التصدي لهذه الثنائية بالتمسك بقوة بالخيار الوطني الديمقراطي .. وبالثقة .. الوثيقة الصلة بالطبقات الشعبية حاملة مشروع التغيير .. بانتصار النضال الديمقراطي
إن زيارة " الغادري " لإسرائيل كمعارض سوري للتنسيق مع الصهاينة حول مستقبل الجولان وحول مستقبل سوريا إ شارة خطرة لها مابعدها من مخاطر ، على مصير نضال التغيير الوطني الديمقراطي ومصير الوطن برمته . وهذا ما يرفع من مسؤولية قوى التغيير الوطنية الديمقراطية إلى كل وأعلى المستويات