- الثلاثاء ديسمبر 10, 2013 2:01 am
#69497
مكارم الأخلاق في تراثنا العربي
يقال إن لكل شيء نصيبا من اسمه، وهذه العلاقة المؤكدة علميا دافعة لمعرفة العلاقة بين الآداب والأدب كقيمة خلقية وبين المكونات
التراثية لنا ، ولقد ورد عند العلماء الانسانيين أن الآداب هي: ثروة الأمم الفكرية والحضارية التي تصنع مجتمعًا بشريّا تسوده قيم الخلق والأدب والخير والحق ؛ لذا يحسن
سرد أهم ما سطره الشعراء في تناولهم للقيمة الحقيقية للأخلاق في حياتنا. وما من شك أن هزيمتنا السياسية الفاجعة اليوم ، بالإضافة لتدهور مستوانا العلمي والفكري
والحضاري .. هي في حقيقتها أزمة خُـلـُق وأدب ،انها أزمة القيم التي بات مجتمعنا الإسلامي والعربي عموما يفتقدها بشده في الوقت الراهن ، ربما لأننا أقمنا هذا الحاجز
الضخم بين الدين والدنيا ، ويمكن أن نفهم هذا المعنى الحقيقي من خلال قول أمير الشعراء أحمد شوقي رحمه الله:
فإنما الأمم الأخلاق ما بقيت =فإن همُ ذهبتْ أخلاقهم ذهبوا
حقاً، فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا وذبحوا وهزموا شر هزيمة. ولنتأمل قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: "إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق" وفي رواية
" مكارم الاخلاق "، وثناء الله تبارك وتعالى على نبيه أعظم الثناء بقوله: "وإنك لعلى خلق عظيم "".
و قوله: " أفضل الناس إيمانا، أحاسنهم أخلاقا الموطؤون اكنافا الذين يألفون ويؤلفون "وهناك كلام آخر في المقام نفسه منسوب الى المصطفى صلى الله عليه وسلم
أو كما قال: " أكثر ما يثقل ميزان العبد يوم القيامة حسن الخلق" وقوله انكم لا تسعون الناس باموالكم ولكن تسعونهم ببسط الوجه وحسن الخلق ، او كما قال . ".
وأما ما أنتجته قرائح الشعراء، فسنختار منها بعض الأبيات التي تدل على مدى أهمية الأخلاق عند العرب وفي حياة الأمم.
فهذا صردر يؤكد على أن الحُسن يقاس بالخلق أولاً فيقول:
شمائل وبهجة موموقة ... والحسن بالأخلاق ثم الخِلَق
كما لا ننسى قول الشاعر:
أقبل على النفس واستكمل فضائلها ... فأنت بالنفس لا بالجسم إنسان
و صفي الدين الحلي يزيد على ما تقدم: أن المرء إذا لم يقم منزلته الأدبية في المجتمع على الأخلاق، كان بناؤه
واه وبلا اساس، فقال
إذا عدم الفتى خلقا جميلا ... يسود به ، فلا خُـلق الجمال
ويلمح أبو العتاهية إلى أهمية مكانة الأخلاق في صون الشرف فينشدنا:
هي الأعراق بالأخلاق تنمو ... بقدر أصولها تزكو الفروع
وانا لنرجو من الله ان يحسن أخلاقنا ويطهر قلوبنا وهو الموفق لذلك والقادر عليه ..
أعلى
يقال إن لكل شيء نصيبا من اسمه، وهذه العلاقة المؤكدة علميا دافعة لمعرفة العلاقة بين الآداب والأدب كقيمة خلقية وبين المكونات
التراثية لنا ، ولقد ورد عند العلماء الانسانيين أن الآداب هي: ثروة الأمم الفكرية والحضارية التي تصنع مجتمعًا بشريّا تسوده قيم الخلق والأدب والخير والحق ؛ لذا يحسن
سرد أهم ما سطره الشعراء في تناولهم للقيمة الحقيقية للأخلاق في حياتنا. وما من شك أن هزيمتنا السياسية الفاجعة اليوم ، بالإضافة لتدهور مستوانا العلمي والفكري
والحضاري .. هي في حقيقتها أزمة خُـلـُق وأدب ،انها أزمة القيم التي بات مجتمعنا الإسلامي والعربي عموما يفتقدها بشده في الوقت الراهن ، ربما لأننا أقمنا هذا الحاجز
الضخم بين الدين والدنيا ، ويمكن أن نفهم هذا المعنى الحقيقي من خلال قول أمير الشعراء أحمد شوقي رحمه الله:
فإنما الأمم الأخلاق ما بقيت =فإن همُ ذهبتْ أخلاقهم ذهبوا
حقاً، فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا وذبحوا وهزموا شر هزيمة. ولنتأمل قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: "إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق" وفي رواية
" مكارم الاخلاق "، وثناء الله تبارك وتعالى على نبيه أعظم الثناء بقوله: "وإنك لعلى خلق عظيم "".
و قوله: " أفضل الناس إيمانا، أحاسنهم أخلاقا الموطؤون اكنافا الذين يألفون ويؤلفون "وهناك كلام آخر في المقام نفسه منسوب الى المصطفى صلى الله عليه وسلم
أو كما قال: " أكثر ما يثقل ميزان العبد يوم القيامة حسن الخلق" وقوله انكم لا تسعون الناس باموالكم ولكن تسعونهم ببسط الوجه وحسن الخلق ، او كما قال . ".
وأما ما أنتجته قرائح الشعراء، فسنختار منها بعض الأبيات التي تدل على مدى أهمية الأخلاق عند العرب وفي حياة الأمم.
فهذا صردر يؤكد على أن الحُسن يقاس بالخلق أولاً فيقول:
شمائل وبهجة موموقة ... والحسن بالأخلاق ثم الخِلَق
كما لا ننسى قول الشاعر:
أقبل على النفس واستكمل فضائلها ... فأنت بالنفس لا بالجسم إنسان
و صفي الدين الحلي يزيد على ما تقدم: أن المرء إذا لم يقم منزلته الأدبية في المجتمع على الأخلاق، كان بناؤه
واه وبلا اساس، فقال
إذا عدم الفتى خلقا جميلا ... يسود به ، فلا خُـلق الجمال
ويلمح أبو العتاهية إلى أهمية مكانة الأخلاق في صون الشرف فينشدنا:
هي الأعراق بالأخلاق تنمو ... بقدر أصولها تزكو الفروع
وانا لنرجو من الله ان يحسن أخلاقنا ويطهر قلوبنا وهو الموفق لذلك والقادر عليه ..
أعلى