صفحة 1 من 1

التطور في الحياة الحزبية في تركيا ومصر

مرسل: الثلاثاء ديسمبر 10, 2013 10:58 pm
بواسطة عمر العتيبي 20
التطور في الحياة الحزبية في تركيا ومصر


سبقت مصر تركيا في تأسيس الأحزاب السياسية، فهي عملياً قد بدأت بتأسيس الأحزاب منذ مطلع القرن العشرين، وكان أهم الأحزاب المصرية حسب تاريخ التأسيس*1:
1ـ الحزب الوطني تأسس عام 1907، كان يطالب بحكم ذاتي تحت السيادة العثمانية، وبقي حتى عام 1953، ولكن تضائل دوره وانضم معظم عناصره لحزب الوفد.
2ـ حزب الأمة أسسه المفكر أحمد لطفي السيد سنة 1908 من مجموعة من الأرستقراطيين الذين تجمعوا حول مؤسسه ورئيس تحرير جريدة (الجريدة) وكان الأساس إنشاء جامعة أهلية من تبرعات الحزبيين وفعلا تم ذلك فأنشئوا جامعة مصر الأهلية والتي أصبحت جامعة الملك فؤاد، ثم جامعة القاهرة.
3ـ حزب الوفد المصري (1918ـ 1953): حزب مصري، قاد الحركة الوطنية الديمقراطية من عام 1919 الى أواخر الأربعينات. تشكل بعد مقابلة سعد زغلول للمندوب السامي البريطاني للمطالبة بالاستقلال، فكان القصد من تشكيله هو إيجاد صفة بالنيابة عن الشعب، فكان يتم جمع التوكيلات لإضفاء صفة تمثل الشعب، ساهم في تكوين الجامعة الوطنية وتوحيد المسلمين مع الأقباط، وفاز في كل الانتخابات منذ صدور دستور 1923، وحتى قيام ثورة 1952. كان على مناكفة دائمة مع القصر، فهو يشكل بعد فوزه بالانتخابات الحكومة منفرداً أو مؤتلفاً مع بعض الأحزاب ك (الأحرار)، ثم يطرده الملك من الوزارة، تعرض لانشقاقات كثيرة، كان المنشقون يتجهون صوب الملك. تناوب على قيادته (سعد زغلول منذ تأسيسه حتى وفاته 1927، ثم مصطفى النحاس ثم مكرم عبيد ثم محمد صبري أبو علم ثم عبد السلام فهمي جمعة، ثم فؤاد سراج الدين) يُسجل له بأنه أرسى القواعد الديمقراطية الحزبية الحديثة في مصر.. مُنع من نشاطه بعد ثورة 1952.
4ـ حزب الأحرار الدستوريين (1922ـ 1953): حزب غلب عليه تمثيل مصالح كبار ملاك الأراضي الزراعية. يعتبر امتداداً لحزب الأمة الذي خاصم فكرة الثورة، ترأسه عام 1922 (عدلي يكن) الذي شكل الاتجاه المخاصم لسعد زغلول. ساهم في وضع دستور مصر عام 1923، في حين تغيب حزب الوفد عنها، كان حليفاً للملك، لم يحظ بالتفاف شعبي. لكن كان فيه لفيف من كبار مثقفي مصر أمثال: طه حسين وعلي عبد الرازق والمفكر (محمد حسين هيكل) [ليس له علاقة أو قرابة مع الإعلامي والصحفي محمد حسنين هيكل]

ويلاحظ أن كل تلك الأحزاب قد أوقفت عن العمل عام 1953، ولم يعاود الظهور منها إلا حزب الوفد الذي عمل بعد وفاة جمال عبد الناصر، وثم ظهر في الأحداث الأخيرة مؤتلفاً مع ما سمي بجبهة الإنقاذ.

وقد ظهرت بعد ثورة 25 يناير 2011 مجموعة ضخمة من الأحزاب زاد عددها عن 70 حزباً، وكان أهمها حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين وحزب النور السلفي وحزب مصر القوية وهو حزب كوادره معظمها من الإخوان المسلمين، وغيرها من الأحزاب الكثيرة.. والتي لا تعنينا في الوقت الحاضر ونحن نناقش التدرج في أداء الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية في كلٍ من مصر وتركيا..

في تركيا

بعد أن أكمل مصطفى كمال أتاتورك*2 انتصاراته على المحتلين الأجانب على الصعيدين العسكري والدبلوماسي شعر أنه البطل المنقذ لتركيا، وكانت غالبية الشعب التركي آنذاك تشعر بأنه كذلك، فاستبد في كل شيء حتى وصل به المطاف لإنشاء حزب تركي يلتف حوله على غرار الدولة المجاورة العدوة (الاتحاد السوفييتي وحزبها الشيوعي) وفيما بعد على غرار إيطاليا وحزبها الفاشي، وألمانيا وحزبها النازي..

فأسس حزب باسم (خلق فرقة سي)*3، أي حزب الشعب، في 20/7/1923، أي قبل إعلان الجمهورية، وقد وضع له منهاجاً قصيراً من أربعة سهام: (جمهورية؛ ملية؛ شعبية؛ علمانية) وقد شرحها محمد عزة دروزة في كتاب تركيا الحديثة*4

فقال: (الجمهورية: إن الحزب مقتنع بأن أحسن شكل يضمن توطد حكم الأمة وسلطانها هو الجمهورية). و(الملية: هي طابع الأمة الخاص وهويتها المتميزة والمستقلة، وكل من يتقن اللغة التركية ويعيش داخل حدود تركيا بغض النظر عن عرقه ودينه تنطبق عليه الملية). و(الشعبية: وهي أن الشعب مصدر السلطات وجميع الأفراد متساوون أمام القانون مساواة مطلقة، ولا هضم لحقوق العمال من قبل أصحاب رؤوس الأموال). و (العلمانية: أن تقوم قوانين الدولة وأنظمتها على أساس ما يقرره العلم والفن وينسق مع أصول الحضارة الحديثة ومقتضياتها. والحزب يعد الدين أمرا وجدانيا له حق الصون من كل تجاوز وتدخل ما دام في نطاق القوانين، ومعنى العلمانية عنده أن لا يكون للدين أي أثر في أمور الدولة وشؤون الدنيا).

الأحزاب بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية في تركيا

توفي مصطفى كمال في 10/11/1938 عن عمر 57 سنة، وانتخب خلفاً له ودون مشاكل (عصمت إينونو) رئيسا للجمهورية وللحزب مدى الحياة.

في نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945، وضع عدد من السياسيين الأتراك مذكرة ضمنوها الإصلاحات الديمقراطية التي يطالبون بها. وقد جاء فيها أنه (ليس من ريب أن المُثُل الديمقراطية العليا، تحرك اليوم الأمة كلها من رئيس الجمهورية لأصغر مواطن. وكيف لا يكون الأمر كذلك. وقد انتصرت حركات الديمقراطية، والحرية في العالم كله، وبات مبدأ احترام الحريات الديمقراطية على وشك أن يُكَرّس بضمانات دولية)*5

قد يكون لانهيار نظام الحزب الواحد في كل من ألمانيا وإيطاليا السبب الرئيسي في تخلي حزب الشعب عن سياسة الحزب الواحد، وفتح باب التعددية.

فتشكلت مجموعة من الأحزاب نذكر منها الحزب الديمقراطي سنة 1945 الذي أنشأه (جلال بايار) من مواليد 1884 وهو أحد كبار الماسونيين في تركيا ومن أقرب الأشخاص لمصطفى كمال أصبح رئيسا للجمهورية منذ عام 1950 حتى انقلاب الجيش في عام 1960، حيث حكم عليه بالإعدام، ولم يُنفذ الحكم لكبر سنه، فتوفي عام 1988 عن عمر 104 سنوات.

ومن الأحزاب الأخرى، الحزب الاشتراكي التركي تأسس 1946 وتم حله في 1952، وحزب العمال والفلاحين أسس سنة 1946 وتم إغلاقه بتهمة الترويج للشيوعية، وحزب الأمة أسسه المارشال (فوزي جاقماق) وطالب باحترام المقدسات الدينية مع احترام المبادئ الأتاتوركية بقي لعام 1980.

وقد حكم الحزب الديمقراطي لغاية 1960 حيث الانقلاب الأول وإعدام رئيس الوزراء المنتخب (عدنان مندريس)..