المدن العربية سبقت مدن العالم في تأسيسها
مرسل: الثلاثاء ديسمبر 10, 2013 11:07 pm
المدن العربية سبقت مدن العالم في تأسيسها
عندما نقول عربية، ربما يُستفز بعض منتقدي ذكر العروبة في أي خطاب، ولكننا نقصد هنا كل المدن التي تأسست في البقعة(المكانية ـ الثقافية) التي تمتد من المحيط الى الخليج، وبغض النظر عن محاولات البعض من إرجاع تلك المدن لحقبات حضارية سميت بأسماء مختلفة، كالفينيقية والكنعانية والسومرية والبابلية والفرعونية وغيرها، فالعرب هم ورثة تلك الحضارات التي انصهرت مفرداتها في الشخصية العربية، ولا يستطيع الهندي أو اليوناني أو البريطاني أن يقول أنه وريث تلك الحضارات، بل العربي هو وحده من يستطيع الزعم بذلك، والإثباتات كثيرة، ولسنا بصدد ذكرها.
عندما يُفتش القارئ أو الباحث في كتب التاريخ والجغرافيا القديمة، أو حتى من يستخدم محركات البحث الإلكتروني، عن أقدم مدن العالم، سيجد أن أكثر مدن العالم قِدماً هي المدن العربية، أريحا في فلسطين العربية قبل 11 ألف سنة، جبيل وصيدا وصور في لبنان قبل 7 آلاف سنة، ودمشق وحلب في سوريا وأربيل وكركوك في العراق قبل 7 آلاف سنة كذلك.. والفيوم في مصر قبل 6آلاف سنة، وقد يجد مدينتان أو ثلاث من مدن العالم كأثينا في اليونان وفاراناسي بالهند، وقادس في إسبانيا، ولكن تلك المدن قد تأخرت عن المدن العربية في تاريخ إنشائها آلاف السنين.
في أوائل آب/أغسطس 2013، أقيم معرض في برلين/ألمانيا سيستمر الى الثامن من أيلول/سبتمبر 2013، ثم سينتقل بعدها الى مدينة (مانهايم). والمعرض مخصص فقط لبحث آثار أقدم مدينة في التاريخ (حسب تقديم المشرفين على المعرض) وهي مدينة (الوركاء ـ أوروك) العراقية، فيشيد المشرفون بحسن تنظيم المدينة، إضافة الى عرض قطعٍ كثيرة من تحفها سواء التي حصل عليها الألمان قبل الغزو الأمريكي عام 2003 أو بعده.
ويذكر المشرفون أن المدينة كان يقطنها قبل 6500 سنة حوالي 50 ألف نسمة، وبالمناسبة، فإن تلك المدينة هي التي أُخذ اسم العراق منها (أوروك ـ إراك ـ عراق)، وهي تقع في محافظة المثنى شرق مدينة السماوة ب 30كم وهي المدينة التي خرج منها نبي الله (إبراهيم) عليه السلام، وهي المدينة التي حكمها الملك (جلجامش) والتي تُنسب إليه الملحمة المعروفة باسمه.
وعندما نذكر هذا التقديم، فإننا لا نذكره من باب التفاخر، بل من باب تأسيس ثقافة مُحذرة ومنبهة لمن يحاول أن ينسب تخطيط المدن لليونانيين والرومان وغيرهم، ويصور أهل هذه المنطقة أنهم بلا حضارة ولا تاريخ. سيقول قائل من ذوي الثقافة المهزوزة : نعم إنهم كذلك، أنظر الى جرش وفيلاديلفيا وغيرها من المدن التي لا تزال قائمة، فمن بناها؟ سنقول له: إنك واهم لقد بناها العرب قبل أن يرممها اليونانيون والرومان بآلاف السنين، ولكن من رممها استطاع تزييف التاريخ ونسبها لنفسه. فعمان وجرش والإسكندرية وتدمر بنيت قبل مجيء المحتلين بآلاف السنين.
لقد حاول الصهاينة أن ينسبوا مدينتي البتراء الأردنية وتدمر السورية الى (جن سليمان عليه السلام)، وحاولوا أن يبعثوا من يكتب على حجارة الأبنية كتابات بالعبرية لتصبح في المستقبل من الأهداف التوسعية ويعتمدوا على تلك الكتابات كحجج لهم في إثبات ملكيتها. وقد قالوا عن تدمر أن جن سليمان عليه السلام قد بنا تلك المدينة، وقد سخر العلامة العراقي (جواد علي) من ذلك الإدعاء وأورد في موسوعته الشهيرة (المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) ما يدحض به تلك الفرية، فيقول: لقد ذكرت إحدى (الرُقَم) باسم (تدمر أمورو) أن (تغلث بلاصر) الملك الآشوري قد حاصر تدمر سنة (1100 ق.م).. ولنكتفي بهذا الخبر، وننتقل الى الفرية الصهيونية التي تدعي أن جن سليمان هم من بنوا تدمر، فإذا كان سليمان بن داوود عليهما السلام، وداوود ابن شاؤول والأخير قد توفى سنة 1020 ق.م، والمدينة منشأة (حسب وثائق الآشوريين) قبل ذلك بقرون، فكيف لهم أن ينسبوها لهم؟*1
وحتى بعض مؤرخي الغرب المنصفين عندما يتكلمون عن المدن العربية، كفيلادلفيا وجرش وأم الجمال وأنطاكيا وغيرها، فإنهم يذكروا (جدد بناؤها اليونانيون أو الرومان)، والمدن التي تُنسب خالصة للرومان هي: سبسطية وطبرية والشيخ مسكين ونوى، ويضيف (أرنولد توينبي لتلك المدن الخالصة) مدينة نابلس*2، وهناك من يُشكك في ذلك، فنابلس الأصلية اسمها (شكيم) بناها الكنعانيون قبل وصول الرومان بأكثر من ألفي سنة، ولكن الرومان هدموها ونقلوا حجارتها نحو ألف متر ليقيموا مدينة جديدة في موقعها (نيو بوليس ـ أي المدينة الجديدة لتصبح نابلس فيما بعد)*3
وقد أفلح أصحاب تلك المقولات الخادعة في التأثير على من يخطط للمدن العربية في الزمن الراهن، فتجد في دول مثل الأردن والمغرب ودول الخليج، مُدناً بلا شخصية عربية، بل مدنا (كشكول) فتجد في حي واحد من أحياء عَمان مثلاً، أبنية ذات طراز معماري فرنسي تجاور بناء ذا طراز إندونيسي، وآخر بأقواسٍ إسلامية لا تنتمي لما حولها الخ، وفي دول الخليج تجد ناطحات سحاب لا تتناسب لا مع المكان ولا الزمان ولا الشخصية التي تملكها أو تقطنها.
شهادة غربية بحُسن تخطيط المدينة العربية
يعتبر الكثير من المؤرخين (هبّوداموس) أفضل المهندسين الإغريق في تخطيط المدن، وقد عاش في عصر تعرف فيه اليونانيون الى العلوم ومنها الهندسة، فتأثر بوصف (هيرودتس ـ أبو التاريخ 485ـ425 ق.م) عن مدينة (بابل) العراقية، التي جدد بنائها نبوخذ نصر (605ـ562 ق.م) فيقول: إنها كانت تقطعها شوارع مستقيمة، بعضها موازٍ للنهر والبعض الآخر يتعامد معه، فكانت مدن الإغريق التي خطط لها (هبوداموس) مشابهة للوصف*4
عندما نقول عربية، ربما يُستفز بعض منتقدي ذكر العروبة في أي خطاب، ولكننا نقصد هنا كل المدن التي تأسست في البقعة(المكانية ـ الثقافية) التي تمتد من المحيط الى الخليج، وبغض النظر عن محاولات البعض من إرجاع تلك المدن لحقبات حضارية سميت بأسماء مختلفة، كالفينيقية والكنعانية والسومرية والبابلية والفرعونية وغيرها، فالعرب هم ورثة تلك الحضارات التي انصهرت مفرداتها في الشخصية العربية، ولا يستطيع الهندي أو اليوناني أو البريطاني أن يقول أنه وريث تلك الحضارات، بل العربي هو وحده من يستطيع الزعم بذلك، والإثباتات كثيرة، ولسنا بصدد ذكرها.
عندما يُفتش القارئ أو الباحث في كتب التاريخ والجغرافيا القديمة، أو حتى من يستخدم محركات البحث الإلكتروني، عن أقدم مدن العالم، سيجد أن أكثر مدن العالم قِدماً هي المدن العربية، أريحا في فلسطين العربية قبل 11 ألف سنة، جبيل وصيدا وصور في لبنان قبل 7 آلاف سنة، ودمشق وحلب في سوريا وأربيل وكركوك في العراق قبل 7 آلاف سنة كذلك.. والفيوم في مصر قبل 6آلاف سنة، وقد يجد مدينتان أو ثلاث من مدن العالم كأثينا في اليونان وفاراناسي بالهند، وقادس في إسبانيا، ولكن تلك المدن قد تأخرت عن المدن العربية في تاريخ إنشائها آلاف السنين.
في أوائل آب/أغسطس 2013، أقيم معرض في برلين/ألمانيا سيستمر الى الثامن من أيلول/سبتمبر 2013، ثم سينتقل بعدها الى مدينة (مانهايم). والمعرض مخصص فقط لبحث آثار أقدم مدينة في التاريخ (حسب تقديم المشرفين على المعرض) وهي مدينة (الوركاء ـ أوروك) العراقية، فيشيد المشرفون بحسن تنظيم المدينة، إضافة الى عرض قطعٍ كثيرة من تحفها سواء التي حصل عليها الألمان قبل الغزو الأمريكي عام 2003 أو بعده.
ويذكر المشرفون أن المدينة كان يقطنها قبل 6500 سنة حوالي 50 ألف نسمة، وبالمناسبة، فإن تلك المدينة هي التي أُخذ اسم العراق منها (أوروك ـ إراك ـ عراق)، وهي تقع في محافظة المثنى شرق مدينة السماوة ب 30كم وهي المدينة التي خرج منها نبي الله (إبراهيم) عليه السلام، وهي المدينة التي حكمها الملك (جلجامش) والتي تُنسب إليه الملحمة المعروفة باسمه.
وعندما نذكر هذا التقديم، فإننا لا نذكره من باب التفاخر، بل من باب تأسيس ثقافة مُحذرة ومنبهة لمن يحاول أن ينسب تخطيط المدن لليونانيين والرومان وغيرهم، ويصور أهل هذه المنطقة أنهم بلا حضارة ولا تاريخ. سيقول قائل من ذوي الثقافة المهزوزة : نعم إنهم كذلك، أنظر الى جرش وفيلاديلفيا وغيرها من المدن التي لا تزال قائمة، فمن بناها؟ سنقول له: إنك واهم لقد بناها العرب قبل أن يرممها اليونانيون والرومان بآلاف السنين، ولكن من رممها استطاع تزييف التاريخ ونسبها لنفسه. فعمان وجرش والإسكندرية وتدمر بنيت قبل مجيء المحتلين بآلاف السنين.
لقد حاول الصهاينة أن ينسبوا مدينتي البتراء الأردنية وتدمر السورية الى (جن سليمان عليه السلام)، وحاولوا أن يبعثوا من يكتب على حجارة الأبنية كتابات بالعبرية لتصبح في المستقبل من الأهداف التوسعية ويعتمدوا على تلك الكتابات كحجج لهم في إثبات ملكيتها. وقد قالوا عن تدمر أن جن سليمان عليه السلام قد بنا تلك المدينة، وقد سخر العلامة العراقي (جواد علي) من ذلك الإدعاء وأورد في موسوعته الشهيرة (المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) ما يدحض به تلك الفرية، فيقول: لقد ذكرت إحدى (الرُقَم) باسم (تدمر أمورو) أن (تغلث بلاصر) الملك الآشوري قد حاصر تدمر سنة (1100 ق.م).. ولنكتفي بهذا الخبر، وننتقل الى الفرية الصهيونية التي تدعي أن جن سليمان هم من بنوا تدمر، فإذا كان سليمان بن داوود عليهما السلام، وداوود ابن شاؤول والأخير قد توفى سنة 1020 ق.م، والمدينة منشأة (حسب وثائق الآشوريين) قبل ذلك بقرون، فكيف لهم أن ينسبوها لهم؟*1
وحتى بعض مؤرخي الغرب المنصفين عندما يتكلمون عن المدن العربية، كفيلادلفيا وجرش وأم الجمال وأنطاكيا وغيرها، فإنهم يذكروا (جدد بناؤها اليونانيون أو الرومان)، والمدن التي تُنسب خالصة للرومان هي: سبسطية وطبرية والشيخ مسكين ونوى، ويضيف (أرنولد توينبي لتلك المدن الخالصة) مدينة نابلس*2، وهناك من يُشكك في ذلك، فنابلس الأصلية اسمها (شكيم) بناها الكنعانيون قبل وصول الرومان بأكثر من ألفي سنة، ولكن الرومان هدموها ونقلوا حجارتها نحو ألف متر ليقيموا مدينة جديدة في موقعها (نيو بوليس ـ أي المدينة الجديدة لتصبح نابلس فيما بعد)*3
وقد أفلح أصحاب تلك المقولات الخادعة في التأثير على من يخطط للمدن العربية في الزمن الراهن، فتجد في دول مثل الأردن والمغرب ودول الخليج، مُدناً بلا شخصية عربية، بل مدنا (كشكول) فتجد في حي واحد من أحياء عَمان مثلاً، أبنية ذات طراز معماري فرنسي تجاور بناء ذا طراز إندونيسي، وآخر بأقواسٍ إسلامية لا تنتمي لما حولها الخ، وفي دول الخليج تجد ناطحات سحاب لا تتناسب لا مع المكان ولا الزمان ولا الشخصية التي تملكها أو تقطنها.
شهادة غربية بحُسن تخطيط المدينة العربية
يعتبر الكثير من المؤرخين (هبّوداموس) أفضل المهندسين الإغريق في تخطيط المدن، وقد عاش في عصر تعرف فيه اليونانيون الى العلوم ومنها الهندسة، فتأثر بوصف (هيرودتس ـ أبو التاريخ 485ـ425 ق.م) عن مدينة (بابل) العراقية، التي جدد بنائها نبوخذ نصر (605ـ562 ق.م) فيقول: إنها كانت تقطعها شوارع مستقيمة، بعضها موازٍ للنهر والبعض الآخر يتعامد معه، فكانت مدن الإغريق التي خطط لها (هبوداموس) مشابهة للوصف*4