- الخميس ديسمبر 12, 2013 12:33 am
#69848
احمد شوقي
مناسبة النص : في الثالث من شهر آذار(مارس)1934م السابع والعشرين من رجب 1342هـأعلن مصطفى كمال أتاتورك عن إلعـــاء الخلافة الإسلامية وقُسّمت بعدها بلاد المسلمين الى دول ودويلات ...
عادت أَغاني العرسِ رَجْعَ نُـواح
ونُعيـتِ بيـن معالـم الأَفـراحِ
كُفِّنتِ في ليـلِ الزفـاف بثوبـه
ودُفنـتِ عنـد تبلُّـج الإِصبـاح
شُيِّعتِ من هَلَعٍ بعَبْـرةِ ضاحـكٍ
في كلّ ناحيـةٍ، وسكـرةِ صـاح
ضجَّتْ عليـكِ مـآذنٌ، ومنابـر
وبكت عليـك ممالـكٌ، ونـواح
الهندُ والهـةٌ، ومصـرُ حزينـةٌ
تبكـي عليـك بمدمـعٍ سَحّـاحِ
والشامُ تسأَلُ، والعراق، وفـارسٌ
أَمَحَا من الأَرض الخلافـةَ مـاح؟
وأَتت لك الجُمَعُ الجلائـلُ مأْتمـاً
فقعـدن فيـه مَقاعـدَ الأَنـواح
يـا لَلرّجـال لحُـرة مَــوءُودة
قُتلـت بغيـر جريـرة وجُنـاح
إِنَّ الَّذين أَسَتْ جراحَـكِ حربُهـم
قتلتْـكِ سلهـمُ بغيـر جِــراح
هتكوا بأَيديهـم مُـلاءَةَ فخرهِـم
مَوْشِـيَّـةً بمـواهـب الفـتـاح
نزعوا عن الأَعناق خيـرَ قِـلادة
ونَضَوْا عن الأَعطاف خير وِشاح
حَسَبٌ أَتى طولُ الليالـي دونَـه
قد طاح بيـن عشيـةٍ وصبـاح
وعَلاقَةٌ فُصِمَت عُـرَى أَسبابهـا
كانـت أَبــرَّ عـلائـقِ الأَرواح
جَمَعَت على البرِّ الحُضورَ، وربما
جمَعـتْ عليـه سرائـرَ النُّـزَّاح
نظمت صفوفَ المسلمين وخَطْوَهم
فـي كـلِّ غُـدوةِ جُمعـة ورواح
بكت الصلاةُ، وتلك فتنـةُ عابـثٍ
بالشرع، عِرْبيدِ القضـاءِ، وَقـاح
أَفتـى خُزَعْبِلَـةً، وقـال ضلالـةً
وأَتى بكفـر فـي البـلاد بـواح
إِنَّ الذين جـرى عليهـم فقهُـهُ
خُلقـوا لِفقـه كتيبـة وسـلاح
إِن حدّثوا نطقوا بخُـرْسِ كتائـبٍ
أَو خوطبوا سمِعوا بصُـمِّ رِمـاح
استغفرُ الأَخلاقَ، لسـتُ بجاحـدٍ
من كنتُ أَدفـعُ دونَـه وألاحـي
ما لي أُطوّقُـهُ المـلامَ وطالمـا
قلَّدتُـه المأْثـورَ مـن أَمداحـي
هو ركنُ مملكة، وحائـطُ دُولـةٍ
وقريعُ شهبـاءٍ، وكبـشُ نِطـاح
أَأَقولُ مَن أَحيا الجماعـةَ مُلحِـدٌ
وأَقول مَـن رد الحقـوقَ إباحـي
الحقُّ أَولى مـن وليِّـك حرمـةً
وأَحـقُّ منـك بنصـرةٍ وكِفـاح
فامدح على الحقِّ الرجالَ ولُمْهُمو
أَو خَلِّ عنـك مَواقـفَ النصـاح
ومِن الرجالِ إِذا انبريتَ لهدمهـم
هـرمٌ غليـظُ مناكِـبِ الصُّفّـاحِ
فإِذا قذفـتَ الحـق فـي أَجـلاده
ترك الصراعَ مُضعْضَـعَ الألـواح
أَدُّوا إِلى الغازي النصيحةَ يَنتصحْ
إِن الجـوادَ يثـوبُ بعـد جِمـاح
إِن الغرورَ سقى الرئيسَ بِراحِـه
كيف احتيالُك في صريـع الـراح
نقل الشرائعَ، والعقائدَ، والقـرى
والناسَ نقلَ كتائبٍ فـي السـاح
تركتْـه كالشبـح المؤلَّـهِ أُمَّـةٌ
لم تَسْـلُ بعـدُ عبـاد الأشبـاح
هُم أَطلقوا يـده كقيصـرَ فيهـم
حتى تنـاول كـلَّ غيـرِ مبـاح
غرَّته طاعاتُ الجُمـوعِ، ودولـةٌ
وجد السوادُ لها هَـوَى المُرتـاح
وإِذا أَخـذتَ المجـدَ مـن أُمِّيـةٍ
لم تُعـطَ غيـرَ سَرابِـه اللّمـاح
مـنْ قائِـلٌ للمسلميـن مقـالـةً
لم يوحها غيـرَ النصيحـة واح؟
عهـدُ الخلافـةِ فِـيَّ أَوّلُ ذائـدٍ
عن حوضهـا ببراعـةٍ نضَّـاح
حبٌّ لذاتِ اللَّهِ كان، ولم يزل وهوىً لذاتِ الحقِّ والإِصلاح
إِني أَنا المِصباحُ، لست بضائـع
حتى أَكـونَ فراشـةَ المصبـاح
غـزواتُ أَدهـم كُلِّلَـت بذوابِـلٍ
وفتوحُ أَنـورَ فُصِّلـت بِصفـاح
ولَّتْ سيوفُهمـا، وبـان قناهُمـا
وشبا يَراعـي غيـرُ ذاتِ بَـراح
لا تَبذلـوا بُـرَدَ النبـي لِعاجـزٍ
عُـزُلٍ، يدافَـعُ دونَـه بـالـراح
بالأَمس أَوهى المسلمين جراحـةً
واليوم مـدّ لهـم يَـدَ الجـرّاح
فلتَسمَعُـنّ بكـل أَرضٍ داعـيـاً
يدعو إِلـى الكـذّابِ أَو لسَجـاح
ولتشهـدُنّ بكـل أَرض فِتـنـةً
فيها يبـاعُ الدِّيـن بيـعَ سَمـاح
يُفتَى على ذهبِ المُعـزِّ وسيفِـه
وهوى النفوس، وحِقْدِها الملحاح
احمد شوقي
مناسبة النص : في الثالث من شهر آذار(مارس)1934م السابع والعشرين من رجب 1342هـأعلن مصطفى كمال أتاتورك عن إلعـــاء الخلافة الإسلامية وقُسّمت بعدها بلاد المسلمين الى دول ودويلات ...
عادت أَغاني العرسِ رَجْعَ نُـواح
ونُعيـتِ بيـن معالـم الأَفـراحِ
كُفِّنتِ في ليـلِ الزفـاف بثوبـه
ودُفنـتِ عنـد تبلُّـج الإِصبـاح
شُيِّعتِ من هَلَعٍ بعَبْـرةِ ضاحـكٍ
في كلّ ناحيـةٍ، وسكـرةِ صـاح
ضجَّتْ عليـكِ مـآذنٌ، ومنابـر
وبكت عليـك ممالـكٌ، ونـواح
الهندُ والهـةٌ، ومصـرُ حزينـةٌ
تبكـي عليـك بمدمـعٍ سَحّـاحِ
والشامُ تسأَلُ، والعراق، وفـارسٌ
أَمَحَا من الأَرض الخلافـةَ مـاح؟
وأَتت لك الجُمَعُ الجلائـلُ مأْتمـاً
فقعـدن فيـه مَقاعـدَ الأَنـواح
يـا لَلرّجـال لحُـرة مَــوءُودة
قُتلـت بغيـر جريـرة وجُنـاح
إِنَّ الَّذين أَسَتْ جراحَـكِ حربُهـم
قتلتْـكِ سلهـمُ بغيـر جِــراح
هتكوا بأَيديهـم مُـلاءَةَ فخرهِـم
مَوْشِـيَّـةً بمـواهـب الفـتـاح
نزعوا عن الأَعناق خيـرَ قِـلادة
ونَضَوْا عن الأَعطاف خير وِشاح
حَسَبٌ أَتى طولُ الليالـي دونَـه
قد طاح بيـن عشيـةٍ وصبـاح
وعَلاقَةٌ فُصِمَت عُـرَى أَسبابهـا
كانـت أَبــرَّ عـلائـقِ الأَرواح
جَمَعَت على البرِّ الحُضورَ، وربما
جمَعـتْ عليـه سرائـرَ النُّـزَّاح
نظمت صفوفَ المسلمين وخَطْوَهم
فـي كـلِّ غُـدوةِ جُمعـة ورواح
بكت الصلاةُ، وتلك فتنـةُ عابـثٍ
بالشرع، عِرْبيدِ القضـاءِ، وَقـاح
أَفتـى خُزَعْبِلَـةً، وقـال ضلالـةً
وأَتى بكفـر فـي البـلاد بـواح
إِنَّ الذين جـرى عليهـم فقهُـهُ
خُلقـوا لِفقـه كتيبـة وسـلاح
إِن حدّثوا نطقوا بخُـرْسِ كتائـبٍ
أَو خوطبوا سمِعوا بصُـمِّ رِمـاح
استغفرُ الأَخلاقَ، لسـتُ بجاحـدٍ
من كنتُ أَدفـعُ دونَـه وألاحـي
ما لي أُطوّقُـهُ المـلامَ وطالمـا
قلَّدتُـه المأْثـورَ مـن أَمداحـي
هو ركنُ مملكة، وحائـطُ دُولـةٍ
وقريعُ شهبـاءٍ، وكبـشُ نِطـاح
أَأَقولُ مَن أَحيا الجماعـةَ مُلحِـدٌ
وأَقول مَـن رد الحقـوقَ إباحـي
الحقُّ أَولى مـن وليِّـك حرمـةً
وأَحـقُّ منـك بنصـرةٍ وكِفـاح
فامدح على الحقِّ الرجالَ ولُمْهُمو
أَو خَلِّ عنـك مَواقـفَ النصـاح
ومِن الرجالِ إِذا انبريتَ لهدمهـم
هـرمٌ غليـظُ مناكِـبِ الصُّفّـاحِ
فإِذا قذفـتَ الحـق فـي أَجـلاده
ترك الصراعَ مُضعْضَـعَ الألـواح
أَدُّوا إِلى الغازي النصيحةَ يَنتصحْ
إِن الجـوادَ يثـوبُ بعـد جِمـاح
إِن الغرورَ سقى الرئيسَ بِراحِـه
كيف احتيالُك في صريـع الـراح
نقل الشرائعَ، والعقائدَ، والقـرى
والناسَ نقلَ كتائبٍ فـي السـاح
تركتْـه كالشبـح المؤلَّـهِ أُمَّـةٌ
لم تَسْـلُ بعـدُ عبـاد الأشبـاح
هُم أَطلقوا يـده كقيصـرَ فيهـم
حتى تنـاول كـلَّ غيـرِ مبـاح
غرَّته طاعاتُ الجُمـوعِ، ودولـةٌ
وجد السوادُ لها هَـوَى المُرتـاح
وإِذا أَخـذتَ المجـدَ مـن أُمِّيـةٍ
لم تُعـطَ غيـرَ سَرابِـه اللّمـاح
مـنْ قائِـلٌ للمسلميـن مقـالـةً
لم يوحها غيـرَ النصيحـة واح؟
عهـدُ الخلافـةِ فِـيَّ أَوّلُ ذائـدٍ
عن حوضهـا ببراعـةٍ نضَّـاح
حبٌّ لذاتِ اللَّهِ كان، ولم يزل وهوىً لذاتِ الحقِّ والإِصلاح
إِني أَنا المِصباحُ، لست بضائـع
حتى أَكـونَ فراشـةَ المصبـاح
غـزواتُ أَدهـم كُلِّلَـت بذوابِـلٍ
وفتوحُ أَنـورَ فُصِّلـت بِصفـاح
ولَّتْ سيوفُهمـا، وبـان قناهُمـا
وشبا يَراعـي غيـرُ ذاتِ بَـراح
لا تَبذلـوا بُـرَدَ النبـي لِعاجـزٍ
عُـزُلٍ، يدافَـعُ دونَـه بـالـراح
بالأَمس أَوهى المسلمين جراحـةً
واليوم مـدّ لهـم يَـدَ الجـرّاح
فلتَسمَعُـنّ بكـل أَرضٍ داعـيـاً
يدعو إِلـى الكـذّابِ أَو لسَجـاح
ولتشهـدُنّ بكـل أَرض فِتـنـةً
فيها يبـاعُ الدِّيـن بيـعَ سَمـاح
يُفتَى على ذهبِ المُعـزِّ وسيفِـه
وهوى النفوس، وحِقْدِها الملحاح