الإخلاص لله عز وجل
مرسل: الخميس ديسمبر 12, 2013 1:00 am
بسم الله الرحمن الرحيم
{وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}سورة البقرة 282.
الإخلاص لله تعالى.
الإخلاص لله - تعالى- هو أن يكون العمل لله وحده لا شريك له، والإخلاص لله –تعالى - درجات، فالذي يُقاتل لتحرير بلاده من الكفّار الذين اغتصبوا دياره، ليس كالذي يُجاهد الكفار لأنهم أعداء الله قبل أن يكونوا أعداءه وما اغتصبوا دياره لا لشيءٍ إلا لأنه مسلم، ويجاهد لتكن كلمة الله هي العليا، فالأخير هو المُخلص لله تعالى.
وكلّما كان العمل لا لشيءٍ إلا لإعلاء كلمة الله –تعالى- كلّما كان أكثر إخلاصاً.
فالمجاهدون الذين يجاهدون الصهاينة لأنهم احتلوا ديارهم وسلبوهم حقوقهم، هؤلاء المجاهدين إن جعلوا جهادهم لإعلاء كلمة الله –تعالى- وجاهدوا الصهاينة لأنهم أعداء الله –تعالى- وتعدوا على أسماء الله –تعالى- وصفاته وحبيبه - صلواته عليه- وتعدوا على حدود الله وعباده، لو جاهدوهم لهذا السبب قبل أن يكونوا أعداءهم كانوا أكثر إخلاصاً.
وفي الحديث جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ما القتال في سبيل الله؟ فإن أحدنا يقاتل غضبا ويقاتل حمية، فرفع إليه رأسه قال: ( وما رفع إليه رأسه إلا أنه كان قائما ) فقال: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله عز وجل.
وهذا لا ينفي الشهادة عمن قاتل دون ماله أو عرضه أو دياره، فالشهادة درجات، ففي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ثم من قتل دون ماله فهو شهيد.
وعليه فالبنّاء الذي يبني بنية إقامة دولة الله في الأرض، راجياً أن تكون كلمة الله هي العليا، هو المُخلص لله تعالى.
والمُدرس الذي يُدرّس الطلاب بنية أن يكون الطلاب جنود لله تعالى ليجعلوا كلمة الله هي العليا، هو المخلص لله تعالى.
ويجري في حق المهندس والطبيب والأب والمُزارع ما يجري بحق البنّاء والمُدرس.
ومن يقرأ القرآن الكريم ليتخلص من سحرٍ أصابه أو شياطين تسلطوا عليه، ليس كالذي يقرأ القرآن ليقاتل به الشياطين الذين هم أعداء الله قبل أن يكونوا أعداءه، فالأخير هو المخلص لله – تعالى -ودليل إخلاصه أنه سيستمر بالقراءة بعد أن ينصره الله على شياطينه.
والإخلاص لا يكون إلا من نفس جُبلت على الصدق والأمانة والوفاء بالعهد، فالذين جُبلت أنفسهم على الكذب أو المُهادنة أو الرياء والذين يتفانون في حب المظاهر لا يستطيعون أن يكونوا مخلصين، هؤلاء جبلت أنفسهم على الكذب والخداع حتى إن أحدهم ليزداد كذباً وخداعاً فيخدع نفسه.
ومن الإخلاص معرفة الأمانة ولزومها، فأمين المخزن الذي يُحسن ترتيب بضائعه فلا يتلفها التخزين أكثر أمانة من الذي يكتفي بعرف مواقع البضائع في المخزن، وهذا أكثر أمانة من الذي يكتفي بحراسة المخزون، ورب الأسرة الذي يتحرى الحلال في لقمة عيشه أكثر أمانة في تربية أبنائه من الذي يكتفي بتعليمهم أصول الدين.
ومن الإخلاص الوفاء بالعهود، فكل مُعاهد مسئول عن عهده أمام الله تعالى – وكل العقود أو الوعود هي عهود، وكل العهود تُبرم بشهادة ووكالة الله تعالى – فكل ناقض للعهد قد نقض عهده مع الله – تعالى - قبل أن ينقض عهده مع شريكه بالعهد، قال تعالى: { وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً} الإسراء:25 ، لذلك أجمع الفقهاء على أن نقض العهد كبيرة.
كل الإخلاص للناس هو من الإخلاص لله تعالى، وكل الوفاء للناس هو في الحقيقة وفاء لله تعالى، كل الأمانة للناس هي في الحقيقة أمانة لله تعالى، لان الله هو مالك الملك، مالك كل شيء، ولا يغدو مالك العمارة التي تستأجر فيها أو الشركة التي تعمل فيها أو الوزير في الوزارة إلا موظف عند الله تعالى برتبة تبدو للناس أنها رتبة أعلى ممن يعمل تحت يده، فمن وفى فقد وفى للمالك الحقيقي ألا إنه الله تعالى، ومن أخلص فقد أخلص للمالك الحقيقي ألا إنه الله تعالى، ومن صدق فقد صدق الله تعالى، ومن غدر أو مكر أو نكث أو غش، فقد غدر بالله تعالى لأنه لولا أن زرع الله الثقة في قلب المغدور ما كان ليؤمّن للغادر، ولولا أن زرع الله الحب والود في قلب المُحب لما كان قد حبّ من نكث ومكر وخان وغش.
وبمفهوم المُخالفة فإن الذين جُبلت أنفسهم على الخيانة ونقض العهود والكذب، هؤلاء لا يستطيعون أن يكونوا مُخلصين، وحتى إن سعوا إلى ذلك، لأنهم سُخطوا فران على قلوبهم وجُبلت دماءهم ولحومهم وعظامهم بالكذب والخيانة ونقض العهد وحب التظاهر، هؤلاء لا يستطيعون أن يُخلصوا لأحد ولا حتى لأنفسهم، هؤلاء هم المنافقون.
فالإخلاص لا يكون إلا لمن لزم تربية نفسه فتحرى الصدق والأمانة والوفاء بالعهد قال تعالى: { وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا} الشمس، فترك النفس على هواها سيجعل الآثام تندّس في الروح والجسد، حتى تخبث وإذا خبثت وتشرب الخبث بها استحال عليها الإخلاص، ولو أرادته وابتغته.
الإخلاص لله – تعالى - هو أنقى وأصفى الإخلاص، فلا يستطيعه إلا صادقٌ وفيٌ أمينٌ مُحبٌّ لله متوكلٌ عليه شاكٍ دامعٌ له متحرٍ رضاه، متبعٍ فرائضه متقربٌ بالنوافل التي سنها رسوله - صلوات الله عليه وسلامه - يجاهد في حفظ كتاب الله - تعالى- وتطبيقه.
الإخلاص لله تعالى هو ثمرة جهاد لنفس بدون هوادة ليلاً ونهاراً.
الإخلاص لله تعالى درجات لا يرتقيها إلا من فتح الله على بصيرتهم وهداهم بثمرة استغفارهم ودعائهم ورجائهم الله تعالى.
أخي في الله: هل ستجاهد نفسك وتزكيها فتكون من المخلصين لله تعالى؟
أم ستتركها على هواها فتسوقك لتكون مسخوطاً تندس في لحكمك وعظمك ودمائك الخيانة والكذب والنفاق !!
وأرجو ممن قرأ هذه الرسالة أن يكرر دعاء الله لي ويقول:
يا الله يا مالك الملك، يا ذا الجلال والإكرام، أمدد عبدك أبا عمر بجندك، وأمدده بالعز والتقوى والعلم والقوة والنصر وأكشف على بصيرته وأفتح عليه فتوح العارفين.
{وَمَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ} الشعراء.
{وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}سورة البقرة 282.
الإخلاص لله تعالى.
الإخلاص لله - تعالى- هو أن يكون العمل لله وحده لا شريك له، والإخلاص لله –تعالى - درجات، فالذي يُقاتل لتحرير بلاده من الكفّار الذين اغتصبوا دياره، ليس كالذي يُجاهد الكفار لأنهم أعداء الله قبل أن يكونوا أعداءه وما اغتصبوا دياره لا لشيءٍ إلا لأنه مسلم، ويجاهد لتكن كلمة الله هي العليا، فالأخير هو المُخلص لله تعالى.
وكلّما كان العمل لا لشيءٍ إلا لإعلاء كلمة الله –تعالى- كلّما كان أكثر إخلاصاً.
فالمجاهدون الذين يجاهدون الصهاينة لأنهم احتلوا ديارهم وسلبوهم حقوقهم، هؤلاء المجاهدين إن جعلوا جهادهم لإعلاء كلمة الله –تعالى- وجاهدوا الصهاينة لأنهم أعداء الله –تعالى- وتعدوا على أسماء الله –تعالى- وصفاته وحبيبه - صلواته عليه- وتعدوا على حدود الله وعباده، لو جاهدوهم لهذا السبب قبل أن يكونوا أعداءهم كانوا أكثر إخلاصاً.
وفي الحديث جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ما القتال في سبيل الله؟ فإن أحدنا يقاتل غضبا ويقاتل حمية، فرفع إليه رأسه قال: ( وما رفع إليه رأسه إلا أنه كان قائما ) فقال: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله عز وجل.
وهذا لا ينفي الشهادة عمن قاتل دون ماله أو عرضه أو دياره، فالشهادة درجات، ففي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ثم من قتل دون ماله فهو شهيد.
وعليه فالبنّاء الذي يبني بنية إقامة دولة الله في الأرض، راجياً أن تكون كلمة الله هي العليا، هو المُخلص لله تعالى.
والمُدرس الذي يُدرّس الطلاب بنية أن يكون الطلاب جنود لله تعالى ليجعلوا كلمة الله هي العليا، هو المخلص لله تعالى.
ويجري في حق المهندس والطبيب والأب والمُزارع ما يجري بحق البنّاء والمُدرس.
ومن يقرأ القرآن الكريم ليتخلص من سحرٍ أصابه أو شياطين تسلطوا عليه، ليس كالذي يقرأ القرآن ليقاتل به الشياطين الذين هم أعداء الله قبل أن يكونوا أعداءه، فالأخير هو المخلص لله – تعالى -ودليل إخلاصه أنه سيستمر بالقراءة بعد أن ينصره الله على شياطينه.
والإخلاص لا يكون إلا من نفس جُبلت على الصدق والأمانة والوفاء بالعهد، فالذين جُبلت أنفسهم على الكذب أو المُهادنة أو الرياء والذين يتفانون في حب المظاهر لا يستطيعون أن يكونوا مخلصين، هؤلاء جبلت أنفسهم على الكذب والخداع حتى إن أحدهم ليزداد كذباً وخداعاً فيخدع نفسه.
ومن الإخلاص معرفة الأمانة ولزومها، فأمين المخزن الذي يُحسن ترتيب بضائعه فلا يتلفها التخزين أكثر أمانة من الذي يكتفي بعرف مواقع البضائع في المخزن، وهذا أكثر أمانة من الذي يكتفي بحراسة المخزون، ورب الأسرة الذي يتحرى الحلال في لقمة عيشه أكثر أمانة في تربية أبنائه من الذي يكتفي بتعليمهم أصول الدين.
ومن الإخلاص الوفاء بالعهود، فكل مُعاهد مسئول عن عهده أمام الله تعالى – وكل العقود أو الوعود هي عهود، وكل العهود تُبرم بشهادة ووكالة الله تعالى – فكل ناقض للعهد قد نقض عهده مع الله – تعالى - قبل أن ينقض عهده مع شريكه بالعهد، قال تعالى: { وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً} الإسراء:25 ، لذلك أجمع الفقهاء على أن نقض العهد كبيرة.
كل الإخلاص للناس هو من الإخلاص لله تعالى، وكل الوفاء للناس هو في الحقيقة وفاء لله تعالى، كل الأمانة للناس هي في الحقيقة أمانة لله تعالى، لان الله هو مالك الملك، مالك كل شيء، ولا يغدو مالك العمارة التي تستأجر فيها أو الشركة التي تعمل فيها أو الوزير في الوزارة إلا موظف عند الله تعالى برتبة تبدو للناس أنها رتبة أعلى ممن يعمل تحت يده، فمن وفى فقد وفى للمالك الحقيقي ألا إنه الله تعالى، ومن أخلص فقد أخلص للمالك الحقيقي ألا إنه الله تعالى، ومن صدق فقد صدق الله تعالى، ومن غدر أو مكر أو نكث أو غش، فقد غدر بالله تعالى لأنه لولا أن زرع الله الثقة في قلب المغدور ما كان ليؤمّن للغادر، ولولا أن زرع الله الحب والود في قلب المُحب لما كان قد حبّ من نكث ومكر وخان وغش.
وبمفهوم المُخالفة فإن الذين جُبلت أنفسهم على الخيانة ونقض العهود والكذب، هؤلاء لا يستطيعون أن يكونوا مُخلصين، وحتى إن سعوا إلى ذلك، لأنهم سُخطوا فران على قلوبهم وجُبلت دماءهم ولحومهم وعظامهم بالكذب والخيانة ونقض العهد وحب التظاهر، هؤلاء لا يستطيعون أن يُخلصوا لأحد ولا حتى لأنفسهم، هؤلاء هم المنافقون.
فالإخلاص لا يكون إلا لمن لزم تربية نفسه فتحرى الصدق والأمانة والوفاء بالعهد قال تعالى: { وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا} الشمس، فترك النفس على هواها سيجعل الآثام تندّس في الروح والجسد، حتى تخبث وإذا خبثت وتشرب الخبث بها استحال عليها الإخلاص، ولو أرادته وابتغته.
الإخلاص لله – تعالى - هو أنقى وأصفى الإخلاص، فلا يستطيعه إلا صادقٌ وفيٌ أمينٌ مُحبٌّ لله متوكلٌ عليه شاكٍ دامعٌ له متحرٍ رضاه، متبعٍ فرائضه متقربٌ بالنوافل التي سنها رسوله - صلوات الله عليه وسلامه - يجاهد في حفظ كتاب الله - تعالى- وتطبيقه.
الإخلاص لله تعالى هو ثمرة جهاد لنفس بدون هوادة ليلاً ونهاراً.
الإخلاص لله تعالى درجات لا يرتقيها إلا من فتح الله على بصيرتهم وهداهم بثمرة استغفارهم ودعائهم ورجائهم الله تعالى.
أخي في الله: هل ستجاهد نفسك وتزكيها فتكون من المخلصين لله تعالى؟
أم ستتركها على هواها فتسوقك لتكون مسخوطاً تندس في لحكمك وعظمك ودمائك الخيانة والكذب والنفاق !!
وأرجو ممن قرأ هذه الرسالة أن يكرر دعاء الله لي ويقول:
يا الله يا مالك الملك، يا ذا الجلال والإكرام، أمدد عبدك أبا عمر بجندك، وأمدده بالعز والتقوى والعلم والقوة والنصر وأكشف على بصيرته وأفتح عليه فتوح العارفين.
{وَمَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ} الشعراء.