البلقان.. برميل البارود
مرسل: الخميس ديسمبر 12, 2013 2:56 pm
منطقة البلقان في قلب أوروبا هي برميل البارود القابل للاشتعال دوما؛ ففي تلك الفترة التاريخية شهدت المنطقة ثورات ضد الدولة العثمانية، حيث قام سكان الصرب والجبل الأسود بثورة ضد العثمانيين في عام (1293هـ=1876م)، إلا أن الدولة العثمانية استطاعت إخمادها، وأدرك السلطان "عبد الحميد" رغبة الدول الأوربية في التدخل في الشئون الداخلية للدولة، فأراد قطع الطريق عليهم، وأدخل عددا من الإصلاحات الداخلية؛ فأصدر قرارا بفصل القضاء عن السلطة التنفيذية، وتعيين القضاة بالانتخاب عن طريق الأهالي، والمساواة في الضرائب بين المسلمين والنصارى.
غير أن هذه الإصلاحات لم ترق للصرب وغيرهم؛ فعادوا إلى الثورة من جديد، ولكن في ظل مساعدات خارجية من بعض الدول الأوربية، مثل النمسا التي كانت ترغب في ضم منطقة "البوسنة والهرسك" إليها، كما قامت ست دول أوربية كبرى بسحب سفرائها من إستانبول ووقعت "بروتوكول لندن" في (17 ربيع الأول 1294 هـ=31 مارس 1877م) الذي يعرض تأمين حدود الدولة العثمانية مقابل قيامها بإجراء بعض الإصلاحات في الممتلكات العثمانية في البلقان لصالح الرعايا المسيحيين.
لكن الدولة العثمانية رفضت مطالب هذا البرتوكول، وقامت بعقد صلح منفرد مع الصرب، سحبت على إثره جيوشها من بلاد الصرب، واشترطت أن يرفع العلم العثماني بجوار العلم الصربي؛ كدليل على استمرار السيادة العثمانية.
وكان القيصر الروسي "ألكسندر الثاني" قد أبلغ العثمانيين أنه لا يريد الحرب؛ وأن ما يطلبه هو إعطاء منطقة معينة إلى البلغار، وبهذا فقط يمكن إرضاء الوطنيين السلاف الموجودين في روسيا والذين يريدون الحرب. يقول المؤرخ التركي "يلماز أوزتونا": "صار رفض الباب العالي لهذا الاقتراح الأخير فاجعة في التاريخ العثماني"، فنشبت الحرب الروسية- العثمانية، المعروفة بـ"حرب 93" التي بدأت في (11 ربيع الآخر 1294 هـ= 24 إبريل 1877)، وكانت أكبر حرب عالمية جرت في تلك الفترة.
وقد حاربت الدولة العثمانية في هذه الحرب كلا من روسيا، ورومانيا التي أمدت الروس بمائة ألف مقاتل؛ رغم العداء المعروف بين الجانبين، وحقق الروس انتصارات في البلقان رغم الدفاع البطولي الذي أبداه العثمانيون، وفتحت هذه الانتصارات شهية الروس لمحاولة القضاء
على الدولة العثمانية؛ فتحركت القوات الروسية صوب العاصمة "إستانبول"، ووقفت على بعد خمسين كيلومترا منها، ووقعت معارك بين الروس والعثمانيين في آسيا، واستطاع الروس الوصول إلى الأناضول.
وأمام تلك الهزائم الكبيرة والمتلاحقة اضطر العثمانيون لتوقيع معاهدة "سان استيفانو" التي وقعها عن الجانب العثماني "صفوت باشا" وهو يبكي، واحتوت شروطا مجحفة بالدولة العلية العثمانية.
غير أن هذه الإصلاحات لم ترق للصرب وغيرهم؛ فعادوا إلى الثورة من جديد، ولكن في ظل مساعدات خارجية من بعض الدول الأوربية، مثل النمسا التي كانت ترغب في ضم منطقة "البوسنة والهرسك" إليها، كما قامت ست دول أوربية كبرى بسحب سفرائها من إستانبول ووقعت "بروتوكول لندن" في (17 ربيع الأول 1294 هـ=31 مارس 1877م) الذي يعرض تأمين حدود الدولة العثمانية مقابل قيامها بإجراء بعض الإصلاحات في الممتلكات العثمانية في البلقان لصالح الرعايا المسيحيين.
لكن الدولة العثمانية رفضت مطالب هذا البرتوكول، وقامت بعقد صلح منفرد مع الصرب، سحبت على إثره جيوشها من بلاد الصرب، واشترطت أن يرفع العلم العثماني بجوار العلم الصربي؛ كدليل على استمرار السيادة العثمانية.
وكان القيصر الروسي "ألكسندر الثاني" قد أبلغ العثمانيين أنه لا يريد الحرب؛ وأن ما يطلبه هو إعطاء منطقة معينة إلى البلغار، وبهذا فقط يمكن إرضاء الوطنيين السلاف الموجودين في روسيا والذين يريدون الحرب. يقول المؤرخ التركي "يلماز أوزتونا": "صار رفض الباب العالي لهذا الاقتراح الأخير فاجعة في التاريخ العثماني"، فنشبت الحرب الروسية- العثمانية، المعروفة بـ"حرب 93" التي بدأت في (11 ربيع الآخر 1294 هـ= 24 إبريل 1877)، وكانت أكبر حرب عالمية جرت في تلك الفترة.
وقد حاربت الدولة العثمانية في هذه الحرب كلا من روسيا، ورومانيا التي أمدت الروس بمائة ألف مقاتل؛ رغم العداء المعروف بين الجانبين، وحقق الروس انتصارات في البلقان رغم الدفاع البطولي الذي أبداه العثمانيون، وفتحت هذه الانتصارات شهية الروس لمحاولة القضاء
على الدولة العثمانية؛ فتحركت القوات الروسية صوب العاصمة "إستانبول"، ووقفت على بعد خمسين كيلومترا منها، ووقعت معارك بين الروس والعثمانيين في آسيا، واستطاع الروس الوصول إلى الأناضول.
وأمام تلك الهزائم الكبيرة والمتلاحقة اضطر العثمانيون لتوقيع معاهدة "سان استيفانو" التي وقعها عن الجانب العثماني "صفوت باشا" وهو يبكي، واحتوت شروطا مجحفة بالدولة العلية العثمانية.