صفحة 1 من 1

الشرطة الصينية تغلق الأحياء الإسلامية بعاصمة إقليم التبت

مرسل: الجمعة يوليو 31, 2009 8:45 pm
بواسطة عبدالعزيز ابوخالد
أغلقت الشرطة الصينية أمس الأحياء الإسلامية في مدنية "لاسا"، عاصمة إقليم التبت، بعد أسبوعين من قيام متظاهرين بوذيين غاضبين بإحراق مسجد المدينة خلال أعمال الشغب التي وقعت بينهم وبين الشرطة الصينية.
وحظرت الشرطة دخول الأحياء إلا للمصلين أو لسكان المنطقة، من أقلية "الهوي" الصينية المسلمة التي يتحكم أفرادها بمفاصل التجارة في الإقليم، حيث يديرون محلات الجزارة ويعملون بميدان التجارة..محلات بيع الهواتف النقالة..شبابيك الصرف الالي ..تجارمواد غذائية ..مطاعم ...


وكان الحي الصيني الذي تقطنه أقلية "الهوي" المسلمةأكبر المتضررين من الشغب الذي أحدثة الرهبان البوذيون بمدينة "لاسا" عاصمة إقليم التبت مؤخرا، وحتى مسجد "لاسا" لم يسلم من الحرق على يد الغوغاء الذين حطمواالسيارات ونهبوا المحلات التجارية قبل إضرام النار بها، وهو ما تجاهلته وسائل الإعلام الغربية وتابعتها العربية، وركزت فقط على متابعة تظاهرات واحتجاجات الرهبان البوذيون.


ومن الجدير بالذكر أن عدد مسلمي إقليم التبت يبلغ نحو مليوني نسمة، ويشهد الإقليم صحوة إسلامية ملحوظة، إلى حد إعلان أكثر من ثلاثة آلاف أسرةإسلامها في العاصمة "لاسا"، كما أشهر أكثر من (200) ألف شخص إسلامهم بعد العثور على وثائق تاريخية تشير إلى أصولهم العربية.
وكانت التبت مملكة مستقلة قبل أن تستولي عليها الصين، وقد حكمها ملوك من المسلمين لفترات طويلة .. وكانت علاقاتهم مع دولةالخلافة الإسلامية علاقات قوية .. كما كان لملوك التبت - قبل الإسلام- علاقات صداقة مع العرب .. وفي خلافة عمر بن عبد العزيز، أرسل أهل التبت وفداً إلى خراسان - بآسياالوسطى- لطلب بعض دُعاة الإسلام فأوفد عمر بن عبد العزيز وفداً برئاسة سليط بن عبدالله الحنفي؛ لنشر الدعوة الإسلامية وبيان أحكام وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف لأهل التبت.


وقد أكّدت الوثائق التاريخية التي تم اكتشافها مؤخراً، أن العرب استقروا في هذه المنطقة، وأقاموا علاقات تزاوج ومصاهرة مع سكان البلاد ونشروا اللغةالعربية، حتى إن اللغة الصينية كانت تُكتب بحروف عربية.


يشار إلى أن التبت من المناطق المعزولة في قارة آسيا، حيث تحيط بها الجبال الشاهقة وقد بلغ ارتفاع هضبة التبت ذاتها أكثر من أربعة آلاف متر، وهو ما جعل علماء الجغرافيا يطلقون عليهااسم "قلب آسيا الميت" وعلى الرغم من وعورة تضاريسها ومناخها إلاّ أن ذلك لم يقف حجرعثرة في طريق دُعاة الإسلام، الذين جاهدوا لنشر الإسلام في هذه المنطقة المعزولة من العالم منذ القرن الهجري الأول.