المزاوجة بين النظريات في العلاقات الدولية
تعتبر العلاقات الدولية حقلا جديدا في العلوم السياسية عاش روادها في القرن الماضي ومنهم من لا يزال على قيد الحياة. الذي أريد أن أقوله هو أن هذا الحقل ما زال في طور التبلور وهناك احتمال ظهور مدارس جديدة في هذا الحقل أسوة بالمدارس التي ظهرت كالواقعة والليبرالية والسلوكية والبنائية. لماذا لا تكون هناك مدرسة تزاوج بين المدارس السابقة أو على الأقل أن يقوم الباحث في العلاقات الدولية باستخدام النظرية المناسبة من كل مدرسة لتطبيقها على سلوك دولي معين. الملاحظ أن هناك تعصب من بعض أصحاب تلك المدارس فمثلا تجد من الواقعيين من يرفض طروحات المثاليين أو العكس. فنحن نرى أن كل مدرسة فيها قصور لشرح وتفسير ما يجري في الساحة الدولية ولكن بالمزاوجة بين نظريات هذه المدارس واستخدام كل نظرية منها في حالة معينة نجد أنها جميعها لها القدرة على التنبأ والتفسير بشكل أكبر بدلا من الاقتصار على نظريات مدرسة معينة. فالواقعية مثلا تستطيع أن تشرح لي سبب الدعم الامريكي لحكومة النميري في السودان وامتناعها عن مساعدة أهل الجنوب بينما البنائية تستطيع أن تفسر لي سبب العداء الغربي لإيران والليبرالية تستطيع أن تفسر سبب استقرار النظم الديمقراطية وقلة الحروب فيما بينها. إذا كل نظرية تشكل أداة من أدوات الباحث في العلاقات الدولية عند التحليل السياسي وسيكون من العسير على الباحث أن يكتفي بأداة واحدة تماما كالطبيب الذي يكتفي بسماعة الأذنين عند التشخيص.