- الاثنين أغسطس 03, 2009 7:51 pm
#20934
أزمة المشاركة:
إن أزمة المشاركة تمثل إحدى السمات البارزة التي تتسم به الحياة السياسية داخل بلدان العالم الثالث,ويرتد ذلك إلى ميل القيادات السياسية في هذه البلدان إلى تركيز السلطة في قبضتها وإقامة نظم دكتاتورية تسلطيه ,واعتبار كافة المحاولات التي يقوم بها الرعايا لنيل الحق في المشاركة السياسية تصرفات غير مشروعة , حيث تعتبر ألصفوه أنها وحدها صاحبة الحق في الحكم استنادا إلى تاريخها النضالي خلال مرحله مقابل الاستقلال,
كما إن اغلب الصفوات التي اعتلت سدة الحكم في بلدان العالم الثالث غداة استقلالها قامت بتجريم قيام الأحزاب السياسية وغيرها من المنظمات اللاسياسية ,مثال على ذلك عندما ند فيتونس إن الحبيب بورقيبه والذي تمكن في عام 1957 الاطاحه بحكم الباى واعتلاء سدة الحكم ثم مابرح إن إنشاء الحزب الدستوري الاشتراكي كي يسيطر على كافة مظاهر الحكم.
وفي الجزائر ارتكز النظام الجزائري منذ استقلاله عام 1962 على دعامتين هما:
1. تعاظم اختصاصات وصلاحيات رئيس الدولة
2. الحزب الواحد ممثلا فبجبهة التحرير الوطني
وهكذا ظلت نظم الحزب الواحد سائدة داخل إفريقيا لحقب طويلة وظل المناشدين لتأسيس أحزاب معارضة لعقود عديدة تلت الاستقلال يتهمون بتخريب نضال شعوبهم من اجل الاستقلال فكانت كلمة المعارضة مرادفة للفتنه واللاوطنيه بالتالي لامكان للمعارضين في الحياة السياسية .
وهكذا فإن البيئة السياسية في البلدان الإفريقية ضلت لسنين طوال بيئة الحزب الواحد حيث يقبض ذلك الحزب على السلطة, ويضل قابضا عليها بغض النظر عن شرعية ذلك.
إن الحزب في إفريقيا هو المؤسسة السياسية الفعلية العليا المهيمنة, إما المجلس التشريعي فلا يبدو في كثير من الأحيان أكثر من واجهه شكليه ليست ذات قيمه حقيقية ,و إذا كان المجلس التشريعي في أوربا و أمريكا هو ميدان للحوار الحزبي ,فإنه في إفريقيا مجرد نموذج مصغر للحزب الحاكم يضم صفوته ,ويمثل ميدانا لمناقشاتها الشكلية والمتفق عليها سلفا في أروقة الحزب الحاكم.
إن نظم الحزب الواحد لم تقتصر على دول إفريقيا فحسب بل كانت هي الأكثر شيوعا في ربوع العالم الثالث مثل:سوريا حافظ وأرجنتين بيرون وغيرها الكثير.
لقد ضلت غالبية الصفوات في العالم الثالث محكمة قبضتها على الحكم في بلادها حيث تتمسك بنظام الحزب الواحد .
لقد خاضت غالبية جماهير العالم الثالث تجربتها السياسية الأولى داخل حظيرة الحزب الواحد , وبالتالي في رحاب حياة سياسيه قوامها التآمر والتجسس والإرهاب فعاشت الجماهير أجواء سياسيه مفعمة بالخوف والذعر من عالم السياسية .
في ظل تلك الأجواء الظلامية كان من الطبيعي إن تنفر الجماهير من المشاركة السياسية ,حيث بذلك تشيع السلبية السياسية .
إن ظاهره الحزب الواحد تعد احد الأسباب الرئيسية لازمه المشاركة ,على الرغم من اتجاه العديد من بلدان العالم الثالث مؤخرا إلى الأخذ بنظم التعددية الحزبية إلا إن الصفوات الحاكمة داخل الكثير من هذه البلدان لا تسمح للقوى و الجماعات السياسية بإنشاء أحزاب تعبر عنها خوفا من أن يؤدي ذلك إلى زعزعة حكم الصفوة ,كما انه دائما تعمل يد التزوير في الانتخابات التي تجري داخل تلك البلدان ,مثال على ذلك:التجربة التعددية الحزبية المصرية التي تشهد سيطرة حزب الصفوة الحاكمة
"الحزب الوطني" شبه المطلقة على المجلس التشريعي "مجلس الشعب" وسائر المجالس الشعبية والمحلية.
إن عدم استقرار ألدوله الجزائرية يوضح الترابط والتداخل بين أزمة المشاركة وأزمة الشرعية و أزمة الاستقرار السياسي , الأمر الذي يؤكد صحة مقولة أن ظاهرة التخلف السياسي هي محصلة جمله من الأزمات تشكل حلقات متداخلة و متشابكة كي تجسد مجتمعة صلب تلك الظاهرة .
إن ما صاحب النظم الحزبية المنشاة على يد الصفوات الحاكمة من أجواء سياسية إرهابيه كان هو السبب الرئيسي وراء تجذر أزمة المشاركة , ومن الأسباب الجماعات الساعية إلى المشاركة قد تنتظم في منظمات سياسية تنظر إليها الصفوة باعتبارها منظمات غير مشروعة ,فتعمد إلى تشويه صورتها والتشكيك من حقيقة أهدافها ومن ثم اعتقال زعمائها .
إن هنالك عدة أسباب أخرى أدت إلى أزمة المشاركة هي:
1. ارتفاع نسبة الأمية داخل اغلب بلدان العالم الثالث مثل: الباكستان حيث بلغت نسبة الأمية فيها عام 1990 65%
2. انتشار الفقر وشيوع الفاقة داخل قطاعات واسعة من سكان البلدان للعالم الثالث مثل:إن متوسط نصيب الفرد من الناتج القومي في موزنبيق 80 دولار سنويا .
وهكذا فبفعل ندرة الموارد وسوء توزيعها ترزح غالبية سكان العالم الثالث تحت وطأة الفقر ولذلك فإنه يقضي الفرد جل وقته يلهث وراء لقمة العيش ,إما المشاركة السياسية فهي تبدو له رفاهية ليس له الولوج فيها .
إن بلدان العالم الثالث تعاني من أزمة مشاركه ,بمعنى تدني معدلات المشاركة الجماهيرية في الحياة السياسية داخل تلك البلدان. وكما رأينا أن مرد تلك الأزمة هو إلى ما عايشته جماهير غالبية بلدان العالم الثالث من أجواء سياسية إرهابيه على النحو الذي عرضنا له سلفا.
والله الموفق...
أنس أديب العقلاء
الرقم التسلسلي: 31
الرقم الجامعي: 427104748
إن أزمة المشاركة تمثل إحدى السمات البارزة التي تتسم به الحياة السياسية داخل بلدان العالم الثالث,ويرتد ذلك إلى ميل القيادات السياسية في هذه البلدان إلى تركيز السلطة في قبضتها وإقامة نظم دكتاتورية تسلطيه ,واعتبار كافة المحاولات التي يقوم بها الرعايا لنيل الحق في المشاركة السياسية تصرفات غير مشروعة , حيث تعتبر ألصفوه أنها وحدها صاحبة الحق في الحكم استنادا إلى تاريخها النضالي خلال مرحله مقابل الاستقلال,
كما إن اغلب الصفوات التي اعتلت سدة الحكم في بلدان العالم الثالث غداة استقلالها قامت بتجريم قيام الأحزاب السياسية وغيرها من المنظمات اللاسياسية ,مثال على ذلك عندما ند فيتونس إن الحبيب بورقيبه والذي تمكن في عام 1957 الاطاحه بحكم الباى واعتلاء سدة الحكم ثم مابرح إن إنشاء الحزب الدستوري الاشتراكي كي يسيطر على كافة مظاهر الحكم.
وفي الجزائر ارتكز النظام الجزائري منذ استقلاله عام 1962 على دعامتين هما:
1. تعاظم اختصاصات وصلاحيات رئيس الدولة
2. الحزب الواحد ممثلا فبجبهة التحرير الوطني
وهكذا ظلت نظم الحزب الواحد سائدة داخل إفريقيا لحقب طويلة وظل المناشدين لتأسيس أحزاب معارضة لعقود عديدة تلت الاستقلال يتهمون بتخريب نضال شعوبهم من اجل الاستقلال فكانت كلمة المعارضة مرادفة للفتنه واللاوطنيه بالتالي لامكان للمعارضين في الحياة السياسية .
وهكذا فإن البيئة السياسية في البلدان الإفريقية ضلت لسنين طوال بيئة الحزب الواحد حيث يقبض ذلك الحزب على السلطة, ويضل قابضا عليها بغض النظر عن شرعية ذلك.
إن الحزب في إفريقيا هو المؤسسة السياسية الفعلية العليا المهيمنة, إما المجلس التشريعي فلا يبدو في كثير من الأحيان أكثر من واجهه شكليه ليست ذات قيمه حقيقية ,و إذا كان المجلس التشريعي في أوربا و أمريكا هو ميدان للحوار الحزبي ,فإنه في إفريقيا مجرد نموذج مصغر للحزب الحاكم يضم صفوته ,ويمثل ميدانا لمناقشاتها الشكلية والمتفق عليها سلفا في أروقة الحزب الحاكم.
إن نظم الحزب الواحد لم تقتصر على دول إفريقيا فحسب بل كانت هي الأكثر شيوعا في ربوع العالم الثالث مثل:سوريا حافظ وأرجنتين بيرون وغيرها الكثير.
لقد ضلت غالبية الصفوات في العالم الثالث محكمة قبضتها على الحكم في بلادها حيث تتمسك بنظام الحزب الواحد .
لقد خاضت غالبية جماهير العالم الثالث تجربتها السياسية الأولى داخل حظيرة الحزب الواحد , وبالتالي في رحاب حياة سياسيه قوامها التآمر والتجسس والإرهاب فعاشت الجماهير أجواء سياسيه مفعمة بالخوف والذعر من عالم السياسية .
في ظل تلك الأجواء الظلامية كان من الطبيعي إن تنفر الجماهير من المشاركة السياسية ,حيث بذلك تشيع السلبية السياسية .
إن ظاهره الحزب الواحد تعد احد الأسباب الرئيسية لازمه المشاركة ,على الرغم من اتجاه العديد من بلدان العالم الثالث مؤخرا إلى الأخذ بنظم التعددية الحزبية إلا إن الصفوات الحاكمة داخل الكثير من هذه البلدان لا تسمح للقوى و الجماعات السياسية بإنشاء أحزاب تعبر عنها خوفا من أن يؤدي ذلك إلى زعزعة حكم الصفوة ,كما انه دائما تعمل يد التزوير في الانتخابات التي تجري داخل تلك البلدان ,مثال على ذلك:التجربة التعددية الحزبية المصرية التي تشهد سيطرة حزب الصفوة الحاكمة
"الحزب الوطني" شبه المطلقة على المجلس التشريعي "مجلس الشعب" وسائر المجالس الشعبية والمحلية.
إن عدم استقرار ألدوله الجزائرية يوضح الترابط والتداخل بين أزمة المشاركة وأزمة الشرعية و أزمة الاستقرار السياسي , الأمر الذي يؤكد صحة مقولة أن ظاهرة التخلف السياسي هي محصلة جمله من الأزمات تشكل حلقات متداخلة و متشابكة كي تجسد مجتمعة صلب تلك الظاهرة .
إن ما صاحب النظم الحزبية المنشاة على يد الصفوات الحاكمة من أجواء سياسية إرهابيه كان هو السبب الرئيسي وراء تجذر أزمة المشاركة , ومن الأسباب الجماعات الساعية إلى المشاركة قد تنتظم في منظمات سياسية تنظر إليها الصفوة باعتبارها منظمات غير مشروعة ,فتعمد إلى تشويه صورتها والتشكيك من حقيقة أهدافها ومن ثم اعتقال زعمائها .
إن هنالك عدة أسباب أخرى أدت إلى أزمة المشاركة هي:
1. ارتفاع نسبة الأمية داخل اغلب بلدان العالم الثالث مثل: الباكستان حيث بلغت نسبة الأمية فيها عام 1990 65%
2. انتشار الفقر وشيوع الفاقة داخل قطاعات واسعة من سكان البلدان للعالم الثالث مثل:إن متوسط نصيب الفرد من الناتج القومي في موزنبيق 80 دولار سنويا .
وهكذا فبفعل ندرة الموارد وسوء توزيعها ترزح غالبية سكان العالم الثالث تحت وطأة الفقر ولذلك فإنه يقضي الفرد جل وقته يلهث وراء لقمة العيش ,إما المشاركة السياسية فهي تبدو له رفاهية ليس له الولوج فيها .
إن بلدان العالم الثالث تعاني من أزمة مشاركه ,بمعنى تدني معدلات المشاركة الجماهيرية في الحياة السياسية داخل تلك البلدان. وكما رأينا أن مرد تلك الأزمة هو إلى ما عايشته جماهير غالبية بلدان العالم الثالث من أجواء سياسية إرهابيه على النحو الذي عرضنا له سلفا.
والله الموفق...
أنس أديب العقلاء
الرقم التسلسلي: 31
الرقم الجامعي: 427104748