تلخيص ازمة المشاركه
مرسل: الاثنين أغسطس 03, 2009 9:28 pm
السلام عليكم
تلخيص ازمة المشاركه
ليس ثمة شك في أن المشاركة السياسية تمثل بحق أحد مقومات الحداثة السياسية ويشير البعض إلى ذلك بقوله "أن المجتمع التقليدي يفتقر إلى المشاركة بينما الحديث يتمتع بها".
وعرف هنتجتون المشاركة السياسية بأنها نوع من النشاط يقوم به المواطنون العاديون بهدف التأثير في عملية صنع القرار الحكومي
ويعرفها أحد الباحثين العرب بأنها عملية تطوعية أو رسمية تعبر عن اتجاه عام رشيد وتضمن سلوكاً منظماً ومشروعا متواصلاً.
ولكن أظهر التعريفات التي قدمت للمشاركة السياسية "مجموعة التصرفات الإرادية التي تستهدف التأثير في عملية صنع السياسات العامة وإدارة شؤون المجتمع"
وهكذا فإن مفهوم المشاركة السياسية لدى القائل بهذا التعريف أوسع نطاقا منه لدى القائل بالتعريف السابق.
ومهما يكن من أمر هذا الاختلاف بين الباحثين بصدد تعريف المشاركة السياسية فإننا نتفق مع الرأي القائل بأن المشاركة السياسية تشمل كل ما يلي:
1- مجموعة التصرفات التي من خلالها تنقل الجاهير مطالبها إلى الصفوة الحاكمة.
2- جملة الجهود التي تبذلها الجماهير بهدف التأثير في سلوك الحكام.
3- عمليات التمثيل البرلماني.
4- تقلد المناصب السياسية الرسمية والمشاركة في الاجتماعات العامة.
5- محاولة تغيير الواقع السياسي.
6- تأليف الكتب ونشر المقالات التي تنصب على معالجة وتقويم أمور المجتمع قاطبة.
7- قراءة الصحف والكتب والمجلات والاستماع إلى ماتقدمه الإذاعات من تحليلات.
8- يرى البعض أن العزلة تمثل أحد صور المشاركة السياسية.
أزمة المشاركة:
تطل أزمة المشاركة برأسها عندما تقوم الصفوة الحاكمة بوضع العراقيل أمام الراغبين في المشاركة السياسية وتضيق الخناق عليهم على نحو يؤدي إلى تضاءل أعداد المشاركين في الحياة السياسية.
وتشير الملاحظة أن أزمة المشاركة هي أحدى السمات البارزة داخل بلدان العالم الثالث ويرتد ذلك إلى ميل القيادات السياسية في هذه البلدان إلى تركيز السلطة في قبضتها.
ويلاحظ أن أغلب الصفوات التي اعتلت سدة الحكم في بلدان العالم الثالث غداة استقلالها قد راحت تجرم قيام الأحزاب السياسية وغيرها من المنظمات اللارسمية ثم مالبثت تلك الصفوات أن تخلت عن
موقفها الرافض عن لوجود الأحزاب وأوجبت نظاما للحزب الواحد بحيث جاءت المشاركة السياسية غير مدثرة بعباءة ذلك الحزب أمر غير مشروع.
على سبيل المثال ففي زائير اعتلى موبوتو سيسيسيكو سدة الحكم في البلاد عام 1965 على أثر إنقلاب عسكري ثم إلغى الأحزاب القائمة وضلت الساحة بلا أحزاب حتى عام 1970 حيث انشأ
حزب الحركة الشعبية وفرضه منفرداً على الحياة السياسية. وفي إطار تأكيد هيمنة الحزب الواحد ومن فوقه الرئيس الزائيري لجأ إلى تغيير كافة القوانين الانتخابية بحيث يضمن تبعية ممثلي ومسؤولي
الحزب له بصورة شخصية.
واستمر هذا الحال من عام 1970 إلى عام 1997 عندما تمت الإطاحة بالرئيس الزائيري من خلال عملية عسكرية وتم تغيير اسم الدولة من زائير إلى الكونغو الديموقراطية.
وهكذا فإن البيئة السياسية في البلدان الإفريقية ظلت لسنين طوال بيئة الحزب الواحد وتجدر الإشارة بأن نظام الحزب الواحد لم يقتصر بالدول الإفريقية التي يشار إليها سلفاً إنما هي الأكثر شيوعاً
في ربوع العالم الثالث فقد عرفت نظيرات لها في كل من مصر عبدالناصر وإندونيسيا سوكارنو وسوريا حافظ الأسد والعراق صدام حسين إلى غير ذلك من العديد من الأمثلة الأخرى.
ويضاف إلى ذلك على الرغم من اتجاه العديد من بلدان العالم الثالث في خلال العقدين الأخيرين إلى الأخذ بنظام التعددية الحزبية إلى إن الصفات الحاكمة داخل الكثير من هذه البلدان لاتسمح للقوى
ذات الثقل الجماهيري لإنشاء أحزاب تعبر عنها خوفاً من أن يؤدي إلى زعزعة حكم الصفوة
. ومثال على ذلك ماتقدم تجربة التعددية الحزبية المصرية المعاصرة حيث أن حزب الصفوة الحاكمة
(الحزب الوطني) مسيطرة سيطرة شبه مطلقة على المجلس التشريعي وسائر مجالس الشعبية والمحلية في حال تكاد الأحزاب الأخرى الموجودة على الساحة المصرية تصبح على شاكلة هياكل شكلية.
ليس لها دور سوا إضافة وجهات تعددية.
وعلى صعيد آخر وبصدد أزمة المشاركة في بلدان العالم الثالث في أن ثمة أسباب أخرى قد أسهمت بنصيب وافر في تكريسها ولعل من أظهر هذه الأسباب ما يلي:
أولاً: ارتفاع نسبة الأمية داخل بدلدان العالم. إذ أن الأمية تعني عدم الإلمام الفرد بالكتابة والقراءة وبالتالي فلا ينتظر منه أن يكون على دراية بحقوقه وواجباته ولا سيما السياسية منها.
ثانياً: استشراء الفقر وشيوع الفاقة داخل قطاعات واسعة من دول العالم الثالث. فإنه لا يكون أمام مثل هؤلاء المعوذين من يد سوى أن يقضي كل منهم جل وقته يلهث وراء لقمة عيشه.
أما المشاركة السياسية فتبدو له رفاهية ليس لأمثاله من المطوحين أن يتطلعوا إلى ولوج عالمها.
وفي الختام نقول إن ظاهرة التخلف السياسي ما هي إلا محصلة لجملة أزمات متداخلة ومتشابكة تؤدي كل منها إلى الأخرى بطريقة أو بأخرى.
وصلى الله وسلم وبارك ,,,
تلخيص ازمة المشاركه
ليس ثمة شك في أن المشاركة السياسية تمثل بحق أحد مقومات الحداثة السياسية ويشير البعض إلى ذلك بقوله "أن المجتمع التقليدي يفتقر إلى المشاركة بينما الحديث يتمتع بها".
وعرف هنتجتون المشاركة السياسية بأنها نوع من النشاط يقوم به المواطنون العاديون بهدف التأثير في عملية صنع القرار الحكومي
ويعرفها أحد الباحثين العرب بأنها عملية تطوعية أو رسمية تعبر عن اتجاه عام رشيد وتضمن سلوكاً منظماً ومشروعا متواصلاً.
ولكن أظهر التعريفات التي قدمت للمشاركة السياسية "مجموعة التصرفات الإرادية التي تستهدف التأثير في عملية صنع السياسات العامة وإدارة شؤون المجتمع"
وهكذا فإن مفهوم المشاركة السياسية لدى القائل بهذا التعريف أوسع نطاقا منه لدى القائل بالتعريف السابق.
ومهما يكن من أمر هذا الاختلاف بين الباحثين بصدد تعريف المشاركة السياسية فإننا نتفق مع الرأي القائل بأن المشاركة السياسية تشمل كل ما يلي:
1- مجموعة التصرفات التي من خلالها تنقل الجاهير مطالبها إلى الصفوة الحاكمة.
2- جملة الجهود التي تبذلها الجماهير بهدف التأثير في سلوك الحكام.
3- عمليات التمثيل البرلماني.
4- تقلد المناصب السياسية الرسمية والمشاركة في الاجتماعات العامة.
5- محاولة تغيير الواقع السياسي.
6- تأليف الكتب ونشر المقالات التي تنصب على معالجة وتقويم أمور المجتمع قاطبة.
7- قراءة الصحف والكتب والمجلات والاستماع إلى ماتقدمه الإذاعات من تحليلات.
8- يرى البعض أن العزلة تمثل أحد صور المشاركة السياسية.
أزمة المشاركة:
تطل أزمة المشاركة برأسها عندما تقوم الصفوة الحاكمة بوضع العراقيل أمام الراغبين في المشاركة السياسية وتضيق الخناق عليهم على نحو يؤدي إلى تضاءل أعداد المشاركين في الحياة السياسية.
وتشير الملاحظة أن أزمة المشاركة هي أحدى السمات البارزة داخل بلدان العالم الثالث ويرتد ذلك إلى ميل القيادات السياسية في هذه البلدان إلى تركيز السلطة في قبضتها.
ويلاحظ أن أغلب الصفوات التي اعتلت سدة الحكم في بلدان العالم الثالث غداة استقلالها قد راحت تجرم قيام الأحزاب السياسية وغيرها من المنظمات اللارسمية ثم مالبثت تلك الصفوات أن تخلت عن
موقفها الرافض عن لوجود الأحزاب وأوجبت نظاما للحزب الواحد بحيث جاءت المشاركة السياسية غير مدثرة بعباءة ذلك الحزب أمر غير مشروع.
على سبيل المثال ففي زائير اعتلى موبوتو سيسيسيكو سدة الحكم في البلاد عام 1965 على أثر إنقلاب عسكري ثم إلغى الأحزاب القائمة وضلت الساحة بلا أحزاب حتى عام 1970 حيث انشأ
حزب الحركة الشعبية وفرضه منفرداً على الحياة السياسية. وفي إطار تأكيد هيمنة الحزب الواحد ومن فوقه الرئيس الزائيري لجأ إلى تغيير كافة القوانين الانتخابية بحيث يضمن تبعية ممثلي ومسؤولي
الحزب له بصورة شخصية.
واستمر هذا الحال من عام 1970 إلى عام 1997 عندما تمت الإطاحة بالرئيس الزائيري من خلال عملية عسكرية وتم تغيير اسم الدولة من زائير إلى الكونغو الديموقراطية.
وهكذا فإن البيئة السياسية في البلدان الإفريقية ظلت لسنين طوال بيئة الحزب الواحد وتجدر الإشارة بأن نظام الحزب الواحد لم يقتصر بالدول الإفريقية التي يشار إليها سلفاً إنما هي الأكثر شيوعاً
في ربوع العالم الثالث فقد عرفت نظيرات لها في كل من مصر عبدالناصر وإندونيسيا سوكارنو وسوريا حافظ الأسد والعراق صدام حسين إلى غير ذلك من العديد من الأمثلة الأخرى.
ويضاف إلى ذلك على الرغم من اتجاه العديد من بلدان العالم الثالث في خلال العقدين الأخيرين إلى الأخذ بنظام التعددية الحزبية إلى إن الصفات الحاكمة داخل الكثير من هذه البلدان لاتسمح للقوى
ذات الثقل الجماهيري لإنشاء أحزاب تعبر عنها خوفاً من أن يؤدي إلى زعزعة حكم الصفوة
. ومثال على ذلك ماتقدم تجربة التعددية الحزبية المصرية المعاصرة حيث أن حزب الصفوة الحاكمة
(الحزب الوطني) مسيطرة سيطرة شبه مطلقة على المجلس التشريعي وسائر مجالس الشعبية والمحلية في حال تكاد الأحزاب الأخرى الموجودة على الساحة المصرية تصبح على شاكلة هياكل شكلية.
ليس لها دور سوا إضافة وجهات تعددية.
وعلى صعيد آخر وبصدد أزمة المشاركة في بلدان العالم الثالث في أن ثمة أسباب أخرى قد أسهمت بنصيب وافر في تكريسها ولعل من أظهر هذه الأسباب ما يلي:
أولاً: ارتفاع نسبة الأمية داخل بدلدان العالم. إذ أن الأمية تعني عدم الإلمام الفرد بالكتابة والقراءة وبالتالي فلا ينتظر منه أن يكون على دراية بحقوقه وواجباته ولا سيما السياسية منها.
ثانياً: استشراء الفقر وشيوع الفاقة داخل قطاعات واسعة من دول العالم الثالث. فإنه لا يكون أمام مثل هؤلاء المعوذين من يد سوى أن يقضي كل منهم جل وقته يلهث وراء لقمة عيشه.
أما المشاركة السياسية فتبدو له رفاهية ليس لأمثاله من المطوحين أن يتطلعوا إلى ولوج عالمها.
وفي الختام نقول إن ظاهرة التخلف السياسي ما هي إلا محصلة لجملة أزمات متداخلة ومتشابكة تؤدي كل منها إلى الأخرى بطريقة أو بأخرى.
وصلى الله وسلم وبارك ,,,