صفحة 1 من 1

تلخيص ازمه المشاركه

مرسل: الأربعاء أغسطس 05, 2009 12:06 pm
بواسطة مشاري الجندول

ليس ثمة شك في ان المشاركه السياسية تمثل بحق احدى المقومات الحداثة السياسية , ويشير البعض إلى ذالك بقوله : "إن المجتمع التقليدي يفتقر إلى المشاركة , بينما المجتمع الحديث يتمتع بها " ويعرف أحد الباحثين العرب المشاركة السياسية بأنها : "عملية تطوعية أو رسمية تعبر عن أتجاه عام رشيد وتتضمن سلوكاً منظماً و مشروعاً متواصلاً".
كذلك فعند صاحب هذا التعريف لا يعتبر مشاركة سياسية سوى السلوك السياسي المنظم و المشروع و المتواصل , وهذا هو ما يرفضه الكثير من الباحثين.
كذلك فمن أظهر التعريفات التي قدمت للمشاركة السياسية ذلك التعريف الذي قوامه أنها : "مجموعة التصرفات الإدارية التي تستهدف التأثير في عملية صنع السياسات العامة , وإدارة شئون المجتمع.
ومهما يكن من أمر هذا الاختلاف بين الباحثين بصدد تعريف المشاركة السياسية فإننا نتفق مع الرأي القاتل بأن المشاركة تشمل كل ما يلي :
1- مجموعة التصرفات التي من خلالها تنقل الجماهير مطالبها إلى الصفوة الحاكمة.
2- جملة الجهود التي تبذلها الجماهير بهدف التأثير في سلوك الحكام , وكذلك تلك التي تقوم بها وهي بصدد اختيار القيادات السياسية على مستويين المحلى و القومى.
3- عمليات التمثيل البرلماني : وهي تمثل إحدى صور المشاركة الهامة في المجتمعات المعاصرة التي تتسم بضخامة عدد سكانها.
4- تقلد المناصب السياسية الرسمية.
5- محاولات تغير الواقع السياسي.
6- تأليف الكتب ونشر المقالات التي تتصب على معالجة وتقويم أمور المجتمع قاطبة.
7- قراءة الكتب والصحف والمجلات.
8- يرى بعض ان العزلة حينما تكون تعبيراً عن رفض الواقع السياسي القائم تمثل إحدى صور المشاركة السياسية.
أزمة المشاركة:
يرى البعض ان التحديث السياسي لابد وان يتمخض عن ظهور الرغبة في المشاركة السياسية لدى قطاعات أوسعمن المواطنين داخل المجتمع الوالج لتوه إلى عالم الحداثة.
وتشير الملاحظة إلى ان ازمة المشاركة بمدلولها هذا تمثل إحدى السمات البارزه التي تتسم بها الحياة السياسية داخل بلدان العالم الثالث.
ويلاحظ على صعيد اخر ان اغلب الصفوات التي اعتلت سدة الحكم في بلدان العالن الثالث غداة استقلالها قد راحت تجرم قيام الأحزاب السياسية وغيرها من المنظمات اللارسمية.
ففي زائير على سبيل المثال اعتلى موبوتوسيسيسيكو سدة الحكم في بلاد عام 1965 على إثر انقلاب عسكري.
وفي الجزائر لم تكن الامور مختلفة عن نظيرتها في تونس , حيث ارتكز النظام الجزائري منذ الاستقلال عام 1962 على دعامتين هما :
1- تعاظم اختصاصات وصلاحيات رئيس الدولة.
2- الحزب الواحد ممثلاً في جبهة التحرير الوطني.
وإذا انتقلنا إلى ليبيريا فسنجد ذلك الحزب الذي قبع في سلطة لحقبة تجاوز القرن.
وهكذا ظلت نظم الحزب الواحد سائدة داخل أفريقيا لحقب طويلة.
ولم يكن نكروما في غانا يعدم هو الاخر من العبارات الخطابية ما يقدمه كتبرير لهيمنة حزبه الأوحد على مقاليد الأمور في البلاد.
وهكذا فإن البيئة السياسية في البلدان الأفريقية ظلت لسنين طوال حسب قول البعض بيئة الحزب الواحد.
وتجدر الإشارة إلى نظم الحزب الواحد لم يقتصر وجودها على الدول الإفريقية المشار إليها سلفاً.
وفي ظل تلك الإجواء السرايبية الظلامية كان من الطبيعي أن تنفر الجماهير من المشاركة السياسية.
ذالك بصدد ظاهرة الحزب الواحد التي شهدتهاأغلب بلدان العالم الثالث غداة استقلالها.
وإذا كانت حال التجربة التعدادية المصرية ونظيراتها التونسية هي على نحو المتقدم فإنها لن تختلف كثيراً عن حال التجربة الإندونيسية وسيطرة حزب جولكار.
ولعل من أظهر هذه الأسباب في رأينا ما يلي :
أولاً : ارتفاع نسبة الأمية داخل أغلب بلدان العالم الثالث.
ثانياً : استشراءالفقر وشيوع الفاقة داخل قطاعات واسعة من سكان العالم الثالث.
وهكذا فبفعل ندرة الموارد من جهة وسوء توزيعها من الجهة الأخرى ترزح غالبية من سكان العالم الثالث تحت وطأة الفقر.
تعقيب :
نخلص من خلال هذا المبحث إلى أن البلدان العالم الثالث إنما تعاني من أزمة مشاركة , في معنى تدنى معدلات المشاركة الجماهيرية في حياة السياسية داخل تلك البلدن.


مشاري فهد الجندول
427106371
الرقم التسلسلي:36
و ان شاء الله اكون الممت بالموضوع و اوفيته حقه يا دكتور