أزمة المشاركة :-
يرى البعض ان التحديث السياسي لابد وان يتمخض عن ظهور الرغبة في المشاركة السياسية لدى القطاعات أوسع من المواطنين ، سواء تمثل مظهر الحداثة في التحول بنظام الدولة الملكية إلى جمهورية ، أو التخلص من الاستعمار والانتقال الى مرحلة جديدة قوامها الاستقلال .
وتشير الملاحظه الى ان ازمة المشاركة –بمدلولها هذا- تمثل إحدى السمات البارزة التي تتسم بها الحياة السياسية داخل بلدان العالم الثالث، ويرتد ذلك الى ميل القيادات السياسية في هه البلدان إلى تركيز السلطة في قبضتها، وإقامة نظم دكتاتورية تسلطية ، وفرض قيود صارمة على مشاركة الجماهير في الحياة السياسية .
اغلب الصفوات التي اعتلت سدة الحكم في بلدان العالم الثالث غداة استقلالها قد راحت تجرم قيادة الاحزاب السياسية وغيرها من المنظمات اللارسمية، ثم ما لبثت تلك الصفوات ان تخلت عن موقفها الرافض لوجود الاحزاب واوجدت نظاما للحزب الواحد بحيث جعلت المشاركة السياسية غير المتدثرة بعباءة لك الحزب أمرا غير مشروع –على سبيل المثال – زائير ، تونس ، والجزائر وغيرهم .
وهكذا فإن البيئة السياسية في البلدان الافريقية ظلت لسنين طوال –حسب قول البعض- بيئة الحزب الواحد ، حيث يقبض ذلك الحزب على السلطة ، ويظل قابضا عليها بغض النظر عن شرعية لك . إن الحزب في افريقيا هو المؤسسة السياسية الفعلية العليا المهيمنة أما المجلس التشريعي فلا يبدو في كثير من الاحيان اكثر من واجهة شكلية لسيت ذات قيمة حقيقية.
لقد ظلت غالبية صفوات العالم الثالث – سبيل إحكام قبضتها على لجام الحكم في بلادها تتمسك بنظام الحزب الواحد ، وعلى الرغم من الديكتاتورية كانت مجسدة في ذلك الحزب وتشير الملاحظة الى ان نظم الحزب الواحد كانت تشيع اجواء إرهابية قمعية داخل اروقة الحياة السياسية لبلدانها . حيث كانت الاقلية المسيطرة على الحزب تلجأ الى اساليب الطرد والتطهير لكي تتخلص من المعارضة داخل صفوف الحزب.
ذلكم بصدد ظاهرة الحزب الواحد التي شهدتهااغلب بلدان العالم الثالث غداة استقلالها ، تلكم الظاهرة كانت – بما صاحبها من اجواء سياسية استبدادية- احد الاسباب الرئيسية لازمة المشاركة على النحو المتقدم .ويضاف الى ذلك انه على الرغم من اتجاة العديد من بلدان العالم الثالث خلال العقدين الاخيرين الى الاخذ بنظام التعددية الحزبية الا ان الصفوات الحاكمة داخل الكثير من هده البلدان لات سمح للقوى والجماعات السياسية ذات الثقل الجماهيري بانشا احزاب تعبر عنها خوفا من ان يؤدي ذلك الى زعزعة حكم الصفوة .
على اية حال فاننا بصدد ازمة المشاركة وتاسيسا على تقدم نرى ان النظم الحزبية التي انشاتها يد الصفوات الحاكمة لبلدان العالم الثالث – غداة الاستقلال- وما صاحب تلك النظم من اجواء سياسية ارهابية كانت هي السبب الرئيسي وراء تجذر ازمة المشاركة ، بالاضافة الى ارتفاع نسبة الامية واستشراء الفقر داخل تلك البلدان.
من أقوال الفيصل رحمه الله :
( عشنا وعاش اجدادنا على التمر واللبن والخيام وسنعود لهما يوماً ما )
لله درك يالفيصل ورحمك الله رحمة الأبرار