صفحة 1 من 1

تلخـــيص " أزمــة المشـــــاركة "

مرسل: الأربعاء أغسطس 05, 2009 6:40 pm
بواسطة محمد الشعيلي (86)
تشير الملاحضة إلى أن ازمة المشاركة بمدلولها هذا تمثل احدى السمات البارزة التي تتسم بها الحياة السياسية داخل بلدان العالم الثالث ويفسر ذلك إلى ميل القيادات السياسية داخل بلدان العالم الثالث بالتحكم في قبض سيطرتها وفرض قيود صارمة على المشاركة في الحياة السياسية واعتبار كافة المحاولات التي يقوم بها الرعايا لنيل الحق في المشاركة السياسية تصرفات غير مشروعة حيث تعتبر الصفوات ان لها الحق في الحكم استنادا الى تاريخها النضالي خلال مرحلة ماقبل الاستقلال.
ويلاحظ على صعيد اخر أن أغلب الصفوات التي اعتلت سدة الحكم في بلدان العالم الثالث غداة استقلالها قد راحت تجرم قيام الاحزاب السياسية وغيرها من المنظات اللارسمية ومالبثت تلك الصفوات إلى أن تخلت عن موقفها الرافض للأحزاب وأوجدت نظاما للحزب الواحد بحيث جعلت المشاركة السياسية غير المندثرة بعباءة ذلك الحزب امر غير مشروع اذ راح هذا الحزب التي تقبض الصفوة على لجامه تحتكر الحياة السياسية ويهيمن على مؤسسات الدولة قاطبة ومن أمثلة ذلك رئيس زائير موبوتو سيسييكو الذي اعتلى الحكم عام 1965 على اثر انقلاب عسكري مابرح أن الغى سائر الأحزاب وظلت الساحة السياسية الزائيرية بلا أحزاب وبعد ذلك قام موبوتو بتأسيس حزب الحركة الشعبية وفرضه وضل منفردا في الحياة السياسية
وهكذا ضل نظم الحزب الواحد سائدة داخل افريقيا لحقب طويلة وضل اولئك الذين ينشدون تاسيس احزاب معارضة لعقود طويلة تلت الاستقلال يتهمون بتخريب " نظال شعوبهم من أجل الاستغلال " فكانت كلمة المعارضة مرادفة للفتنة اللاوطنية وبالتالي لامكان للمعارضين للحياة السياسية .
فكان الرئيس الغيني سيكوتوري يحيك نظاما انتخابيا عام 1963 يسهل له التخلص من كل من يخالفه الراي ويجعل لحزبه الأوحد الهيمنة المطلقه على مقدرات المجتمع الغيني وكان يقوم لذلك تبريرات لاتنطلي على أحد وكان يرى ضرورة ان يرتكز نظام الحكم على ركيزة واحد وهي سيطرة الحزب الواحد .
وتجدر الاشارة الى أن نظم الحزب الواحد لم يقتصر وجوده على الدول الافريقية فحسب بل كانت تلك النظم هي الأكثر شيوعا داخل ربوع العالم الثالث .
ولقد ظلت غالبية صفوات العالم الثالث في سبيل احكام قبضتها على لجام الحكم في بلادها متمسكة بنظام الحزب الواحد وعلى الرغم أن الديكتاتورية كانت مجسدة في ذلك الحزب فان زعماء دول العالم الثالث كان يتشدقون بماثرها التي لم يكن لها ظل من الواقع .
وفي ضل تلك الأجواء السراديبية الضلامية كان من الطبيعي أن تنفر الجماهير من المشاركة السياسية وبالتالي تشيع قيم السلبية واللامبالاة والاغتراب في صفوف الرعايا فتحت تأثير الخوف يتردد الأفراد كثيرا في الاقبال على الحياة السياسية .
اذ يظن البعض أن المشاركه ستعرضه للاهانة في شخصه والضرر في صوالحه وذلك من تصوره للسلطة بأنها مجرد اداة للقمع في يد الصفوة الحاكمة .
وعلى أن في العقدين الأخيرين اتجهت دول العالم الثالث الى الأخذ بنظام التعددية الحزبية الا أن الصفوات الحاكمة لاتسمح للأشخاص ذات الثقل الجماهيري بإنشاء أحزاب خوفا من زعزعة حكم الصفوة وترى مع تعددية الأحزاب في هذه الدول يوجد حزب واحد تقدم له كافة التساهيل وهو " حزب الصفوة بالطبع "
وعلى صعيد اخر وبصدد ازمة المشاركة في بلدان العالم الثالث فإن ثمة اسباب اخرى بالاضافة إلى ماسبق ذكرها قد اسهمت بنصيب وافر في تكريسها ومن ابرز الأسباب :

& ارتفاع نسبة الأمية داخل بلدان العالم الثالث .

&استشراء الفقر وشيوع الفاقة داخل قطاعات واسعه من سكان العالم الثالث