- الثلاثاء أغسطس 11, 2009 1:27 pm
#21163
يييعتقد الكثير أن الفلاسفة والمفكرين والعلماء ينتمون لطبقة أرقى من طبقة عامة الناس !
أي ذوي إمكانات أرقى من إمكاناتهم !
أي أنهم ولدوا بهذا التفوق !
ونحن ولدنا بهذا التواضع المعرفي !
والحقيقة التي لا مرية فيها أن هؤلاء الفلاسفة وهؤلاء المفكرين والعلماء يدركون بخلاف غيرهم تواضع معارفهم !
يدركون مع كل كشف عقلي وعلمي لهم مدى الجهل المريع الذي يتخبطون فيه !
يذكر بوبر تواضع كبار العلماء الطبيعيين في كتابه نحو عالما أفضل قائلا "كان كل كبار العلماء الطبيعيين متواضعين ذهنيا . كان نيوتن يتحدث عنهم جميعا عندما قال :" أنا لا أعرف كيف أبدو للعالم ، لكنني أبدو لنفسي كما لوكنت طفلا يلهو على شاطئ البحر ، يطرب بين الحين والأخر إذا يجد حصاة أنعم أو صدفة أجمل ، بينما يمتد أمامي محيط الحقيقة المجهول الهائل" وأعتبر آنشتاين نظريته للنسبية العامة شيئا مثيرا يُنسى بعد حين . ثم إن كبار العلماء جميعا قد أدركوا أن أي حل لمشكلة علمية يثير مشاكل كثيرة جديدة تحتاج إلى حل . وكلما ازداد ما نكتشفه عن العالم ، أصبحت معرفتنا بالمشاكل التي لم تحل بعد معرفتنا السقراطية " إنني أعرف أنني أكاد لا أعرف شيئا ، وحتى هذا أكاد لا أعرفه" بجهلنا ، أصبحت أكثر تعمقا وتفصيلا ودقة .إن البحث العلمي هو أفضل مالدينا من منهاج للحصول عن المعلومات عن أنفسنا وعن جهلنا . إنه يقودنا إلى التبصر الهام ، القائل إننا قد نختلف كثيرا بالنسبة للتفاصيل الطفيفة فيما قد نعرف ، لكنا جميعا متساوون في جهلنا المطلق."
كبار الفلاسفة والمفكرين يتصفون بصفة لا يبرحون ذكرها والإشادة بها بل ومحاولة تعليمها للآخرين !
ألا وهي الشك والنقد !
الشك المحارب للإعتقاد والوثوقية !
تلك الوثوقية الكابحة للعقل !
والمقيدة أبدا إلى الجهل !
الموهمة بإمتلاك الحقيقة المطلقة !
هي ما تجعلنا نقتات على حقيقتنا الزائفة وإن لأخر العمر !
إذن هذا هو الفرق بين معظم الناس وبين مجموعة صغيرة تسمى مفكرة متفلسفة عالمة !
هؤلاء الفئة الصغيرة لا يتكبرون على السؤال !
لا يتكبرون عن الإستفاهم !
لا يثقون فيما تم الوصول له !
السؤال والإستفهام والتفكير الناقد هومنهج حياتهم!
لا يتعالمون فيعطون الأجوبة القطعية
بل يكرهون الإِشتغال بذلك !
ويكرهون أن يتتلمذ عليهم أحدا !
فهم وبحكم عدم وثوقيتهم لا يعتقدون أنهم أصبحوا اساتذة ولهم مريدين !
ومن يشعر أنه وصل لهذه المرحلة فهو يضع حدا لعقله !
حدا لبحثه ! لأنه وصل لقناعات ناضجة نهائية" إيمان = اعتقاد= دوغما" !
يقول علي الوردي في وعاظ السلاطين ( إن الإيمان والبحث علي طرفي نقيض،ولا يستطيع المؤمن ان يكون باحثا، ومن يريد ان يخلط بينهما فهو لا شك سيضيع المشيتين)
فالآيمان هنا آفة للمعرفة ، آفة للعلم ، آفة للتقدم !
تاريخ الإنسانية الذي هو تاريخ العقل هو ما يؤكد ذلك !
فكل تقدم يكون لفضاء عقلي جديد مختلف عن الفضاء العقلي الذي كان قبله !
لكل مرحلة زمنية معينة إبتسمي قائم على انقاض ابتسمي قبله !
تعاقب تلك الفضاءات العقلية ناشئ بالأساس على الشك في السائد ونقده !
هذا هو سر تقدم الحياة !
فلولا حفنة شاكة مفكرة ناقدة لولا هؤلاء لما وصلت الإنسانية لما نحن فيه !
لذلك علينا نحن عامة الناس ، نحن من ارتضينا بكل سعادة البقاء في طمأنينة الوثوق والدعة أن نحترم هذه المجموعة الصغيرة الشاطحة المنهكة بالشك وطرح الأسئلة !
فهم في النهاية من سيبنون لأجيال المستقبل مضلات وثوق أخرى يتمتعون فيها بسعادتهم وإطمئنانهم !
مضلات تحوي الجميع إلا هذه الفئة المعذبة بالشك والبحث والنقد !
هذه الفئة الموجودة في كل زمان وفي كل مكان مالم تقمع وتخرس !
وصدق المتنبي " ذو العقل يشقى في النعيم بعقله // وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم "
أي ذوي إمكانات أرقى من إمكاناتهم !
أي أنهم ولدوا بهذا التفوق !
ونحن ولدنا بهذا التواضع المعرفي !
والحقيقة التي لا مرية فيها أن هؤلاء الفلاسفة وهؤلاء المفكرين والعلماء يدركون بخلاف غيرهم تواضع معارفهم !
يدركون مع كل كشف عقلي وعلمي لهم مدى الجهل المريع الذي يتخبطون فيه !
يذكر بوبر تواضع كبار العلماء الطبيعيين في كتابه نحو عالما أفضل قائلا "كان كل كبار العلماء الطبيعيين متواضعين ذهنيا . كان نيوتن يتحدث عنهم جميعا عندما قال :" أنا لا أعرف كيف أبدو للعالم ، لكنني أبدو لنفسي كما لوكنت طفلا يلهو على شاطئ البحر ، يطرب بين الحين والأخر إذا يجد حصاة أنعم أو صدفة أجمل ، بينما يمتد أمامي محيط الحقيقة المجهول الهائل" وأعتبر آنشتاين نظريته للنسبية العامة شيئا مثيرا يُنسى بعد حين . ثم إن كبار العلماء جميعا قد أدركوا أن أي حل لمشكلة علمية يثير مشاكل كثيرة جديدة تحتاج إلى حل . وكلما ازداد ما نكتشفه عن العالم ، أصبحت معرفتنا بالمشاكل التي لم تحل بعد معرفتنا السقراطية " إنني أعرف أنني أكاد لا أعرف شيئا ، وحتى هذا أكاد لا أعرفه" بجهلنا ، أصبحت أكثر تعمقا وتفصيلا ودقة .إن البحث العلمي هو أفضل مالدينا من منهاج للحصول عن المعلومات عن أنفسنا وعن جهلنا . إنه يقودنا إلى التبصر الهام ، القائل إننا قد نختلف كثيرا بالنسبة للتفاصيل الطفيفة فيما قد نعرف ، لكنا جميعا متساوون في جهلنا المطلق."
كبار الفلاسفة والمفكرين يتصفون بصفة لا يبرحون ذكرها والإشادة بها بل ومحاولة تعليمها للآخرين !
ألا وهي الشك والنقد !
الشك المحارب للإعتقاد والوثوقية !
تلك الوثوقية الكابحة للعقل !
والمقيدة أبدا إلى الجهل !
الموهمة بإمتلاك الحقيقة المطلقة !
هي ما تجعلنا نقتات على حقيقتنا الزائفة وإن لأخر العمر !
إذن هذا هو الفرق بين معظم الناس وبين مجموعة صغيرة تسمى مفكرة متفلسفة عالمة !
هؤلاء الفئة الصغيرة لا يتكبرون على السؤال !
لا يتكبرون عن الإستفاهم !
لا يثقون فيما تم الوصول له !
السؤال والإستفهام والتفكير الناقد هومنهج حياتهم!
لا يتعالمون فيعطون الأجوبة القطعية
بل يكرهون الإِشتغال بذلك !
ويكرهون أن يتتلمذ عليهم أحدا !
فهم وبحكم عدم وثوقيتهم لا يعتقدون أنهم أصبحوا اساتذة ولهم مريدين !
ومن يشعر أنه وصل لهذه المرحلة فهو يضع حدا لعقله !
حدا لبحثه ! لأنه وصل لقناعات ناضجة نهائية" إيمان = اعتقاد= دوغما" !
يقول علي الوردي في وعاظ السلاطين ( إن الإيمان والبحث علي طرفي نقيض،ولا يستطيع المؤمن ان يكون باحثا، ومن يريد ان يخلط بينهما فهو لا شك سيضيع المشيتين)
فالآيمان هنا آفة للمعرفة ، آفة للعلم ، آفة للتقدم !
تاريخ الإنسانية الذي هو تاريخ العقل هو ما يؤكد ذلك !
فكل تقدم يكون لفضاء عقلي جديد مختلف عن الفضاء العقلي الذي كان قبله !
لكل مرحلة زمنية معينة إبتسمي قائم على انقاض ابتسمي قبله !
تعاقب تلك الفضاءات العقلية ناشئ بالأساس على الشك في السائد ونقده !
هذا هو سر تقدم الحياة !
فلولا حفنة شاكة مفكرة ناقدة لولا هؤلاء لما وصلت الإنسانية لما نحن فيه !
لذلك علينا نحن عامة الناس ، نحن من ارتضينا بكل سعادة البقاء في طمأنينة الوثوق والدعة أن نحترم هذه المجموعة الصغيرة الشاطحة المنهكة بالشك وطرح الأسئلة !
فهم في النهاية من سيبنون لأجيال المستقبل مضلات وثوق أخرى يتمتعون فيها بسعادتهم وإطمئنانهم !
مضلات تحوي الجميع إلا هذه الفئة المعذبة بالشك والبحث والنقد !
هذه الفئة الموجودة في كل زمان وفي كل مكان مالم تقمع وتخرس !
وصدق المتنبي " ذو العقل يشقى في النعيم بعقله // وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم "
ان الحياة عقيده وجهاد