- الثلاثاء أغسطس 11, 2009 10:08 pm
#21181
حققت الزيارة التاريخية التي قام بها الزعيم الليبي معمر القذافي إلى إيطاليا في الآونة الأخيرة نجاحاً سياسياً متميزاً وفقاً لآراء وتحليلات المراقبين الدوليين.
فهذه الزيارة التي جاءت بعد قرابة 40 عاماً من وصول العقيد معمر القذافي إلى مركز القرار الليبي حملت معها عدّة أبعاد ودلالات مهمة لعل أبرزها أن القائد الليبي أوفى بالعهد الذي قطعه على نفسه ولشعبه وأمته بـأنه سوف لن يزور إيطاليا حتى تعترف وتقرّ وتعتذر وتعوض الشعب الليبـي مقابل ما ارتكبته من استعمار بشع في حق بلاده ليبيا استمر قرابة 35 سنة، مارست خلاله إيطاليا الاستعمارية الفاشية أسوأ أنواع الاحتلال من قتل ونفي، وتعذيب وتشريد، وتدمير، وابعاد، واقامة المعتقلات الجماعية ومصادرة الممتلكات وتجنيد الليبيين للقتال بالمستعمرات الإيطالية في اثيوبيا والصومال ومحاولات الطمس المتعمد للهوية العربية الإسلامية. الزيارة، ايضاً، بكل اثارتها الاعلامية اعتبرت من قبل المراقبين والمعلقين لحظة تاريخية فتحت الابواب على مصراعيها أمام الشعوب التي خضعت للاستعمار الاوروبي كي تذكر مستعمريها السابقين بان الوقت قد حان الآن كي تعتذر عن الفترة الاستعمارية.
أما ثاني هذه الأبعاد فيتجلى في إقرار مبدأ وعرف جديدين، وتسجيلهما في مواثيق العلاقات الدولية، ألا وهما مبدأ الاعتراف بالأخطاء ومن ثم الاعتذار والتعويض بمعنى أن الاعتراف بالخطأ أهم من التعويض، وذلك لأن التعويض مهما بلغ من المليارات التي ستدفع للشعب الليبـي فإنها تظل مبلغاً مادياً، وربما رمزياً لا يساوي حتى الأضرار النفسية التي لحقت بالشعب الليبـي جراء العدوان الإيطالي الاستعماري عليه، ناهيك عن الأضرار البشرية والمادية والاجتماعية التي تكبدها الليبيون، غير ان المعنى الحقيقي يظل كامناً في الاعتراف بالذنب الذي اقترف في حق ليبيا وشعبها.
أما الحقيقة الثالثة، فتظهر للعيان أن ما انتزعه القائد الليبي معمر القذافي من حكومة ودولة إيطاليا اليوم وريثة إيطاليا الاستعمارية الأمس بات يشكل ضغطاً على كثير من الدول الاستعمارية بل ويضعها تحت حصار هذا المثال النموذجي، وبالذات في منطقتنا العربية التي ظلت سنوات طويلة تحت السيطرة الاستعمارية. وهنا لا بد من ذكر الحالة الفرنسية الاستعمارية حيث مارست فرنسا اعتى انواع الاستعمار في حق اجزاء كثيره من الوطن العربي والعالم، إلا أنها ترفض إلى يومنا هذا تقديم اعتذار مشابه لما قامت به ايطاليا مما يعني انها ستتعرض لضغوط شديدة من حكومات وشعوب مستعمراتها السابقة.
الشيء نفسه يقال عن بريطانيا ودورها الاستعماري السيئ الصيت باعتبارها الدولة التي تفتقت عقلية اسلافها عن اختراع ظاهرة الاستعمار وذلك غداة الثورة الصناعية التي مهدت الطريق لما صار يعرف بالحقبة الامبريالية القائمة على استعمار الشعوب ونهب ثرواتها واستغلال مواطنيها كسخرة وعبيد واياد عاملة لا بد لها ان تدير دواليب اقتصاد الامبراطورية التى صارت - بفعل هذه الشعوب لا تغرب عنها الشمس، بداية من الهنـد إلى إفريقيـا مروراً ببعض البلاد العربية وصـولاً إلى القارة الأمريكية واستراليا.. ففي قارة إفريقيا - مثـلاً لا حصراً - ساهمت العقلية الاستعمارية البريطانية في تأسيس أبشع أنواع الأنظمة العنصرية (الابرتايد) في جنوب هذه القارة السمراء.
كما انه لا يمكن لنا تغافل أو تناسي مثالب بقية القوى الاستعمارية الأوروبية الأخرى التي نذكر منها هنا الاستعمار الاسباني، والبرتغالي والهولندي والبلجيكي لا سيما احتلالها لبعض أجزاء قارة أفريقيا خلال القرنين الماضيين.
وكذلك الحال في آسيا فإن ما ارتكبته اليابان في الصين وكوريا ابـّان طغيانها الاستعماري لا يمكن محوه من ذاكرة الشعوب الصفراء، فيكفي أنه مليء بشتى صنوف المذابح والآلام التي يصعب وصفها.
وفي المقابل ما ارتكبته الإمبريالية الأمريكية من حماقات في حق اليابان نفسها التي وصلت حدّ ضربها بالقنبلتين النوويتين في هوريشيما ونغازاكي، إضافة إلى ما ارتكبته آلة الحرب الأمريكية الغاشمة من جرائم في فيتنام بالأمس القريب وفي العراق اليوم.. يتم هذا بموازاة ما يرتكبه الصهاينة في فلسطين الآن.
ولعل من بين قراءتنا في مضامين زيارة القائد الليبي معمر القذافي التاريخية إلى إيطاليا ما حققته من نجاح غير مسبوق تجلّى في رسم سابقة إيجابية في العلاقات الدولية الجديدة تمنها المراقبون كنصر سياسي وإنساني كبيرين لا يحسب لليبيين فحسب بل للدول والشعوب كافة التي تعرضت لموجات الاستعمار الذي صار لزاماً على دوله أن تفهم وتعي هذا الدرس جيداً، كما أن هذا الاعتراف والتعويض الإيطالي لليبيا سيشكل رادعاً يكفل لأمم العالم عدم تكرار ظاهرة الاستعمار مستقبلاً، بل لا نبالغ إذا ما قلنا بأن الرسالة القوية التي وجهها القائد معمر القذافي للعالم من قلب روما ومرفوقاً بنجل شيخ الشهداء محمد عمر المختار معلقاً على صدره صورة رمز ارادة المقاومة الوطنية الليبية شيخ الشهداء عمر المختار وهو يساق إلى حبل المشنقة محاطاً بجلاديه.
إن هذه الرسالة مفادها أن صفحة الاستعمار قد طويت، وأن صفحة جديدة عنوانها الصداقة والشراكة والتعاون تم تدشينها في الأيام الماضية بروما من طرف القائد الليبي معمر القذافى ومضيفيه الطليان وفي مقدمتهم سيلفيو برلسكونى الذي ادرك أن مصالح ايطاليا ستتضرر كثيرا ما لم يتم طي الصفحة الاستعمارية والاعتذار لليبيا ولشعبها.
اننا لا يمكن أن ننتظر ردود أفعال إيجابية أو مرحبة من قبل الدول الغربية صاحبة التاريخ الاستعماري أو من يدور في فلكها أو المحكوم بالتبعية لها، في ما يتعلق بهذه الزيارة أو القبول بنتائجها.
فهذه الزيارة التي جاءت بعد قرابة 40 عاماً من وصول العقيد معمر القذافي إلى مركز القرار الليبي حملت معها عدّة أبعاد ودلالات مهمة لعل أبرزها أن القائد الليبي أوفى بالعهد الذي قطعه على نفسه ولشعبه وأمته بـأنه سوف لن يزور إيطاليا حتى تعترف وتقرّ وتعتذر وتعوض الشعب الليبـي مقابل ما ارتكبته من استعمار بشع في حق بلاده ليبيا استمر قرابة 35 سنة، مارست خلاله إيطاليا الاستعمارية الفاشية أسوأ أنواع الاحتلال من قتل ونفي، وتعذيب وتشريد، وتدمير، وابعاد، واقامة المعتقلات الجماعية ومصادرة الممتلكات وتجنيد الليبيين للقتال بالمستعمرات الإيطالية في اثيوبيا والصومال ومحاولات الطمس المتعمد للهوية العربية الإسلامية. الزيارة، ايضاً، بكل اثارتها الاعلامية اعتبرت من قبل المراقبين والمعلقين لحظة تاريخية فتحت الابواب على مصراعيها أمام الشعوب التي خضعت للاستعمار الاوروبي كي تذكر مستعمريها السابقين بان الوقت قد حان الآن كي تعتذر عن الفترة الاستعمارية.
أما ثاني هذه الأبعاد فيتجلى في إقرار مبدأ وعرف جديدين، وتسجيلهما في مواثيق العلاقات الدولية، ألا وهما مبدأ الاعتراف بالأخطاء ومن ثم الاعتذار والتعويض بمعنى أن الاعتراف بالخطأ أهم من التعويض، وذلك لأن التعويض مهما بلغ من المليارات التي ستدفع للشعب الليبـي فإنها تظل مبلغاً مادياً، وربما رمزياً لا يساوي حتى الأضرار النفسية التي لحقت بالشعب الليبـي جراء العدوان الإيطالي الاستعماري عليه، ناهيك عن الأضرار البشرية والمادية والاجتماعية التي تكبدها الليبيون، غير ان المعنى الحقيقي يظل كامناً في الاعتراف بالذنب الذي اقترف في حق ليبيا وشعبها.
أما الحقيقة الثالثة، فتظهر للعيان أن ما انتزعه القائد الليبي معمر القذافي من حكومة ودولة إيطاليا اليوم وريثة إيطاليا الاستعمارية الأمس بات يشكل ضغطاً على كثير من الدول الاستعمارية بل ويضعها تحت حصار هذا المثال النموذجي، وبالذات في منطقتنا العربية التي ظلت سنوات طويلة تحت السيطرة الاستعمارية. وهنا لا بد من ذكر الحالة الفرنسية الاستعمارية حيث مارست فرنسا اعتى انواع الاستعمار في حق اجزاء كثيره من الوطن العربي والعالم، إلا أنها ترفض إلى يومنا هذا تقديم اعتذار مشابه لما قامت به ايطاليا مما يعني انها ستتعرض لضغوط شديدة من حكومات وشعوب مستعمراتها السابقة.
الشيء نفسه يقال عن بريطانيا ودورها الاستعماري السيئ الصيت باعتبارها الدولة التي تفتقت عقلية اسلافها عن اختراع ظاهرة الاستعمار وذلك غداة الثورة الصناعية التي مهدت الطريق لما صار يعرف بالحقبة الامبريالية القائمة على استعمار الشعوب ونهب ثرواتها واستغلال مواطنيها كسخرة وعبيد واياد عاملة لا بد لها ان تدير دواليب اقتصاد الامبراطورية التى صارت - بفعل هذه الشعوب لا تغرب عنها الشمس، بداية من الهنـد إلى إفريقيـا مروراً ببعض البلاد العربية وصـولاً إلى القارة الأمريكية واستراليا.. ففي قارة إفريقيا - مثـلاً لا حصراً - ساهمت العقلية الاستعمارية البريطانية في تأسيس أبشع أنواع الأنظمة العنصرية (الابرتايد) في جنوب هذه القارة السمراء.
كما انه لا يمكن لنا تغافل أو تناسي مثالب بقية القوى الاستعمارية الأوروبية الأخرى التي نذكر منها هنا الاستعمار الاسباني، والبرتغالي والهولندي والبلجيكي لا سيما احتلالها لبعض أجزاء قارة أفريقيا خلال القرنين الماضيين.
وكذلك الحال في آسيا فإن ما ارتكبته اليابان في الصين وكوريا ابـّان طغيانها الاستعماري لا يمكن محوه من ذاكرة الشعوب الصفراء، فيكفي أنه مليء بشتى صنوف المذابح والآلام التي يصعب وصفها.
وفي المقابل ما ارتكبته الإمبريالية الأمريكية من حماقات في حق اليابان نفسها التي وصلت حدّ ضربها بالقنبلتين النوويتين في هوريشيما ونغازاكي، إضافة إلى ما ارتكبته آلة الحرب الأمريكية الغاشمة من جرائم في فيتنام بالأمس القريب وفي العراق اليوم.. يتم هذا بموازاة ما يرتكبه الصهاينة في فلسطين الآن.
ولعل من بين قراءتنا في مضامين زيارة القائد الليبي معمر القذافي التاريخية إلى إيطاليا ما حققته من نجاح غير مسبوق تجلّى في رسم سابقة إيجابية في العلاقات الدولية الجديدة تمنها المراقبون كنصر سياسي وإنساني كبيرين لا يحسب لليبيين فحسب بل للدول والشعوب كافة التي تعرضت لموجات الاستعمار الذي صار لزاماً على دوله أن تفهم وتعي هذا الدرس جيداً، كما أن هذا الاعتراف والتعويض الإيطالي لليبيا سيشكل رادعاً يكفل لأمم العالم عدم تكرار ظاهرة الاستعمار مستقبلاً، بل لا نبالغ إذا ما قلنا بأن الرسالة القوية التي وجهها القائد معمر القذافي للعالم من قلب روما ومرفوقاً بنجل شيخ الشهداء محمد عمر المختار معلقاً على صدره صورة رمز ارادة المقاومة الوطنية الليبية شيخ الشهداء عمر المختار وهو يساق إلى حبل المشنقة محاطاً بجلاديه.
إن هذه الرسالة مفادها أن صفحة الاستعمار قد طويت، وأن صفحة جديدة عنوانها الصداقة والشراكة والتعاون تم تدشينها في الأيام الماضية بروما من طرف القائد الليبي معمر القذافى ومضيفيه الطليان وفي مقدمتهم سيلفيو برلسكونى الذي ادرك أن مصالح ايطاليا ستتضرر كثيرا ما لم يتم طي الصفحة الاستعمارية والاعتذار لليبيا ولشعبها.
اننا لا يمكن أن ننتظر ردود أفعال إيجابية أو مرحبة من قبل الدول الغربية صاحبة التاريخ الاستعماري أو من يدور في فلكها أو المحكوم بالتبعية لها، في ما يتعلق بهذه الزيارة أو القبول بنتائجها.