بوت.. أشهر تاجر سلاح في العالم مازال بعيداً عن قبضة العدالة
يجسّد فيكتور بوت الذي رفضت المحكمة التايلاندية ابعاده للولايات المتحدة يوم الثلاثاء 11-8-2009 شخصية تاجر السلاح الدولي المحتال الذي لا يمكن الإمساك به، مستفيداً من العولمة وانهيار الاتحاد السوفييتي من أجل زيادة نفوذه.
ولد بوت في دوشانبي (طاجاكستان) في 1967, وفقا لتقرير للأمم المتحدة، ودرس في المعهد العسكري للغات قبل ان ينضم للسلاح الجوي.
وقد أنكر دائماً بوت انتماءه إلى المخابرات السوفييتية السابقة التي اشتهرت باستخدامها هذا المعهد من أجل إلحاق عملاء جدد بصفوفها.
وفي إحدى مقابلاته النادرة مع مجلة "نيويورك تايمز" أكد بوت انه دخل عالم الاعمال في 992 حين اشترى وهو في سن الـ25 من عمره ثلاث طائرات شحن "انتونوف" بقيمة 120 الف دولار.
وفقاً للامم المتحدة والمخابرات الغربية فإن بوت، الذي كان في أنغولا في عام 1990والذي يتحدث ست لغات، استفاد من انهيار جدار برلين ليشتري وبأسعار متدنية جدا قواعد عسكرية هجرت وأسلحة وعتاد سوفييتي.
وكان ضرباً من ضروب الذكاء حين قرر بوت ألا ينقل سراً هذه الاسلحة بل أن يشكل أسطولاً جوياً بقيادة أشخاص لا يردعهم رادع لنقل هذه الاسلحة الى مناطق النزاعات.
وتقول منظمة العفو الدولية إنه في مرحلة من المراحل كانت لبوت حوالي 50 طائرة تعمل في أنحاء الأرض كلها خصوصاً في إفريقيا.
واعتبر الصحافي الاميركي دوغلاس فرح الذي شارك في كتاب "تاجر الموت" بوت "مسؤولا سوفييتياً عرف كيف ينتهز ثلاث فرص توفرت مع انهيار الاتحاد السوفييتي وهي طائرات متروكة على مدارج بين موسكو وكييف، ومخزون هائل من الأسلحة والعتاد بحراسة الجيش لم يود أحد دفع ثمنها وارتفاع الطلب على الاسلحة بشكل كبير".
وقال الصحافي في مقابلة لمجلة "ماذرجون" الأمريكية "كل ما قام به هو ربط هذه العوامل الثلاثة. أخذ الطائرات بأسعار رمزية وملأها بالسلاح الرخيص الثمن وأرسلها إلى الذين لا يستطيعون شراء اسلحة".
وقال المحققون التابعون للأمم المتحدة في "نبذة عن بوت" ان القلب النابض لامبراطوريته كانت ستكون شركة النقل الجوي "ايرسيس" التي انشئت في مونروفيا (ليبيريا) 1996.
ومنذ ذلك الوقت لم ينفك يبدل لوحات التسجيل وخطط الطيران. وعمل في افريقيا ومن مرفأ استاند البلجيكي.
ويمكن رصد هذه الطائرات على مدارج شبه رسمية في إفريقيا وأفغانستان وأمريكا الجنوبية ودول الاتحاد السوفييتي السابق.
ويذكر فرح في كتابه أنه في بداية الحرب الامريكية على العراق نقل بوت عديداً وعتاداً لحساب تجار يعملون للجيش الامريكي.
وتتهم الولايات المتحدة بوت بتسليحه جهاديين في مناطق مختلفة، لكنه نفى نفياً قاطعاً أن "يكون قد أبرم اي صفقة مع القاعدة".
ويعتبر الكس فاينز، مسؤول برنامج "افريقيا" لمركز "شاتام هاوس" في لندن، ان شهرة بوت الدولية هي ما سيؤدي الى توقيفه.
وأقر بوت لوكالة الصحافة الفرنسية انه في قطاع تعتبر فيه السرية أساسا ورود اسمه في تقارير الامم المتحدة وتجسيد دوره من قبل نيكولاس كايدج في فيلم "لورد او وور" أمر "مسيء للاعمال