- الأربعاء أغسطس 26, 2009 7:08 am
#21440
بسم الله الرحمن الرحيم
تحية طيبه, وبعد :
يرى البعض ان التحديث السياسي لابد وان يتمحض عن ظهور الرغبة في المشاركة السياسية لدى قطاعات أوسع من المواطنين داخل المجتمع الوالج لتوه إلى عالم الحداثة،وهنا تطل أزمة المشاركة برأسها عندما تقوم الصفوة الحاكمة بوضع العراقيل أمام الراغبين في المشاركة السياسية على نحو يؤدي إلى تضاؤل أعداد المشاركين في الحياة السياسية، وهذه تمثل إحدى السمات البارزة التي تتسم بها الحياة السياسية داخل بلدان العالم الثالث.
وهكذا فإن البيئة السياسية في البلدان الإفريقية مثل زائير وتونس والجزائر وليبيريا وغانا وتنزانيا ظلت لسنين طوال بيئة الحزب الواحد ،وان الحزب في افريقيا هوالمؤسسة السياسية الفعلية المهيمنة ، أما المجلس التشريعي فلا يبدو في كثير من الأحيان أكثر من واجهة شكلية حقيقية ، وتجدر الاشارة إلى أن نظم الحزب الواحد لم يقتصر وجودها على الدول الافريقية فقد عرفت نظيرات لها في كل من مصر عبد الناصر، وسودان النميري،وكينيا أرب موى،وفلبين ماركوس،وسوريا حافظ الأسد، وعراق حسن البكر وصدام حسين،وأرجنتين بيرون وعديد غيرها.
وفي ظل تلك الاجواء السردابية الظلامية كان من الطبيعي أن تنفر الجماهير من المشاركة السياسية، وبالتالي تشيع قيم السلبية واللامبالاة، وتتضائل معدلات مشاركاتهم في الحياة السياسية، فتحت تأثير الخوف يتردد الأفراد كثيراً في الأقبال على الحياة السياسية.
فظاهرة الحزب الواحد وماصاحبها من أجواء سياسية استبدادية أحد الأسباب الرئيسية لأزمة المشاركة، يضاف إلى ذلك الجماعات الساعية إلى المشاركة قد تنتظم في منظمات سياسية تنظر إليها الصفوة بإعتبارها منظمات غير مشروعة فتعتمد إلى تشويه صورتها واعتقال زعمائها ومطاردة أعظائها، ومثال على ذلك موقف الصفوات الحاكمة في كل من مصر وسوريا وتونس وليبيا والمغرب من جماعة الأخوان المسلمين وسائر منظماتها.
وهناك أسباب أخرى أسهمت بنصيب وافر في تكريس أزمة المشاركة، فمن أظهر الأسباب مايلي:
أولاً/ أرتفاع نسبة الأمية داخل أغلب بلدان العالم الثالث مثل باكستان فأن نسبة الأمية بلغت فيها 65% من إجمالي عدد السكان وغيرها من الأمثلة،وأرتفاع نسبة الأمية من شأنه التأثير بالسلب على المشاركات السياسية، إذ أن الأمية تعني عدم الإلمام بالقراءة و الكتابة وبالتالي فلا ينتظرمنهم الدراية بحقوقهم وواجباتهم ولا سيما السياسية منها، فتسود بين الاميين ظاهرة الأمتثال التام للسلطة القائمة،والأنصياع الكامل لأوامرها مهما كانت.
ثانياً/ استشراء الفقر وشيوع الفاقة داخل قطاعات واسعة من سكان بلدان العالم الثالث، فبفعل ندرة الموارد من جهة وسؤ توزيعها منجهة أخرى ترزح غالبية سكان العالم الثالث تحت وطأة الفقر، فهؤلاء تبدو لهم المشاركة السياسية رفاهية لا يمكن الولوج فيها فالفرد منهم يكون مقتنعاً بأنه الأجدر به الأنشغال عن صراع الساسة وأحوال السياسة بصراعه هو الشخصي مع الحياة.
فأزمة المشاركة -إذاً- هي إحدى حلقات متشابكة ومتداخلة تجسد مجتمعة فيما بينها صلب ظاهرة التخلف السياسي.
تم بحمد الله.
اعداد الطالب:محمد عبدالرحمن السلامه
رقم التسلسل:13
الرقم الجامعي:426105610
تحية طيبه, وبعد :
يرى البعض ان التحديث السياسي لابد وان يتمحض عن ظهور الرغبة في المشاركة السياسية لدى قطاعات أوسع من المواطنين داخل المجتمع الوالج لتوه إلى عالم الحداثة،وهنا تطل أزمة المشاركة برأسها عندما تقوم الصفوة الحاكمة بوضع العراقيل أمام الراغبين في المشاركة السياسية على نحو يؤدي إلى تضاؤل أعداد المشاركين في الحياة السياسية، وهذه تمثل إحدى السمات البارزة التي تتسم بها الحياة السياسية داخل بلدان العالم الثالث.
وهكذا فإن البيئة السياسية في البلدان الإفريقية مثل زائير وتونس والجزائر وليبيريا وغانا وتنزانيا ظلت لسنين طوال بيئة الحزب الواحد ،وان الحزب في افريقيا هوالمؤسسة السياسية الفعلية المهيمنة ، أما المجلس التشريعي فلا يبدو في كثير من الأحيان أكثر من واجهة شكلية حقيقية ، وتجدر الاشارة إلى أن نظم الحزب الواحد لم يقتصر وجودها على الدول الافريقية فقد عرفت نظيرات لها في كل من مصر عبد الناصر، وسودان النميري،وكينيا أرب موى،وفلبين ماركوس،وسوريا حافظ الأسد، وعراق حسن البكر وصدام حسين،وأرجنتين بيرون وعديد غيرها.
وفي ظل تلك الاجواء السردابية الظلامية كان من الطبيعي أن تنفر الجماهير من المشاركة السياسية، وبالتالي تشيع قيم السلبية واللامبالاة، وتتضائل معدلات مشاركاتهم في الحياة السياسية، فتحت تأثير الخوف يتردد الأفراد كثيراً في الأقبال على الحياة السياسية.
فظاهرة الحزب الواحد وماصاحبها من أجواء سياسية استبدادية أحد الأسباب الرئيسية لأزمة المشاركة، يضاف إلى ذلك الجماعات الساعية إلى المشاركة قد تنتظم في منظمات سياسية تنظر إليها الصفوة بإعتبارها منظمات غير مشروعة فتعتمد إلى تشويه صورتها واعتقال زعمائها ومطاردة أعظائها، ومثال على ذلك موقف الصفوات الحاكمة في كل من مصر وسوريا وتونس وليبيا والمغرب من جماعة الأخوان المسلمين وسائر منظماتها.
وهناك أسباب أخرى أسهمت بنصيب وافر في تكريس أزمة المشاركة، فمن أظهر الأسباب مايلي:
أولاً/ أرتفاع نسبة الأمية داخل أغلب بلدان العالم الثالث مثل باكستان فأن نسبة الأمية بلغت فيها 65% من إجمالي عدد السكان وغيرها من الأمثلة،وأرتفاع نسبة الأمية من شأنه التأثير بالسلب على المشاركات السياسية، إذ أن الأمية تعني عدم الإلمام بالقراءة و الكتابة وبالتالي فلا ينتظرمنهم الدراية بحقوقهم وواجباتهم ولا سيما السياسية منها، فتسود بين الاميين ظاهرة الأمتثال التام للسلطة القائمة،والأنصياع الكامل لأوامرها مهما كانت.
ثانياً/ استشراء الفقر وشيوع الفاقة داخل قطاعات واسعة من سكان بلدان العالم الثالث، فبفعل ندرة الموارد من جهة وسؤ توزيعها منجهة أخرى ترزح غالبية سكان العالم الثالث تحت وطأة الفقر، فهؤلاء تبدو لهم المشاركة السياسية رفاهية لا يمكن الولوج فيها فالفرد منهم يكون مقتنعاً بأنه الأجدر به الأنشغال عن صراع الساسة وأحوال السياسة بصراعه هو الشخصي مع الحياة.
فأزمة المشاركة -إذاً- هي إحدى حلقات متشابكة ومتداخلة تجسد مجتمعة فيما بينها صلب ظاهرة التخلف السياسي.
تم بحمد الله.
اعداد الطالب:محمد عبدالرحمن السلامه
رقم التسلسل:13
الرقم الجامعي:426105610