- الاثنين أكتوبر 19, 2009 9:17 pm
#21891
يجب أن يتمسك الفلسطينيون بحقهم في محاسبة المجرم المسؤول عن تأجيل تقرير جولدستون سواء كان محمود عباس رئيس المنظمة أو إبراهيم خريشة ممثلها في جنيف. فإخفاء جريمة الإبادة في غزةلا يقل عن الإبادة نفسها. لا يتعارض منهج المحاسبة عن منهج المصالحة، وعلى رأي أوباما في قضية السجون السرية "نقلب الصفحة ولكن قبل أن نقلبها نقرأها".
لا شك أن الذي أجّل التقرير، كان في ذهنه تعميق الانقسام الفلسطيني، خصوصا أن الأجواء الإقليمية تساعد في تخفيف التوتر وصولا الى هدنة في الحد الأدنى أو مصالحة وشراكة في الحد الأقصى. فزيارة الملك عبدالله بن عبد العزيز إلى سورية كانت نهاية لحقبة الخلاف بين ما عرف بدول الممانعة ودول الاعتدال.
الأسابيع وربما الأيام المقبلة ستشهد بحسب مصادر عليمة قمة سورية مصرية في القاهرة، تُتم ما بدأ في دمشق. في المصالحة العربية التي يتوقع أن تنعكس فلسطينيا تقع إيران في القلب، ولا شك أن السعوديين يريدون استباق تهدئة أميركية إيرانية حول الملف النووي الذي قد يسوى بتخصيب اليورانيوم في بلد ثالث بإشراف أميركي غير مباشر.
وبقدر ما يقترب معتدلو العرب من إيران يبتعدون عن إسرائيل، ولا يوجد وهم عربي بحكومة يقودها نتنياهو ووزير خارجيتها ليبرمان، ومع أن أبو مازن كان لديه رهان على تحقيق مكاسب استعانة بزخم أوباما إلا أن قمته الثلاثية في واشنطن عبرت عن سطحية سياسية حصد ثمرتها نتنياهو.
في المقابل فإن اللهجة السعودية القاطعة حول التطبيع عبرت عن إدراك سعودي لحقيقة نهج نتنياهو المتطرف، وقد تطابق معه الموقف المصري في تصريحات أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى، ويمكن قراءته بوضوح من خلال لقاء أبو الغيط وعباس في عمان عقب تأجيل تقرير جولدستون، ففي اللقاء طلب أبو الغيط من عباس أن يحاسب من تسبب في تأجيل التقرير، وهو ما يشي بابتعاد الموقف الرسمي لأبو مازن عن خط الاعتدال العربي.
لن تكون المصالحة الإقليمية عصا سحرية تبدد الخلاف الفلسطيني، فهو خلاف جذري وحقيقي على مناهج لا على برامج. والورقة المصرية يمكن قراءتها بأكثر من طريقة، إلا أن حماس والفصائل الحليفة لها تراها منحازة لسلطة رام الله،وتريد بـ"المخاجلة" تحقيق ما فشلت فيه حرب غزة.
تريد حماس من الورقة التقاط الأنفاس في الضفة بعد أن صفت السلطة بذريعة الخلاف جهازها العسكري قتلا مباشرا أو اعتقالا أو تسليما للإسرائيليين، واستولت على مؤسسات الحركة الاجتماعية والمدنية. في المقابل تريد السلطة استعادة نفوذها في غزة، من خلال ثلاثة آلاف عسكري، مع أن الوضع الأمني في غزة أفضل من الوضع الأمني في أي بلد عربي من ناحية الجريمة، والتهديد الوحيد هو العدوان الإسرائيلي.
ستلتزم حماس بمبدأ المصالحة، لكنها لن تترك خط المقاومةـ ولديها سيناريوهات مفتوحة بما فيها التخلي عن السلطة في غزة. وقد بدأت المقاومة قبل السلطة وقبل أن تدخل الانتخابات وتحصل على الأكثرية، وستواصل خط المقاومة باعتبارها الطريق الوحيد للتحرير، خصوصا في ظل فشل مسار المفاوضات.
نتنياهو لا يقف متفرجا، والأرجح أن يقلب الطاولة، لن يقبل ببقاء حماس ويدها على الزناد في غزة، وفي الجوار حزب الله يضاعف مخزون الصواريخ. والعالم يقترب من الاعتراف بحقوق إيران النووية.
في حرب تموز لم يتعامل نتنياهو بعقلية المعارضة مع أولمرت، بعد الحرب وقف معه، وقال كلاما لنتذكره اليوم وهو في السلطة: كشفت الحرب أن حزب الله تهديد استراتيجي يحتاج ردا استراتيجيا.
سيقلب الطاولة ليس على إيران وسورية وحزب الله وحماس فحسب، بل على دول اعتدال وإدارة أوباما. وسيظل اوباما ملتزما بحماية إسرائيل ليس من الصواريخ فقط بل حتى من تقرير جولدستون.[/color
شعبة (7627)
لا شك أن الذي أجّل التقرير، كان في ذهنه تعميق الانقسام الفلسطيني، خصوصا أن الأجواء الإقليمية تساعد في تخفيف التوتر وصولا الى هدنة في الحد الأدنى أو مصالحة وشراكة في الحد الأقصى. فزيارة الملك عبدالله بن عبد العزيز إلى سورية كانت نهاية لحقبة الخلاف بين ما عرف بدول الممانعة ودول الاعتدال.
الأسابيع وربما الأيام المقبلة ستشهد بحسب مصادر عليمة قمة سورية مصرية في القاهرة، تُتم ما بدأ في دمشق. في المصالحة العربية التي يتوقع أن تنعكس فلسطينيا تقع إيران في القلب، ولا شك أن السعوديين يريدون استباق تهدئة أميركية إيرانية حول الملف النووي الذي قد يسوى بتخصيب اليورانيوم في بلد ثالث بإشراف أميركي غير مباشر.
وبقدر ما يقترب معتدلو العرب من إيران يبتعدون عن إسرائيل، ولا يوجد وهم عربي بحكومة يقودها نتنياهو ووزير خارجيتها ليبرمان، ومع أن أبو مازن كان لديه رهان على تحقيق مكاسب استعانة بزخم أوباما إلا أن قمته الثلاثية في واشنطن عبرت عن سطحية سياسية حصد ثمرتها نتنياهو.
في المقابل فإن اللهجة السعودية القاطعة حول التطبيع عبرت عن إدراك سعودي لحقيقة نهج نتنياهو المتطرف، وقد تطابق معه الموقف المصري في تصريحات أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى، ويمكن قراءته بوضوح من خلال لقاء أبو الغيط وعباس في عمان عقب تأجيل تقرير جولدستون، ففي اللقاء طلب أبو الغيط من عباس أن يحاسب من تسبب في تأجيل التقرير، وهو ما يشي بابتعاد الموقف الرسمي لأبو مازن عن خط الاعتدال العربي.
لن تكون المصالحة الإقليمية عصا سحرية تبدد الخلاف الفلسطيني، فهو خلاف جذري وحقيقي على مناهج لا على برامج. والورقة المصرية يمكن قراءتها بأكثر من طريقة، إلا أن حماس والفصائل الحليفة لها تراها منحازة لسلطة رام الله،وتريد بـ"المخاجلة" تحقيق ما فشلت فيه حرب غزة.
تريد حماس من الورقة التقاط الأنفاس في الضفة بعد أن صفت السلطة بذريعة الخلاف جهازها العسكري قتلا مباشرا أو اعتقالا أو تسليما للإسرائيليين، واستولت على مؤسسات الحركة الاجتماعية والمدنية. في المقابل تريد السلطة استعادة نفوذها في غزة، من خلال ثلاثة آلاف عسكري، مع أن الوضع الأمني في غزة أفضل من الوضع الأمني في أي بلد عربي من ناحية الجريمة، والتهديد الوحيد هو العدوان الإسرائيلي.
ستلتزم حماس بمبدأ المصالحة، لكنها لن تترك خط المقاومةـ ولديها سيناريوهات مفتوحة بما فيها التخلي عن السلطة في غزة. وقد بدأت المقاومة قبل السلطة وقبل أن تدخل الانتخابات وتحصل على الأكثرية، وستواصل خط المقاومة باعتبارها الطريق الوحيد للتحرير، خصوصا في ظل فشل مسار المفاوضات.
نتنياهو لا يقف متفرجا، والأرجح أن يقلب الطاولة، لن يقبل ببقاء حماس ويدها على الزناد في غزة، وفي الجوار حزب الله يضاعف مخزون الصواريخ. والعالم يقترب من الاعتراف بحقوق إيران النووية.
في حرب تموز لم يتعامل نتنياهو بعقلية المعارضة مع أولمرت، بعد الحرب وقف معه، وقال كلاما لنتذكره اليوم وهو في السلطة: كشفت الحرب أن حزب الله تهديد استراتيجي يحتاج ردا استراتيجيا.
سيقلب الطاولة ليس على إيران وسورية وحزب الله وحماس فحسب، بل على دول اعتدال وإدارة أوباما. وسيظل اوباما ملتزما بحماية إسرائيل ليس من الصواريخ فقط بل حتى من تقرير جولدستون.[/color
شعبة (7627)