منتديات الحوار الجامعية السياسية

شخصيات صنعت التاريخ

المشرف: بدريه القحطاني

#21897
--------------------------------------------------------------------------------





بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نعود اليكم مرة اخرى لكن المرة هذه بقصة تاريخية عن حياة الاميرة ماري انطوانيت اتمنى انها تعجبكم
طبعا الكثير منكم سمع عن التاريخ الفرنسي والثورة الفرنسية والامير لويس الرابع عشر والخامس عشر الخ
فحبيت انقل لكم حقبة من تاريخ فرنسا في تلك الفترة اتمنى انكم تقرؤنها بالكامل لان القصة ممتعة ما تتفوت
واهم شي انها تفيدكم
__________________________________________________

كانت ماري انطوانيت تعتقد عندما تزوجت من الذي سيصبح ملك فرنسا لويس السادس عشر، ، إنما كانت تقوم باعادة «الحياة» الى العلاقات الفرنسية ـ النمساوية التي كانت بصدد الانحلال والتضاؤل.. ذلك انها ابنة امبراطورة ملكة النمسا ماري تيريز من بين 16 مولوداً ـ لم يكن عمر ماري انطوانيت عندما عقدت قرانها على وريث عرش فرنسا سوى أربع عشرة سنة ونصف، لقد كانت لاتزال طفلة، لكنها كانت ايضاً تتمتع في الوقت نفسه بجاذبية كبيرة،





كانت شقراء، بل وشقراء تميل الى الحمرة، وحيث كانت وجنتاها تحت طبقة المساحيق الخفيفة تعكس لون الورد، وكانت عيناها الزرقاوان تميلان الى الجحوظ قليلاً بينما كان وجهها بجبهتها العريضة يميل بالاحرى الى التطاول، ولم يكن انفها دقيقاً تماماً لكنها كانت تعكس ملامح سلالة آل هابسبورغ ـ اباطرة النمسا ـ كما كانت تمتلك هالة من البشاشة تمحو كل أشكال ضعف الجمال لديها». :
احد مفاتيح شخصية ماري انطوانيت في علاقتها مع امها الامبراطورة، كانت الأم قد لاحظت بعض نقاط «الضعف» في شخصية ابنتها الشابة فما كان منها إلا ان عهدت بتربيتها الى اثنتين من المقربين لها، هما «قس» و«سفير».. وقد كان هذان الرجلان يقومان في الوقت نفسه بمهمة مزدوجة، فمن جهة كانا يسهران على تربية الشابة الصغيرة، ولكن من جهة ثانية كانا يتجسسان عليها لصالح الامبراطورة الأم.


لكن أسوأ دور لعبه هذان الرجلان تمثل، في انهما بالغا جدا في التأكيد على «السمات العظيمة» لدى ماري انطوانيت، وذلك مقابل تأكيدهما ايضاً على «تفاهة» لويس السادس عشر، الذي بارك بكل براءة دور المربي. لكن النتائج الحقيقية لتلك التربية تمثلت في زيادة جرعة «النفاق» وفي منعها من ان تصبح فرنسية حقيقية وايضاً في دفعها الى ازدراء زوجها. وتضيف المؤلفة «لم يؤد ذلك كله الى زيادة سيطرة ماري تيريز ـ الأم ـ على ماري انطوانيت الابنة، بل على العكس زاد من تمردها مما جعل نصائحها وحتى الأكثر حكمة منها غير ذات فعالية».


وبالتالي ما كان لمثل هذا الزواج أن يكون مزدهراً.. وكان لويس السادس عشر قد كتب في يومياته غداة عرسه كلمة واحد هي «لا شيء» لكنه كان هادئا، واستمر هادئاً حتى عندما اندلعت الثورة فيما بعد عام 1789.


لقد أنجبت ماري انطوانيت أربعة أطفال بعد ان كانت قد تجاوزت العشرين من عمرها وبعد ان كانت قد عاشت حياة صاخبة أمضت الكثير من لياليها في الحفلات التنكرية والرقص، إذ انها لم تكن تأبه كثيرا لطقوس القصر ولما يمليه عليه موقعها كسيدة أولى في فرنسا،


كانت تعيش في الليل وتنام في النهار، تماماً على عكس زوجها الذي كان قد قبل مثل هذه الحياة بدافع المحافظة على ما تطلبه الاعراف والتقاليد الملكية آنذاك، لكن مع هذا كله قد ظلت ماري انطوانيت ورغم «صخبها الليلي» وفية لما يتطلبه عقد زواجها مع وريث عرش فرنسا، وانها قد عادت الى عقلها وتقمصت بكل جدارة دور الملكة بكل ما تعنيه هذه الكلمة بعد ولادة اطفالها. واقتربت كثيرا من الملك الذي لم تكن توليه الكثير من الاهتمام قبل ذلك،


لكن وفوق كل شيء أظهرت انها أم ممتازة. وعندما اندلعت الثورة الفرنسية الكبرى وقفت بحزم الى جانب «ملكها» في تلك الساعات الصعبة التي قاتلت فيها من أجله ومن أجل اطفالها ومن أجل فرنسا كي تبقى تحت ظل التاج الملكي.


لكن الأمر كان قد حسم وعرف لويس السادس عشر طريقه الى المقصلة التي قاده اليها الثوريون «اليعاقبة». وقد عرفت ماري انطوانيت نفس المصير بعد ان تم تسليمها للجماهير الثائرة في باريس.. هذه الجماهير التي كانت تظاهرت قبل فترة طويلة اثناء حكم زوجها وعندما سألت ماري انطوانيت عن سبب تلك المظاهرة أجابوها بأن الجماهير تطلب الخبز المفقود فأجابت «ما عليهم سوى ان يأكلوا البسكويت».


لقد جزّت المقصلة رأس ماري انطوانيت بعد تسعة أشهر من اعدام زوجها بالطريقة نفسها، وهكذا أخذت صورة الضحية وبالتالي أصبحت «اسطورة» مثلها في ذلك مثل «ملكات» عرفن المصير نفسه ككليوباترة المصرية وماري ستيوارت الاسكوتلندية. لكن لاشك بأنها لم تكن تتمتع بحس سياسي مثل الذي عرفته ملكة مصر التي استخدمت جميع الوسائل من أجل الوصول الى يوليوس قيصر. كما انها، أي ماري انطوانيت» لم تكن تمتلك نفس طموحات ملكة اسكوتلندا التي سعت لبسط سلطتها وتوسيع رقعة نفوذها الى أقصى حد ممكن.


وفي المحصلة تبدو ماري انطوانيت امرأة «اشكالية» كما يظهر من تضارب آراء أولئك الذين كتبوا سيرة حياتها، وخاصة فيما يتعلق بعلاقاتها ومدى اخلاصها لزوجها لويس السادس عشر، لاسيما طبيعة علاقتها بـ «فيرسن» الدنماركي الجميل والذي رفض فيما بعد نابليون التفاوض معه حول السلام بسبب «ماضيه» مع الملكة.

وانشاءالله تعجبكم القصه

تحيــــاتي لكم .....