صفحة 1 من 1

المحاضرة الثامنة سـ101ـاس

مرسل: الخميس أكتوبر 29, 2009 12:41 pm
بواسطة &أروى الدريس&
#fb00ff

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته



في المحاضرة السابقة تعرفنا على نشاة وبيئة افلاطون ومنهجه وفكره السياسي وهذه المحاضرة هي تكملة لسابقتها

محاورة الجمهورية::
وقدم فيها صلب فكره السياسي المعروف بنظرية المثل ولعل أهم أفكاره في هذه المحاورة فكرة المدينة الفاضلة والتي نعرض لها فيما يلي :

أسس أفلاطون مدينته الفاضلة ارتباطا بمسلمتين (فرضيتين) هما :

(أ‌) الفضيلة هي المعرفة .

(ب‌) تقسيم العمل هو أنسب السبل لنجاح الحياة الاجتماعية ( للرجل الواحد وظيفة واحدة).

وبنى المدينة هذه على منوال جسم الإنسان معتبرا أن هذا الجسم هو خلق مثالي لأن الله هو الذي خلقه ، وبالتالي فقد خلقه على فضيلة ومثالية ، والإنسان في تصور أفلاطون هو ذكاء وطاقة وأعضاء ، وبناء عليه فإن المدينة الفاضلة يجب في رأيه أن تتكون من ثلاث طبقات هي الفلاسفة( وتقابل الذكاء في جسم الإنسان) والمحاربون ( وتقابل الطاقة في جسم الإنسان) والحرفيون ( وتقابل الأعضاء في جسم الإنسان) .

ثم يقسم أفلاطون العمل بين الطبقات الثلاث كالتالي :

أما الحرفيون فوظيفتهم هي القيام بعملية الإنتاج لمد أفراد المدينة بما يلزم من غذاء وملبس ....... إلخ.

وأما المحاربون فتنحصر وظيفتهم في الدفاع عن أرض المدينة (أي الحرب) ، ولا يحق لهم التدخل في أمور السياسة والحكم ( ما نسميه اليوم الاحتراف العسكري) .

أما الفلاسفة (ونظرا لأن الفضيلة هي المعرفة) فوظيفتهم الحكم ، لأنهم هم الحكماء القادرون بعقولهم الراجحة على الوصول بسفينة المدينة إلى بر الأمان ، فيقول :

"على الفلاسفة أن يكونوا ملوكا ، وعلى الملوك أن يكونوا فلاسفة " ، ويقول كذلك : " لن ترى المدن (أي الدول) خيرا ما لم يصبح الفلاسفة ملوكا أو يتشبع ملوك هذه الدنيا بروح الفلسفة" ، وعلى ذلك فإن أمثل أشكال الحكومات عند أفلاطون هي "حكومة الفلاسفة" ، وهي حكومة مطلقة لا تتقيد بأي قانون ، لأن تقييد الفلاسفة بقانون يعني وضع قيود على إبداعهم وعبقريتهم وعقولهم المستنيرة ، وبالتالي الحد من قدراتهم الفذة على الحكم . فالقانون في رأي أفلاطون هو" كالرجل الأحمق الذي لا يغير رأيه مطلقا مهما كان خاطئا" .

وبالنسبة للكيانين الاقتصادي والاجتماعي للمدينة ظهر في محاورة الجمهورية ما يعرف بشيوعية أفلاطون حيث رفض أفلاطون نظام الملكية الخاصة لأنها تصرف الناس عن الاهتمام بالصالح العام فلا يهتمون إلا بممتلكاتهم . كما رفض أفلاطون نظام الأسرة لأنه سيشغل الناس بأبنائهم وزوجاتهم عن الآخرين من أبناء المدينة .

وهكذا جاءت أفكار أفلاطون في محاورة الجمهورية بعيدة عن الواقع محلقة في عالم الخيال.

محاورة السياسي::

يعتبر أهم ما قدمه أفلاطون في هذه المحاورة من فكر سياسي هو قوله بأن للسياسة علم وفن ، بالإضافة إلي تعريف للسياسي ، أما علم السياسة فيعرفه بأنه : القدرة على العودة إلى عالم الروح واستلهام حقائق الحكم منه .(لاحظ أن كافة الحقائق في رأي أفلاطون هي في عالم الروح ) .

وبناء عليه فالسياسي هو القادر على العودة إلى عالم الروح واستلهام حقائق الحكم منه .

أما فن السياسة عند أفلاطون فهو : حكم الناس عن غير طريق الإكراه ، أي حكم الناس برضاهم ( لاحظ المثالية).



محاورة القوانين::

قدم أفلاطون محاورته هذه في أواخر حياته وبعد فشل محاولات عديدة لتطبيق فكره في بعض المناطق ، لذلك نجده قد تخلى عن بعض مثاليته في هذه المحاورة ، فمثلا قال بأنه يمكن أن يحكم الفلاسفة استنادا إلى قوانين ولكنه اشترط أن تضع هذه القوانين جمهرة الفلاسفة ، وبالنسبة للكيانين الاقتصادي والاجتماعي للمدينة تراجع عن الشيوعية وقال بأن الواقع يفرض ضرورة الأخذ بنظام الملكية الخاصة ، ونظام الأسرة ، وهكذا جاءت أفكار أفلاطون في محاورته الأخيرة متصالحة إلى حد ما مع الواقع الذي كان يرفضه تماما في محاورته الأولى (الجمهورية).

وقد توفي أفلاطون في عام 347 ق.م .


انتهى.. :pl:

الطالبة اروى الدريس شعبة 7627