في هذه الحرب الهمجيه من يحمي الاطفال ؟
مرسل: الأحد نوفمبر 01, 2009 5:51 pm
[]سبيكة النجار
كلما حاولت الكتابة عن غزة ارتجف قلمي واحترت ماذا أكتب. هل أكتب عن تخاذل الحكام وقد قيل فيهم ما لم يقله مالك في الخمر؛ أم أكتب عن شافيز الإنساني بمبادئه العروبي بمشاعره؛ وأرفع له كل قبعات العالم تحية على مواقفه المناصرة لكل قضايا الحق والعدالة، أم أكتب عن أردوغان الذي أعاد تركيا لحضنها الطبيعي، أم أقارن بين اختلاف مواقف بعض المنظمات ما بين صمود غزة حماس وصمود بيروت حزب الله. وأقارن بين هذه الوقفة التي جندت لها كل الإمكانات وغزة تستأهل كل ذلك وأكثر، وبين موقفه تجاه بيروت تموز وأتساءل عن الغياب الذي أبداه البعض آنذاك. أليست بيروت بوابة لفلسطين؟ سؤال أتركه للأيام لتجاوب عليه.
ما يجري في غزة أكبر من كل الكلمات التي قيلت وستقال، أكبر من الصور التي تبثها الفضائيات وهي بالمناسبة لا تشكل إلا جزءا من الحقيقة، لأن ما يواجهه فلسطينيو غزة أبشع من كل الصور التي رأيناها. نحن بالمناسبة نرى الصور التي تبث عبر معظم الفضائيات وقد نغمض العين عن بشاعتها؛ وقد نلعب بالرموت كونترول لنختار برامج لا تجرح مشاعرنا. نأكل ونشرب وننام في أسرة دافئة ونمارس حياتنا الاعتيادية. المسؤولون العرب أطال الله عمرهم أصروا على إقامة المباريات الرياضية المختلفة مساهمة مشكورة منهم للتخفيف عنا ولإلهاء شبابنا حتى لا يتأثروا بما يقال ويبث؛ فيتحولوا إلى إرهابيين محتملين ويشكلوا خطراً عليهم؛ ويهدموا جسور الود التي شيدوها بينهم وبين إسرائيل عبر بوابة اتفاقيات التجارة الحرة أو غيرها من البوابات الخفية التي أنشأتها الشقيقة والحليفة الكبرى الولايات المتحدة الأميركية.
لن أحاول أن أثبت أن ما يقوم به النظام الصهيوني يصنف ضمن جرائم الإبادة الجماعية وهي من الجرائم الكبرى ضد الإنسانية؛ لأن الصور تثبت ذلك رغم أن أعوان الصهيونية في الولايات المتحدة وأوروبا يجندون كل إمكانياتهم الممكنة وغير الممكنة من أجل إجهاض أية محاولة لتقديم قادة بني صهيون إلى المحكمة الجنائية الدولية كما فعلوا عند محاكمة شارون أو بعد المحاولات التي قامت بها بعض المنظمات الحقوقية والمحامين على إثر مذبحة صبرا وشاتيلا.
في كل الحروب يكون الأطفال الخاسر الأكبر. وأطفال غزة يضافون إلى 25 مليون طفل عربي من ضحايا الصراعات المسلحة والعنف. وعند الحروب يحاول الأطفال أن يتسلحوا بخيالهم للتغلب على الخوف؛ إلا أن العدوان الصهيوني على غزة لم يترك للأطفال مجالاً للخيال. مأساة الأطفال الفلسطينيين غير خافية على أحد. ومعاناة الناجين منهم قد تصاحبهم مدى الحياة.
فحسب تقرير صادر عن مركز غزة للصحة النفسية يعاني 55% من الأطفال في المناطق الساخنة مثل رفح من الاضطرابات النفسية التي تأخذ أشكالاً مختلفة كالتبول اللاإرادي والكوابيس. يقول الدكتور فاضل أبو عين أستاذ الصحة العقلية والنفسية في جامعة الأقصى إن الجيش الإسرائيلي خلق في الأطفال حالات نفسية متناقضة فمن ناحية فإنهم يشعرون بعدم الأمان، ومن ناحية ثانية فهم يغتنمون فرص الموت ويسعون إلى الاستشهاد. وهذا الأثر سيلازمهم طوال حياتهم وسيكبر معهم.
والأطفال هم الأطفال في أي مكان وزمان.
لك التقرير الذي ظهر العام 2005 لا يقارن بما وصلوا إليه بنهاية 2008 ومشارف .2009 فالحالة النفسية للكثير منهم في تدهور مستمر. فقد اشتكى بعض الآباء أثناء مقابلات أجرتها صحيفة الشرق الأوسط من الانهيار العصبي المتكرر لأبنائهم نتيجة للقصف الإسرائيلي. كما لاحظ سمير قوتة أستاذ علم النفس في الجامعة الإسلامية بغزة ارتفاعا كبيراً في عدد الآباء الذين يلجأون إلى المراكز النفسية طلباً للمشورة النفسية للحالات العصبية التي يعاني منها أبناؤهم مقارنة بفترة ما قبل الهجمة الحالية. ويخشى قوتة أن تنعكس هذه الأمراض وتطبع بالعنف علاقتهم بأقرانهم وآبائهم. ويبدو، بل من المؤكد أن تستمر الحال وتكبر مع نضج الأطفال وتؤثر على علاقاتهم الاجتماعية خصوصا على حياتهم الزوجية في المستقبل.
ذلك غيض من فيض من الجرائم الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني. وبعيداً عن البطولات والجهاد وحب الاستشهاد لا بد من الالتفات إلى تلك الظواهر والاهتمام بعلاجها مثلها مثل الجروح الجسدية.
الشعبه .7627
كلما حاولت الكتابة عن غزة ارتجف قلمي واحترت ماذا أكتب. هل أكتب عن تخاذل الحكام وقد قيل فيهم ما لم يقله مالك في الخمر؛ أم أكتب عن شافيز الإنساني بمبادئه العروبي بمشاعره؛ وأرفع له كل قبعات العالم تحية على مواقفه المناصرة لكل قضايا الحق والعدالة، أم أكتب عن أردوغان الذي أعاد تركيا لحضنها الطبيعي، أم أقارن بين اختلاف مواقف بعض المنظمات ما بين صمود غزة حماس وصمود بيروت حزب الله. وأقارن بين هذه الوقفة التي جندت لها كل الإمكانات وغزة تستأهل كل ذلك وأكثر، وبين موقفه تجاه بيروت تموز وأتساءل عن الغياب الذي أبداه البعض آنذاك. أليست بيروت بوابة لفلسطين؟ سؤال أتركه للأيام لتجاوب عليه.
ما يجري في غزة أكبر من كل الكلمات التي قيلت وستقال، أكبر من الصور التي تبثها الفضائيات وهي بالمناسبة لا تشكل إلا جزءا من الحقيقة، لأن ما يواجهه فلسطينيو غزة أبشع من كل الصور التي رأيناها. نحن بالمناسبة نرى الصور التي تبث عبر معظم الفضائيات وقد نغمض العين عن بشاعتها؛ وقد نلعب بالرموت كونترول لنختار برامج لا تجرح مشاعرنا. نأكل ونشرب وننام في أسرة دافئة ونمارس حياتنا الاعتيادية. المسؤولون العرب أطال الله عمرهم أصروا على إقامة المباريات الرياضية المختلفة مساهمة مشكورة منهم للتخفيف عنا ولإلهاء شبابنا حتى لا يتأثروا بما يقال ويبث؛ فيتحولوا إلى إرهابيين محتملين ويشكلوا خطراً عليهم؛ ويهدموا جسور الود التي شيدوها بينهم وبين إسرائيل عبر بوابة اتفاقيات التجارة الحرة أو غيرها من البوابات الخفية التي أنشأتها الشقيقة والحليفة الكبرى الولايات المتحدة الأميركية.
لن أحاول أن أثبت أن ما يقوم به النظام الصهيوني يصنف ضمن جرائم الإبادة الجماعية وهي من الجرائم الكبرى ضد الإنسانية؛ لأن الصور تثبت ذلك رغم أن أعوان الصهيونية في الولايات المتحدة وأوروبا يجندون كل إمكانياتهم الممكنة وغير الممكنة من أجل إجهاض أية محاولة لتقديم قادة بني صهيون إلى المحكمة الجنائية الدولية كما فعلوا عند محاكمة شارون أو بعد المحاولات التي قامت بها بعض المنظمات الحقوقية والمحامين على إثر مذبحة صبرا وشاتيلا.
في كل الحروب يكون الأطفال الخاسر الأكبر. وأطفال غزة يضافون إلى 25 مليون طفل عربي من ضحايا الصراعات المسلحة والعنف. وعند الحروب يحاول الأطفال أن يتسلحوا بخيالهم للتغلب على الخوف؛ إلا أن العدوان الصهيوني على غزة لم يترك للأطفال مجالاً للخيال. مأساة الأطفال الفلسطينيين غير خافية على أحد. ومعاناة الناجين منهم قد تصاحبهم مدى الحياة.
فحسب تقرير صادر عن مركز غزة للصحة النفسية يعاني 55% من الأطفال في المناطق الساخنة مثل رفح من الاضطرابات النفسية التي تأخذ أشكالاً مختلفة كالتبول اللاإرادي والكوابيس. يقول الدكتور فاضل أبو عين أستاذ الصحة العقلية والنفسية في جامعة الأقصى إن الجيش الإسرائيلي خلق في الأطفال حالات نفسية متناقضة فمن ناحية فإنهم يشعرون بعدم الأمان، ومن ناحية ثانية فهم يغتنمون فرص الموت ويسعون إلى الاستشهاد. وهذا الأثر سيلازمهم طوال حياتهم وسيكبر معهم.
والأطفال هم الأطفال في أي مكان وزمان.
لك التقرير الذي ظهر العام 2005 لا يقارن بما وصلوا إليه بنهاية 2008 ومشارف .2009 فالحالة النفسية للكثير منهم في تدهور مستمر. فقد اشتكى بعض الآباء أثناء مقابلات أجرتها صحيفة الشرق الأوسط من الانهيار العصبي المتكرر لأبنائهم نتيجة للقصف الإسرائيلي. كما لاحظ سمير قوتة أستاذ علم النفس في الجامعة الإسلامية بغزة ارتفاعا كبيراً في عدد الآباء الذين يلجأون إلى المراكز النفسية طلباً للمشورة النفسية للحالات العصبية التي يعاني منها أبناؤهم مقارنة بفترة ما قبل الهجمة الحالية. ويخشى قوتة أن تنعكس هذه الأمراض وتطبع بالعنف علاقتهم بأقرانهم وآبائهم. ويبدو، بل من المؤكد أن تستمر الحال وتكبر مع نضج الأطفال وتؤثر على علاقاتهم الاجتماعية خصوصا على حياتهم الزوجية في المستقبل.
ذلك غيض من فيض من الجرائم الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني. وبعيداً عن البطولات والجهاد وحب الاستشهاد لا بد من الالتفات إلى تلك الظواهر والاهتمام بعلاجها مثلها مثل الجروح الجسدية.
الشعبه .7627