الماوردي / رائد الفكر السياسي الإسلامي
مرسل: الجمعة نوفمبر 06, 2009 8:35 pm
الماوردي / رائد الفكر السياسي الإسلامي
المبحث الرابع:
أولاًَ: فن السياسة بين الماوردي والفكر الميكافيلي
عاش ميكافيلي في رحاب سياسي واقع وقدم من خلاله قراءته المتعمقة للتاريخ مجموعة من قواعد العمل السياسي متوجهاًَ بها إلى الأمير الفلوراشي على شكل نصائح ليتمكن بها من إرساء أركان عرشه وتأكيد حكمه .
يقول ميكافيلي : إن على الأمير أن لايكون طيباًَ على الدوام فيجب عليه معرفة متى ما يكون طيباًَ وعكس ذلك وفق ما تقتضيه المصلحة والضرورة وأن لا يكون في قمة الكرم حتى لا يؤدي ذلك إلى فقره وإنصراف رعاياه عنه كما يجب عليه أن يكون قاسياًَ لكي لا يحدث فوضى والعكس في الرحمة تؤدي إلى عدم وجود إنتظام وعدم تحقيق الوحدة , وجملة القول في شأن سياسة الأيمر إزاء محكوميه أن ميكافيلي نصح الأمير بأن لا يعبأ كثيراًَ في سياسته لرعاياه بالقضايا الأخلاقية حال العدل والظلم والخير والشر والحق والباطل لأن الغاية النهائية للأمر هي التمكين لسلطانه وتعظيم قوته وعليه أن يلجأ إلى كافة الوسائل بغض النظر عن أخلاقياتها .
وعلى صعيد العلاقات الخارجية ينصح ميكافيلي الأمير بأن ينهج نهج القدماء فيجمع في تصرفاته بين أساليب الإنسان والحيوان فإن هو إلتجأ إلى أساليب الحيوان تعين عليه أن يكون ثعلباًَ وأسداًَ في ذات الوقت إن على الأمير أن يكون قوياًَ باطشاًَ بحيث تكون الخديعة والرياء والمداهنة والنفاق والمكر ضمن ما يتحلى به من صفات ويبرر ميكافيلي هذه النصيحة بأن هذا الأسلوب لا يكون طيباًَ لو أن الناس جميعاًَ كانوا خيرين غير أنهم أشرار لا يراعون عهداًَ لأحد .
إن الأمراء الذين أجادوا أساليب الثعالب وأفلحوا فيها عرفوا كيف يحيكون الغش والخداع لازمهم التوفيق دوماًَ والرخاء رفيقهم , ويجب على الحاكم الإتزان أمام رعاياه والرأي العام الأجنبي وإحترام العهود والوفاء والعدل وإحقاق الحق وجملة القول في ماتقدم إذا أراد الحاكم لحكمه الدوام فإن عليه ـــ حسب ميكافيلي ـــ أن يكون في علاقاته الخارجية ثعلباًَ وأسداًَ في آن واحد وهكذا يتضح في ثنايا كل ماتقدم أن ميكافيلي قدم فناًَ للسياسة يرتكز على الفصل التام بينها وبين الأخلاق , إن الفن السياسي الذي لاوح فيه على السياسي في إستخدام كافة الوسائل بما فيها الرذائل إن كان في ذلك ترسيخ لسلطانهم سبيل , إن هذا الفن هو الأكثر ذيوعاًَ والذي لجأ إليه الساسة والحكام بإعتباره الوسيلة المؤكدة والوحيدة لترسيخ حكمهم وبقاء سلطانهم .
ثانياًَ: فن السياسة في فكر الماوردي .
يعد كتاب ( تسهيل النظر وتعجيل الظفر ) أظهر كتب الماوردي في مجال فن السياسة حيث يضم شرحاًَ وافياًَ للعديد من قواعد السلوك السياسي ومن هذه القواعد :
• يبدأ ميكافيلي حديثه إلى الحاكم أو السياسي بصفة عامة ناصحاًَ إياه بضرورة الأخذ بناصية الأخلاق والتمسك بأهداب الفضايل ويقول ( حق على ذي الإمرة والسلطان أن يهتم بمراعاة أخلاقة وإصلاح شيعه لأنها آلة سلطانة وأس أمرته , إن على السياسي أن يجعل الإستقامة ديدنه قبل أن يطالب رعاياه بلزومها , ثم يمضي الماوردي في نصحه الحاكم فيحذره من الغرور مؤكداًَ على أن أقدار الملوك تقاس بما ينجزونه من أعمال وليس بالكبر والتعالي على رعاياهم من البشر , يقول الشيخ مخاطباَص السياسي في هذا العدد كي ينهاه عن الغرور ( ولحسن الظن بالنفس أسباب : فمن أقوى أسبابه الكبر والإعجاب وهو بكل أحد قبيح وبالملوك أقبح لأنه من دواعي صغر المهمة وشواهد الإستكثار لعلو المنزلة وهذا من ضعف المدة الذي يجل الملوك عنه لأن قدرتهم تظهر بالقدرة والسلطان لا بالكبر والإعجاب وكفى بالمرء أن تكون رتبته وسنته أضعف من قدرته ) كما يجب على الحاكم أن يحذر قبول المدح من المنافقين كما يجب عليه أن يميز بين الصالح الناصح الأمين والمنافق.
• أما القاعدة الثانية في فن الحكم فهي ضبط اللسان وإجتناب الكلام الذي ليس له ضرورة كذلك كتمان السر والقدرة على ضبط إمارات الوجه , فيجب على الحاكم أن يجمع في سياسته بين أسلوبي الترغيب والترهيب فيتخير لكل موقف ما يتماشى معه من الأسلوبين ويحذر الماوردي السياسي من الغضب وينصحه بتجنبه .
إن القاعدة الذهبية التي لا يمل الماوردي من تكرارها ناصحاًَ الحكام بحتمية إتباعها فتتمثل في الشورى , إذ يؤكد على خطورة إستبداد السياسي برأيه ويؤكد على أهمية إستشارة العلماء .
وعلى صعيد آخر يرى الماوردي أن الوفاء بالعهود يمثل إحدى القواعد الريئسية التي يرتكز إليها الحاكم سواء في سياسته للرعية أو معاملاته الخارجية .
إن على الحاكم إن هو أراد لدولته البقاء والمتعة أن لا يقصر على أمر التعرف على أخبار البلاد المجاورة وعليه أن لا يغفل عن التحري عن الأخبار .
المبحث الرابع:
أولاًَ: فن السياسة بين الماوردي والفكر الميكافيلي
عاش ميكافيلي في رحاب سياسي واقع وقدم من خلاله قراءته المتعمقة للتاريخ مجموعة من قواعد العمل السياسي متوجهاًَ بها إلى الأمير الفلوراشي على شكل نصائح ليتمكن بها من إرساء أركان عرشه وتأكيد حكمه .
يقول ميكافيلي : إن على الأمير أن لايكون طيباًَ على الدوام فيجب عليه معرفة متى ما يكون طيباًَ وعكس ذلك وفق ما تقتضيه المصلحة والضرورة وأن لا يكون في قمة الكرم حتى لا يؤدي ذلك إلى فقره وإنصراف رعاياه عنه كما يجب عليه أن يكون قاسياًَ لكي لا يحدث فوضى والعكس في الرحمة تؤدي إلى عدم وجود إنتظام وعدم تحقيق الوحدة , وجملة القول في شأن سياسة الأيمر إزاء محكوميه أن ميكافيلي نصح الأمير بأن لا يعبأ كثيراًَ في سياسته لرعاياه بالقضايا الأخلاقية حال العدل والظلم والخير والشر والحق والباطل لأن الغاية النهائية للأمر هي التمكين لسلطانه وتعظيم قوته وعليه أن يلجأ إلى كافة الوسائل بغض النظر عن أخلاقياتها .
وعلى صعيد العلاقات الخارجية ينصح ميكافيلي الأمير بأن ينهج نهج القدماء فيجمع في تصرفاته بين أساليب الإنسان والحيوان فإن هو إلتجأ إلى أساليب الحيوان تعين عليه أن يكون ثعلباًَ وأسداًَ في ذات الوقت إن على الأمير أن يكون قوياًَ باطشاًَ بحيث تكون الخديعة والرياء والمداهنة والنفاق والمكر ضمن ما يتحلى به من صفات ويبرر ميكافيلي هذه النصيحة بأن هذا الأسلوب لا يكون طيباًَ لو أن الناس جميعاًَ كانوا خيرين غير أنهم أشرار لا يراعون عهداًَ لأحد .
إن الأمراء الذين أجادوا أساليب الثعالب وأفلحوا فيها عرفوا كيف يحيكون الغش والخداع لازمهم التوفيق دوماًَ والرخاء رفيقهم , ويجب على الحاكم الإتزان أمام رعاياه والرأي العام الأجنبي وإحترام العهود والوفاء والعدل وإحقاق الحق وجملة القول في ماتقدم إذا أراد الحاكم لحكمه الدوام فإن عليه ـــ حسب ميكافيلي ـــ أن يكون في علاقاته الخارجية ثعلباًَ وأسداًَ في آن واحد وهكذا يتضح في ثنايا كل ماتقدم أن ميكافيلي قدم فناًَ للسياسة يرتكز على الفصل التام بينها وبين الأخلاق , إن الفن السياسي الذي لاوح فيه على السياسي في إستخدام كافة الوسائل بما فيها الرذائل إن كان في ذلك ترسيخ لسلطانهم سبيل , إن هذا الفن هو الأكثر ذيوعاًَ والذي لجأ إليه الساسة والحكام بإعتباره الوسيلة المؤكدة والوحيدة لترسيخ حكمهم وبقاء سلطانهم .
ثانياًَ: فن السياسة في فكر الماوردي .
يعد كتاب ( تسهيل النظر وتعجيل الظفر ) أظهر كتب الماوردي في مجال فن السياسة حيث يضم شرحاًَ وافياًَ للعديد من قواعد السلوك السياسي ومن هذه القواعد :
• يبدأ ميكافيلي حديثه إلى الحاكم أو السياسي بصفة عامة ناصحاًَ إياه بضرورة الأخذ بناصية الأخلاق والتمسك بأهداب الفضايل ويقول ( حق على ذي الإمرة والسلطان أن يهتم بمراعاة أخلاقة وإصلاح شيعه لأنها آلة سلطانة وأس أمرته , إن على السياسي أن يجعل الإستقامة ديدنه قبل أن يطالب رعاياه بلزومها , ثم يمضي الماوردي في نصحه الحاكم فيحذره من الغرور مؤكداًَ على أن أقدار الملوك تقاس بما ينجزونه من أعمال وليس بالكبر والتعالي على رعاياهم من البشر , يقول الشيخ مخاطباَص السياسي في هذا العدد كي ينهاه عن الغرور ( ولحسن الظن بالنفس أسباب : فمن أقوى أسبابه الكبر والإعجاب وهو بكل أحد قبيح وبالملوك أقبح لأنه من دواعي صغر المهمة وشواهد الإستكثار لعلو المنزلة وهذا من ضعف المدة الذي يجل الملوك عنه لأن قدرتهم تظهر بالقدرة والسلطان لا بالكبر والإعجاب وكفى بالمرء أن تكون رتبته وسنته أضعف من قدرته ) كما يجب على الحاكم أن يحذر قبول المدح من المنافقين كما يجب عليه أن يميز بين الصالح الناصح الأمين والمنافق.
• أما القاعدة الثانية في فن الحكم فهي ضبط اللسان وإجتناب الكلام الذي ليس له ضرورة كذلك كتمان السر والقدرة على ضبط إمارات الوجه , فيجب على الحاكم أن يجمع في سياسته بين أسلوبي الترغيب والترهيب فيتخير لكل موقف ما يتماشى معه من الأسلوبين ويحذر الماوردي السياسي من الغضب وينصحه بتجنبه .
إن القاعدة الذهبية التي لا يمل الماوردي من تكرارها ناصحاًَ الحكام بحتمية إتباعها فتتمثل في الشورى , إذ يؤكد على خطورة إستبداد السياسي برأيه ويؤكد على أهمية إستشارة العلماء .
وعلى صعيد آخر يرى الماوردي أن الوفاء بالعهود يمثل إحدى القواعد الريئسية التي يرتكز إليها الحاكم سواء في سياسته للرعية أو معاملاته الخارجية .
إن على الحاكم إن هو أراد لدولته البقاء والمتعة أن لا يقصر على أمر التعرف على أخبار البلاد المجاورة وعليه أن لا يغفل عن التحري عن الأخبار .