- السبت نوفمبر 07, 2009 2:30 am
#22627
المبحث الرابع
في فن السياسة بين الماوردي و الفكر المكيافيللي
ليس ثمة شك في ان الفكرة الاكثر شيوعا بصدد عالم السياسة هي انه عالم لا يعرف الاخلاقيات ولايعترف الا بالمصالح .
ان مرد تلك الفكرة هو _ في المقام الاول _ الى المفكر الايطالي نيقولا مكيافيللي , الذي يعتبره الكثيرون رائد فن السياسة , ومرسي قواعده , لكن السؤال هل فكرة ( فصل السياسة عن الاخلاق ) هي فكرة مقبولة في التصور الاسلامي لعالم السياسة ؟.
سنسعى للإجابة عن هذا التساؤل في ثنايا هذا المبحث .
اولا قواعد فن الحكم لدى مكيافيللي تمهيدا لوضع فكر الماوردي في مواجهتها :
ولد نيقولا مكيافيللي بمدينة فلورنسا الايطالية , وكانت بلاده ايطاليا في ذلك الوقت مقسمة الى العديد من الامارات يخيم الصراع والخلاف و التدابر على العلاقات في بينها .
وفي ظل تلك الامارات كان العنف والقتل ضمن الاساليب الطبيعية للحكام كما كان الايمان والصدق مجرد وساوس صبيانية لا يكاد يعترف بها من يرى نفسه مستنيرا من الناس , واصبحت القوه والحيلة والخديعة مفاتيح النجاح , وكان مكيافيللي يتحرق شوقا الى رؤية بلاده ايطاليا وقد توحدت , وراح يؤلف كتابه الامير اللذي استعان فيه بخبراته الواسعة في شئون السياسة في زمانه , وفهمه للبيئة المحيطه به في عصره , وقراءاته المتعمقة للتاريخ .
يقول مكيافيللي : ان الامير الجديد يعيش في جو من المخاطر فمخاوف من الداخل تكمن في سلوك الرعيه , و مخاوف من الخارج تتمثل في سلوك الدول المجاورة له .
في الداخل عليه ان يتخلص من خصومه ويخشى اصدقائه ومعظم رعاياه . وعلى الامير الراغب في دوام سلطانه – حسب مكيافيللي – ان لا يعبأ كثيرا بالفضائل , لان معيار نجاح السياسي من عدمه هو تحقيق اهدافه بغض النظر عن ممارساته سواء قاسية , او غادرة , او غير مشروعة .
وان على الامير ان لا يكون طيبا على الدوام في علاقته مع رعاياه , وانما ينبغي ان يكون طيبا ولا يكون ذلك وفق المصلحه والضروره , يجب ان يكون الامير حر النزعة .
جملة القول في سياسة الامير ازاء محكوميه ان مكيافيللي نصح الامير بأن لا يعبأ كثيرا في سياسته لرعاياه بالقضايا الاخلاقية , حال العدل والظلم , والخير والشر , والحق والباطل .. الخ . ذلك لان الغاية النهائية للأمير هي التمكين لسلطاته وتعظيم قوته وعليه في سبيل ذلك ان يلجأ الى كل السبل بغض النظر عن اخلاقيتها .
وعلى صعيد العلاقات الخارجية ينصح مكيافيللي الامير ان ينهج نهج القدماء بأن يجمع بين اساليب الانسان واساليب الحيوان , بحيث يتعين عليه ان يكون ثعلبا و اسدا في الوقت ذاته , على الامير ان يكون قويا باطشا كالأسد , كما ان عليه ان يكون ثعلبا , بحيث تكون الخديعة والرياء والمداهنه ضمن ما يتحلى به من صفات .
هذه نبذه عن فكر مكيافيللي ذلك الفكر الذي يعد الاكثر شيوعا في فن السياسه وقواعد الاحكام .
ثانيا : فن السياسة في فكر الماوردي :
ان الناظر في مصنفات الماوردي المختلفة سرعان ما يدرك ان موضوع السياسه استأثر بجانب كبير من اهتامه .
فقد صاغ الماوردي قواعد السلوك السياسي التي يقدمها للحاكم معتمدا على خبراته المستمدة من تجربتة السياسية الذاتية ومعايشته لواقع عصره السياسي من ناحية , ومن قراءاته لتاريخ انظمة الحكم لدى الحضارات الاخرى الاغريق , الهند , الصين , الفرس ..., وغيرها والحق ان قواعد الحكم التي قدمها الماوردي جاءت كلها مستندة الى القيم الاسلامية السامية المستمدة من القرآن والسنة الذي جعل منها نموذجا لما يمكن تسميته بفن السياسة الاخلاقي في مواجهة المكيافيلية المعروف بها عالم السياسة .
يبدأ الماوردي حديثة الى الحاكم ناصحا اياه بضرورة الاخذ بالاخلاق والتمسك بالفضائل , وان على السياسي ان يجعل الاستقامة ديدنه , قبل ان يطالب رعاياه بلزومها . انه مطالب بتبني مكارم الاخلاق ان هو اراد لمحكوميه الفضلية ذلك بأنه مرآتهم , كما ان الناس على دين ملوكهم .
ثم يمضي الماوردي في نصحه فيحذر من الغرور مؤكدا على ان اقدار الملوك تقاس بما ينجزونه من اعمال و وليس بالكبر والتعالي على رعاياهم من بني البشر .
وفي ذات الاطار على الحاكم ان يحذر من قبول مدح من المنافقين , كما عليه ان يميز بين الناصح الامين , والمنافق .
اما التاليه فهي ضبط اللسان , في معنى لزوم الصمت ما امكن , وأجتناب الكلام دونما ضرورة . فإن كان لا محالة متكلما فعليه ان يمعن التفكير قبل ان يطلق للسانه العنان , وان يدقق التفكير في اختيار عباراته لانه يكون دوما محط الانظار كما لن يكون بمقدوره الرجوع عن اقواله مهما كانت خطورتها .
ويرتبط بالقاعدة المتقدمة قاعدة اخرى ينصح الماوردي الحكام بها وهي " كتمان السر والقدرة على ضبط امارات الوجه "
بحيث لا يفطن ناظروه الى مكنونات صدره , ويعتبر الشيخ ان هذه القاعده هي امضى السبل الى تحقيق الاهداف , وانجح الوسائل لاجتناب المباغتة لا سيما من قبل الاعداء .
ويقول بصدد ضبط امارات الوجه : ومما يجب علىالملك ان يحفظه على نفسه من اسرارها ان يروضها بفضل حزمه ويأخذها بقوة عزمه , حتى لايظهر في وجهه امارة سخط ولا رضا , ولا يعرف منه آثار حزن أو سرور , فيظهر ما فيه نفسه وهو كامن ويظن انه كتم سره وقد ذاع .
ان على الحاكم ان يعتمد الصدق وينبذ الكذب , ذلك بأن الصدق به البق , كما ان من شأن الكذب الحط من قدره .
وعلى الحاكم ان يجمع في سياسته بين اسلوبي الترغيب والترهيب و فتتخير لكل موقف ما يتماشى معه من الاسلوبين , فإن تطلب الامر الترغيب فليكن كلامك عذبا , وصوتك لينا , وان اضطررت الى الترهيب فعليك بغلظة الكلام وجهارة الصوت , غير انه يتعين في الحالتين ان تحقق وعدك او وعيدك دونما تجاوز او نقصان .
ويحذر فقيهنا السياسي من الغضب وينصحه بتجنبه , لأن من شأنه ان يبتعد بالمرء من جادة الصواب , ويوقعه في فخ الشطط . وعلى الحاكم ان يعرف كيف يكون رحيما رقيقا , كما ان عليه ان يكون بمقدوره التمييز بين المواقف التي تتطلب الرحمة , وتلك التي يكون فيها لا مفر من القسوة . مع الاخذ بالاعتبار ضرورة الالتزام والعدالة في الحالتين فلا يكون مجال للفساد او الظلم .
ان القاعدة الذهبية عن الماوردي هي الشورى , اذ يؤكد الشيخ – غير مره وفي غير ذي موضع – على خطورة استبداد السياسي برأيه لا سيما في الامور المصيرية موضحا ان من شأن ذلك ان يهيأ – دوما – لحدوث جسيم الاخطاء . ويضيف " ارجع الى رأي العقلاء وافزع الى استشارة العلماء ولا تأنف من الاسترشاد .
وعلى صعيد اخر يرى الماوردي ان الوفاء بالعهود يمثل احدى القواعد الرئيسية التي يتعين ان يرتكز اليها الحاكم إذ يرى لاشيء اضر بالملك من الغدر ولا انفع من الوفاء . وفضلا عما تقدم فإن الحاكم ان يجد في الاستخبار عن رعيته واحوالهم وان يخصص اكفاء امناء مخلصين . واخيرا فإن الحاكم ان هو اراد لدولته البقاء والمنعه ان لا يقصر في امر التعرف على اخبار البلاد المجاورة لدولته , ذلك بأن الاوضاع السائده في تلك البلاد تؤثر دونما شك – حسب الماوردي – في دولته .
وهكذا يتضح في ثنايا ما تقدم انه في الاسلام لا مجال للفصل بين السياسة والاخلاق , ذلك بأن سأئر امور الدنيا – بما في ذلك وعلى رأسه امور السياسة وسلوك الحكام – يتعين ان تسير في اطار القيم السامية التي ارست دعائمها في القرآن والسنه , فالحاكم في الاسلام هو انسان فاضل تكون فيه المثالية و الفضيلة مجسدتين .
في فن السياسة بين الماوردي و الفكر المكيافيللي
ليس ثمة شك في ان الفكرة الاكثر شيوعا بصدد عالم السياسة هي انه عالم لا يعرف الاخلاقيات ولايعترف الا بالمصالح .
ان مرد تلك الفكرة هو _ في المقام الاول _ الى المفكر الايطالي نيقولا مكيافيللي , الذي يعتبره الكثيرون رائد فن السياسة , ومرسي قواعده , لكن السؤال هل فكرة ( فصل السياسة عن الاخلاق ) هي فكرة مقبولة في التصور الاسلامي لعالم السياسة ؟.
سنسعى للإجابة عن هذا التساؤل في ثنايا هذا المبحث .
اولا قواعد فن الحكم لدى مكيافيللي تمهيدا لوضع فكر الماوردي في مواجهتها :
ولد نيقولا مكيافيللي بمدينة فلورنسا الايطالية , وكانت بلاده ايطاليا في ذلك الوقت مقسمة الى العديد من الامارات يخيم الصراع والخلاف و التدابر على العلاقات في بينها .
وفي ظل تلك الامارات كان العنف والقتل ضمن الاساليب الطبيعية للحكام كما كان الايمان والصدق مجرد وساوس صبيانية لا يكاد يعترف بها من يرى نفسه مستنيرا من الناس , واصبحت القوه والحيلة والخديعة مفاتيح النجاح , وكان مكيافيللي يتحرق شوقا الى رؤية بلاده ايطاليا وقد توحدت , وراح يؤلف كتابه الامير اللذي استعان فيه بخبراته الواسعة في شئون السياسة في زمانه , وفهمه للبيئة المحيطه به في عصره , وقراءاته المتعمقة للتاريخ .
يقول مكيافيللي : ان الامير الجديد يعيش في جو من المخاطر فمخاوف من الداخل تكمن في سلوك الرعيه , و مخاوف من الخارج تتمثل في سلوك الدول المجاورة له .
في الداخل عليه ان يتخلص من خصومه ويخشى اصدقائه ومعظم رعاياه . وعلى الامير الراغب في دوام سلطانه – حسب مكيافيللي – ان لا يعبأ كثيرا بالفضائل , لان معيار نجاح السياسي من عدمه هو تحقيق اهدافه بغض النظر عن ممارساته سواء قاسية , او غادرة , او غير مشروعة .
وان على الامير ان لا يكون طيبا على الدوام في علاقته مع رعاياه , وانما ينبغي ان يكون طيبا ولا يكون ذلك وفق المصلحه والضروره , يجب ان يكون الامير حر النزعة .
جملة القول في سياسة الامير ازاء محكوميه ان مكيافيللي نصح الامير بأن لا يعبأ كثيرا في سياسته لرعاياه بالقضايا الاخلاقية , حال العدل والظلم , والخير والشر , والحق والباطل .. الخ . ذلك لان الغاية النهائية للأمير هي التمكين لسلطاته وتعظيم قوته وعليه في سبيل ذلك ان يلجأ الى كل السبل بغض النظر عن اخلاقيتها .
وعلى صعيد العلاقات الخارجية ينصح مكيافيللي الامير ان ينهج نهج القدماء بأن يجمع بين اساليب الانسان واساليب الحيوان , بحيث يتعين عليه ان يكون ثعلبا و اسدا في الوقت ذاته , على الامير ان يكون قويا باطشا كالأسد , كما ان عليه ان يكون ثعلبا , بحيث تكون الخديعة والرياء والمداهنه ضمن ما يتحلى به من صفات .
هذه نبذه عن فكر مكيافيللي ذلك الفكر الذي يعد الاكثر شيوعا في فن السياسه وقواعد الاحكام .
ثانيا : فن السياسة في فكر الماوردي :
ان الناظر في مصنفات الماوردي المختلفة سرعان ما يدرك ان موضوع السياسه استأثر بجانب كبير من اهتامه .
فقد صاغ الماوردي قواعد السلوك السياسي التي يقدمها للحاكم معتمدا على خبراته المستمدة من تجربتة السياسية الذاتية ومعايشته لواقع عصره السياسي من ناحية , ومن قراءاته لتاريخ انظمة الحكم لدى الحضارات الاخرى الاغريق , الهند , الصين , الفرس ..., وغيرها والحق ان قواعد الحكم التي قدمها الماوردي جاءت كلها مستندة الى القيم الاسلامية السامية المستمدة من القرآن والسنة الذي جعل منها نموذجا لما يمكن تسميته بفن السياسة الاخلاقي في مواجهة المكيافيلية المعروف بها عالم السياسة .
يبدأ الماوردي حديثة الى الحاكم ناصحا اياه بضرورة الاخذ بالاخلاق والتمسك بالفضائل , وان على السياسي ان يجعل الاستقامة ديدنه , قبل ان يطالب رعاياه بلزومها . انه مطالب بتبني مكارم الاخلاق ان هو اراد لمحكوميه الفضلية ذلك بأنه مرآتهم , كما ان الناس على دين ملوكهم .
ثم يمضي الماوردي في نصحه فيحذر من الغرور مؤكدا على ان اقدار الملوك تقاس بما ينجزونه من اعمال و وليس بالكبر والتعالي على رعاياهم من بني البشر .
وفي ذات الاطار على الحاكم ان يحذر من قبول مدح من المنافقين , كما عليه ان يميز بين الناصح الامين , والمنافق .
اما التاليه فهي ضبط اللسان , في معنى لزوم الصمت ما امكن , وأجتناب الكلام دونما ضرورة . فإن كان لا محالة متكلما فعليه ان يمعن التفكير قبل ان يطلق للسانه العنان , وان يدقق التفكير في اختيار عباراته لانه يكون دوما محط الانظار كما لن يكون بمقدوره الرجوع عن اقواله مهما كانت خطورتها .
ويرتبط بالقاعدة المتقدمة قاعدة اخرى ينصح الماوردي الحكام بها وهي " كتمان السر والقدرة على ضبط امارات الوجه "
بحيث لا يفطن ناظروه الى مكنونات صدره , ويعتبر الشيخ ان هذه القاعده هي امضى السبل الى تحقيق الاهداف , وانجح الوسائل لاجتناب المباغتة لا سيما من قبل الاعداء .
ويقول بصدد ضبط امارات الوجه : ومما يجب علىالملك ان يحفظه على نفسه من اسرارها ان يروضها بفضل حزمه ويأخذها بقوة عزمه , حتى لايظهر في وجهه امارة سخط ولا رضا , ولا يعرف منه آثار حزن أو سرور , فيظهر ما فيه نفسه وهو كامن ويظن انه كتم سره وقد ذاع .
ان على الحاكم ان يعتمد الصدق وينبذ الكذب , ذلك بأن الصدق به البق , كما ان من شأن الكذب الحط من قدره .
وعلى الحاكم ان يجمع في سياسته بين اسلوبي الترغيب والترهيب و فتتخير لكل موقف ما يتماشى معه من الاسلوبين , فإن تطلب الامر الترغيب فليكن كلامك عذبا , وصوتك لينا , وان اضطررت الى الترهيب فعليك بغلظة الكلام وجهارة الصوت , غير انه يتعين في الحالتين ان تحقق وعدك او وعيدك دونما تجاوز او نقصان .
ويحذر فقيهنا السياسي من الغضب وينصحه بتجنبه , لأن من شأنه ان يبتعد بالمرء من جادة الصواب , ويوقعه في فخ الشطط . وعلى الحاكم ان يعرف كيف يكون رحيما رقيقا , كما ان عليه ان يكون بمقدوره التمييز بين المواقف التي تتطلب الرحمة , وتلك التي يكون فيها لا مفر من القسوة . مع الاخذ بالاعتبار ضرورة الالتزام والعدالة في الحالتين فلا يكون مجال للفساد او الظلم .
ان القاعدة الذهبية عن الماوردي هي الشورى , اذ يؤكد الشيخ – غير مره وفي غير ذي موضع – على خطورة استبداد السياسي برأيه لا سيما في الامور المصيرية موضحا ان من شأن ذلك ان يهيأ – دوما – لحدوث جسيم الاخطاء . ويضيف " ارجع الى رأي العقلاء وافزع الى استشارة العلماء ولا تأنف من الاسترشاد .
وعلى صعيد اخر يرى الماوردي ان الوفاء بالعهود يمثل احدى القواعد الرئيسية التي يتعين ان يرتكز اليها الحاكم إذ يرى لاشيء اضر بالملك من الغدر ولا انفع من الوفاء . وفضلا عما تقدم فإن الحاكم ان يجد في الاستخبار عن رعيته واحوالهم وان يخصص اكفاء امناء مخلصين . واخيرا فإن الحاكم ان هو اراد لدولته البقاء والمنعه ان لا يقصر في امر التعرف على اخبار البلاد المجاورة لدولته , ذلك بأن الاوضاع السائده في تلك البلاد تؤثر دونما شك – حسب الماوردي – في دولته .
وهكذا يتضح في ثنايا ما تقدم انه في الاسلام لا مجال للفصل بين السياسة والاخلاق , ذلك بأن سأئر امور الدنيا – بما في ذلك وعلى رأسه امور السياسة وسلوك الحكام – يتعين ان تسير في اطار القيم السامية التي ارست دعائمها في القرآن والسنه , فالحاكم في الاسلام هو انسان فاضل تكون فيه المثالية و الفضيلة مجسدتين .