- السبت نوفمبر 07, 2009 12:59 pm
#22629
فن السياسة بين الماوردي والفكر والمكيافيلي
ليس ثمة شك في أن الفكرة الأكثر شيوعاً بصدد عالم السياسه هي أنه عالم لا يعرف الأخلاقيات, ولا يعترف إلا بالمصالح.
والحق أن مرد تلك الفكره هو _في المقام الأول _ إلى المفكر الإيطالي الشهير نيقولا مكيافيلي, الذي يعتبرة الكثيرون رائد فن السياسة,
أولاً : إطلالة على قواعد فن الحكم في فكر مكيافيلي:
ولد نيقولا مكيافيلي بمدينة فلورانسا الإيطالية عام 1469م .. وعاش حياتة في رحاب واقع سياسي بالغ الفساد, إذ كانت بلاده إيطاليا وقتذاك مقسمة إلى عديد من الإمارات يخيم الصراع والخلاق والتدابر على العلاقات فينا بينها
وفي ظل تلك الإمارات كان العنف والقتل ضمن الإساليب الطبيعة للحكام, وكما كان الإيمان والصدق مجرد وساوس صبيانية لا يكاد يعترف بها من يرى نفسة مستنيرا من الناس ,, وأصبحت القوة والحيلة والخديعه مفاتيح النجاح,, أما الفجور والتهتك فكانا من الاستشراء بحيث لم يكن بمقدور المرء أن يحدد لهما مدى.
يقول مكيافيلي: إن الأمير الجديد يعيش في جومن المخاطر فمخاوف من الداخل تكمن في سلوك رغيتة, ومخاوف من الخارج تتمثل في سلوك الدول المجاورة له,, وبصدد الداخل يتعين على الأمير أن يخشى كل خصومه,, وكثيراً من الأصدقائه,, ومعظم رعاياه, إن يخشى أن يتخلص من خصومه وحساده بكل ما أوتي من قوة,, وكلما وجد إلى ذلك سبيلاً.
وهكذا فإن على الأمير الراغب في دوام سلطانه,,حسب مكيافيلي,,
أن لا يعبأ كثيراً بالفضائل , ذلك بأن الغرض من السياسة هو معيار نجاح السياسي من عدمه ,, بغض النظر عن ممارساته السياسية هو الحفاظ على القوة السياسيه وتدعيما وذلكم إذا هو معيار نجاح السياسي من عدمه بغض انظر عن ممارساته السياسيه . وسواء أكانت قاسية أو غادرة,, وعلى
صعيد العلاقات الخارجيه ينصح مكيافيلي الأمير بأن ينهج نهج القدماء فيجمع في تصرفاته بين أساليب الإنسان,وأساليب الحيوان فإن هو لجأ إلى أساليب الحيوان تعين عليه أن يكون ثعلبا وأسدا في ذات الوقت , وأن يكون في علاقاته الخارجية ثعلباً وأسداً في آن واحد .,, فعليه أن يكون مخادعاً ومداهنا ومرائيا وماكرا ومحتالاً كالثعلب, وقويا عنيفاً قاسبا باطشا كالأسد, وهكذا يتضح في ثنايا كل ماتقدم أن مكيافيلي قدم فنا للسياسة يتركز على الفصل التام بينهما وبين الاخلاص..
.ثانياً: فن السياسة في فكر الماوردي:
إن الناظر في مصنفات الماوردي المختلفة سرعان مايدرك أن موضوع فن السياسة قد استأثر بجانب كبير من اهتماماته. وحظي بنصيب وافر من عنايتة.اذ راح الشيخ في ثنايا غير واحد من كتبة يقدم للحاكم مجموعة من قواعد السلوك السياسي نصحهأ، يلتزمها إن هو أراد أن تستقيم أمور سلطانه, وتتدعم أركان حكمه, ويصلح حال المجتمع ولرعيبه, وإنها القواعد التي صاغها الماوردي معتمداً على خبراته المستمده من تجربته السياسيه الذاتبيه ومعايشته لواقع عصره السياسي من ناحيه ومستندا من ناحية اخرى الى قرآته المتنوعة لتاريخ نظام الحكم للحضارات الاخرى. ثم يقدم الماوردي مجموعة من النصائح للحاكم من حسن الظن بالنفس وعدم الكبر والتعالي, والعجب بالنفس, وأيظاً ينصح الحاكم بضبط لسانه والتزام الصمت في غير الضروره, واذا مان لا محالة له في الكلام فلا بد أن يدقق في الكلام قل ان يصدره,, ووهذا لأنه محط انظار الناس وكما انه لا يمكنه استرجاع ماقاله.,وايظاً ينصح بكتمان السر , والقدره على ضبط إمارات الوجه, ايظاَ انا على الحاكم فظلاً عما سبق أن يلتزم الصدق ,, وأن يتجنب الكذب. ذلك ان الصدق به أليق والكذب يحط من قدره ومكانته,ويقول عليك ايها الحاكم أن تلتزم اسلوووب الترغيب والترهيب فتتخير لكل موقف مع مايتماشى معه,, من هذين الاسلوبين,, ثم بعد ذلك يبين للحاكم طريقةاستخدامهما.. ثم يقووول ان على الحاكم ان يعرف كيف يكون ليناً رحيماً رقيقاً,, كما أن عليه ان يعرف كيف يكون غليظاً قاسياً ,أما القاعده الذهبية التي لايمل الماوردي من تكرارها حتمية اتباع الحاكم لشورى, وعدم الإستناد على رأيه فقظ,,, وايظاَ يضيف بأنه يجب على الحاكم أن يوفي بالعهود سواء على الصعيد الداخلي مع رعيته أو مع العالم الخارجي,,وذكر ايظاَ بوجوب قيام الحاكم بالسؤال عن رعيته ومسلك موظفيه ومرؤسيه
وأخيراً >> فإن على الحاكم إن هو أراد لدولته البقاء والمنعة أن لايقتصر في أمر التعرف على أخبار البلاد المجاوره لدولته وهذا لأن الاوضاع في البلاد والمجاوره تؤثر دون ادنى شك على أوضاع بلاده..
[/size]
ليس ثمة شك في أن الفكرة الأكثر شيوعاً بصدد عالم السياسه هي أنه عالم لا يعرف الأخلاقيات, ولا يعترف إلا بالمصالح.
والحق أن مرد تلك الفكره هو _في المقام الأول _ إلى المفكر الإيطالي الشهير نيقولا مكيافيلي, الذي يعتبرة الكثيرون رائد فن السياسة,
أولاً : إطلالة على قواعد فن الحكم في فكر مكيافيلي:
ولد نيقولا مكيافيلي بمدينة فلورانسا الإيطالية عام 1469م .. وعاش حياتة في رحاب واقع سياسي بالغ الفساد, إذ كانت بلاده إيطاليا وقتذاك مقسمة إلى عديد من الإمارات يخيم الصراع والخلاق والتدابر على العلاقات فينا بينها
وفي ظل تلك الإمارات كان العنف والقتل ضمن الإساليب الطبيعة للحكام, وكما كان الإيمان والصدق مجرد وساوس صبيانية لا يكاد يعترف بها من يرى نفسة مستنيرا من الناس ,, وأصبحت القوة والحيلة والخديعه مفاتيح النجاح,, أما الفجور والتهتك فكانا من الاستشراء بحيث لم يكن بمقدور المرء أن يحدد لهما مدى.
يقول مكيافيلي: إن الأمير الجديد يعيش في جومن المخاطر فمخاوف من الداخل تكمن في سلوك رغيتة, ومخاوف من الخارج تتمثل في سلوك الدول المجاورة له,, وبصدد الداخل يتعين على الأمير أن يخشى كل خصومه,, وكثيراً من الأصدقائه,, ومعظم رعاياه, إن يخشى أن يتخلص من خصومه وحساده بكل ما أوتي من قوة,, وكلما وجد إلى ذلك سبيلاً.
وهكذا فإن على الأمير الراغب في دوام سلطانه,,حسب مكيافيلي,,
أن لا يعبأ كثيراً بالفضائل , ذلك بأن الغرض من السياسة هو معيار نجاح السياسي من عدمه ,, بغض النظر عن ممارساته السياسية هو الحفاظ على القوة السياسيه وتدعيما وذلكم إذا هو معيار نجاح السياسي من عدمه بغض انظر عن ممارساته السياسيه . وسواء أكانت قاسية أو غادرة,, وعلى
صعيد العلاقات الخارجيه ينصح مكيافيلي الأمير بأن ينهج نهج القدماء فيجمع في تصرفاته بين أساليب الإنسان,وأساليب الحيوان فإن هو لجأ إلى أساليب الحيوان تعين عليه أن يكون ثعلبا وأسدا في ذات الوقت , وأن يكون في علاقاته الخارجية ثعلباً وأسداً في آن واحد .,, فعليه أن يكون مخادعاً ومداهنا ومرائيا وماكرا ومحتالاً كالثعلب, وقويا عنيفاً قاسبا باطشا كالأسد, وهكذا يتضح في ثنايا كل ماتقدم أن مكيافيلي قدم فنا للسياسة يتركز على الفصل التام بينهما وبين الاخلاص..
.ثانياً: فن السياسة في فكر الماوردي:
إن الناظر في مصنفات الماوردي المختلفة سرعان مايدرك أن موضوع فن السياسة قد استأثر بجانب كبير من اهتماماته. وحظي بنصيب وافر من عنايتة.اذ راح الشيخ في ثنايا غير واحد من كتبة يقدم للحاكم مجموعة من قواعد السلوك السياسي نصحهأ، يلتزمها إن هو أراد أن تستقيم أمور سلطانه, وتتدعم أركان حكمه, ويصلح حال المجتمع ولرعيبه, وإنها القواعد التي صاغها الماوردي معتمداً على خبراته المستمده من تجربته السياسيه الذاتبيه ومعايشته لواقع عصره السياسي من ناحيه ومستندا من ناحية اخرى الى قرآته المتنوعة لتاريخ نظام الحكم للحضارات الاخرى. ثم يقدم الماوردي مجموعة من النصائح للحاكم من حسن الظن بالنفس وعدم الكبر والتعالي, والعجب بالنفس, وأيظاً ينصح الحاكم بضبط لسانه والتزام الصمت في غير الضروره, واذا مان لا محالة له في الكلام فلا بد أن يدقق في الكلام قل ان يصدره,, ووهذا لأنه محط انظار الناس وكما انه لا يمكنه استرجاع ماقاله.,وايظاً ينصح بكتمان السر , والقدره على ضبط إمارات الوجه, ايظاَ انا على الحاكم فظلاً عما سبق أن يلتزم الصدق ,, وأن يتجنب الكذب. ذلك ان الصدق به أليق والكذب يحط من قدره ومكانته,ويقول عليك ايها الحاكم أن تلتزم اسلوووب الترغيب والترهيب فتتخير لكل موقف مع مايتماشى معه,, من هذين الاسلوبين,, ثم بعد ذلك يبين للحاكم طريقةاستخدامهما.. ثم يقووول ان على الحاكم ان يعرف كيف يكون ليناً رحيماً رقيقاً,, كما أن عليه ان يعرف كيف يكون غليظاً قاسياً ,أما القاعده الذهبية التي لايمل الماوردي من تكرارها حتمية اتباع الحاكم لشورى, وعدم الإستناد على رأيه فقظ,,, وايظاَ يضيف بأنه يجب على الحاكم أن يوفي بالعهود سواء على الصعيد الداخلي مع رعيته أو مع العالم الخارجي,,وذكر ايظاَ بوجوب قيام الحاكم بالسؤال عن رعيته ومسلك موظفيه ومرؤسيه
وأخيراً >> فإن على الحاكم إن هو أراد لدولته البقاء والمنعة أن لايقتصر في أمر التعرف على أخبار البلاد المجاوره لدولته وهذا لأن الاوضاع في البلاد والمجاوره تؤثر دون ادنى شك على أوضاع بلاده..
[/size]