صفحة 1 من 1

المبحث الرابع(فن السياسة بين الماوردي والفكر الميكافلي)

مرسل: الأحد نوفمبر 08, 2009 12:56 pm
بواسطة فيصل محمد العويرضي

فيصل محمد صالح العويرضي(427104694)
تلخيص المبحث الرابع(فن السياسة بين الماوردي والفكر الميكافلي)
المادة(العلاقات الدولية في الإسلام)


*البداية:-

ليس ثمة شك في أن الفكرة الأكثر شيوعآ بصدد عالم السياسة هي أنه عالم لايعرف الأخلاقيات,ولايعترف الا بالمصالح,وبالتالي كل حاكم يريد لسلطانه البقاء أن لايشغل نفسه كثيرآ بالمثل والقيم كمحدد لسلوكه السياسي,وأن يلجأ في سبيل تدعيم حكمه إلى سائر الوسائل المتاحه لديه حتى وإن كانت منافية للأخلاق,مقرونة بالرذائل.
حيث أن مرد هذه الفكرة في الأول يعود إلى المفكر الشهير نيقولا ميكافلي,حيث يبقى التساؤل هل فكرة الفصل بين السياسة والأخلاق هي فكرة مقبولة في التصور السلامي لعالم السياسة؟
هذا ماسوف نسعى إليه في هذا المبحث حيث نقوم بعرض قواعد فن الحكم عند ميكافلي ثم نواجهه بوضع فكر الماوردي.

أولآ:إطلالة على قواعد فن الحكم في فكر ميكافلي:

يقول ميكافلي إن الأمير الجديد يعيش في جو من المخاطر فمخاوف من الداخل تكمن في سلوك رغبته, ومخاوف من الخارج تتمثل في سلوك الدول المجاورة له.حيث في الداخل يجب على الأمير أن يخشى كل خصومه,وكثيرآ من أصدقائه,ومعظم رعاياه,إن عليه أن يتخلص من خصومه وحساده بكل ما اوتي من قوة,وكلما وجد إلى ذلك سبيلآ.وان لا يدخر اي وسيلة في سبيل الهيمنة على السلطه.والأمير الذي يريد بقاء حكمه عليه أن لايعبأ كثيرآ بالفضائل والحفاظ على القوة السياسية وتدعيمها.
ويقول على الأمير أن لايكون في علاقته مع رعياه طيبآ على الدوام,وأنه لايتعين على الأمير أن يكون كريمآ على نحو يؤدي الى فقره,وأن يكون قاسيآ معهم,وذلك من شأن الرحمه تؤدي إلى الفوضى.
وخلاصة القول أن ميكافلي نصح الأمير بأن لايعبأ كثيرآ في سياسته لرعياه بالقضايا الأخلاقية,حال العدل والظلم,والخير والشر,والحق والباطل حيث أن الغاية النهائية للأمير هي التمكين لسلطانه وتعظيم قوته.
وأن يكون في علاقاته الخارجية ثعلبآ واسدآ في آن واحد وان يكون مخادعآ مداهنآ مرائيآ محتالآ,وقويآ عنيفآ قاسيآ كالأسد.


ثانيا:فن السياسة في فكر الماوردي:

قواعد الحكم التي اتى بها الماوردي في كتبه كلها مستنده الى القيم الاسلامية السامية المستمده من القرآن الكريم وسنة رسوله,حيث نصح القائد السياسي بضرورة الاخذ بناصية الأخلاق والتمسك بالفضائل باعتبارها درة تاجه وزينة صولجانه.ويحذره من الغرور مؤكدآ على ان اقدرا الملوك تقاس بما ينجزونه من اعمال ولي بالكبر والتعالي على رعياهم من بني البشر.وان يحذر من المدح من المنافقين.
والقاعده الثانيه في سلسلة قواعد فن الحكم الماوردي هي ضبط اللسان,في معنى لزوم الصمت ما أمكن واجتناب الكلام دونما ضرورة,
وعليه أن يمعن التفكير قبل أن يطلق لسانه للعنان,وان يدقق في اختيار لفظاته وعباراته,لأنه دوما يكون محط الأنظار.
ويأتي بعدها القاعده الثالثه وهي كتمان السر والقدرة على ضبط امارات الوجه,بحيث لايفطن ناظروه إلى مكنونات صدره,حيث يعتبر أن هذه القاعده هي أمضى في سبيل تحقيق الأهداف.وعليه أيضآ ان يعتمد الصدق وينبذ الكذب,ذلك بأن الصدق به اليق,حيث أن الكذب يحط من قدره,ويحذر أيضآ من الغضب وينصحه بتجنبه,لأن من شأنه أن يبعد المرء عن جادة الصواب.
وايضآ يلح الماوردي على الحاكم الوفاء بالعهود حيث يمثل احد القواعد الرئيسية في اسلوب الحكم,ويلح الاوردي ايضا في التأكيد على الشورى فيقول: من استغنى برأيه ضل,ومن اكتفى بعقله زل.ووهي من اهم القواعد الاساسية للحكم عند الماوردي حيث ييعتبر ان الشورى قاعدة حتمية لابد من القيام بها,وايضآ من القواعد التي الزم بها الماوردي الحاكم هي الاستخبار عن حال الرعية ومسلك موظفيه ومرؤوسيه,وايضآ ركز الماوردي على انه يجب للحاكم ان ارداد لدولته البقاء والمنعه ان لايقصر في التعرف على اخبار البلاد المجاوره حيث تؤثر عليه هذه الاوضاع بشكل كبير.