منتديات الحوار الجامعية السياسية

فليقل كل كلمته
#22778

مقال به معاني جميله
الذي أتمنى أن ينااال على رضاااااكـم ..



صراع الحضارات


بقلم : وسام النصر



تقدم الطفل ذو الملامح الغربية إلى المحاسب في البوفِيْه ، و بدأ حديثه باللهجة الأمريكية :

“Excuse me sir, can I have one French fries, one iced strawberry juice and a bottle of water please!”

ليتبعه مباشرةً طفلٌ آخر يملي طلباته :

“يا محمد .. عطنا واحد همبرجر و واحد بطاط و واحد ببسي ، هاه !!”

كنت أقف خلفهما منتظراً دوري ، بل كنت شاهداً على صراع الحضارات الثقافي أعلاه ، الحضارة الغربية والحضارة الشرقية .. صراعٌ في مخيلتي فجره طفلان لم يبلغا العاشرة من العمر ، و دون حتى أن يشعرا بذلك ..

طرقت برهة من الزمن .. و في رأسي عشرات الأسئلة ، لم أكن أبحث عن إجاباتٍ لها بقدر ما كنت أحاول ترتيب عشوائيتها ، أسئلةٌ يصب بعضها في التربية و بعضها في الدين ، و الآخر في الآداب .

تضمنت كلمات الطفل الغربي عباراتٍ مثل : عفواً ... سيدي .. لو سمحت .. في حين لم يكن من الطفل “ابن البلد” إلا أن بدأ حديثه بِـ “يا محمد” ، قالها كأسلوب نداءٍ رسمي و معتبر ، و أتبع ذلك بأوامر عدةٍ كما لو كان العامل مملوكاً له .

لا زلت أجهل السر وراء استخدام كلمة “محمد” كاسمٍ لكل من هو غير معلومٍ لدينا من العمالة الأجنبية ، مع أن الله سبحانه و تعالى فضل نبيه “محمداً” - صلى الله عليه وآله وسلم - على العالمين ، ولا أظن أن امتهان اسمه بهذا الشكل أمرٌ مقبول ، بل لماذا لا يَعتَبِر كل واحدٍ فينا أن العامل يحمل نفس اسمه هو ، ألن يعتبر ذلك انتقاصاً لذاته ؟؟

ربما من الأجدى لنا إضافة تلك الطريقة فـي النداء إلى اللغة العربية ، و نخصص استخدامها للمنادى النكرة بالنسبة لنا .. ليس تقليلاً من شأن العامل الأجنبي لا سمح الله ، إنما من باب أنها الطريقة المثلى المزعومة لمناداة أي عامل لا نعرف اسمه ، و من دون الأخذ بعين الاعتبار أصله أو ديانته ..

أسلوب الطفل “ابن البلد” المتسم بالفظاظةِ ، و التي كانت تكفي لزخرفة العبارة أعلاه بعناصر من الرق والعبودية ، فيه من التهجم و التهديد ما يكفي لعقف حاجبي العامل و غضبه من الطفل ، فلم يكن محتوياً حتى على أقل كلمات الطلب شأناً مثل “ممكن” ، و الأدهى من ذلك أن ينهي عبارته بـ “هاه” و التي لم أجد ما يعادلها في اللغة العربية أو حتى في آداب التحدث مع الناس .

شيءٌ يدعو إلى التأمل حقاً ، أن يكون الطفل الغربي أكثر تأدباً من الطفل الشرقي ، و أن يكون أكثر تمسكاً بتلك الآداب حين الحديث مع الأغراب بغض النظر عن وظائفهم .. و أن يكون الطفل الشرقي مثالاً لنقيض ذلك ..

شيءٌ يبعث على الخجل ، أن يكون لدينا القرآن الكريم و سنة نبيه المصطفى - عليه وعلى آله أفضل الصلاة و التسليم - و لا نتذكر قوله تعالى {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (*) ، أن يُبعثَ الرسول - صلوات الله وسلامه عليه - ليتمم مكارم الأخلاق ، ونحن نستمر في الإعراض عن كل ذلك .

قبل سنواتٍ قليلة فقط ، قامت قائمتنا ولم تقعد عندما أساء الغرب لنبينا الكريم ، ولم نحرك ساكناً أمام كل الابتذالات التي تحصل بشكل يومي منا و من غيرنا ، و أعلنا مقاطعة منتجاتهم و لم نفكر في إصلاح نتاجنا الشخصي و الفكري قبل ذلك ، أحرقنا أعلامهم و لم نعتقد بوجوب التخلص من جهلنا أولاً .

وصل دوري بينما كنت غارقاً في خضم كل تلك التساؤلات ، فلمحت الطفل الغربي يأخذ طلبه و يقول :

“Thank you sir.”

وقبل أن أبدأ التفوه بطلبي سمعت الطفل “ابن البلد” يقول :

“وين الكتشب ياخي .. شفيك انت!!”

ارتسمت على شفتي ابتسامة ، ربما لأن لدي طفلاً أبسط حقوقه علي هو زرع مكارم الأخلاق فيه ..

By نوره العنزي
#22815
يعطيك العافيه اخوي والله يجزيك خير ويجزي كاتب المقال
فعلا هالكلمه تمر مرور الكرام ماقد انتبهنى للمعنى
لو نقول لسعودي يامحمد كان زعل؟ وقال انا مو هندي
احنا فعلا عندنا مشكله باحترام الاخر والخلل بثقافة المجتمع رغم انه دينا يدعي للعكس بس هم عندنا نقص بتمسك وتطبيق الدين
والكارثه انه سلوك الخاطئ اكثر مايكون في الجامعه شمعة المجتمع هذا المكان المقدس كثير من طالبات وطلبه ينظرون للعامل والعامله
سواء بالكفتريا او مباني الجامعه على انهم بشر خارج نطاق الخدمه مفصوليين عن الآدميه وماادري ليش صراحه
الاحظ هذا الوضع كثير وكأنه احنا شعب الله المختار على الارض وهذولي مو شي

ياريت نسكر عيونا دقليق ونتخيل انفسنا مكانهم اكيد بعدها بنشوفهم بعين ثانيه
اما الي بتم يشوفهم بنفس النظره الدونيه فهذا اعمى اكيد

وششششششششكككككككككككرررررررررررررررااااااااااااااااااااااا
#22848
[size=150]سلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أنا أرى أن الكاتب يريد أن يصور أننا مجتمع يفتقر إلى الاسلوب في التعامل مع العماله , لكن لو نظرنا إلى المقال لوجدنا أنا المكان الذي كانا فيه هذين الطفلين مكان تجاري فالطفل ابن البلد يرى أن المسألة مسألة تجارية فهو لا يستجدي البائع من خلال الالفاظ أن يعطيه مايريد لكن أنا أتفق مع الكاتب في منادات العماله , لكن ماسبق نجد كذلك أن الطفل الغربي يتكلم بلغته ليس فيها تحريف ولو أردنا أن نترجم هذه اللغة على لسان الطفل ابن البلد لقال تكفى عطني وهذه الجملة تعتبر إستجداء في غير محله , ولو كان المكان جمعية خيرية لرأينا أن الطفل ابن البلد سوف يقول كلمات افضل من الطفل الغربي .[/size]
#22889
يسعدلي مسااائكم جميعاا ..

اشكركم ع مروركم الجميل والتعليق الاجمل واحترم رأيكـ اخوي عبدالعزيز ..

لاحرمنااا منكـم ..