منتديات الحوار الجامعية السياسية

على مقهى الحياة

المشرفون: عبدالله العجلان،عبد العزيز ناصر الصويغ

#22891

بسم الله الرحمن الرحيم
سقراط


رأى سقراط وتبين أن سعاده الانسان لا تتحقق الا بالفضيله ،وما هذه الفضيله الا معرفه الخير وعمله ،
وعلى المرء امران في غايه الاهميه ؛بل هما معيار وجوده ،ودليل كينونته ،البحث عن الخير اولا ،
ثم عمله او اتباعه ثانيا .
كما راى سقراط في بحثه عن الحكمه ان الحكمه الحقيقيه هي العمل على نشر الفضيله بين الناس
بالتعليم والقدوة او "كمال العلم لكمال العمل " وادرك سقراط ان الفضيله كائنه في الانسان ؛
انما تحجبها ستارات من الاوهام ، والافكار الخاطئه ؛لذا قرر ان ياخذ على عاتقه تمزيق هذه الستائر
او الحجب لاخراج الفضيله من الضلمات الى النور ..
واستقر عند اسلوب وجد انه يحقق له هذا الهدف ،وتلك الغايه ،وهو توعيه الاخرين ،
وتنشيط فكرهم فردا فردا باسئله ومحاورات تنقلهم من حقيقة الى حقيقة اخرى ،حتى يصل الى
النتيجة المحتومة التي ترسو عندها الحكمه والمعرفة ؛لينطلق الانسان في تعديل سلوكه ،
او تقويم اتجاهه في الحياة بنبذ الشر ،وتوخي الحق والعدل ،ومقاومه الظلم والقهر او نصرة الضعفاء
والبؤساء والمضلومين .
وأخذ سقراط يجوب شوارع اثينا ،يستوقف الناس ،يحدثهم ،يحاورهم ،كان يفعل ذلك
دون مراعاة شؤونه الخاصه ،حتى ان هيئته كانت تنم عن الفقر والتقشف ،
قاسى البرد والحر والجوع والظماء في سبيل الرسالة التي اخذ على عاتقة أداءها ،
والتي جعلته فيلسوف كل العصور بلا منازع .
وكان لسقراط قدره على المبادره اللطيفة ، والحديث العذب ، سياقة الحجج والادلة والبراهين ،
وتقريب الامور الى الناس .
واستمر سقراط على هذا النحو اكثر من اربعين سنة ،وكلما كان يكثر اتباعه وتلامذته ،
كان يكثر ايضا اعداؤه ،ويتضاعف عدد خصومه خاصه وأن نزوله الى الأسواق واختلاطه بالعامه
كاد يقلب النظام الديني والسياسي في اثينا .
وكان من اكثر ما قلب السلطة الدينية والسياسية على سقراط هو عدم تسليمه بما يحكى عن الألهه
الكثيره الموجودة في بلاده ،واعتبر ان الديانه التقليدية التي تعتمد ألهه اثينا المتنازعه فيما بينها
ليست اساسا سليما للسلوك الاخلاقي ،وقال :"ان هناك نظاما للقيم معياره الفضيله ، ومحكمه العقل ،
وهو محفور في ضمير الانسان ،وليس في المراسم والطقوس الخارجيه ".
واجتمع خصوم سقراط بتأييد من حكام المدينه ،وكان اكبر الخصوم ثلاثه :"اينتوس "
احد الزعماء السياسيين ورجال الصناعه الذي اقنع سقراط ابنه بالانظمام اليه ،و"ميلتوس"
وهو شاعر شاب مغمور طلب منه اينتوس تقديم دعوى ضد سقراط واستعان بخطيب مشهور
اسمه "ليكون"ورفعت الدعوى الى الملك .
تضمنت الدعوى تهمتين لسقراط : اولهما :انه لايعترف بألهه المدينه ويعمل على احلال
ألهه جديده مكانها ، ويفسد الشباب . اما العقوبه المطلوبه فكانت الاعدام .
ورغم محاولات سقراط للدفاع عن نفسه ،ورغم محاولات اتباعه وانصاره ،
وتلامذته التصدي لخصومه وانقاذه من الموت .. ومع ذلك حكم عليه بالموت بشرب السم ،
فرضخ للقرار الظالم ، واستسلم لنهايته ، ومات سقراط عام 400 قبل الميلاد .



وقفـــــــــــــــه ...

حتى لاتكون صماء !!..

صديقاتي ... اتدرون حين لاتكون الكتابه علاجا لالم داخلي

كخوف أو ضيق أوفرح .. حين لاتكون ابعد اثرا من كلمات

وحبر مهدور منسفح على ورق .. حين لاتكون كذلك ، فانها

لن تساوي اكثر من كتابه صماء تبقينا في العتمه لانضيء

شمعه ولا نرى في الظلمه .. ولا يسمع صوتنا كائــــــــن .

انتهـــــى ..