يقود الحوثيون الشيعة في اليمن اليوم عبد الله الحوثي الذي ورث تركة الحركة بعدمقتل زعيمها حسين الحوثي قبل خمسة أعوام والذين تدفعهم نزعة انفصالية لاحياء مجد الطائفة الزيدية التي حكمت اليمن ألف سنة و تتهمهم الحكومة بتلقي الدعم من ايران و اقامة روابط مع حزب الله ؛و هم يعلنون معارضتهم لانغماس النظام بالمصالح الأميركية منذ أحداث 11 أيلول 2001. وقد اتسع نطاق القتال منذ أواخر تموز الماضي ليأخذ شكل المعارك الضارية ويتفجر بعنف منذ11 ا؟ب ليمتد الى الحدود السعودية بعد سيطرة الحوثيين على محافظة صعدة والتمركز في منطقة جبل الدخان المتاخمة للحدود كمناطق دفاع طبيعية حصينة وأصبحوا يشكلون قوة لا يستهان بها حيث عبروا الحدود على امتدادأربعين كيلو مترا وبعمق عشرة كيلو مترات فأعلنتها السعودية منطقة عمليات عسكرية وتم اجلاءخمسين ألف نسمة من 240 قرية فيها وما لبثت أن ردتهم على أعقابهم . وقد أطلقت ايران تحذيرا شديد اللهجة من التدخل في اليمن !! اشارة الى الهجمات الجوية والبرية السعودية ليعلن اليمن رفضه لهذه التصريحات وادعاء ايران الوصاية على مواطنيه الشيعة والتدخل السافر في شوؤنه الداخلية! واذا كانت الذرائع الايرانية وحتى لدى الحوثيين انفسهم بأنهم تعرضوا للمظالم التاريخية من قبل الرئيس اليمني بالرغم من أنه زيدي فقد وجدت ايران في ذلك الذريعة لتتربص وتحرض وتؤجج وتمول وتسلح ... لتحقيق الهيمنة وتوسيع رقعة النفوذ واحكام طرفي الكماشة والاطباق من الجانبين على منطقة الخليج برمتها . وذا كان السبب كما يزعمون هو المظالم التاريخية فالمظالم لا ترفع عن الناس باشهار سيف الفتنة وتمزيق البلاد واستباحة الحرمات والدماء وارتهان البلاد والعباد لنيران الفتنة الطائفية ثم توسيعها وتصديرها للجوار وتأجيج نيرانها في كل مكان ؛ ومن هنا يأتي الخطر الأكبر لمثل هذه الحركات التي تجد الدعم والتوجيه من الخارج والذي يهدف لزعزعة أمن الجوار وخاصة السعودية ومن ثم الأمن العربي من خلال توسيع اطار الصراعات الطائفية والفتن المذهبية مما يفتح الباب واسعا أمام التدخل الخارجي تحت ذريعة حماية حقوق الأقليا ت واحترام الحريات...!!! كما يأتي مكمن الخطر الداهم لمثل هذه الحركات من محاولتها اشغال الأمة العربية عن مساعيها لتجميع قواها وقدراتهالتكون عنصرا فاعلا ومؤثرا في منطقتها ولتأخذ دورها الأقليمي الحقيقي وادخالها في دوامات النزاعات الداخلية والفتن العرقية والطائفية كما حدث في العراق ولبنان والسودان والصومال...وان ما يساعد على ذلك هو غياب التضامن العربي في الراهن الحالي والذي يعني وحدة الكلمة والموقف والصف وهو ما يصبح خطرا أشد ايذاءا للأمة من الأخطار الأخرى التي تنجم عن عمليات التمرد الطائفية والحركات المسلحة المذهبية على امتداد الساحة العربية.
مرة أخرى وأخيرة فان تمرد الحوثيين ليس سوى خطوة أخرى على طريق اثارة الفتن واشعال النزاعات و اضرام نار الصراعات في أنحاء الوطن العربي لأهداف لئيمة خبيثة معروفة ومرسومة.