منتديات الحوار الجامعية السياسية

خاص بالمشكلات السياسية الدولية
#23926
الخميس يون 19 2008
واشنطن - ، ا ف ب - صرح المرشح الديموقراطي في السباق للوصول الى البيت الابيض باراك اوباما امس ان سياسة الجمهوريين حول الامن القومي جعلت الاميركيين اقل امانا ويحظون باحترام اقل، وذلك ردا على هجوم من منافسه الجمهوري جون ماكين حول موضوع الارهاب. ونال ماكين في هذا الوقت دعم الرئيس الاميركي جورج بوش في مطلبه السماح بالتنقيب البحري عن النفط قبالة السواحل الاميركية في وقت تسجل فيه اسعار النفط ارتفاعا كبيرا.
وعقد اوباما اجتماعا لمجموعة جديدة من المستشارين حول السياسة الامنية شملت شخصيات كانت تدعم منافسته السابقة هيلاري كلينتون مثل وزيري الخارجية السابقين مادلين اولبرايت وورين كريستوفر. كما التقى سناتور ايلينوي حوالى اربعين جنرالا واميرالا متقاعدا لاستعراض وضع القوات المسلحة الاميركية، في اطار رده على هجوم جديد من معسكر ماكين حول خططه لمحاربة التطرف الاسلامي. وقال اوباما بعد لقاء المستشارين الامنيين "ارفض ان اتلقى عظات حول الامن القومي من قبل اشخاص مسؤولين عن اكثر القرارات كارثية في مجال السياسة الخارجية في تاريخ الولايات المتحدة الحديث".

واضاف ان: "الوقائع تثبت ان جورج بوش وجون ماكين كانا ضعيفين في مجال الارهاب، لقد فشلت مقاربتهما وبسبب سياستهما اصبحنا اقل امانا ونحظى باحترام اقل، واقل قدرة على قيادة العالم". واوضح ان: "آن الاوان لقلب الصفحة" مطالبا بانهاء الحرب في العراق "بشكل مسؤول" والتركيز على محاربة طالبان والقاعدة في افغانستان.
من جهته اتهم رئيس بلدية نيويورك السابق الجمهوري رودولف جولياني، اوباما "بانتهاج مقاربة اقل صرامة في جميع الملفات ومقاربة من موقع دفاعي، لمحاربة الارهاب". وقال جولياني ان الانتخابات الرئاسية الاميركية في الرابع من تشرين الثاني (نوفمبر) ستضعنا امام خيار "هل نريد ان نتخذ موقفا دفاعيا او هجوميا لمكافحة الارهاب؟".

واضاف جولياني الذي ساهم في تخفيف معاناة هذه المدينة بعد اعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2001 ان "الحقيقة هي ان هذه البلاد ابقيت آمنة على مدى السنوات السبع الماضية". ويتطرق ماكين واوباما باستمرار الى هذا الموضوع منذ اقرت المحكمة العليا الاسبوع الماضي حق المعتقلين في غوانتانامو الذين يشتبه في علاقتهم بالارهاب بعضهم منذ اكثر من ست سنوات، في اللجوء الى المحاكم المدنية للطعن في اعتقالهم. وانتقد ماكين بشدة هذا القرار الذي رحب به اوباما والحزب الديموقراطي.

وقالت مستشارة اوباما للسياسة الخارجية سوزان رايس ان المرشح الديموقراطي يقدم "استراتيجية ذكية" لمحاربة الارهاب تجمع بين تعزيز سلطة القانون وتحرك دبلوماسي وعسكري يعيد الى اميركا سمعتها لدى حلفائها. واضافت ان: "ذلك يناقض مقاربة بوش ماكين الفاشلة"، مشيرة الى عدم ترابط في اقوال ماكين الذي دعا الى اغلاق معسكر غوانتانامو.

وفي مطلق الاحوال تشير استطلاعات الرأي الى ان انتخابات هذه السنة ستخاض ليس على اساس موضوع العام 2004 الذي كان يركز على كيفية ابقاء اميركا آمنة، لكن حول الشخصية الافضل لاحياء الاقتصاد ومساعدة الناخبين الذين يواجهون مخاطر خسارة منازلهم ووظائفهم. واشار استطلاع جديد للرأي الى ان اوباما تقدم للمرة الاولى على منافسه الجمهوري في ثلاث ولايات اساسية.

وبحسب الاستطلاع الذي اجرته جامعة كينيبياك، فان اوباما يتقدم على ماكين في بنسيلفانيا (52 في المئة في مقابل 40 في المئة) واوهايو (48 في المئة في مقابل 42 في المئة ) وفلوريدا (47 في المئة في مقابل 43 في المئة ). وتعتبر النتائج في هذه الولاية الثلاث حاسمة لفوز احد المرشحين بالاستحقاق الرئاسي. ويحقق اوباما تقدما في استطلاعات الرأي على الصعيد الوطني منذ خروج هيلاري كلينتون من المنافسة.

من جانب اخر وفي مسعاه لمواجهة ارتفاع اسعار النفط اعلن ماكين تاييده لعمليات التنقيب عن النفط قبالة السواحل الاميركية ما استدعى انتقادات من اوباما الذي قال ان عمليات التنقيب هذه ستستغرق وقتا طويلا جدا وستخلف عواقب مسيئة على البيئة. لكن الرئيس بوش اعطى خلال حفل في البيت الابيض الاربعاء زخما جديدا لاقتراح ماكين عبر طلبه رفع الحظر عن عمليات التنقيب قبالة السواحل الاميركية. فقد طلب الرئيس الاميركي من الكونغرس رفع الحظر عن عمليات التنقيب البحرية عن النفط وهو تدبير من بين اربعة لمواجهة ارتفاع اسعار النفط والبنزين. وقال بوش في اعلان في البيت الابيض "على بلادنا ان تنتج مزيدا من النفط وعليها ان تبدأ ذلك اعتبارا من الان". ولكي تصبح هذه العمليات ممكنة، على الكونغرس ان يصدر القوانين اولا ثم يعلن الرئيس رفع الحظر.

كما دعا ماكين امس الى بناء 45 مفاعلا نوويا بحلول العام 2030 في اطار الحلول التي يتعين ايجادها لازمة الطاقة.