صفحة 1 من 1

لماذا اعيش ما دمت ساموت؟؟

مرسل: الخميس مارس 11, 2010 12:58 pm
بواسطة &أروى الدريس&
متعة قيام الليل وجمال الحياة في تلك اللحظات


هذه جارية للحسن البصري رضي الله عنه عندما باعها رجعت إليه تقول: يا مولاي رُدَّني، لقد بعتَنِي إلى قوم لا يقومون الليل، ولا يصلون إلا الصلواتِ الخمس. وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يكثر من قيام الليل حتى إن قيام الليل ترك أثرًا واضحًا في ملامحه، فكثرة البكاء بين يدي الله في القيام ترك خطين أسودين في وجهه، ومن أقواله: (لم يبق مِن حلاوةِ الدنيا إلا ثلاثة أشياء: قيام الليل، ولقاء الإخوان، والصلاة في جماعة). وكذلك ابن مسعود رضي الله عنه كان إذا هدأت العيون يُسمع له دويٌّ كدويِّ النَّحْلِ وهو يصلِّي.




الحصول على مرتبة الشرف الأولى:
يسعى كثيرٌ منَّا للحصول على الشهادات العليا، كالماجستير والدكتوراة، ويا حبذا لو كانت بتقدير ممتاز، أو مع مرتبة الشرف، هذا ما نسعى له في الدنيا. ولكن هل فكّر أحدنا في الحصول على مرتبة الشرف في الآخرة، وذلك بقيام الليل، فقد "نزلَ جبريلُ إلَى رسول اللهِ فقالَ لهُ: يَا محمَّدُ، اعْلَمْ أنَّ شَرَفَ المؤمنِ قيامُهُ باِللَّيل".
ومن الذين حصلوا على هذا الشرف، الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه الذي كان يقسِّمُ الليل، فيقوم الثلث الأول من الليل، ثم يوقظ زوجته فتقوم الثلث الثاني، ثم توقظ الأمُّ ابنتَهما فتقوم الثلث الأخير. وفي الليلة التالية، تقوم الأم الثلث الأول، ثم توقظ أنسًا ليقوم الثلث الثاني، ثمَّ يوقظ ابنته لتقوم الثلث الأخير، وهكذا كان بيت أنس يحظى بشرف قيام الليل كاملاً، فيا لها من منزلة عظيمة.. ويا له من شرف كبير!.




زيارة الشخصية المرموقة لمدينتنا منتصف الليل


أعلن أحد كبار المسئولين عن حضوره إلى المدينة ليلاً؛ لحلّ مشكلات المواطنين، وتلبية كل طلباتهم، فماذا يمكن أن تفعل وأنت واحد من سكان هذه المدينة؟!
بالطبع لن تنام في تلك الليلة، وستجد أن جميع أهل المدينة يستعدون لهذه المقابلة بأجمل منظر وأطيب رائحة، وكلٌّ منهم يحمل هدية تليق بمكانة المسئول الكبير، وأوراقًا تشمل جميع طلباته؛ كطلب وظيفة أو معونة أو قرض، أو إعفاء من رسوم أو... أو...، فمَن مِنا ليس عنده ما يؤرِّقُه؟! وستجد أن الجميع يحاولون التقرب إليه بشتى السبل.
ونظرًا لأن هذا المسئول تواضع وحضر إليك مبادرًا بمساعدتك، فلن تنسى له هذا الفضل أبدًا. وإذا حظيتَ برضَاه أو وَعْد منه؛ ستجلس لتحكي لكلِّ مَنْ تراه عما حدث بينك وبينه، فإحساسك بعظمة شأن هذا الرجل جعل مجرد تحدثه إليك فضلاً لا يعادله فضل.
كل هذا يحدث مع إنسان لا تفضله ولا يفضلك، نعم فأنت والمسئول سواء أمام رب العزة سبحانه وتعالى، ولا فضل لأيٍّ منكما على الآخر إلا بالتقوى والعمل والصالح، فما بالك إذا كان الذي يناديك، ويعطيك الموعد لتلبية كل ما تريد هو خالق هذا الكون ومالكه؟!.
ماذا ستفعل أنت وأهل بلدتك جميعًا؟! لا تتعجّب، فهذا ما يفعله الله الكريم معنا كل ليلة في الثلث الأخير! ينزل إلى السماء الدنيا، يمدّ لنا يد العون، وينادينا من قريب ليلبي حاجتنا: هل من تائب فأتوب عليه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من سائل فأعطيه؟.
ألا تخجل من الله العظيم جل شأنه؟! يناديك فلا تجيب نداءه! الذي يملك الدنيا بأسرها؛ يملك سعادتك وشقاءك، وغناك وفقرك، وحياتك وموتك، بماذا تنشغل عنه؟! بالدنيا الزائلة أم بالنوم والراحة؟ إذا كنت تنعم الآن بين أهلك وذويك؛ فتذكَّرْ يوم أن ترحل عن هذه الدنيا.


• خطوة.. خطوة:
لا تبدأ قيام الليل كله، أو نصفه أو ثلثه مرة واحدة، ولكن عليك بالتدرج؛ لأنَّ الرّسول صلى الله عليه وسلم يقول: (إنّ هذا الدِّين متين فأوْغلوا فيه برفق).
وصف قيامه صلى الله عليه وسلم:
جاء رجل إلى السيدة عائشة، فقال: يا أم المؤمنين أخبريني عن أعجب ما رأيتِ منْ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقالتْ: وأيُّ أمرِهِ لَمْ يكنْ عجبًا، أتانِي مرَّةً فدخلَ معي باللّحافِ [الغطاء الذِي يقي البردَ في الشِّتاءِ] ثمَّ قال لي: (دعيني أتعبَّدُ ربِّي ساعةً). فقلتُ لهُ: أحبُّ قربك وأوثرُ هواكَ. فقامَ يصلِّي، فبكَى، فكثرتْ دموعُهُ حتَّى رأيتُ دموعَهُ تبلُّ صدرَهُ، ثمَّ رجعَ فبكى، ثمَّ سجدَ فبكَى، فمَا زالَ كذلكَ حتى طلعَ الفجرُ.
فأتاهُ بلالٌ يؤذِنُهُ بالصَّلاةِ، فرآهُ يبكي؛ فقالَ له: مَا يُبكيكَ يا رسولَ اللهِ؟ فقالَ: وكيف لا أبكي يَا بلالُ وقدْ نزلتْ عليَّ اللَّيلةَ هذهِ الآيةُ: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُوْلِي الألْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}.
ويقولون: كان رسول الله يقوم الليل حتى تتورم قدماه؛ فتقول له: (يا رسول الله، أليس قد غفر الله لك ما تقدّمَ من ذنبك وما تأخّر؟. فيقول: أفلا أكون عبدًا شكورًا).




صحة الجسم:
صدر كتاب باللغة الإنجليزية لمجموعة من المؤلفين الأمريكيين بعنوان: (الوصفات المنزلية المجرَّبة وأسرار الشفاء الطبيعية) طبعة عام 1993، ومن المعلومات التي وردت فيه: (أنّ القيام من الفراش أثناء الليل، والحركة البسيطة داخل المنزل، والقيام ببعض التمرينات الرياضية الخفيفة، وتدليك الأطراف بالماء، والتنفس بعمق، له فوائد صحية عديدة). وهذا ما يفعله المسلم في قيام الليل من الوضوء والصلاة والدعاء.



بعد كل ذلك لابد لنا ان ندرك ان في العيش سعادة كبيرة
حتى وان كنا في اسوأ الضروف
وفي الحياة فوائد لاتعد ولا تحصى اهمها انها الوسيلة للوصول لبر الأمان في الاخرة وهي الجنة


لنتفق سوياً ونبدأ معاً في قيام الليل
لاحرج من ان نعترف اننا لانفعل ذلك كل ليلة فقد نجد من يعيننا
ويساعدنا لنلتزم بهذه الركعات المسؤولات عن سعادتنا
وقد نشد يعضنا بعض حين نتذكر اننا طبقنا جميعاً قيام الليل وفي كل ليلة


كيف نقوم بذلك
- النية: فإن لم تستيقظ كتب لك ثواب القيام؛ يقول صلى الله عليه وسلم: (إنَّما الأعمالُ بالنِّيَّاتِ، وإنَّما لكُلِّ امرئٍ مَا نَوَى)... [متفق عليه].
2 - الوضوء بعد الاستيقاظ مباشرة واستخدام السِّواك.
3 - افتتاح القيام بركعتين خفيفتين، ثم الصلاة بعدهما ما يشاء.
4 - الصلاة على قدرِ الاستطاعة؛ لقولِهِ تعالَى: {لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا}... [البقرة: 286]، فإذا غلب الإنسانَ النومُ نام، حتى يعرف ما يقول في صلاته.
5 - الدعاء عند القيام بدعاءِ النبي صلى الله عليه وسلم: (اللَّهُمَّ اجعلْ في قلبِي نورًا، وفي بصرِي نورًا، وفي سمعي نورًا، وعنْ يميني نورًا، وعنْ يساري نورًا، ومن فوقِي نُورًا، ومن أمامي نورًا، وأعظمْ لِي نورًا).



لماذا نعيش؟
ان كانت العبادة وسيلة لنوال الاخرة كيف نشعر بجمال الحياة الدنيا؟
هنا ستجد الاجابة:


نحن نعيش...
لكي نرسم ابتسامة..
ونمسح دمعة..
ونخفّف ألما..
ولأن الغد ينتظرنا..
والماضي قد رحل..
وقد تواعدنا مع أفق الفجر الجديد..




نحن نعيش...
لأن هناك من يستحق أن نقف معه..
ونفرح معه..
ونبكي معه..
ونضحي من أجله..
وأخيرا نموت معه..






نحن نعيش...
لأن الكثير يستحق أن نكتبه في صفحاتنا..
ونضيفه إلى قوائمنا..
ونعطّره بحبنا..
ونخبئه في قلوبنا..
فيبقى في ذاكرتنا...





نحن نعيش...
لأن الأمل وراء الجبل..
والشمس قادمة..
والليل سيرحل..
وإن أمطرت السماء بغزارة
فإن السيول ستجف يوما ما..
وإن عصفت الرياح شديدة ..
فستهدأ بعد لحظات..





نحن نعيش...
لأننا نمّثل شيئا بالنسبة للكثير..
ولأننا قدوة لكل طفل صغير..
ولنعطف على شيخ ،كهل في عمره كبير..
ولنمّد يدنا بكل صدق إلى أي إنسان فقير..





نحن نعيش...
لنعطي كما نأخذ..
ولنسقي الأرض القاحلة..
ونلّون الصفحات البيضاء..
وننقش على البحر كلمات تدوم..





نحن نعيش...
للحظات الجميلة في حياتنا..
ولنصنع أجمل حكاية حب تكتب في كتاب..
ولنصلح ماانكسر..
ونعيد ترميم مااندمر..
ونجدّد ماعلى عليه غبار الدهر فانهجر..


نحن نعيش...
لأننا غدا سنموت..
وسنرحل ..ونهاجر..
وسيبكينا من أحبّنا..
وتبكينا الليالي التي عشنا معها طويلا..
ولتبقى أسماؤنا في صفحات الأيام..
وتبقى حروفنا منقوشة في دفاتر الذكريات..





واخيرا اختم كلامي بقوله تعالى { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}


منقــــــــــــول

Re: لماذا اعيش ما دمت ساموت؟؟

مرسل: الخميس مارس 11, 2010 4:48 pm
بواسطة أفنان المفقاعي 1
يعطيك العافيه اروى على الموضوع الرائع