طموح السعوديات لاينتهي
مرسل: الثلاثاء مارس 23, 2010 10:27 am
طموح السعوديات لا ينتهي!
يأتي الحديث عن المرأة وقضايا الإصلاح في "ملتقى الحوار الوطني السعودي الثالث" محملا بزخم من القضايا الهامة والضرورية التي تلقي الضوء على واقع المرأة السعودية بمشاكله وهمومه الملحة التي آن الأوان أن يتم مناقشتها وفتح الحوار حولها.
حول مسيرة المرأة السعودية وقضاياها وتفاعل المجتمع معها كان الحوار مع الكاتبة والناشطة السعودية "سهيلة زين العابدين حماد" التي أكدت على أن طموح المرأة السعودية بشأن الحصول على فرص أكبر للمشاركة سيظل متوهجا على الرغم مما يعترض طريق المرأة السعودية من عقبات تعرقل مسيرتها من قِبَل حملة الفكر المتطرف الذين يُحرِّمون على المرأة كل شيء، ويعارضون أي مطلب شرعي للمرأة لتفسيرهم النصوص القرآنية والحديثية طبقاً للأعراف والعادات والتقاليد والأهواء، والغلو في تطبيق قاعدة سد الذرائع على المرأة، رغم كل هذه العقبات فإنَّ المرأة السعودية لها دورا إيجابيا وفعَّالا في تنمية المجتمع في حدود المتاح لها، وإنجازاتها في مجال التعليم والطب وعلم الأدوية، والعمل الخيري والاجتماعي والدعوي، والإعلام والأدب والفكر والثقافة، والأعمال الحرة جد كبيرة، بل نجدها حققت في مجال الطب وعلم الأدوية إنجازات واكتشافات علمية على المستوى العالمي.
وتضيف: فالمرأة السعودية حققت قفزات كبيرة، خاصة إذا ما قسنا ذلك بقصر عهدها بالعلم (عمر تعليم المرأة السعودية 44 عاما)، ونظرة المجتمع للمرأة، واستنكار البعض لأي خطوة تخطوها، وأي إنجاز تحققه.
مطالب عاجلة
* ماذا عن أهم القضايا التي تشغل المرأة السعودية حاليا؟
- أهم القضايا التي تشغل المرأة السعودية أن تعامَل معاملة كاملي الأهلية في جميع الأحوال كما نظر إليها الإسلام؛ إذ أزال عنها تهمة القصر الدائم، وأن يكون لها حق الولاية على نفسها، وعلى مالها، وعلى غيرها في تولي مناصب قيادية عملاً بقوله تعالى { وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} [التوبة: 71]، وأن تُرفع عن المرأة البالغة الرشيد وصاية ولي أمرها عليها، وأن تنال كامل حقوقها السياسية في الإسلام، وتكون عضوة في جميع لجان مجلس الشورى، وأن تنشأ محاكم أسرية، وأن يلحق بالمحاكم هيئات استشارية قانونية نسائية، وأن يصدر قانون للأحوال الشخصية منبثق من القرآن والسنة بتكوين لجنة من كبار علماء الدين في عالمنا الإسلامي، ويضم إلى هذه اللجنة عالمات فقيهات، ويسهم في صياغة القوانين كبار رجال القانون في العالم الإسلامي، وأن تكون المرأة عضوة في المجامع الفقهية، وهيئة كبار العلماء، وأن توضع عقوبات رادعة لمن يمارس العنف داخل الأسرة.
نظرة المجتمع
* ما مدى تفاعل المجتمع السعودي -ذي الخصوصية المعروفة عنه- مع تلك المطالبات التي تنادون بها؟
- الحقيقة أن المرأة السعودية تطالب بحقوقها في الإسلام، وأن يُنظر لها نظرة الإسلام، والعقبة التي تواجهها هي مفهوم البعض الخاطئ للآيات القرآنية والأحاديث النبوية المتعلقة بالنساء، فيخضعونها للأهواء والعادات والتقاليد التي تنظر إلى المرأة نظرة دونية، وأنَّها محط كل شهوة، ومنبع كل فتنة، وبالتالي فهذه ينبغي أن تُحبس في البيت حفاظا على الفضيلة والأخلاق، وباب سد الذرائع يطبق على المرأة بشكل كبير، فيحرِّم عليها ما أباحه الخالق لها سدًّا للذرائع ودرأً لكل فتنة، يحاول هؤلاء أن يعطلوا النصوص القرآنية القطعية الدلالة، وضعفوا الأحاديث النبوية والروايات التي تثبت نيل المرأة المسلمة كامل حقوقها في الإسلام في العهدين النبوي والراشدي، وإن كان من تلك الأحاديث ما هو وارد في صحيحي البخاري ومسلم، تجدهم يلوون النصوص ليًّا ليخرجوها عن مقاصدها لتؤيد الفكرة التي يريدونها، والرأي الذي يرونه.
تحديات داخلية
* هناك بعض المعوقات التي تحول دون مشاركة أكثر إيجابية للمرأة السعودية في المجتمع، مثل الحصول على رخصة قيادة السيارة، واشتراط وجود كفيل لإتمام الإجراءات والتعاقدات الرسمية.. كيف تواجهونها؟
- حقيقة الأمر.. هذه لا تعد تحديات؛ فهذه أمور داخلية تتعلق بموقف شخصي من بعض أفراد المجتمع من قيادة المرأة للسيارة وممارستها للرياضة البدنية في نوادٍ نسائية رياضية، ولا توجد حرمة شرعية تُحرِّم على المرأة قيادة السيارة، وممارسة المرأة للرياضة في نوادٍ خاصة بها، والأمر هنا يتطلب جرأة من القيادة السياسية باتخاذ القرارات التي تمنح المرأة حقوقها الشرعية التي منحها إياها الإسلام، وتقف الأعراف والعادات والتقاليد والأهواء في طريقها كجرأة "الملك فيصل" -رحمه الله- في السابق في اتخاذه قرارا بفتح مدارس البنات؛ فرغم أنّ الإسلام جعل العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة نجد أنَّ قبائل سعودية عارضت هذا القرار، واعتبرته منبع فساد للمجتمع، ولكن إصرار "الملك فيصل" وقتئذ على تعليم المرأة، وقوله مقولته الشهيرة: "ستظل المدارس مفتوحة حتى لو جاءتها طالبة واحدة"؛ حيث كان يضع حرسا على مدارس البنات في المناطق المعارض أهلها لتلك المدارس؛ وهو ما أتاح الفرصة لملايين النساء السعوديات من تلقي العلم. ولو استجاب الملك فيصل -رحمه الله- لمطالب أولئك لظلت المرأة السعودية في غياهب الجهل وظلامه، ولتقهقر المجتمع السعودي إلى الوراء، وما حقق النهضة العلمية والفكرية والتنموية التي نشهدها الآن.
استغلال الغرب
وتضيف "الناشطة السعودية" قائلة: إنَّ التحديات الخطيرة التي تواجه المرأة السعودية هي استغلال الغرب -ولا سيما الإدارة الأمريكية- معارضة المجتمع لمطالب المرأة السعودية الإصلاحية والشرعية باسم الدين كذريعة للتدخل في شئوننا الداخلية؛ بدعوى أنّها تريد تحرير المرأة السعودية، ونيلها الحقوق التي نالتها المرأة الغربية، وهنا تكمن الخطورة؛ فهم يريدون أن تتحلل المرأة السعودية من الإسلام، كما يريدون احتواءها فتُدين بالولاء لهم، وبالتالي تربي أولادها على هذا الولاء، وهذا ما تريده الإدارة الأمريكية أن ينتشر التغريب في مجتمعاتنا العربية والإسلامية، وأن تُنشأ الأجيال في العالمين العربي والإسلامي على الولاء لأمريكا. من هنا كان إلحاحي على ضرورة الإسراع في نيل المرأة السعودية كامل حقوقها في الإسلام بما في ذلك حقوقها السياسية كعضويتها في مجلس الشورى، والمجالس البلدية، وتوليها مناصب قيادية، ومنحها حق قيادة السيارة، وذلك وفقا لضوابط الإسلام قبل أن يفلت الزمام منا.
مشوار حافل
* بصفتك نموذجا للمرأة السعودية الفاعلة في المجتمع.. نريد إلقاء الضوء أكثر على دراستك واهتماماتك ومشوارك في الحياة العامة؟
– دراستي كانت في التاريخ الإسلامي، أمَّا عن المهام التي توليتها فقد عملت بتدريس التاريخ والجغرافيا سنة واحدة بالمتوسطة الأولى بالمدينة المنورة، ثم عملت مساعدة مديرة بالمتوسطة الثالثة بالمدينة المنورة، واستقلت من العمل الوظيفي لمرض الوالد رحمه الله؛ إذ آثرت أن أكون في خدمته ورعايته، وتوفي يوم قبول استقالتي، وتفرغتُ للكتابة والعمل الدعوي والتطوعي، فأسهمتُ في تأسيس المدارس النسوية لتحفيظ القرآن الكريم بالمدينة المنورة، وكُلِّفتُ برئاستها سنة 1986م، ورأستها لمدة 7 سنوات، ثُمَّ استقلتُ لأسباب لا يتسع المجال لذكرها، ثُمّ كُلِّفت برئاسة لجنة الأديبات الإسلاميات برابطة الأدب الإسلامي العالمية عام 1999م، ورأستها لمدة ثلاث سنوات، ثُمّ استقلت، وانتخبت عضوة في مجلس الأمناء بالاتحاد النسائي الإسلامي العالمي، إضافة إلى عضويتي في المجلس العلمي النسائي العالمي، واتحاد المؤرخين العرب بالقاهرة، وشاركتُ في الحوار الوطني الثاني، وأنا الآن عضوة في المجلس التنفيذي بالجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بالمملكة العربية السعودية.
* ما هي الصعوبات التي واجهتك في مشواركِ العملي؟
- لقد واجهتني صعوبات جمة، والذي ضاعف منها هو التوجه الإسلامي الذي أحمله، والذي لا يوافق توجهات الكثير من رؤساء تحرير الصحف والمجلات والمشرفين على الملحقات والصفحات الأدبية والثقافية، ولكن هذه الصعوبات تزيدني قوة وثباتا وتمسكا بالمنهج الذي نهجته، والذي يمثل رسالتي في هذه الحياة مؤمنة بقوله تعالى: { يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآَخِرَةِ} [إبراهيم: 27]، وقوله تعالى: { إِن تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد: 7].
* هل شجعتك أسرتك على مواصلة طريقك الذي قمتِ باختياره؟
- لم أجد معارضة من أسرتي على مواصلة طريقي في هذا المجال، بل وجدتُ تشجيعا من أمي -رحمها الله- بصورة خاصة؛ حيث كانت الناقدة الأولى لأعمالي؛ فقد كنتُ أقرأ على أمي أي مقالة أكتبها قبل أن أرسلها للنشر، وكانت تبكي فرحا وإعجابا بما أكتب، وكانت توجهني إلى تعديل بعض الأفكار أو الآراء.
يأتي الحديث عن المرأة وقضايا الإصلاح في "ملتقى الحوار الوطني السعودي الثالث" محملا بزخم من القضايا الهامة والضرورية التي تلقي الضوء على واقع المرأة السعودية بمشاكله وهمومه الملحة التي آن الأوان أن يتم مناقشتها وفتح الحوار حولها.
حول مسيرة المرأة السعودية وقضاياها وتفاعل المجتمع معها كان الحوار مع الكاتبة والناشطة السعودية "سهيلة زين العابدين حماد" التي أكدت على أن طموح المرأة السعودية بشأن الحصول على فرص أكبر للمشاركة سيظل متوهجا على الرغم مما يعترض طريق المرأة السعودية من عقبات تعرقل مسيرتها من قِبَل حملة الفكر المتطرف الذين يُحرِّمون على المرأة كل شيء، ويعارضون أي مطلب شرعي للمرأة لتفسيرهم النصوص القرآنية والحديثية طبقاً للأعراف والعادات والتقاليد والأهواء، والغلو في تطبيق قاعدة سد الذرائع على المرأة، رغم كل هذه العقبات فإنَّ المرأة السعودية لها دورا إيجابيا وفعَّالا في تنمية المجتمع في حدود المتاح لها، وإنجازاتها في مجال التعليم والطب وعلم الأدوية، والعمل الخيري والاجتماعي والدعوي، والإعلام والأدب والفكر والثقافة، والأعمال الحرة جد كبيرة، بل نجدها حققت في مجال الطب وعلم الأدوية إنجازات واكتشافات علمية على المستوى العالمي.
وتضيف: فالمرأة السعودية حققت قفزات كبيرة، خاصة إذا ما قسنا ذلك بقصر عهدها بالعلم (عمر تعليم المرأة السعودية 44 عاما)، ونظرة المجتمع للمرأة، واستنكار البعض لأي خطوة تخطوها، وأي إنجاز تحققه.
مطالب عاجلة
* ماذا عن أهم القضايا التي تشغل المرأة السعودية حاليا؟
- أهم القضايا التي تشغل المرأة السعودية أن تعامَل معاملة كاملي الأهلية في جميع الأحوال كما نظر إليها الإسلام؛ إذ أزال عنها تهمة القصر الدائم، وأن يكون لها حق الولاية على نفسها، وعلى مالها، وعلى غيرها في تولي مناصب قيادية عملاً بقوله تعالى { وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} [التوبة: 71]، وأن تُرفع عن المرأة البالغة الرشيد وصاية ولي أمرها عليها، وأن تنال كامل حقوقها السياسية في الإسلام، وتكون عضوة في جميع لجان مجلس الشورى، وأن تنشأ محاكم أسرية، وأن يلحق بالمحاكم هيئات استشارية قانونية نسائية، وأن يصدر قانون للأحوال الشخصية منبثق من القرآن والسنة بتكوين لجنة من كبار علماء الدين في عالمنا الإسلامي، ويضم إلى هذه اللجنة عالمات فقيهات، ويسهم في صياغة القوانين كبار رجال القانون في العالم الإسلامي، وأن تكون المرأة عضوة في المجامع الفقهية، وهيئة كبار العلماء، وأن توضع عقوبات رادعة لمن يمارس العنف داخل الأسرة.
نظرة المجتمع
* ما مدى تفاعل المجتمع السعودي -ذي الخصوصية المعروفة عنه- مع تلك المطالبات التي تنادون بها؟
- الحقيقة أن المرأة السعودية تطالب بحقوقها في الإسلام، وأن يُنظر لها نظرة الإسلام، والعقبة التي تواجهها هي مفهوم البعض الخاطئ للآيات القرآنية والأحاديث النبوية المتعلقة بالنساء، فيخضعونها للأهواء والعادات والتقاليد التي تنظر إلى المرأة نظرة دونية، وأنَّها محط كل شهوة، ومنبع كل فتنة، وبالتالي فهذه ينبغي أن تُحبس في البيت حفاظا على الفضيلة والأخلاق، وباب سد الذرائع يطبق على المرأة بشكل كبير، فيحرِّم عليها ما أباحه الخالق لها سدًّا للذرائع ودرأً لكل فتنة، يحاول هؤلاء أن يعطلوا النصوص القرآنية القطعية الدلالة، وضعفوا الأحاديث النبوية والروايات التي تثبت نيل المرأة المسلمة كامل حقوقها في الإسلام في العهدين النبوي والراشدي، وإن كان من تلك الأحاديث ما هو وارد في صحيحي البخاري ومسلم، تجدهم يلوون النصوص ليًّا ليخرجوها عن مقاصدها لتؤيد الفكرة التي يريدونها، والرأي الذي يرونه.
تحديات داخلية
* هناك بعض المعوقات التي تحول دون مشاركة أكثر إيجابية للمرأة السعودية في المجتمع، مثل الحصول على رخصة قيادة السيارة، واشتراط وجود كفيل لإتمام الإجراءات والتعاقدات الرسمية.. كيف تواجهونها؟
- حقيقة الأمر.. هذه لا تعد تحديات؛ فهذه أمور داخلية تتعلق بموقف شخصي من بعض أفراد المجتمع من قيادة المرأة للسيارة وممارستها للرياضة البدنية في نوادٍ نسائية رياضية، ولا توجد حرمة شرعية تُحرِّم على المرأة قيادة السيارة، وممارسة المرأة للرياضة في نوادٍ خاصة بها، والأمر هنا يتطلب جرأة من القيادة السياسية باتخاذ القرارات التي تمنح المرأة حقوقها الشرعية التي منحها إياها الإسلام، وتقف الأعراف والعادات والتقاليد والأهواء في طريقها كجرأة "الملك فيصل" -رحمه الله- في السابق في اتخاذه قرارا بفتح مدارس البنات؛ فرغم أنّ الإسلام جعل العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة نجد أنَّ قبائل سعودية عارضت هذا القرار، واعتبرته منبع فساد للمجتمع، ولكن إصرار "الملك فيصل" وقتئذ على تعليم المرأة، وقوله مقولته الشهيرة: "ستظل المدارس مفتوحة حتى لو جاءتها طالبة واحدة"؛ حيث كان يضع حرسا على مدارس البنات في المناطق المعارض أهلها لتلك المدارس؛ وهو ما أتاح الفرصة لملايين النساء السعوديات من تلقي العلم. ولو استجاب الملك فيصل -رحمه الله- لمطالب أولئك لظلت المرأة السعودية في غياهب الجهل وظلامه، ولتقهقر المجتمع السعودي إلى الوراء، وما حقق النهضة العلمية والفكرية والتنموية التي نشهدها الآن.
استغلال الغرب
وتضيف "الناشطة السعودية" قائلة: إنَّ التحديات الخطيرة التي تواجه المرأة السعودية هي استغلال الغرب -ولا سيما الإدارة الأمريكية- معارضة المجتمع لمطالب المرأة السعودية الإصلاحية والشرعية باسم الدين كذريعة للتدخل في شئوننا الداخلية؛ بدعوى أنّها تريد تحرير المرأة السعودية، ونيلها الحقوق التي نالتها المرأة الغربية، وهنا تكمن الخطورة؛ فهم يريدون أن تتحلل المرأة السعودية من الإسلام، كما يريدون احتواءها فتُدين بالولاء لهم، وبالتالي تربي أولادها على هذا الولاء، وهذا ما تريده الإدارة الأمريكية أن ينتشر التغريب في مجتمعاتنا العربية والإسلامية، وأن تُنشأ الأجيال في العالمين العربي والإسلامي على الولاء لأمريكا. من هنا كان إلحاحي على ضرورة الإسراع في نيل المرأة السعودية كامل حقوقها في الإسلام بما في ذلك حقوقها السياسية كعضويتها في مجلس الشورى، والمجالس البلدية، وتوليها مناصب قيادية، ومنحها حق قيادة السيارة، وذلك وفقا لضوابط الإسلام قبل أن يفلت الزمام منا.
مشوار حافل
* بصفتك نموذجا للمرأة السعودية الفاعلة في المجتمع.. نريد إلقاء الضوء أكثر على دراستك واهتماماتك ومشوارك في الحياة العامة؟
– دراستي كانت في التاريخ الإسلامي، أمَّا عن المهام التي توليتها فقد عملت بتدريس التاريخ والجغرافيا سنة واحدة بالمتوسطة الأولى بالمدينة المنورة، ثم عملت مساعدة مديرة بالمتوسطة الثالثة بالمدينة المنورة، واستقلت من العمل الوظيفي لمرض الوالد رحمه الله؛ إذ آثرت أن أكون في خدمته ورعايته، وتوفي يوم قبول استقالتي، وتفرغتُ للكتابة والعمل الدعوي والتطوعي، فأسهمتُ في تأسيس المدارس النسوية لتحفيظ القرآن الكريم بالمدينة المنورة، وكُلِّفتُ برئاستها سنة 1986م، ورأستها لمدة 7 سنوات، ثُمَّ استقلتُ لأسباب لا يتسع المجال لذكرها، ثُمّ كُلِّفت برئاسة لجنة الأديبات الإسلاميات برابطة الأدب الإسلامي العالمية عام 1999م، ورأستها لمدة ثلاث سنوات، ثُمّ استقلت، وانتخبت عضوة في مجلس الأمناء بالاتحاد النسائي الإسلامي العالمي، إضافة إلى عضويتي في المجلس العلمي النسائي العالمي، واتحاد المؤرخين العرب بالقاهرة، وشاركتُ في الحوار الوطني الثاني، وأنا الآن عضوة في المجلس التنفيذي بالجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بالمملكة العربية السعودية.
* ما هي الصعوبات التي واجهتك في مشواركِ العملي؟
- لقد واجهتني صعوبات جمة، والذي ضاعف منها هو التوجه الإسلامي الذي أحمله، والذي لا يوافق توجهات الكثير من رؤساء تحرير الصحف والمجلات والمشرفين على الملحقات والصفحات الأدبية والثقافية، ولكن هذه الصعوبات تزيدني قوة وثباتا وتمسكا بالمنهج الذي نهجته، والذي يمثل رسالتي في هذه الحياة مؤمنة بقوله تعالى: { يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآَخِرَةِ} [إبراهيم: 27]، وقوله تعالى: { إِن تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد: 7].
* هل شجعتك أسرتك على مواصلة طريقك الذي قمتِ باختياره؟
- لم أجد معارضة من أسرتي على مواصلة طريقي في هذا المجال، بل وجدتُ تشجيعا من أمي -رحمها الله- بصورة خاصة؛ حيث كانت الناقدة الأولى لأعمالي؛ فقد كنتُ أقرأ على أمي أي مقالة أكتبها قبل أن أرسلها للنشر، وكانت تبكي فرحا وإعجابا بما أكتب، وكانت توجهني إلى تعديل بعض الأفكار أو الآراء.