منتديات الحوار الجامعية السياسية

محاضرات مكتوبة خاصة بالمقررات الدراسية
صورة العضو الرمزية
By منصور المنصور(246)
#26082
محاضرة 8 يوم السبت 11 / 4 / 1431هـ

تابع للمحاضرة السابقة ..
استكمل د.أحمد وهبان في المحاضرة (7 ) الحديث عن اهداف السياسات الخارجية للدول وكان اخر ما تطرق له هو الهدف الرابع وهو ( الحفاظ على هوية الدولة في مواجهة الغزو الثقافي الخارجي )
وهنا اكمل الدكتور عن هذا الهدف في بداية هذه المحاضرة وكان الحديث عن النقطة التابعة لهذا الهدف :


• التصور الاسلامي :
- الدين هو مقوم الهوية الرئيسي حفظ الدين من الضروريات الخمسة الاساسية للشريعة وهنا يعني حفظ الدين هو الحفاظ على دار الاسلام مثل ( المملكة العربية السعودية ) " دار الاسلام "
كذلك ( مصر ) هي دار الاسلام اي دولة اسلامية تكون دارٌ للإسلام الدين هو اللاعب الرئيس في العلاقات الدولية .
- أي مفكر إسلامي يضع الهدف الاساسي وهو حفظ الدين ويجعله المقوم الاساسي والضروري وكذلك اللغة العربية هنالك قداسة اللغة العربية خاصة كونها لغة القرآن الكريم الذي يسعى كافة
المسلمين الحفاظ عليها واولهم العرب وهذا أيضاً لا يعني أنه لانتعلم لغات الشعوب الآخرى وذلك في حديث (( من عرف لغة قومٍ أمن مكرههم )) ، الاسلام رسالة عالمية وأيضاً التواصل
باللغات الأخرى الهدف منها إيصال الرسالة السامية وهي الدعوة الاسلامية ، اللغة الاجنبية كوسيلة للعلم نعم نتعلمها لكن تكون وسيلة للعلم فقط .
ولا نجلعها تطغى على معالم هويتنا الاصلية مثل اللغة ( الانجليزية ) هناك من يتعلم هذه اللغة ويفهمها ويضعها لغير محلها وذلك يعطي الازدراء والاستنكار للغة الأم وطمس وتهميش
الهوية بشكل تدريجي .
حتى مسألة الزي الرسمي وكذلك الحجاب والحشمة من هوية المسلمين انفسهم ذلك ما يقدسه المسلمون وهي من عاداتهم والداخلة في الحدود الشرعية لهم نرى هناك من يناشد بحرية المرأة بخلع الحجاب
وهناك من يريد الالتفات للازياء الغربية والموضات واستحقار الزي الرسمي المتعارف عليه بدار الاسلام وجعل المأخذ الاساسي لهؤلاء ان الزي الرسمي هو عادة رجعية من قبل المسلمين
وان الزي الغربي هو رمز التقدم بشكل عصري يواكب الحاضر وهذا هو المفهوم الخاطئ الذي يقع به كثير من الناس لأنه لطالما كانت مفاهيم الحضارة وتختلف مفاهيمها من مفكر الى آخر
لكن الحضارة عرفت منذ الازل فهي رمز وتطوير الاذهان والعقول ولا تعتمد على الشكليات حين يكون لدينا مجتمع واع ٍ ومستنير بذهنه ومنطقه وتفكيره يطلق عليه بالمجتمع المتحضر
لكن الحضارة الغربية التي يفتخر بها بعض هؤلاء هي فقط اتت لطمس واقماع الحضارة الاصلية للمسلمين .


5) نشر العقيدة الدينية أو السياسية ( الايدولوجية ) في الخارج :-
ذلك يمثل إضافة لقوة الدولة من خلال زيادة عدد حلفائها وكل دولة تسعى لذلك وهذا ما تقتضيه مصلحة الدولة القومية وكما يقال دوما (( الطيور على اشكالها تقع )) .
نعطي توضيح اكثر لمفهوم الايدولوجية فكما قال لنا د.أحمد وهبان الايدولوجية : نظام حياتي واحد + نظرة واحدة للعالم الخارجي ( توجيهات واحدة للسياسات الخارجية ==> للدول ذات
الايدولوجية الواحدة ) ، وهي الدول التي تكون بالضرورة دول تحالف واحد أو حليفة .
- هناك لدى الغرب ما يعرف بنظرية " المكدنة " : هي الدول التي يوجد بها مطاعم ومحلات " ماكدونالدز " او تسمح بوجود هذه السلسلة من المطاعم وشعارها حرف <M> وهذه الدول
تكون في الغالب قابلة لنمط الحياة الامريكية وهي تابعة لنظرية " الامركة " ويعتبرها البعض انها رمز للحضارة والتقدم وهي بالاصل ترويج لهوية اخرى وقمع الهوية الاصلية ،
وهذا ما نوه لنا به رسولنا الكريم اللهم صلي وسلم عليه في قوله : (( لو دخلوا جحر ضبٍ لدخلتموه ورائهم )) " الحديث " ، قبل ن اتطرق لأمور الواجبة على المسلمين في الحرب الباردة
(1945م-1991م) كان الاتحاد السوفييتي يسعى لنشر الماركسية والشيوعية وكانت الدول الشيوعية تقول انذاك او ما يقوله انصارها أن الدول الشيوعية حرة في كل شيء عا تركها للشيوعية
أما بالنسبة للمسلمين هنالك أمران :-
1- كلما انتشر الاسلام يمثل ذلك إضافة للدول الاسلامية وقوة لها ، وبالنسبة للمسلمين الاسلام عبارة عن عقيدتين هما ( عقيدة دينية – عقيدة سياسية ) .
2- أن هنالك واجب شرعي للمسلمين أو للدول الاسلامية وهو نشر الدين الاسلامي بشتى بقاع الارض أو الدعوة للأسلام مثلها مثل أي دولة تسعى وتحاول نشر عقيدتها وكون أيضا رسالة
الأسلام الرسالة السامية رسالة عالمية وهي البلاغ المبين أو الدعوة الاسلامية .

6) الظهور بمظهر الدولة المحبة للسلام ( أي سمعة الدولة ) : -

• فكرة التقنيع السياسي له دور كبير في عالم السياسة :
فقد كان ميكافيللي يقول عن فكرة التقنيع : " أن تكون ذئبا بجلد شاه " وهو أن تقنع وتغلف جميع ( أهدافك – مصالحك – سياساتك ) بغلاف أخلاقي مهما كانت طبيعتها ،وهذا يعتبر بعالم
السياسة بفن السياسة .
- هنا نرى ( الكذب – النفاق – الرياء – الاعتداء على حقوق الأخرين – تشويه سمعة الاخرين ) في عالم السياسة هذه جميعها مرفوضة بل ومحرمة لكن هذه دائماً تكون أهدافاً مقنعة ليست
بالصريحة المباشرة وبعالم السياسة هدفين معروفين ( هدف حقيقي "سري" – هدف معلن "مقنع " ) فكل الاشياء المحرمة الكذب النفاق والرياء والاحتلال والاغتصاب وغيره من الافعال
المحرمة بهذا العالم تأتي على اهداف مقنعة مثل ( حقوق الانسان – نشر الديموقراطية – القضاء على الديكتاتورية – نزع أسلحة الدمار الشامل ) وغيرها من الامور التي يبتكرها من الدول
الكبرى بغية مصالحهم ورغباتهم يعني كحرب أمريكا على العراق كل ذلك من اجل نزع أسلحة الدمار الشامل والقضاء على الديكتاتورية هدف معلن لكنه الهدف الحقيقي سلب ونهب ثروات العراق
وإدارة شؤونها كما تريد الولايات المتحدة الأمريكية او نشر النمط الامريكي بها وحربها ايضأ على افغانستان من أجل القضاء على الارهاب تقتل ملاييين من الابرياء العزل والاف من اليتم من
الاطفال والنساء الارامل وكبار السن ويقولون قضاءاً على الارهاب ، فهذه أهداف مقنعة معلنة لدى الغرب لكن الهدف الحقيقي سري للغاية ولا يعلن ابداً .

س/ هل هنالك فارق بين السياسة الميكافيللية وبين السياسة في الاسلام ؟
جـ / الجواب يكون بالواجب الذي طلبه منا د. أحمد وهبان وهو عمل ملخص من كتاب الماوردي .

س/ ما الادوات أو الوسائل التي تلجأ إليها الدولة لتحقيق سياستها الخارجية ؟
1- الدبلوماسية التقليدية .
2- الدبلوماسية الاقتصادية .
3- الاداة الدعائية .
4- الاداة الاستراتيجية ( الحرب العسكرية ) .

وسيتم التفصيل بها ان شاء الله في المحاضرة القادمة تقبلوا
أجمل تحياتي أعزائي ..