صفحة 1 من 1

محاضرة (9) يوم الاثنين 13 / 4 / 1431هـ

مرسل: الخميس إبريل 01, 2010 5:34 am
بواسطة منصور المنصور(246)
محاضرة 9 يوم الاثنين 13 / 4 / 1431هـ ...إلى هذه المحاضرة سيكون الامتحان الشهري الاول .

• أدوات أو الوسائل التي تلجأ إليها الدولة لتحقيق سياستها الخارجية :-
1) الدبلوماسية التقليدية :
- يقال عنها بـ ( فن التفاوض – فن استخدام الذكاء واللباقة في تحقيق أهداف الدولة لدى الدولة الآخرى – الوجه الناعم للقوة – فن تحقيق مصالح الدولة على طاولة المفاوضات –
حرب الكلمات ) .
أو كما كان يقول عنها ميكافيللي : " أنه اسلوب الثعلب " ( الذكاء – الحيلة – الداهنة – الرياء - ...وغيرها ) التعامل بالمكر والخديعة احد اساليب الدبلوماسية التقليدية التظاهر
وإيحاء الغير والتشكيك من اساليبها ايضا التعامل مع الاخرين كالحرباء التي تتغير بالوانها كل شخص له لون نتعامل معه هي من هذا ما يقال عن هذه الدبلوماسية وغيرها
لكثير من الاساليب الإيجابية والسلبية فجميعها اسلوب تتبعه الدبلوماسية التقليدية اذا كانت بنهايتها تحقق مصلحة للدولة . وصلب الدبلوماسية هي " التفاوض – المساومة "
وأنه على الشخص يكذب كذباً غير مكشوف وهناك من البعض يقول أن الدبلوماسية هي أن تقطع خصمك بالسكين دون أن ينزف دماً .

مفردات :-
التفاوض : هي عملية تستهدف إلى حل يرضي جميع الأطراف أو تقريب وجهات النظر وصولا ً إلى حل يرضي جميع الاطراف .
المساومة : هي أن تصنع كعكة كبيرة يمكن اقتسامها بدلا ً من تدمير الكعكة المتنازع عليها ، أي كالصراعات الحدودية على منطقة معينة مثل : " المملكة العربية السعودية وجمهورية
اليمن فقد كان الصراع بينهما على منطقة نجران " ، لكن حلت سلمياً على ان تتسع الاراضي اليمنية من جهة اخرى وحصلت بينهم على اتفاقات ومعاهدات على امور معينة كي
يختفي ذلك الصراع .

• التصور الإسلامي :
الدبلوماسية أداة سلمية والأصل في الإسلام السلام وتقريباً كلمة " إسلام – وسلام " متقاربتان وأساس التحية في الإسلام أيضاً هي السلام كقول " السلام عليكم " .
قول الله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله : { ادفع بالتي هي احسن } هناك بروتوكول في الإسلام له حدود معينة أي لايجوز للمسملين المجاملات من أجل فعل محرم مثل شرب الخمر مجاملة ً
هنا يصح للمسملين الرفض لأنه أي شي يتعارض مع مبادئ الاسلام أمرٌ مرفوض ومحرم لا يصح من أجل الدبلوماسية مجاملة لغير المسلمين ان يقع المسلمون بالمحرمات لأن الاصل في العلاقات
الدولية في الاسلام هي تنظيم حياة الأنسان مع أخيه الانسان في كافة امور حياتهم في الحدود التي اقرتها الشريعة الاسلامية . ولا يجوز ابدا ً التعارض معها .

- لننظر هنا لماذا الحضارة الإسلامية تحارب ؟ لما الحضارة الاسلامية محاربة ؟
الغرب قام بتوليد فكرة أن هذا الدين دين الارهاب وأنه يحرض على ذلك بهذا العصر وان خوف الغرب من انتشاره السريع ولد لديهم هذه الفكرة من أجل تشويه صورة الاسلام وجعله
محارباً حتى من قبل المسلمين فيما بينهم فنرى بعض الطوائف الهائجة على بعضها البعض ونرا انقسامات مجتمعات المسلمين إلى تيارات منهم من يطالب بأفكار الغرب ومنهم من
يطالب من يعارض ذلك يطلب المسلمين بالتمسك بهويتهم الاصلية ومنهم من يخترع مبادئ جديدة للمسلمين وينشر التطرف والتزمت والفكر الضال عن الفكر الاساسي للاسلام وهذا
اخطر من يحارب الاسلام والمسلمين وهنا المستفيد من هذا كله هو الغرب هم من يرتاح بالهم وفكرهم حين يعرفون بانقسامات المسلمين واننهم يحاربون بعضهم بعضا ، في حقيقة
الامر اذا كان الغرب يلح مرارا وتكرارا بان الاسلام هو دين الارهاب لنرى من هو الارهاب بعينه ، من هو السبب بمقتل مليون ونصف عراقي في حرب الولايات المتحدة
على العراق ، من هو المسؤول الاول في مقتل أكثر من 50 مليون انسان برييئ وغير برئ اشكال وانواع من البشر قتلت في الحربين العالميتين هم الغرب انفسهم الذين يحاربون
الحضارة الاسلامية التي دائما تكون بوجه المدفع من الاتهامات والافتراءات التي يفترون بها على هذا الدين القيم والكثير والملاييين من البشر قتلوا والسبب وراء مقتلهم هم مخططات
الغرب الفتاكة القامعة للحياة البشرية .

2) الدبلوماسية الأقتصادية :
- استخدام الدولة لمقدراتها الاقتصادية في الضغط مع الدول الآخرى وتوجيه أسلوبها السياسي بما يتماشى مع المصلحة القومية للدولة .
هنالك مثال فكاهي لكنه ينطبق مع الواقع : (لنتخيل مع بعضنا ان يكون هنالك رجلٌ يمتطي حمارا ً " أعزكم الله وأكرمكم " وكان مع ذلك الرجل عصا بها حبل ومعلقاً بها الجزر ووضعه
أمام هذا الحمار " اعزكم الله " فماذا سيفعل ذلك الحمار من الطبيعي انه سيمشي باتجاه الجزر لكي يصل إليه ويأكله والرجل يتحكم به يذهب هذا الجزر بالاتجاه الذي يريد لكي يسيربه ذلك
الحمار كما يريد ) هذا هو واقع الذي نعيش به فالدول العظمى تسرد مقرراتها وتسيرها كما تريد على الدول المستضعفة من الدول العربية والاسلامية بالذات والغير مسلمة الضعيفة
في النهاية الدول الكبرى العظمى تتحكم بالدول المستضعفة كقصة " الحمار و الجزر " يقوم الغرب او بالاحرى الدولة الاعلى اقتصادا بالعالم " الولايات المتحدة الامريكية " بالتحكم
بالدول التي يكون الاقتصاد لديها اشبه بالمعدوم فمن الطبيعي ستخضع لها كونها دولة فقيرة وجائعة .

فتستمد فكرة وجود هذه الدبلوماسية الاقتصادية من عاملين وهما :
1- تباين قدرات الدول الاقتصادية ( أي وجود دول غنية – آخرى دول فقيرة ) .
2- أن من لايملك خبزه لا يملك قراره .

- لنتأمل معاً لو كانت جميع دول العالم غنية فلن تكون هنالك دبلوماسية اقتصادية ، ولهذه الدبلوماسية وجهان هما :
أ‌- الترغيب : وهي منح المساعدات للدول الممالئة أي للدول الخاضعة الحليفة والتي لا تعارض .
ب‌- الترهيب : وهي منع المساعدات للدول المناوئة " المناهضة " التي تعارض ولا تحالف .

- أكثر الدول استخداما ً لهذه الدبلوماسية هي الدولة الاضخم اقتصاديا في العالم وهي " الولايات المتحدة الأمريكية " ، وقد أغدقت الولايات المتحدة باكستان عام 2001م وقامت
بدعمها وإعطائها مليارات من الدولارات من أجل تساعدها بالحرب على افغانستان وكذلك الحصار الاقتصادي للعراق بعد ما هزمتها في حربها عام 2003م وأيضا ً الحصار
الاقتصادي على كوبا 1959م منذ نهاية الخمسينات ومطلع الستينات والولايات المتحدة الامريكية تحاصرها اقتصاديا حتى يومنا هذا كونها دولة شيوعية كذلك الحصار الاقتصادي
على إيران حتى تتوقف عن تخصيب اليورانيوم وتوقف برنامجها النووي السلمي ، تريد ذلك من إيران وهي لم تبدي أي تهديد للمنطقة أما على دولة إسرائيل فالامر معها يختلف
فهي تملك اكثر من 200 رأس نووي ولا يعني للولايات المتحدة الامريكية شيئا ولاتعتبره انه يهدد امنها او الحياة البشرية بالكامل لكن المغزى هنا هو البحث عن ما يتعارض مع
المصالح فإسرائيل هي الطفل المدلل لدى الولايات المتحدة الامريكية .

هنا يأتي السؤال : س/ هل يجوز للاسلام استخدام الدبلوماسية الاقتصادية ؟
جـ/ 1- في مواجهة الدول الاسلامية : في الظروف الطبيعية لايجوز أبداً استخدام هذه الدبلوماسية لمواجهة الدول الاسلامية ، لكن في حال إيتاء احد الدول أو الحكومات الاسلامية
عملاً لغير صالح الامة المسلمة أو ما يتعارض مع الشريعة الاسلامية هنا يجوز استخدامها لما في ذلك لصالح الامة الاسلامية .

2 – في مواجهة الدول الغير إسلامية : طبعاً هنالك ضوابط أيضاً لأستخدام هذه الدبلوماسية مع الدول الغير مسلمة :
أ‌) دول معاهدة : فلا يجوز استخدام الدبلوماسية الاقتصادية مع الدول المعاهدة التي بينها وبين المسلمين العهد والاتفاق فلابد الوفاء بالعهود ، فهذه اتفاقية اقتصادية
يجب الوفاء بالعهد قوله تعالى : { يا أيها الذين أمنو أوفو بالعقود } . "سورة المائدة " عقد ، عهد ، اتفاقية فيجب الوفاء بها مع الدول المعاهدة فلايجوز استخدام الدبلوماسية
الاقتصادية مع مثل هذه الدول .
ب‌) دول مستضعفة : أيضاً لايجوز استخدام الدبلوماسية الاقتصادية لهذه الدول لأنها ضعيفة وهالكة فالمبدأ الانساني يحتم عدم استخدام مثل هذه الدبلوماسية مع هذه الدول
الضعيفة التي تكاد لا تلقى قوتها الواجب الشرعي علينا دعمها ومساندتها انسانيا ورأفة بها وهذا حديث الرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( الراحمون يرحمهم الرحمن
ارحموا من فالارض يرحمكم من في السماء ) " رواه الامام احمد "
ت‌) دول معادية أو الدول المحايدة : هنا يجوز استخدام هذه الدبلوماسية على هذه الدول فالواجب الشرعي يحتم علينا استخدام الدبلوماسية الاقتصادية مع من يعادون الاسلام و
والمسلمين ولننظر خير مثال عرفه التاريخ في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله ملك المملكة العربية السعودية 1964م وقد قام على تصدر الحملة
الداعية على قطع ابار النفط العربي الذي يتم تصديره إلى الولايات المتحدة الامريكية والدول الداعمة لإسرائيل وكان ذلك عام 1973م وقد تمت تسميته عبر صحيفة
التايمز الامريكية "برجل العام " عام1974م . وهو خير مثال يتم طرحه في مسألة استخدام الدبلوماسية الاقتصادية من قبل دولة مسلمة مع الدول الكبرى المعادية .

تمنياتي للجميع التوفيق ..