- السبت إبريل 03, 2010 7:34 pm
#26155
أشهر أعماله: تأسيس القيصرية الألمانية الثانية.
اللقب: موحد المانيا والمستشار الحديدي.
فترة الحياة: 1815م-1890م.
أوتو فون بسمارك ولد في مطلع نيسان 1815 م بالقرب من نهر الالبه في مدينة اسمها شونهاوزن غرب برلين لعائلة غنية، ابوه كان ضابطا عسكريا وملاكا للاراضي، وعرف عن هذه العائلة انه رغم تعدد مواليدها الا انه لم يحيا منهم الا اثنين هما بسمارك واخته مالفينا.
بعد ان انهى الدارسة المدرسية التحق بجامعة برلين ليحصل فيها على شهادة الحقوق، اظهر اهتمامه خلال تلك الفترة بالفنون والادب ودرس بعد ذلك الزراعة في جامعة غرايفسفالد. اضطر بسمارك للعودة الى شونهاوزن لادارة الاملاك التي تركها والديه بعد وفاتهما، وكان تلك الخطوة سببا رئيسيا في تغيير فكر بسمارك.
عندما عاد بسمارك الى اراضيه لم يقنعه الاكتفاء بادارة هذه الاراضي، فانطلقت اهتماماماته بالسياسة والفلسفة وزاد من اطلاعه على الاداب وعلوم الدين. التحق بسمارك وبعد تطوره السياسي كان من صفوف المحافظين في مملكة بروسيا وتم اختياره عام 1487م ليكون عضوا في البرلمان ممثلا عن التيار المحافظ. وعرف عنه رفض المطالب الاشتراكية او الديمقراطية وتأييده المطلق للملكية، ورفض مبدأ تقييد سلطات الملك وطالب بان تكون له سلطة مطلقة.
عام 1848 واجهت المانيا ثورة ضخمة مزامنة لعدة ثورات اوروبية في عام الثورات المشهور في اوروبا، وقد نجحت هذه الثورة في اخضاع الملك لها واصرت على تغيير الدستور والمشاركة في الحكم فكان لها ما أرادت. ولكن العام لم بنقض حتى اندلعت الخلافات في صفوف الديمقراطيين مما عزز من سلطات المحافظين مرة أخرى فسيطروا من جديد على برلين.
عام 1849 تم اعادة انتخاب بسمارك للبرلمان الجديد في بروسيا (او المجلس التشريعي كما كان يسمى)، في هذه الفترة عارض بسمارك وحدة بروسيا حرصا منه ان يضيع استقلال بروسيا (ملاحظو بروسيا كانت تضم شمال المانيا وشمال بولندا) وقوله ان الاجراءات المقترحة خطيرة جدا على مستقبل بروسيا. وتم اول اجتماع للبرلمانات الالمانية من اجل الوحدة لكن رفض بروسيا والنمسا أفشل هذه الاجتماعات وجعلها خالية من المعنى.
ارسله الملك "فريدرتش فيليم" عام 1851 الى فرانكفورت ليكون مبعوثا فوق العادة لبرلمان الكونفدرالية الالمانية وهناك تغيرت اراء بسمارك، فابتعد عن تأثير اصدقائه في بروسيا وذهبت من الافكار الاقليمية وعلم وايقن ان الوحدة الالمانية هي الحل الوحيد لمواجهة المد النمساوي غير المتوقف.
بعد ان تعرض الملك "فريدرتش فيليم" عام 1858 ميلادي الى صدمة ادت الى شلله العقلي والجسدي تولى اخوه فيليم الحكم على بروسيا كوصي على العرش، واستبدل الملك الجديد بسمارك ليعينه سفير بروسيا في المانيا. وكان هذا النقل تشريفا لبسمارك ان يكون سفيرا لدى اقوى الدول المجاورة لبروسيا مما يعني أهمية هذه المهمة. حيث قضى بسمارك هناك اربعة اعوام.
عام 1961 ميلادي اضحى فريدريتش فيليم ملكا فعليا لبروسيا بعد وفاة شقيقه المريض،وظهرت فورا خلافات الملك الجديد مع الكونفدرالية الالمانية وانفجرت هذه الخلافات عام 1862 عندما رفض البرلمان تمويل اعادة تنظيم الجيش. ليتم استدعاء بسمارك للعودة في تلك اللحظة ويتم تعيينه وزير الدولة (أعلى وزارة في الدولة) ووزيرا للخارجية للثقة الكبيرة به انه قادر على هذه الأزمة واجتيازها. وقد وجد بسمارك انذاك فجوة دستورية واستغل الضرائب والاستمرار في ميزانية العام السابق. هذا النصر السياسي الذي جناه بسمارك ادى الى انخفاض شعبيته وحزبه المحافظ فكانت هزيمة انتخابات عام 1863ميلادي والذي كادت ان تنهي حياة بسمارك السياسية لولا دعم الملك له.
في خطابه الاول كوزير اعلى قال ان مصير المانيا الضعيفة الان لن يحددده متكلمون ولن تصنعه الخطابات،ان مصير المانيا لن يتبع الاغلبية بل من ان من يصنعه الحديد والدم. وهي اساس اسلوب الحكم المشهور الان بالنار والحديد. وبدأت بعدها رحلة الوحدة التي استعان بها بجيش بروسيا وبدبلوماسيته الرائعة واستثنى النمسا حتى تكون بروسيا هي اقوى عناصر المانيا الموحدة.
وكان لانتصارات بسمارك العسكرية المتتالية اثره الواضح على رضا الشارع عنه فعادت الغلبة البرلمانية له عام 1868 ميلادي. وحصلت هناك معركة بين بروسيا وحلفائها ضد النمسا انتصر فيها بسمارك فأدى ذلك الى تخوف فرنسا من قوة بروسيا والمانيا الموحدة المتصاعدة فكانت حرب شرسة بدأت في 14-تموز-1870م وأعلنت فرنسا استسلامها في تلك الحرب.
ساهمت هذه الحروب في وحدة الصف الالماني فاستثمر بسمارك هذا الوضع مباشرة وفاوض باقي الدويلات الالمانية في الجنوب والمقاطعات لتعلن القيصرية الالمانية الجديدة بهندسة بسماركية واضحة متكونة من خمس وعشرين مقاطعة في الثامن عشر من كانون ثاني عام 1871 ميلادي ويكون بسمارك المستشار الالماني الاول (بمثابة رئيس الوزراء).
كان بسمارك مؤمنا في ان الطريق الامثل لاقتصاد قوي بغياب المستعمرات التي انفردت في معظمها بريطانيا وفرنسا هو اتباع ما أسماه عسكرة الاقتصاد، أي انه جعل الاقتصاد محكوما بقوانين ومعايير دقيقة جدا تضمن حسن الاداء وجودته.
بقي بسمارك الرجل الاول فعليا رغم تغير الملوك حتى عام 1888 عندما جاء الملك فريدرتش الثالث واجبر المستشار على الاستقالة عام 1890 حيث ان الملك كان يريد الحكم لوحده. بقي بسمارك بعيدا عن السياسة حتى توفي في 30تموز من عام 1898ميلادي في مدينة فريدريشزروه بمحاذاة مدينة هامبورغ.وقد كانت له جنازة ضخمة أكدت شعبيته الجارفة ونال لقب مواطن شرف في عدة مدن ألمانية مثل ميونخ وهامبورغ وكولونيا. وما زالت هناك تماثيل وانصبة صنعت له في كل أرجاء المانيا حتى أجمع الجميع على انه الاكثر شعبية في تاريخ المانيا.
اللقب: موحد المانيا والمستشار الحديدي.
فترة الحياة: 1815م-1890م.
أوتو فون بسمارك ولد في مطلع نيسان 1815 م بالقرب من نهر الالبه في مدينة اسمها شونهاوزن غرب برلين لعائلة غنية، ابوه كان ضابطا عسكريا وملاكا للاراضي، وعرف عن هذه العائلة انه رغم تعدد مواليدها الا انه لم يحيا منهم الا اثنين هما بسمارك واخته مالفينا.
بعد ان انهى الدارسة المدرسية التحق بجامعة برلين ليحصل فيها على شهادة الحقوق، اظهر اهتمامه خلال تلك الفترة بالفنون والادب ودرس بعد ذلك الزراعة في جامعة غرايفسفالد. اضطر بسمارك للعودة الى شونهاوزن لادارة الاملاك التي تركها والديه بعد وفاتهما، وكان تلك الخطوة سببا رئيسيا في تغيير فكر بسمارك.
عندما عاد بسمارك الى اراضيه لم يقنعه الاكتفاء بادارة هذه الاراضي، فانطلقت اهتماماماته بالسياسة والفلسفة وزاد من اطلاعه على الاداب وعلوم الدين. التحق بسمارك وبعد تطوره السياسي كان من صفوف المحافظين في مملكة بروسيا وتم اختياره عام 1487م ليكون عضوا في البرلمان ممثلا عن التيار المحافظ. وعرف عنه رفض المطالب الاشتراكية او الديمقراطية وتأييده المطلق للملكية، ورفض مبدأ تقييد سلطات الملك وطالب بان تكون له سلطة مطلقة.
عام 1848 واجهت المانيا ثورة ضخمة مزامنة لعدة ثورات اوروبية في عام الثورات المشهور في اوروبا، وقد نجحت هذه الثورة في اخضاع الملك لها واصرت على تغيير الدستور والمشاركة في الحكم فكان لها ما أرادت. ولكن العام لم بنقض حتى اندلعت الخلافات في صفوف الديمقراطيين مما عزز من سلطات المحافظين مرة أخرى فسيطروا من جديد على برلين.
عام 1849 تم اعادة انتخاب بسمارك للبرلمان الجديد في بروسيا (او المجلس التشريعي كما كان يسمى)، في هذه الفترة عارض بسمارك وحدة بروسيا حرصا منه ان يضيع استقلال بروسيا (ملاحظو بروسيا كانت تضم شمال المانيا وشمال بولندا) وقوله ان الاجراءات المقترحة خطيرة جدا على مستقبل بروسيا. وتم اول اجتماع للبرلمانات الالمانية من اجل الوحدة لكن رفض بروسيا والنمسا أفشل هذه الاجتماعات وجعلها خالية من المعنى.
ارسله الملك "فريدرتش فيليم" عام 1851 الى فرانكفورت ليكون مبعوثا فوق العادة لبرلمان الكونفدرالية الالمانية وهناك تغيرت اراء بسمارك، فابتعد عن تأثير اصدقائه في بروسيا وذهبت من الافكار الاقليمية وعلم وايقن ان الوحدة الالمانية هي الحل الوحيد لمواجهة المد النمساوي غير المتوقف.
بعد ان تعرض الملك "فريدرتش فيليم" عام 1858 ميلادي الى صدمة ادت الى شلله العقلي والجسدي تولى اخوه فيليم الحكم على بروسيا كوصي على العرش، واستبدل الملك الجديد بسمارك ليعينه سفير بروسيا في المانيا. وكان هذا النقل تشريفا لبسمارك ان يكون سفيرا لدى اقوى الدول المجاورة لبروسيا مما يعني أهمية هذه المهمة. حيث قضى بسمارك هناك اربعة اعوام.
عام 1961 ميلادي اضحى فريدريتش فيليم ملكا فعليا لبروسيا بعد وفاة شقيقه المريض،وظهرت فورا خلافات الملك الجديد مع الكونفدرالية الالمانية وانفجرت هذه الخلافات عام 1862 عندما رفض البرلمان تمويل اعادة تنظيم الجيش. ليتم استدعاء بسمارك للعودة في تلك اللحظة ويتم تعيينه وزير الدولة (أعلى وزارة في الدولة) ووزيرا للخارجية للثقة الكبيرة به انه قادر على هذه الأزمة واجتيازها. وقد وجد بسمارك انذاك فجوة دستورية واستغل الضرائب والاستمرار في ميزانية العام السابق. هذا النصر السياسي الذي جناه بسمارك ادى الى انخفاض شعبيته وحزبه المحافظ فكانت هزيمة انتخابات عام 1863ميلادي والذي كادت ان تنهي حياة بسمارك السياسية لولا دعم الملك له.
في خطابه الاول كوزير اعلى قال ان مصير المانيا الضعيفة الان لن يحددده متكلمون ولن تصنعه الخطابات،ان مصير المانيا لن يتبع الاغلبية بل من ان من يصنعه الحديد والدم. وهي اساس اسلوب الحكم المشهور الان بالنار والحديد. وبدأت بعدها رحلة الوحدة التي استعان بها بجيش بروسيا وبدبلوماسيته الرائعة واستثنى النمسا حتى تكون بروسيا هي اقوى عناصر المانيا الموحدة.
وكان لانتصارات بسمارك العسكرية المتتالية اثره الواضح على رضا الشارع عنه فعادت الغلبة البرلمانية له عام 1868 ميلادي. وحصلت هناك معركة بين بروسيا وحلفائها ضد النمسا انتصر فيها بسمارك فأدى ذلك الى تخوف فرنسا من قوة بروسيا والمانيا الموحدة المتصاعدة فكانت حرب شرسة بدأت في 14-تموز-1870م وأعلنت فرنسا استسلامها في تلك الحرب.
ساهمت هذه الحروب في وحدة الصف الالماني فاستثمر بسمارك هذا الوضع مباشرة وفاوض باقي الدويلات الالمانية في الجنوب والمقاطعات لتعلن القيصرية الالمانية الجديدة بهندسة بسماركية واضحة متكونة من خمس وعشرين مقاطعة في الثامن عشر من كانون ثاني عام 1871 ميلادي ويكون بسمارك المستشار الالماني الاول (بمثابة رئيس الوزراء).
كان بسمارك مؤمنا في ان الطريق الامثل لاقتصاد قوي بغياب المستعمرات التي انفردت في معظمها بريطانيا وفرنسا هو اتباع ما أسماه عسكرة الاقتصاد، أي انه جعل الاقتصاد محكوما بقوانين ومعايير دقيقة جدا تضمن حسن الاداء وجودته.
بقي بسمارك الرجل الاول فعليا رغم تغير الملوك حتى عام 1888 عندما جاء الملك فريدرتش الثالث واجبر المستشار على الاستقالة عام 1890 حيث ان الملك كان يريد الحكم لوحده. بقي بسمارك بعيدا عن السياسة حتى توفي في 30تموز من عام 1898ميلادي في مدينة فريدريشزروه بمحاذاة مدينة هامبورغ.وقد كانت له جنازة ضخمة أكدت شعبيته الجارفة ونال لقب مواطن شرف في عدة مدن ألمانية مثل ميونخ وهامبورغ وكولونيا. وما زالت هناك تماثيل وانصبة صنعت له في كل أرجاء المانيا حتى أجمع الجميع على انه الاكثر شعبية في تاريخ المانيا.