- الأحد إبريل 25, 2010 2:09 pm
#26420
صفقة تسليم زعيم جندالله وأكاذيب النظام الإيراني
من له ابسط إلمام بفنون والقصص المسرحية و الفبركات الإعلامية التي تصنعها الأجهزة المخابراتية سوف يكتشف ما مدى هزالة المسرحية الإعلامية لوزارة الاستخبارات الإيرانية التي وضعت للتغطية على عملية اعتقال زعيم حركة جندالله البلوشية " عبد المالك ريغي " الذي تم تسيلمه عبر صفقة خسيسة , وان هذه المسرحية الإعلامية ليس سوى فبركة مفضوحة يعتريها الكثير من الغباء وباستطاعة أي قارئ ومستمع لتصريحات المسؤولين الإيرانيين اكتشاف الأكاذيب و التناقضات في تصريحات هؤلاء المسؤولين . وهنا سوف نستعرض بعض من هذه التصريحات المتناقضة ليعرف القارئ والمغشوشين بالنظام الإيراني كيف يقوم هذا النظام بتزييف الحقائق وفبركة المسرحيات الإعلامية للضحك على عقول أتباعه. ولكن قبل ذلك علينا ان نعرف ما الذي اجبر النظام الإيراني على عقد هذه الصفقة ولماذا خرج بهذه المسرحية الإعلامية الهزيلة .
بعد الضربات المتتالية التي وجهتها حركة جندالله لقوات النظام الإيراني في إقليم بلوشستان خلال السنوات الستة الماضية قرر النظام الإيراني في أيار عام 2009 تسليم الحرس الثوري ملف هذه القضية وتكليفه مهمة القضاء على حركة جندالله ‘ وقد عيّن لهذه المهمة نائب قائد القوى البرية في الحرس الجنرال " نور علي شوشتري" وكانت أول خطة وضعها هذا الجنرال هي استنساخ التجربة الأمريكية في العراق (مجالس الصحوات وأخواتها ) في بناء مليشيات موالية للنظام في إقليم بلوشستان لمحاربة جندالله وذلك عبر كسب بعض شيوخ العشائر و تجار المخدرات ‘ و كانت خطة الحرس الثوري تقوم على استغلال هذه العصابات وبعض الزعامات العشائرية لوضعها في مواجهة جندالله بعد ان عجزت القوات الإيرانية خلال ستة سنوات من القضاء على هذه الحركة .وفي يوم الأحد 18تشيرين الاول العام الماضي وعند ما كان قادة الحرس الثوري وعلى رأسهم نائب قائد سلاح البر ,يعقدون اجتماع ببعض شيوخ العشائر و رؤوس تجار المخدرات في مدينة " سرباز " على الحدود مع باكستان, فجر فدائي من جندالله نفسه وسط الاجتماع ما أدى الى مقتل وجرح العشرات من المجتمعين من بينهم تسعة من قادة الحرس الثوري وعلى رأسهم الجنرال شوشتري وهو ما أصاب النظام الإيراني بالذهول حيث كشف هذا الانفجار عن حجم القوة التي تتمتع بها جندالله و هشاشة جهاز الاستخبارات الإيرانية , وهو ما دفع النظام الى القيام بتغييرات كبيرة في جهازي الحرس الثوري والاستخبارات والعمل على الوصل الى زعيم حركة جندالله شخصيا مهما كلف الأمر. ولهذه الغاية فقد ذهب وزير الداخلية الإيرانية الى إسلام آباد وعرض وقف دعم بلاده للحركات المسلحة الباكستانية الشيعية وغيرها من الحركات الأخرى مقابل تسليم زعيم جندالله . كما قام وزير الخارجية الإيرانية منوجهر متكي هو الآخر بزيارة باكستان وعرض عليها دعما سياسيا واقتصاديا يتضمن هبة نفطية وغازية كبرى مقابل تسليم عبدالمالك ريغي أو طرده من الأراضي الباكستانية التي كان قد لجئ أليها بعد عملية تفجير مدينة " سرباز" . وبموازاة ذلك فقد قام النظام الإيراني بطلب المفاوضات مع حركة جندالله على أمل ان يستطيع تهدأت الجبهة الشرقية للبلاد حيث كان يخوض حرب مع المعارضة في شوارع طهران والمدن الكبرى , وبذات الوقت أيضا كان يأمل ان تؤدي هذه المناورة الى التعرف على مراكز حركة جندالله و الإيقاع بزعيمها , و طوال تلك المفاوضات كانت باكستان تضغط على السيد عبدالمالك ريغي وتهدده بضرورة مغادرة أراضيها بغية إجباره على القبول بالامتلاءات الإيرانية . إلا ان الحركة كانت واعية لهذه اللعبة وسايرت النظام حيث كانت تعلم نواياه وبعد ذلك أصدرت بتاريخ 20 من شباط الجاري بيان أعلنت فيه عن فشل المفاوضات وكشفت خديعة وأغراض النظام منها.
سوف أتوقف هنا عن متابعة ما جرى بعد ذلك واترك الحديث الى مقال آخر لأعود الى تصريحات المسؤولين الإيرانيين المتناقضة بشأن اعتقال عبدالمالك ريغي .
لقد حاولت السلطات الإيرانية ان تصنع من هذه القضية وكأنها فتح الفتوح لترفع من معنويات أجهزتها الاستخباراتية وإظهارها وكأنها شبح قادر على الوصول الى اي شخص يعارض نظام الملالي . علما ان السلطات الإيرانية تطلق على عناصر استخباراتها تسمية ( جنود الإمام المهدي المنتظر السريين ) , ولكن قد يتساءل سائل اين هؤلاء الجنود عن سلسلة الاغتيالات التي طالت العديد من المثقفين والسياسيين الإصلاحيين الإيراني عام 1998م ولم يتم الكشف عن القتلة الى الآن؟.
ثم أين كان جنود المهدي المنتظر عن عملية اختطف معاون وزير الدفاع الإيراني " علي عسكري" في تركية قبل ثلاثة أعوام والذي لم يعرف مصيره بعد ؟ وأين هؤلاء الجنود عن سر اختفاء العالم النووي " شهرام أميري "الذي خرج من إيران ولم يعد ؟. وأين هم من جنود الإمام الغائب من قتلة العالم النووي الإيراني " مسعود علي محمدي" الذي تم اغتياله أمام باب داره في طهران يوم الثلاثاء 12-1-2010 م و الذي وجهت تهمة اغتياله الى عملاء الموساد الإسرائيلي , فلماذا يجبن جنود الإمام المهدي في مواجهة عناصر الموساد الصهيوني وغيرهم من عملاء المخابرات الأخرى فيما تبرز بطولاتهم في مواجهة جندالله والمقهورين من أبناء الشعوب الإيراني ؟ .
لقد زعم وزير الاستخبارات الإيرانية الشيخ " حيدر مصلحي "عقب الإعلان عن اعتقال عبدالمالك ريغي ان الأخير كان يتلقى الدعم من الولايات المتحدة الأمريكية و بريطانيا وإسرائيل و دول إقليمية, الى جانب باكستان . و أعلن ان الاستخبارات الإيرانية ألقت القبض على " ريغي" بعد 24 ساعة فقط من مغادرته مقر المخابرات الأمريكية في أفغانستان وجرى اعتقاله عندما كان في طريق عودته من دبي الى قرقيزستان!!.
و هنا سوف نتوقف قليل عند هذه التصريحات , اولا, لو كان عبدالمالك ريغي وحركته يحظى بدعم هذه الدول كلها فهل من المعقول ان هذه الدول تعجز عن حمايته وتتركه بدون مأوى فريسة المخابرات الإيرانية؟. ثم هل يعقل ان حركة تحظى بدعم كل هذه الدول وليس لها على سبيل المثال قناة فضائية أو وسيلة إعلامية أخرى معتبرة يمكن ان تخاطب من خلاله الشعب البلوشي والشعوب الإيرانية الأخرى لإبلاغ أهدافها؟. فانظروا الى حزب الله اللبناني وإمكانياته المالية والعسكرية والإعلامية وهو لا يحظى إلا بدعم دولة واحدة وهي إيران فقط, فهل هناك قياس بين إمكانيات حزب الله المدعوم من دولة واحدة وبين إمكانيات حركة جندالله التي تزعم إيران انها مدعومة من قبل أكثر من دولتين عظميين و دول إقليمية أخرى ؟.
ثانيا , إذا كانت المخابرات الأمريكية داعمة لعبد المالك ريغي وهو كان في مقرها في كابول قبل اعتقاله بـ 24ساعة , حسب زعم وزير الاستخبارات الإيرانية, فما الغاية من ان يجري نقل ريغي الى دبي ومن ثم الى قرقيزستان وهو رجل مطلوب وملاحق من قبل إيران ودبي ساحة مفتوحة للمخابرات الإيرانية والدولية , والاهم من ذلك ان دبي وقبل أيام قلائل فقط كانت قد شهدت جريمة اغتيال كبرى لأحد قيادات حركة حماس ( الشهيد محمود المبحوح ) والجو فيها أصبح مخابراتي الى ابعد الحدود , الم يكن بإمكان أمريكا أو بريطانيا أو غيرها من الدول الداعمة لجندالله ان تقوم بنقل ريغي مباشرة الى قرقيزستان بدل من ان تخاطر به وترسله الى دبي ومن ثم يدخل الأجواء الإيرانية في طريقه الى قرقيزستان ليعتقل من خلال عملية قرصنة جوية ؟, فهل المخابرات الأمريكية بهذه الدرجة من الحماقة حتى تخاطر برجل مثل ريغي؟.
ثالثا , لقد زعمت إيران انها بجهودها وحدها استطاعت ان تعتقل عبدالمالك ريغي نتيجة تتبع استمر أشهر, غير ان السفير الباكستاني في طهران " محمد عباسي " و مسئولون باكستانيون آخرون قد صرحوا لوسائل أكد أن باكستان ساعدت إيران على اعتقال عبدالمالك ريغي . وهنا يطرح السؤال آخر, إذا كان عبدالمالك ريغي يحظى بدعم المخابرات الأمريكية ومخابرات دولية أخرى , كما تزعم طهران , فكيف استطاعت باكستان ان تتعاون مع إيران في القبض عليه والكل يعلم متانة العلاقات التي تربط حكومة الإسلام آباد بواشنطن فهي علاقات تحالف مماثلة للتحالف القائم بين الحكومات العراقية والأفغانية مع أمريكا , فكيف أذن تجرأ باكستان على تسليم حليف أمريكي الى إيران ما لم تكن قد حصلت على ضوء اخضر منها ؟. فأذن لم تكن أمريكا لتسمح بحصول ذلك ما لم تكن قد قبضت ثمنا غاليا وحققت مطلبا مهما من وراء ذلك.
لقد أكدنا من قبل ان عملية تسليم زعيم حركة جندالله البلوشية السيد عبدالمالك ريغي قد تمت عبر صفقة مخابراتية خسيسة وأننا سوف نواصل الكتابة عن هذه الصفقة و في النهاية سوف نعرض المستندات والأدلة الموثقة التي تثبت حدوث هذه الصفقة .
من له ابسط إلمام بفنون والقصص المسرحية و الفبركات الإعلامية التي تصنعها الأجهزة المخابراتية سوف يكتشف ما مدى هزالة المسرحية الإعلامية لوزارة الاستخبارات الإيرانية التي وضعت للتغطية على عملية اعتقال زعيم حركة جندالله البلوشية " عبد المالك ريغي " الذي تم تسيلمه عبر صفقة خسيسة , وان هذه المسرحية الإعلامية ليس سوى فبركة مفضوحة يعتريها الكثير من الغباء وباستطاعة أي قارئ ومستمع لتصريحات المسؤولين الإيرانيين اكتشاف الأكاذيب و التناقضات في تصريحات هؤلاء المسؤولين . وهنا سوف نستعرض بعض من هذه التصريحات المتناقضة ليعرف القارئ والمغشوشين بالنظام الإيراني كيف يقوم هذا النظام بتزييف الحقائق وفبركة المسرحيات الإعلامية للضحك على عقول أتباعه. ولكن قبل ذلك علينا ان نعرف ما الذي اجبر النظام الإيراني على عقد هذه الصفقة ولماذا خرج بهذه المسرحية الإعلامية الهزيلة .
بعد الضربات المتتالية التي وجهتها حركة جندالله لقوات النظام الإيراني في إقليم بلوشستان خلال السنوات الستة الماضية قرر النظام الإيراني في أيار عام 2009 تسليم الحرس الثوري ملف هذه القضية وتكليفه مهمة القضاء على حركة جندالله ‘ وقد عيّن لهذه المهمة نائب قائد القوى البرية في الحرس الجنرال " نور علي شوشتري" وكانت أول خطة وضعها هذا الجنرال هي استنساخ التجربة الأمريكية في العراق (مجالس الصحوات وأخواتها ) في بناء مليشيات موالية للنظام في إقليم بلوشستان لمحاربة جندالله وذلك عبر كسب بعض شيوخ العشائر و تجار المخدرات ‘ و كانت خطة الحرس الثوري تقوم على استغلال هذه العصابات وبعض الزعامات العشائرية لوضعها في مواجهة جندالله بعد ان عجزت القوات الإيرانية خلال ستة سنوات من القضاء على هذه الحركة .وفي يوم الأحد 18تشيرين الاول العام الماضي وعند ما كان قادة الحرس الثوري وعلى رأسهم نائب قائد سلاح البر ,يعقدون اجتماع ببعض شيوخ العشائر و رؤوس تجار المخدرات في مدينة " سرباز " على الحدود مع باكستان, فجر فدائي من جندالله نفسه وسط الاجتماع ما أدى الى مقتل وجرح العشرات من المجتمعين من بينهم تسعة من قادة الحرس الثوري وعلى رأسهم الجنرال شوشتري وهو ما أصاب النظام الإيراني بالذهول حيث كشف هذا الانفجار عن حجم القوة التي تتمتع بها جندالله و هشاشة جهاز الاستخبارات الإيرانية , وهو ما دفع النظام الى القيام بتغييرات كبيرة في جهازي الحرس الثوري والاستخبارات والعمل على الوصل الى زعيم حركة جندالله شخصيا مهما كلف الأمر. ولهذه الغاية فقد ذهب وزير الداخلية الإيرانية الى إسلام آباد وعرض وقف دعم بلاده للحركات المسلحة الباكستانية الشيعية وغيرها من الحركات الأخرى مقابل تسليم زعيم جندالله . كما قام وزير الخارجية الإيرانية منوجهر متكي هو الآخر بزيارة باكستان وعرض عليها دعما سياسيا واقتصاديا يتضمن هبة نفطية وغازية كبرى مقابل تسليم عبدالمالك ريغي أو طرده من الأراضي الباكستانية التي كان قد لجئ أليها بعد عملية تفجير مدينة " سرباز" . وبموازاة ذلك فقد قام النظام الإيراني بطلب المفاوضات مع حركة جندالله على أمل ان يستطيع تهدأت الجبهة الشرقية للبلاد حيث كان يخوض حرب مع المعارضة في شوارع طهران والمدن الكبرى , وبذات الوقت أيضا كان يأمل ان تؤدي هذه المناورة الى التعرف على مراكز حركة جندالله و الإيقاع بزعيمها , و طوال تلك المفاوضات كانت باكستان تضغط على السيد عبدالمالك ريغي وتهدده بضرورة مغادرة أراضيها بغية إجباره على القبول بالامتلاءات الإيرانية . إلا ان الحركة كانت واعية لهذه اللعبة وسايرت النظام حيث كانت تعلم نواياه وبعد ذلك أصدرت بتاريخ 20 من شباط الجاري بيان أعلنت فيه عن فشل المفاوضات وكشفت خديعة وأغراض النظام منها.
سوف أتوقف هنا عن متابعة ما جرى بعد ذلك واترك الحديث الى مقال آخر لأعود الى تصريحات المسؤولين الإيرانيين المتناقضة بشأن اعتقال عبدالمالك ريغي .
لقد حاولت السلطات الإيرانية ان تصنع من هذه القضية وكأنها فتح الفتوح لترفع من معنويات أجهزتها الاستخباراتية وإظهارها وكأنها شبح قادر على الوصول الى اي شخص يعارض نظام الملالي . علما ان السلطات الإيرانية تطلق على عناصر استخباراتها تسمية ( جنود الإمام المهدي المنتظر السريين ) , ولكن قد يتساءل سائل اين هؤلاء الجنود عن سلسلة الاغتيالات التي طالت العديد من المثقفين والسياسيين الإصلاحيين الإيراني عام 1998م ولم يتم الكشف عن القتلة الى الآن؟.
ثم أين كان جنود المهدي المنتظر عن عملية اختطف معاون وزير الدفاع الإيراني " علي عسكري" في تركية قبل ثلاثة أعوام والذي لم يعرف مصيره بعد ؟ وأين هؤلاء الجنود عن سر اختفاء العالم النووي " شهرام أميري "الذي خرج من إيران ولم يعد ؟. وأين هم من جنود الإمام الغائب من قتلة العالم النووي الإيراني " مسعود علي محمدي" الذي تم اغتياله أمام باب داره في طهران يوم الثلاثاء 12-1-2010 م و الذي وجهت تهمة اغتياله الى عملاء الموساد الإسرائيلي , فلماذا يجبن جنود الإمام المهدي في مواجهة عناصر الموساد الصهيوني وغيرهم من عملاء المخابرات الأخرى فيما تبرز بطولاتهم في مواجهة جندالله والمقهورين من أبناء الشعوب الإيراني ؟ .
لقد زعم وزير الاستخبارات الإيرانية الشيخ " حيدر مصلحي "عقب الإعلان عن اعتقال عبدالمالك ريغي ان الأخير كان يتلقى الدعم من الولايات المتحدة الأمريكية و بريطانيا وإسرائيل و دول إقليمية, الى جانب باكستان . و أعلن ان الاستخبارات الإيرانية ألقت القبض على " ريغي" بعد 24 ساعة فقط من مغادرته مقر المخابرات الأمريكية في أفغانستان وجرى اعتقاله عندما كان في طريق عودته من دبي الى قرقيزستان!!.
و هنا سوف نتوقف قليل عند هذه التصريحات , اولا, لو كان عبدالمالك ريغي وحركته يحظى بدعم هذه الدول كلها فهل من المعقول ان هذه الدول تعجز عن حمايته وتتركه بدون مأوى فريسة المخابرات الإيرانية؟. ثم هل يعقل ان حركة تحظى بدعم كل هذه الدول وليس لها على سبيل المثال قناة فضائية أو وسيلة إعلامية أخرى معتبرة يمكن ان تخاطب من خلاله الشعب البلوشي والشعوب الإيرانية الأخرى لإبلاغ أهدافها؟. فانظروا الى حزب الله اللبناني وإمكانياته المالية والعسكرية والإعلامية وهو لا يحظى إلا بدعم دولة واحدة وهي إيران فقط, فهل هناك قياس بين إمكانيات حزب الله المدعوم من دولة واحدة وبين إمكانيات حركة جندالله التي تزعم إيران انها مدعومة من قبل أكثر من دولتين عظميين و دول إقليمية أخرى ؟.
ثانيا , إذا كانت المخابرات الأمريكية داعمة لعبد المالك ريغي وهو كان في مقرها في كابول قبل اعتقاله بـ 24ساعة , حسب زعم وزير الاستخبارات الإيرانية, فما الغاية من ان يجري نقل ريغي الى دبي ومن ثم الى قرقيزستان وهو رجل مطلوب وملاحق من قبل إيران ودبي ساحة مفتوحة للمخابرات الإيرانية والدولية , والاهم من ذلك ان دبي وقبل أيام قلائل فقط كانت قد شهدت جريمة اغتيال كبرى لأحد قيادات حركة حماس ( الشهيد محمود المبحوح ) والجو فيها أصبح مخابراتي الى ابعد الحدود , الم يكن بإمكان أمريكا أو بريطانيا أو غيرها من الدول الداعمة لجندالله ان تقوم بنقل ريغي مباشرة الى قرقيزستان بدل من ان تخاطر به وترسله الى دبي ومن ثم يدخل الأجواء الإيرانية في طريقه الى قرقيزستان ليعتقل من خلال عملية قرصنة جوية ؟, فهل المخابرات الأمريكية بهذه الدرجة من الحماقة حتى تخاطر برجل مثل ريغي؟.
ثالثا , لقد زعمت إيران انها بجهودها وحدها استطاعت ان تعتقل عبدالمالك ريغي نتيجة تتبع استمر أشهر, غير ان السفير الباكستاني في طهران " محمد عباسي " و مسئولون باكستانيون آخرون قد صرحوا لوسائل أكد أن باكستان ساعدت إيران على اعتقال عبدالمالك ريغي . وهنا يطرح السؤال آخر, إذا كان عبدالمالك ريغي يحظى بدعم المخابرات الأمريكية ومخابرات دولية أخرى , كما تزعم طهران , فكيف استطاعت باكستان ان تتعاون مع إيران في القبض عليه والكل يعلم متانة العلاقات التي تربط حكومة الإسلام آباد بواشنطن فهي علاقات تحالف مماثلة للتحالف القائم بين الحكومات العراقية والأفغانية مع أمريكا , فكيف أذن تجرأ باكستان على تسليم حليف أمريكي الى إيران ما لم تكن قد حصلت على ضوء اخضر منها ؟. فأذن لم تكن أمريكا لتسمح بحصول ذلك ما لم تكن قد قبضت ثمنا غاليا وحققت مطلبا مهما من وراء ذلك.
لقد أكدنا من قبل ان عملية تسليم زعيم حركة جندالله البلوشية السيد عبدالمالك ريغي قد تمت عبر صفقة مخابراتية خسيسة وأننا سوف نواصل الكتابة عن هذه الصفقة و في النهاية سوف نعرض المستندات والأدلة الموثقة التي تثبت حدوث هذه الصفقة .
راح الي راح ... ماعادلي غالي