- الأحد إبريل 25, 2010 2:25 pm
#26421
من الطبيعي أن تتجرأ دول الشذوذ الغربية، كبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة، على عرقلة تنفيذ المادة 16 والتي تجيز لمجلس الأمن تعليق قرار ملاحقة الرئيس السوداني عمر حسن البشير الذي أصبح من الواضح أنه سيصدر عن المحكمة الجنائية الدولية قريباً.
قلت من الطبيعي أن تتجرأ هذه الدول على عرقلة القرار، ليس فقط لأنها دول فساد أخلاقي وإجرام سياسي بحق الدول العربية التي لا تزال ترزح تحت الاستعمار الغربي غير المباشر إلى يومنا هذا، ولكنه من الطبيعي أيضاً، لأن الجامعة العربية المغدورة أرسلت وفدها إلى نيويورك، لتوقيف ملاحقة الرئيس السوداني لمدة عام، ولم يذهب الوفد ليقلب الطاولة على رؤوس أمريكا ومن لف لفها. فعندما يذهب الوفد العربي إلى نيويورك وهو يتوسل رضا أمريكا وأوربا، فلن يحصل عليه أبداً، وهل تقذف الأفاعي أرانبَ. فكيف للدول الإجرامية الغربية التي قامت على سفك الدماء أن تنظر باحترام إلى شعوب أو رؤساء الدول التي تعودت التوسل فقط. ولو كان في الجامعة العربية بقية من حياء ونخوة وعروبة، لما سمحت أصلاً لأوكامبو أن يتجرأ على ذكر الرئيس السوداني على لسانه، بل وما سمحت لأمريكا ولا للسفير الفرنسي أن يتبجح بإعلانه صراحة أنه يريد لهذا القرار أن يصدر ويريد للرئيس السوداني أن يسلَّم إلى المحكمة الدولية.
الوفد العربي الخجول في أمريكا، ما دافع عن العراق العظيم يوماً، وشاهد عمرو موسى الأمين العام للجامعة المغدورة، رئيس العراق الشرعي صدام حسين وهو يعدم على يد عصابات البِيض فما اهتزت مشاعره، وبالكاد تلا بياناً هزيلاً أدان فيه هذه الجريمة الكبرى. وأمين الجامعة المبجل ترك الصومال لجلاديه، وإذا فتحت موقع الجامعة العربية في المسياح (النت) فلعلك لا تجد إدانة لإسقاط عاصمة عربية بيد العصابات الإثيوبية المدعومة صهيونيا.
ولم تستطع الجامعة أن تفعل شيئاً لغزة وأهلها يشربون الفوسفور الأبيض وما فعلت من قبل شيئاً للبنان ولا لسوريا ولا مصر ولا لغيرها.
ولما كان الغرب يعرف مستوى هذه الجامعة وضعفها ومهانتها على الناس، لم يلتفت إلى وفدها في نيويورك، ولم يعباً به، وما إن انتهى الاجتماع المغلق مع الوفد الأوروبي حتى صرح المندوب الفرنسي أن الدول الأوروبية، تؤيد صدور قرار الملاحقة وتقديم الرئيس البشير إلى المحاكمة.
مشكلة العرب اليوم أنهم تركوا الجهاد وتناسوا المقاومة، وعدلوا حتى عن الممانعة، وأصبحوا يخافون من وصفهم بالإرهاب. ولذلك أردوا أن يظهروا للعالم بأنهم الحمل الوديع الذي ينبذ الإرهاب أي ينبذون الدفاع عن أرضهم وعن رموزهم، ولقد رأيتم كيف قتل ياسر عرفات رحمه الله، ومن بعده صدام حسين، وما تجرأت دولة عربية أو إسلامية على الثأر لهما، لأن الأمة اليوم ميتة لا حياة فيها.
كنت قد كتبت مقالاً قبل عدة أشهر حذرت فيه السودان من التعاون مع الجامعة العربية في مسألة المحكمة الجنائية ولكن الحكومة السودانية اختارت الموقف الخطأ، باللجوء إلى الجامعة التي عقدت وقتها اجتماعاً في القاهرة، أعلن بعده عمرو موسى أن هناك خطة سرية، في سبيل إيقاف ملاحقة الرئيس البشير، وقد كثرت التكهنات وقتها حول الخطة السرية تلك، حتى ذهب المتفائلون إلى حد تصور أن عمرو موسى اجتمع مع وزراء الدفاع العرب، وأن الخطة تقضي بمهاجمة مصالح العدو وتدميرها، أو على الأقل إصدار مذكرة توقيف مباشرة بحق أوكامبو، والقبض عليه أينما وجد وتسليمه لعمرو موسى لمحاكمته. ولكن الحقيقة لم تكن ولن تكون كذلك، فالخطة السرية تتلخص بأن يتسول وفد الجامعة العربية رضا الغرب، ويحلف أمامهم الأيمان أن السودان لن يعود إلى هذا الخطأ ,وأنه يطلب التوبة، وهكذا ستكون النتيجة كنتيجة تدخل الجامعة في مساعدة فلسطين منذ العام 1948.
إذا أراد الوفد العربي فعلاً أن يوقف قرار الملاحقة بحق السيد رئيس السودان فليعلن فوراً من نيويورك، أن الجامعة العربية كلها تعلن الانسحاب من مجلس الأمن، ومن الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأنها ستعيش بالتكامل الاقتصادي البيني، وأن لا علاقات مع دول الفساد الغربي إلا بعد أن تتحقق مطالب الجامعة كلها في مسألة السيد البشير وغيرها، ولكن هيهات هيهات. فإن الجامعة اليوم هي جزء من المشكلة ولنقل بصدق أكثر فهي جزء من المؤامرة على السودان، كما كانت قبل أيام جزءاً من المؤامرة على غزة، وكما كانت قبل سنوات جزءاً من المؤامرة على فلسطين وأدت إلى ضياعها.
لم يمر في خلدي أبداً أن مجلس الأمن سيستجيب لوفد ميت، لا يجرأ على الاعتراض على عدوه ولو فعل فيه ما فعل. ولقد رأيتم سيادة أمين الجامعة كيف بقي ملتصقا ببيريز في مؤتمر دافوس بينما كال له أردوغان الإهانات تلو الإهانات.
لم يبق أمام السودان إلا العودة إلى فكرة المقاومة والتسلح بفقه الحرب والجهاد، وتجنب ثقافة الحياة التي بشرنا بها كتاب الهزيمة والهوان.
لا للمحكمة الجنائية ولا لمجلس الأمن ومرحباً بالموت في سبيل الله، في سبيل العزة والشرف.
بيد أنني أوجه هنا الدعوة إلى كل قطر عربي لا يزال في زعامته بعض نخوة أن يقف حكومة وشعباً مع السودان، ويلتحم به، حتى تكون مشكلة السودان مشكلته. فالدور قادم على الدول العربية كافة واحدة تلو الأخرى.
عجباً لهذه الأمة التي ترى كيف يتحكم الغرب بها، وكيف يستبيح العدو قتل أبنائها واحتلال أراضيها فلا تنتفض ولا تتحرك، ألم ير أعضاء الجامعة العربية الكرام، غزة وهي تحترق والعراق وهي تسرق وفلسطين وهي تسلب؟ لماذا لم تتقدم دولة عربية واحدة إلى المحكمة الجنائية وتطالب بمحاكمة بيريز مثلاً أو جورج بوش أم أن دمهم مقدس ودمنا من الماء.
إن كانت الحكومات العربية قد ماتت، فهلا من شعوب حية تثور وتحرق الأخضر قبل اليابس وتثبت أنها هي صاحبة الأمر والقول و"إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم".
قلت من الطبيعي أن تتجرأ هذه الدول على عرقلة القرار، ليس فقط لأنها دول فساد أخلاقي وإجرام سياسي بحق الدول العربية التي لا تزال ترزح تحت الاستعمار الغربي غير المباشر إلى يومنا هذا، ولكنه من الطبيعي أيضاً، لأن الجامعة العربية المغدورة أرسلت وفدها إلى نيويورك، لتوقيف ملاحقة الرئيس السوداني لمدة عام، ولم يذهب الوفد ليقلب الطاولة على رؤوس أمريكا ومن لف لفها. فعندما يذهب الوفد العربي إلى نيويورك وهو يتوسل رضا أمريكا وأوربا، فلن يحصل عليه أبداً، وهل تقذف الأفاعي أرانبَ. فكيف للدول الإجرامية الغربية التي قامت على سفك الدماء أن تنظر باحترام إلى شعوب أو رؤساء الدول التي تعودت التوسل فقط. ولو كان في الجامعة العربية بقية من حياء ونخوة وعروبة، لما سمحت أصلاً لأوكامبو أن يتجرأ على ذكر الرئيس السوداني على لسانه، بل وما سمحت لأمريكا ولا للسفير الفرنسي أن يتبجح بإعلانه صراحة أنه يريد لهذا القرار أن يصدر ويريد للرئيس السوداني أن يسلَّم إلى المحكمة الدولية.
الوفد العربي الخجول في أمريكا، ما دافع عن العراق العظيم يوماً، وشاهد عمرو موسى الأمين العام للجامعة المغدورة، رئيس العراق الشرعي صدام حسين وهو يعدم على يد عصابات البِيض فما اهتزت مشاعره، وبالكاد تلا بياناً هزيلاً أدان فيه هذه الجريمة الكبرى. وأمين الجامعة المبجل ترك الصومال لجلاديه، وإذا فتحت موقع الجامعة العربية في المسياح (النت) فلعلك لا تجد إدانة لإسقاط عاصمة عربية بيد العصابات الإثيوبية المدعومة صهيونيا.
ولم تستطع الجامعة أن تفعل شيئاً لغزة وأهلها يشربون الفوسفور الأبيض وما فعلت من قبل شيئاً للبنان ولا لسوريا ولا مصر ولا لغيرها.
ولما كان الغرب يعرف مستوى هذه الجامعة وضعفها ومهانتها على الناس، لم يلتفت إلى وفدها في نيويورك، ولم يعباً به، وما إن انتهى الاجتماع المغلق مع الوفد الأوروبي حتى صرح المندوب الفرنسي أن الدول الأوروبية، تؤيد صدور قرار الملاحقة وتقديم الرئيس البشير إلى المحاكمة.
مشكلة العرب اليوم أنهم تركوا الجهاد وتناسوا المقاومة، وعدلوا حتى عن الممانعة، وأصبحوا يخافون من وصفهم بالإرهاب. ولذلك أردوا أن يظهروا للعالم بأنهم الحمل الوديع الذي ينبذ الإرهاب أي ينبذون الدفاع عن أرضهم وعن رموزهم، ولقد رأيتم كيف قتل ياسر عرفات رحمه الله، ومن بعده صدام حسين، وما تجرأت دولة عربية أو إسلامية على الثأر لهما، لأن الأمة اليوم ميتة لا حياة فيها.
كنت قد كتبت مقالاً قبل عدة أشهر حذرت فيه السودان من التعاون مع الجامعة العربية في مسألة المحكمة الجنائية ولكن الحكومة السودانية اختارت الموقف الخطأ، باللجوء إلى الجامعة التي عقدت وقتها اجتماعاً في القاهرة، أعلن بعده عمرو موسى أن هناك خطة سرية، في سبيل إيقاف ملاحقة الرئيس البشير، وقد كثرت التكهنات وقتها حول الخطة السرية تلك، حتى ذهب المتفائلون إلى حد تصور أن عمرو موسى اجتمع مع وزراء الدفاع العرب، وأن الخطة تقضي بمهاجمة مصالح العدو وتدميرها، أو على الأقل إصدار مذكرة توقيف مباشرة بحق أوكامبو، والقبض عليه أينما وجد وتسليمه لعمرو موسى لمحاكمته. ولكن الحقيقة لم تكن ولن تكون كذلك، فالخطة السرية تتلخص بأن يتسول وفد الجامعة العربية رضا الغرب، ويحلف أمامهم الأيمان أن السودان لن يعود إلى هذا الخطأ ,وأنه يطلب التوبة، وهكذا ستكون النتيجة كنتيجة تدخل الجامعة في مساعدة فلسطين منذ العام 1948.
إذا أراد الوفد العربي فعلاً أن يوقف قرار الملاحقة بحق السيد رئيس السودان فليعلن فوراً من نيويورك، أن الجامعة العربية كلها تعلن الانسحاب من مجلس الأمن، ومن الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأنها ستعيش بالتكامل الاقتصادي البيني، وأن لا علاقات مع دول الفساد الغربي إلا بعد أن تتحقق مطالب الجامعة كلها في مسألة السيد البشير وغيرها، ولكن هيهات هيهات. فإن الجامعة اليوم هي جزء من المشكلة ولنقل بصدق أكثر فهي جزء من المؤامرة على السودان، كما كانت قبل أيام جزءاً من المؤامرة على غزة، وكما كانت قبل سنوات جزءاً من المؤامرة على فلسطين وأدت إلى ضياعها.
لم يمر في خلدي أبداً أن مجلس الأمن سيستجيب لوفد ميت، لا يجرأ على الاعتراض على عدوه ولو فعل فيه ما فعل. ولقد رأيتم سيادة أمين الجامعة كيف بقي ملتصقا ببيريز في مؤتمر دافوس بينما كال له أردوغان الإهانات تلو الإهانات.
لم يبق أمام السودان إلا العودة إلى فكرة المقاومة والتسلح بفقه الحرب والجهاد، وتجنب ثقافة الحياة التي بشرنا بها كتاب الهزيمة والهوان.
لا للمحكمة الجنائية ولا لمجلس الأمن ومرحباً بالموت في سبيل الله، في سبيل العزة والشرف.
بيد أنني أوجه هنا الدعوة إلى كل قطر عربي لا يزال في زعامته بعض نخوة أن يقف حكومة وشعباً مع السودان، ويلتحم به، حتى تكون مشكلة السودان مشكلته. فالدور قادم على الدول العربية كافة واحدة تلو الأخرى.
عجباً لهذه الأمة التي ترى كيف يتحكم الغرب بها، وكيف يستبيح العدو قتل أبنائها واحتلال أراضيها فلا تنتفض ولا تتحرك، ألم ير أعضاء الجامعة العربية الكرام، غزة وهي تحترق والعراق وهي تسرق وفلسطين وهي تسلب؟ لماذا لم تتقدم دولة عربية واحدة إلى المحكمة الجنائية وتطالب بمحاكمة بيريز مثلاً أو جورج بوش أم أن دمهم مقدس ودمنا من الماء.
إن كانت الحكومات العربية قد ماتت، فهلا من شعوب حية تثور وتحرق الأخضر قبل اليابس وتثبت أنها هي صاحبة الأمر والقول و"إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم".
راح الي راح ... ماعادلي غالي